أغيتال العصافير !!!

منشد مطلق المنشداوي

لقد كان للتفجيرات الإرهابية في سوق الغزل والتي استهدفت هذه المرة قاعدة أمريكية أو متعاونيين مع الأمريكان ؟؟!!. جاءت الهجمات الإرهابية الأخيرة لتؤكد مرة أخرى إن تنظيم القاعدة والصداميين الذين سبقوا وان شنوا هجمات على مختلف مدن العراق ما زالوا يهددون الأمن والسلام ليس فقط في العراق وإنما في العالم إن لم تتخذ الإجراءات الفعالة للقضاء عليهم، ونجم عن هذا العمل الجبان سقوط ضحايا أبرياء أو ربما كانت هذه الطيور والعصافير متعاونة مع المحتل !!!، فهذا يفسر أجواء البيئة التي تسودها ثقافة الحقد والكراهية والتعصب لدى هؤلاء في هذه البيئة، وان المبررات والدوافع ذات الطابع الديني - عند القاعدة والدوافع السياسية لدى الصداميين - التي يسوقوها لتبرير هذه الهجمات ما هي إلا حججا واهية، إن من يكره لن يعدم سببا لتبرير كراهيته، فهم يقومون بشن هجمات انتحارية أو زرع عبوات ناسفة في شوارع العراق بحجة محاربة أعداء الإسلام أو لطرد المحتل – فهل هذه الطيور والعصافير تندرج تحت هذه الحجة - قد أصبح العراق الساحة المفضلة لإنتحاريي القاعدة والصداميين ليمارسوا شهوة القتل بالسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة التي لا تطال إلا العراقيين، فهل أن هذا التنظيم ومن معهم من الصداميين هو المعبر الحقيقي عن الإسلام أو العراق ؟!

وإذا كان الكثير من علماء المسلمين في مختلف الأقطار الإسلامية ينددون بالعمليات الإرهابية لهذا التنظيم ويستنكروها فمن هو إذن الطرف الذي يمثل حقا الإسلام في هذه المعادلة الغريبة والمبهمة ؟!.

إن قادة هذا التنظيم ومعهم الصداميون القابعون في الكهوف المظلمة كالخفافيش الذين يلقنون أتباعهم المغرر بهم أفكار ومعتقدات مليئة بالحقد والكراهية تجاه الآخرين، هؤلاء قد أعمى الحقد بصائرهم، فإذا كانت معتقداتهم المتخلفة لا وجود لها إلا في أدمغتهم المظلمة. تراهن شبكات القاعدة ومعهم أزلام الصنم وعلى نحو ما بينت التفجيرات في مختلف مدن العراق التي لم تفرق بين مدرسة أو مسجد، طفلاً أو شيخاً أو امرأة، تراهن على تحويل معاركها ومنازلاتها الكبرى إلى مشاهد استعراضية للقتل الجماعي بغاية إلحاق أكثر ما يمكن من الأذى بالخصم آلا وهو الشعب العراقي، بغض النظر عما كانت هذه الأهداف مدنية أو عسكرية، وبغض النظر عن نوعية الضحية وموقعه من المسؤولية في سياسات وخيارات العراق التي ينتسب إليها، فكلما وجدت هذه الشبكات فرصة للتسلل إلا وضربت عشوائيا و بشراسة ودموية بالغتين على نحو ما جرى في أحلام العصافير (  سوق الغزل )، وبذلك تتجه جماعة القاعدة وأزلام البعث البائد إلى تغييب الخطوط الفاصلة بين عالم السياسة وعالم الجريمة المنظمة، بحيث لا تنفصل عندها الأهداف والمطالب السياسية عن « أساليب إجرامية » تتوخى القتل وإهراق الدماء.

ورغم أن القاعدة تؤسس شرعيتها الفكرية والإيديولوجية على مسوغات دينية، ويتكلم قادتها لغة عامرة بالرموز والإحالات الدينية، إلا أنها في حقيقة الأمر لا يتردد في استخدام ما هو متاح من الوسائل من خلال قتل وتكفير الآخر!!، ثم نزعتها الجذرية المراهنة على تغيير العالم بفعل إرادي عنيف.

كما أن أعمالهم الدموية تناقض مبادئ الإسلام وأعمالهم اليومية من قتل الأبرياء في العراق كشف البعد العنصري الهمجي في تفكيرهم والخداع والانفصال بين القيادة والفرع حيث يقول بن لادن إنهم لا يقتلون باسم المذهبية ووكيله في العراق يعلن ويفعل العكس.

بينما يؤسس الصداميون شرعيتهم وكما يدّعون على طرد المحتل من أرض العراق وهم من وفر الذريعة لهذا المحتل لدخول العراق بسبب سياسات هذا النظام المتهورة والتي جرت العراق المزيد من الحروب والدمار..؟؟.

 ولكن الإرهاب التكفيري الذي ينشر القتل والكراهية، العداء للحياة والإنسان والحرية، وبذلك أخذوا في توزيع الموت والخراب والدمار ورائحة دماء المظلومين التي تُفرِح قلوبهم المريضة،

  جاءت هذه الهجمات الإرهابية لتؤكد سياسات الصداميين والتكفيريين تصب في اتجاه واحد وهو تدمير الإنسان العراقي وزرع الخوف في النفوس لمنع العراقيين من عيش الحياة الكريمة الأبية، فلم تسلم حتى الطيور والعصافير فربما السبب وراء ذلك التفجير أن الطيور ليست عراقية ؟؟!! حين قام الوحش التكفيريّ الجبان بتوزيع الموت والآلام على هذه العصافير" الأطفال الشهداء "، ولكن الله العادل الذي لا يعرفه التكفيريون سيُسعِد الأطفال الشهداء عنده في جنان الخلد أبد الآبدين.

 من غير أن يعي أولئك التكفيريون أن أفعالهم الإجرامية الدنيئة ليست هي الإسلام، إلا إذا كان (إسلامهم) لا يعني غير القتل والتفخيخ والتفجير، كنتيجة لأفعال أولئك المجرمين الانتحاريين !! وليتهم طبقوا حتى ولو آية واحدة من القرآن بالابتعاد عن سفك دماء الأطفال الأبرياء !!.

فمن يظن أن ما تقوم به عصابات التكفير في العالم يمثّل الإسلام الذي جاء به رسول الإنسانية محمد ( عليه أفضل الصلاة السلام ) من رب العالمين ؟ هل هذه هي رسالتنا التي نريد نشرها وتعميمها على العالم الواعي المتحضِّر؟ أليست هذه الأفعال الشيطانية دعاية حقيرة ليس مقصودًا منها، إلا تشويه الإسلام والإضرار به ؟ ومِن ثَمَّ، يطرح سولاً جوهرياً : ما هي مصلحة التكفيريين من تشويه الإسلام؟!..

ولكن سيبقى العراق والعراقيين وسيندحر الصداميين والتكفيريين... وستبقى هذه العصافير تُنشد قصيدة السلام للعراق... فيا حمامات السلام أنشدي للعراق قصيدة حبٍ..

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 11 كانون الاول/2007 - 30/ذوالقعدة/1428