جنيت على ابنتي

عبد الامير علي الهماشي

 صراع داخلي أعيشه مع نفسي كل لحظة وتزداد وتيرته عندما تخبرني ابنتي ممارسات معلمتها المفترض انها تكون مربية قبل أن تكون معلمة،هكذا هو اسم وزارتنا في العراق ((التربية والتعليم)).

وكما هو ديدني في متابعة ولدي الكبير عندما يأتي من المدرسة في بالمهجر أتابع معه ما تلقفه من المدارس بطريقة اعتيادية دون أن يشعر أنها طريقة مراقبة تولد لديه نوعا من رد الفعل فيبدأ بحجب المعلومات عني دفاعا عن نفسه وقد وجدت الكثير من الحالات الايجابية في تعاملهم مع الطفل وبطريقة تنمي فيه الخصال الانسانية وتجعل من المدرس أو المدرسة صديقا للطفل، وهم لاحبذون الضغط على الاطفال في مسألة الحفظ والتعلم كما هي عادتنا في الشرق أو كما هي المفردة العراقية الدارجة ان يكون الطالب ((دراخ أصلي ))لكي ينال رضا المعلم أو المعلمة .

وفي الحقيقة أن المعلم في المدارس الابتدائية في اوربا لايتأهل لان يكون في هذا الموقع الوظيفي الحساس إلا أن يتخرج من مدارس مؤهلة لهذا الامر وربما يكون بعضهم حاصلا على التأهيل الجامعي،وهم مربون وإن لم نرض بذلك.

ولكنني أرى أن المعلمين والمعلمات في المدارس الابتدائية بحاجة الى إعادة تأهيل جدية وفق صياغات نفسية وتربوية وعلمية للنهوض بنفسيات المربين وبواقعهم الثقافي والعلمي .

أنطلق في كتابتي بعداستقراء حالات عديدة في واقع مدارسنا الابتدائية في العراق حتى المتوسطة والاعدادية مماينذر بانهيار المنظومة التعليمية والتربوية وعند ذكر مثال واحد لما يقوله احد الاساتذه لطلبته في المرحلة الاعدادية نموذجا لتدني روح المسؤولية لدى المعلمين والمدرسين حينما يخاطب طلبته بالتوجه الى العمل واستحصال الاموال بدلا من الجلوس على مقاعد الدراسة.

وعودا على عنوان المقال فقد واجهت ابنتي الطالبة في الصف الاول الابتدائي معلمة لا استطيع ان أقول إلا أنها لاتعرف معنى التربية والتعليم وربما هي مثال للكثير من معلمي التسعينات التي أفرزتهم المرحلة الصدامية التي رافقها حروب وحصار ولدت عقدا لانستطيع معالجتها آنيا ولايمكن لهذا المقال إلا أن يسلط بعض الضوء على الشرخ في البنية التربوية والتعليمية وأكاد اُجزم أن الوزير ((التربوي))سوف لايكترث بهذا المقال إن إطلع على هذا المقال.

حيث اقترحت ابنتي أن ترسم لمعلمتها وردة على ورقة بيضاء وتقدمها لها في صباح اليوم التالي.

وفي صباح اليوم التالي قدمت ابنتي رسمها الى المعلمة المربية فما كان من المربية الفاضلة إلا أن أجابتها بما يلي :كان احسن لك تقرأين دروسك ((طبعا الكلام باللهجة العامية)) فأجبتها ابنتي:

بأنني حضرت دروسي مع دمعة حبيسة العينين، وجاءت شاكية الينا فبدأت حسراتي والهواجس تروادني، هل جنيت على ابنتي بجلبها معي !!؟أم إن الواجب يحتم علي أن ابقى  واصحح ما تخربه المعلمة التربوية.

هذا ماستكشفه الايام والتجارب القادمة...

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 12 كانون الاول/2007 - 1/ذو الحجة/1428