كلية الإمام الحسين الجامعة سابقة تحتضنها كربلاء

عدسة وتحقيق: محمد حميد الصواف

شبكة النبأ: في سابقة هي الأولى من نوعها على مدى التاريخ الشيعي الحديث في العراق بسقت في مدينة كربلاء المقدسة نبتة شماء مباركة، إذا كتب لها النجاح سيكون لثمرها حلاوة يستلذ به القاصي والداني تلقي بظلالها الوارفة على جميع أصقاع المعمورة  من أقصى العالم إلى أدناه كشجرة مباركة أصلها ثابت وفرعها في السماء، ترفع لواء الطف شعارا ومن الحسين اسما ومن قضيته نبراسا لتنير به دروبا أعيتها حلكة الظلمة وتزيل غشاوة الزيف والطغيان عن عيون ضّلت طريق الحق، معلنة للملأ عن نفسها بكلية الإمام الحسين الجامعة لتأخذ على عاتقها صقل المواهب والكفاءات الإسلامية من رجال ونساء وإعدادهم إعدادا علميا دقيقا لتكون أول أكاديمية حسينية في العراق.

في مدينة كربلاء المقدسة تحديدا وسط احد أحيائها الهادئة وهو حي الحسين تشخص بناية الكلية بطراز معماري حديث تتوسم واجهتها بعلمين أحمرين يمثلان لواء الإمام الحسين في واقعة الطف يتوسطهما العلم العراقي كأن لسان حاله يعلن عن اعتزاز أرضه باحتضان هذه الكلية كما تشرف باحتضان جسد الحسين والأئمة الأطهار عليهم السلام من قبل, أعلام  ترفرف بفخر فوق تلك السواري العالية تستقبل الزوار بحفاوة كما استقبلنا السيد صادق القزويني عميد الكلية, احد الشخصيات العلمية والأكاديمية البارزة في كربلاء والذي سبق له أن تسنم عدة مناصب في المعاهد والجامعات العراقية في العاصمة والمحافظات، وهو الحاصل على شهادة الماجستير في اللغة العربية باختصاص (الأدب الجاهلي قبل الإسلام) والذي استضافنا بدء في مكتبه الأنيق حيث بادرنا بالإجابة قبل أن نسأله عن ماهية وسبب تأسيس هذه الكلية قائلا: (تبلورت فكرة تأسيس هذه الكلية لدى المؤسسين وعلى رأسهم فضيلة العلامة الشيخ عبد الحميد المهاجر دام عزه قبل سقوط النظام وتم اختيار مدينة كربلاء المقدسة لاحتضان الكلية لما تمثله من قدسية وشرف وتم التريث إلى أن شاء الله زوال النظام السابق ولكن للظروف الأمنية والسياسية تأخر تشييدها حتى العام المنصرم حيث اقتضت الحاجة في الوقت الحالي إلى افتتاحها بعد أن سادت بعض حالات التشرذم و بروز محاولات مشبوهة هدفها تفتيت الوحدة الإسلامية وطمس الهوية المحمدية بالإضافة إلى محولات شق عصا المسلمين خصوصا داخل المذهب الواحد بصورة خاصة والتغاضي المتعمد عن نشر فكر ومناقب أهل البيت عليهم السلام لدى العديد من المؤسسات الرسمية والشعبية التي تنتمي إلى المذهب الجعفري مع شديد الأسف, لذا كان من الضروري تأسيس وافتتاح الكلية في هذا الوقت للملمة شمل المسلمين في البلد الواحد والعالم الإسلامي اجمع حول راية الإمام الحسين عليه السلام المباركة وتوحيدهم صفوفهم).

31.jpgوقبل أن يختتم كلامه دعانا إلى جولة في أروقة الكلية التي ساد أجوائها هدوء اقرب إلى الصمت المطبق تخترقه بين ألفينة والأخرى صوت كما يبدو لأحد التدريسيين من إحدى القاعات الدراسية حيث استطرد بكلامه قائلا: (تضم الكلية الجامعة ثلاث أقسام هي الإعلام والمسرح وهما في طور الإعداد بالإضافة إلى قسم الخطابة الذي نحن نتجول في حرمه ألان وقد تأسس عام 2006/2007 للميلاد أي هذا العام, بعد أن تم وضع خطة مدروسة لقبول الطلبة خريجو المراحل الثانوية من كلا الجنسين ولمختلف الأعمار والاختصاصات العلمية والأدبية والمهنية بعد مرورهم باختبار خاص لتحديد أهليتهم للقبول) .

الخطابة علم قائم بحد ذاته وسنبرهن على ذلك

عندها توجهنا له ببعض الأسئلة لإيضاح الصورة أكثر:

* كم عدد المراحل الدراسية وما هي الشهادة المتحصلة وما هي المواصفات المطلوبة لقبول المتقدمين؟

فأجاب : أسوة بالجامعات الأخرى تمتد المراحل الدراسية لأربع فصول, بعدها يحصل الطالب على شهادة البكالوريوس,أما الشروط المطلوبة لقبول الطالب هي أن يكون حاصلا على الشهادة الثانوية على أن يجتاز اختبار خاص يعتمد على الشخصية واللغة والصوت ومدى حفظه للقران الكريم والأحاديث النبوية الشريفة بالإضافة إلى المعلومات التي يمتلكها والثقافة العامة.

* ما مدى إقبال الطلبة على الكلية وكم وصل عددهم حتى الآن؟

21.jpgبفضل من الله الإقبال جيد فقد بلغ عدد الطلبة 214 ، الذكور 98 والبقية من الإناث ومن مختلف أنحاء المحافظات ومن خارج العراق مع الإشارة إلى كون اغلبهم يمتازون بمعدلات ممتازة ونسب تفوق عالية.

 

 

* من جانبكم ما الرعاية التي تقدمونها للطلبة؟

 أنشأنا أقساما داخلية خاصة للطلبة ولكلا الجنسين بالنسبة للوافدين من خارج المحافظة بالإضافة إلى تقديم وجبتي طعام مجانية لهم فطور وغداء, وقد تم توفير كافة المستلزمات الدراسية والمناهج مجانا أيضا.

* ولكن أليس الخطابة هي فن من فنون الأدب فلم اكتفيتم بالجزء وتركتم البقية؟

هذا صحيح فلا يوجد في العالم قسم خاص بالخاطبة إلا هنا كوننا اعتمدناه كعلم قائم بحد ذاته يحتاج لأن يدرّس بصورة منفردة لما له من أهمية قصوى في نشر المبادئ الإسلامية وخصوصا قضية الحسين عليه السلام, وسنثبت للعالم صحة ما نقول ونحن السباقون في ذلك, ليكون المتخرج متخصصا في هذا المجال علميا وأكاديميا حاملا للقب الخطيب.

عند الثانية عشر ظهرا ارتفع صوت الأذان مدويا في أرجاء الكلية معلنا وقت الصلاة ليتدفق الطلبة من داخل قاعاتهم  حيث اعتمد نظام الأذان الموحد وفسحة للطلبة لإقامة الصلاة وتناول وجبة الغداء عندها استأذننا عميد الكلية بالانصراف تاركا لنا حرية التجول وإجراء لقاءات مع كادر وطلبة الجامعة.

المرأة المسلمة لم تحظ مسبقا بخطيبات منبر أو نساء فقيهات

في احد الممرات حاورنا بعض الفتيات اللاتي كن متوجهات إلى بهو الكلية ووجهنا لهن عدد من الأسئلة الخاصة بالطالبات وما مدى رغبتهن والدوافع التي ساقتهن إلى الالتحاق بالدراسة هنا...

إحدى الطالبات تحدثت لنا دون أن تذكر لنا اسمها وكانت غبطتها الجياشة بادية عليها بفخر رغم كونها كانت ترتدي غطاء الوجه (البوشيّه) لكونها استطاعت الالتحاق بالدراسة هنا بالرغم من كونها من سكنة العاصمة بغداد وتتجشم عناء السفر وفراقها عن أحبائها ولكن حب آل البيت عليهم السلام وتعلقها بالسيدة فاطمة الزهراء عليها السلام دفعها دون تردد للالتحاق بالكلية عندما شاهدت الإعلان على إحدى القنوات الفضائية.

DSC00036.jpgأما الطالبة لبنى مهدي جابر من مدينة الحلة حاصلة على شهادة بكلوريوس انكليزي من جامعة بابل تبلغ من العمر 24 عاما فضلت دراسة الخطابة على ممارسة التدريس فقد كانت تأمل أن تتقن الخطابة لتتمكن من إلقاء الخطب باللغة الانكليزية لكي تستطيع و(الكلام لها) أن تساهم في نقل صورة حقيقية للإسلام ومصيبة أهل البيت عليهم السلام إلى المجتمعات الغربية. 

 

 

DSC00037.jpgفي حين كان دافع الطالبة أُلفت عدنان وهي من أهالي بغداد أيضا وحاصلة على دبلوم طبي هو أن تكون خطيبة متمكنة تستطيع أن تساهم في تثقيف  وخدمة المرأة شرعيا ودينيا واجتماعيا لكون هذه التجربة تعتبر سابقة في المجتمع الاسلامي وحق من حقوقهن كان مغيبا خصوصا والمرأة المسلمة لم تحظ مسبقا بخطيبات منبر أو نساء فقيهات يرجعن إليهن في أمورهن الشرعية.

 

DSC00027.jpg24.jpgتوجهنا بعد نهاية حديثنا إلى المكتبة التي كانت تزخر بكتب التفسير والسيرة والحديث النبوي وكتب التاريخ والأدب البالغ عددها 4000 كتاب والرقم في تزايد مصنفة حسب النظام العشري  كما وضحت لنا أمينة المكتبة وقد خصصت هذه الكتب للاستعارة الداخلية فقط, تجاورها قاعتان منفصلتان للمطالعة أحداهن للطلبة والأخرى  للطالبات تتوسط كلا منهما منضدة خشبية تحيطهما الكراسي وقد انتشر داخلهما عدد من الطلبة, جلسنا إلى جانب احد الطلبة وهو يطالع احد كتب التفسير وبعد التحية استمحناه عذرا للمقاطعة لنوجه إلية بعض الأسئلة عن عمله وحالته الاجتماعية وقد بدا على وجه تقاسيم الكبر بالرغم من كونه متوسط العمر.

 فأجابنا بأنه متزوج وقد رزق بالذرية وهو لا يزال يدرس الفقه إلى  جانب دراسته الخطابة وهو يأمل في حصوله على شهادة البكلريوس في هذا الاختصاص وقد فضل خوض هذه التجربة لحداثتها وفائدتها إلى رجل الدين خاصة عندما تدرس بأسلوب علمي محكم, في حين لا يجد مشقة في التزام الدوام في الكلية لقربها من محل سكنه بالإضافة إلى كونه  متفرغ تماما للدراسة ونهل العلم لما له من اجر وثواب عند الله سبحانه وتعالى  وباستطاعته (على حد قوله) أن يوظف ما يتعلمه في خدمة المجتمع.

 

 

11.jpgوفي غفلة من الوقت الذي استمتعنا به من خلال تلك الحوارات الشيقة أيقظتنا وخزه الجوع حيث فوجئنا إن الساعة بلغت الواحدة بعد الظهر, و لم نكمل ما بدأنا به فتوجهنا إلى بهو الكلية الواقع بجوار مبنى الكلية بحجة شرب الشاي عندها دعانا احد موظفي الكلية إلى وجبة غداء لكن الخجل اخذ منا مأخذه واكتفينا بشرب قدح من الشاي وقطعة من البسكويت قدمت لنا متعذرين بفقدان الشهية ولكن لطافة تصميم البهو وزينته أشعرتنا بشيئ من الراحة والشبع.   

DSC00072.jpgاثناء ذلك سمعنا صوت احد الطلبة وهو يقرأ مقطعا من المقتل الحسيني  (قصة استشهاد الإمام الحسين عليه السلام) وقد أبكى اغلب الطلبة الذين توزعوا في باحة البهو حيث كان يتميز ذلك الطالب المكنى بأبي رقية  بمقدرة كبيرة على تقليد صوت الشيخ المرحوم عبد الزهرة الكعبي عند قراءته المقتل الحسيني،  وهو شاب ميسور الحال متزوج ويمتهن إحدى الحرف التي تدر عليه الرزق الوفير انتظم لدراسة الخطابة كما اخبرنا ليصقل ما يعتبرها موهبة وتطوير أدائه لخدمة ونشر قضية الإمام الحسين (ع) وهو يحظى برعاية خاصة من لدن أساتذته لما يملكه من نبرة صوت تراثية تعيد لنا الذاكرة لشخصية ذات شعبية واسعة في العراق.

بعد نهاية الفترة المخصصة لتناول وجبة الغداء للطلبة عاودنا الكرة في الدخول إلى مبنى الكلية وتوجهنا صوب غرفة التدريسيين لنحاور بعض الأساتذة الذين كانوا جالسين خلف مكاتبهم الموزعة في أرجاء الغرفة.

(ما كل ما يتمنى المرء يدركه   تجري الرياح بما لا تشتهي السفن)

DSC00032.jpgبهذا البيت الشعري استقبلنا الشيخ الخطيب حمزة خضير عباس السلامي وهو أستاذ محاضر في مادة العملي تخرج من كلية الفقه في النجف الاشرف عام 1960 م عمل في التدريس أكثر من خمسون عاما فضلا عن كونه خطيبا منذ منتصف القرن الماضي تحدث لنا والحسرة بادية في ثنايا كلامه:

كنت أتمنى تأسيس مثل هذا المجهود المبارك وأنا شاب ولكن  (ما كل ما يتمنى المرء يدركه   تجري الرياح بما لا تشتهي السفن) كنا نعاني من قلة الكتب والأساتذة فضلا عن الظروف السياسية والأمنية المشددة التي تتوجت على يد النظام ألبعثي بحضر أي نشاط إسلامي  وزج أي مخالف في غياهب السجون على عكس الظروف المؤاتية الآن, لذا اشد على يد القائمين بهذا المجهود متمنيا لهم الموفقية والتطوير.

DSC00009.jpgحاورنا أيضا الدكتور محمد عبد الحسين محمد الخطيب الحاصل على شهادة الدكتوراه في الأدب العباسي عام 1997 وله رسالتان في ألنقد الأدبي هما (ضياء الدين ابن الأثير وصنعه في الكتابة) و(فن الرسائل المشرقية في القرن السادس الهجري) بالإضافة إلى عدد من البحوث والمقالات في الأدب واللغة منشورة في العديد من الصحف والمجلات، سبق وان درس في جامعة بابل ولا يزال يمارس التدريس في جامعة كربلاء, وعند سؤالنا عن الأسباب التي دفعته للانضمام إلى كادر الكلية وما هو نوع المادة التي يدرسها أجابنا قائلا :

 في الحقيقة ما أن علمت بافتتاح هذه الكلية للخطباء الحسينيين ومن يروم التصدي للمنبر الحسيني والذي يعتبر رسالة قائمة بحد ذاتها للإنسانية جمعاء استبشرت خيرا وسارعت للانضمام لهذه التجربة السابقة والرائدة في نفس الوقت, وأنا ادرّس مادة البحث الأكاديمي التي يجب أن يتمتع بها كل خطيب لان الخطابة بطبيعة الحال هي جزء من البحث في العلم سواء كان مدونا أو منطوقا حيث ندرّس الطالب أو الخطيب خلال أربعة أعوام وهي الفترة المقررة للتخرج كيفية ابتداء الخطيب كلمته عند إلقائها على مسامع الناس أي الدخول والى أين يصل وكيف سيخرج منها أو يتمها وبالتالي يبوّب أفكاره تبويبا علميا ومنطقيا مشفوعا بالنصوص التي يلزمها لتكون كلمته شاملة ومؤثرة في نفس الوقت.

DSC00010.jpgأما الدكتور عبود الحلي وهو يمارس التدريس أيضا في كلية التربية جامعة كربلاء بالإضافة إلى كلية الحسين الجامعة أكد خلال حديثة على أهمية وضرورة إنشاء مثل هذه المدارس والكليات التي تستند في دراستها على أدبيات الطف لما لحق القضية الحسينية على مدى التاريخ الإسلامي من محاولات للتزييف والطمس حيث قال:

على مر العصور كان أصحاب المبادئ والقضايا الإنسانية يعانون من قصور إعلامي مقصود أو غير مقصود في نشر قضاياهم وعلى رأسهم كانت القضية الحسينية التي  تناقلتها للأجيال عبر المنبر الحسيني الشريف والذي اثبت نجاحا محدودا نسبة إلى العالم المترامي الأطراف فخلال قرون مضت حاول الكثيرون ممن أزاغ بهم الباطل عن الحق تزييف حقيقة أهل البيت وبخس حقهم بدافع الحقد والحسد والسلطة, لذا كان من المفروض البدء بإنشاء مثل هذه المشاريع العلمية لاستثمارها في نشر حقيقة ما أراد به الإمام الحسين (ع) عند خروجه على الظلم والطغيان و إيصال مبادئ أهل البيت عليهم السلام للعالم لما لها من خدمة للإنسانية, خصوصا بعد انتشار وسائل الإعلام المرئي والمسموع بصورة ميسرة وإتاحة الظروف الملائمة.

 ولهذه الكلية المباركة السبق في إعداد خطباء قادرين ومتمكنين يتقنون أكثر من لغة باستطاعتهم التعامل بعلمية ومهنية مطلقة مع جميع الوسائل الإعلامية وبشتى الظروف ليكون خطيب المنبر الحسيني مصدر إشعاع قادر على استقطاب جميع المسلمين بمختلف مذاهبهم .

وأضاف قائلا: وبناءا على توجيهات سماحة الشيخ عبد الحميد المهاجر اعددنا بدورنا كتدريسيين مناهج تلائم  طلبة  الكلية حيث اعتمدنا على سبيل المثال في قسم الخطابة  كتاب أدبيات الطف وهو يتكون من عشر مجلدات  يدرس الطالب خلال كل عام دراسي ما لا يقل عن 25 نصا أدبيا يتناول خلالها سيرة الشاعر الذاتية والأجواء السياسية المعاصرة لكتابته القصيدة ليكون الخطيب ملما بجميع تفاصيل النص الذي يلقيه مستندا على الوقائع والتاريخ.

تخلينا عن الرسمية بسبب فرض وزارة التعليم العالي مناهج لا تلائم طبيعة الكلية

DSC00069.jpgفي مكتب العلاقات والإعلام التابع للكلية كان لنا هذا أللقاء مع الأستاذ هادي الربيعي مدير المكتب لنستفسر عن بعض الجوانب الإدارية.

- هل هذه الكلية تم الاعتراف بها من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وهل الشهادة الممنوحة للطالب تعد رسمية؟

فأجاب: أحجمنا عن المطالبة من وزارة التعليم والبحث العلمي  بالاعتراف الرسمي لعدم حاجتنا لها أولا بالإضافة إلى فرض الوزارة العديد من الشروط والمناهج التي لا تلائم هدف وطبيعة الكلية ولنا في ذلك سابقة لدى تأسيس إحدى الجامعات المشابهة خصوصا أن جميع المناهج الوزارية لا تأتي على ذكر القضية الحسينية أو سيرة أهل البيت على الرغم من أن غالبية الشعب العراقي هم من أتباعهم عليهم السلام لذا ارتئ المؤسسون الإحجام عن طلب الاعتراف الرسمي لما قد يكون له من مردودا سلبيا في تم تغيير المناهج, وأما شهادة البكلريوس الممنوحة للطالب فهي غير معترف بها رسميا في العراق.

- كيف وجدتم ردود الأفعال الرسمية والشعبية لدى تأسيس الكلية؟

جميع ردود الأفعال كانت مشجعة وعلى جميع المستويات الرسمية منها أو الشعبية على نطاق المحافظة, وقد زار الكلية العديد من الشخصيات والرموز الحكومية والدينية أعرب جميعهم عن سرورهم لتأسيس هذا الكلية  متمنين الاستمرارية والنجاح لها  لما تمثله من أهمية وضرورة في خدمة المجتمعات محليا وإقليميا ودوليا.

DSC00059.jpgفي ختام جولتنا قصدنا قسم الحاسبات والأنترنت والذي اعد لتدريب الطلبة على أنظمة الحاسوب واستخداماته ليكون الخطيب مواكبا للتطورات العلمية وعلى دراية لآخر المستجدات والمتغيرات عبر الشبكة العنكبوتية, حيث تم نصب 20 جهاز حاسوب للتدريب على مختلف البرامج خصص كأحد المواد العلمية في المنهج الدراسي.

عندها غادرنا الكلية ونحن نشعر بالسرور والارتياح بالرغم من مرور أكثر من ست ساعات على مجيئنا إليها بعد أن ودعنا الموظفين بنفس حرارة استقبلونا تفيض قلوبنا أملا  لهذا الصرح العلمي الكبير الاستمرارية والازدهار آملين زيارتها في اقرب فرصة ممكنه.

هذا وكان سماحة الشيخ مرتضى معاش رئيس مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام  قد زار في وقت سابق مبنى كلية الإمام الحسين للخطابة استمرارا للنهج الذي سارت عليه مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام في التواصل مع المؤسسات العلمية والثقافية والتعليمية وامتثالا لتوجيهات المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله) الذي يوصي دائما بضرورة نشر ثقافة اهل البيت عليهم السلام.

وقد ابدى الشيخ مرتضى معاش اعجابه بالكلية واثنى على الدور الكبير الذي قام به سماحة الشيخ العلامة عبد الحميد المهاجر من خلال تأسيسه لهذه الكلية الجديدة التي سيكون لها مستقبل واعد في العراق الجديد.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 17 كانون الاول/2007 - 6/ذو الحجة/1428