مفردات البطاقة التموينية الفيصل الأخير بين الحكومة والشعب

عبد الأمير الصالحي

فجر ممثلو الشعب المبجلون انجازا عظيما تناقلته وسائل الإعلام المختلفة بأريحية تامة و الذي كان (الانجاز العظيم) كالصاعقة على رؤوس العراقيين المنهكين أصلا من سوء الخدمات وويلات الإرهاب...

فبعد طول انتظار وترقب إلى ما يخرج به أعضاء البرلمان من قرارات تصب في مصلحة الشعب المسكين الذي أنهكه الإهمال واللامبالاة التي يتلمسها ممن انتخبهم وأوصلهم إلى ماهم عليه اليوم من ترف ونعيم في ملحمة الانتخابات العظيمة والتي يفتخر بها إلى الوقت القريب أعضاء البرلمان أنفسهم.

الانجاز العظيم الذي نتحدث عنه هو ما بشر به وزير التجارة في حكومتنا المنتخبة فيما يخص مفردات البطاقة التموينية عصب الحياة للمواطن العراقي والشريان الابهر الذي يغذي الغالبية العظمى  من ابناء الشعب العراقي.

الغذائية أو مفردات البطاقة التموينية وهي من الحسنات التي تركها النظام السابق بعد فرض الحصار الاقتصادي على العراق من قبل مجلس الأمن بعد غزو النظام للكويت أواخر عام 1990 يريد سياسيو عراقنا اليوم إلغاء العمل بها فيما الكثير من القرارات الصدامية ما زال العمل بها في عراقنا الجديد عراق الديمقراطية والتكنوقراط !!

كانت مفرادات البطاقة التموينية تصل المواطن الكريم بانسيابية ووتيرة منتظمة أيام النظام البائد فيما شهدت تقلصات وتحولات من سيء إلى أسوء لاسيما في الأشهر المنصرمة الست ولم تشهد الاستقرار حالها كحال العملية السياسية المقدسة.

المسؤولون يتحججون بقلة التخصيصات المالية وهذا يعني بكل بساطة إلغاء بعض المفردات بغض النظر عن احتياجات الشعب إليها علما إن جميع وزرائنا يعلقون فشلهم في إدارة وزاراتهم بقلة التخصيص المالي تارة والجانب الأمني تارة أخرى كما هو حال قطاعي الكهرباء والتعليم فيما تشير التقارير الأمريكية والعراقية إلى الأرقام المذهلة من الأموال المسروقة والمفقودة والمهدورة والتي كان أخرها 5.2 مليار دولار لم يعرف أين ومتى ولمن صرفت بحسب التقرير الاخير للخزانة الامريكية.

الحديث عن إلغاء البطاقة التموينية ليس جديدا فقد تناوله البعض بشكل واسع لاسيما بعد إقرار قانون شبكة الحماية الاجتماعية حيث أشارت بعض وسائل الإعلام إلى إمكانية إلغائها مقابل أموال تدفع عن  طريق برنامج شبكة الحماية الاجتماعية.

ولا نريد الخوض في برنامج الحماية الاجتماعية الذي جنى منه المسؤولون والقائمون عليه الصفقات المربحة فيما  كان حظ المواطن الذي سُن القرار لأجله النصب والمشقه والعناء.

إذن مفردات البطاقة التموينية عصب الحياة للمواطن العراقي وهي الفيصل الأخير بين المواطن وحكومته المنتخبه التي لم تكن بمستوى  التضحيات والطموح الذي كان الشعب يمني به النفس بالعيش الرغيد بعد تضميد الجراح على إن عدم المساس بهذا العصب الحيوي هو اضعف الايمان بالنسبة للمواطن العراقي الذي لم يجني من حكومته إلا الوعود والمهاترات السياسية التي ليس لنا فيها لا ناقة ولا جمل.

إن المساس بقوت الشعب لهو من المفارقات التي عودتنا عليها حكومتنا المنتخبة فبعد الانجازات الكبيرة التي يفتخر بها وزير النفط وتحقيقه أعلى انجاز للتصدير وبعد تقديم الملايين من الدولارات للدول المجاورة التي تؤوي لاجئينا المشردين من بطش الإرهاب وبعد التحسن الملحوظ الذي تعيشه العاصمة بغداد يأتي هذا (الاستفزاز) للمواطن العراقي الذي كلّ وملّ بما جازته به الحكومة ورجالاتها الذين عز الزمان أن يأتي بمثلهم !!!

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 15 كانون الاول/2007 - 4/ذو الحجة/1428