اصحاب المقابر الجماعية صنفان

والاتعس منهم من عاش حكم الطاغية

بقلم : سامي جواد كاظم

في حالات معينة تكون الحياة ابخس ثمن يقدمه الانسان في سبيل معتقده، ولعل صورة الامام الحسين عليه السلام هي العلامة البارزة على مر العصور في التاريخ فان الامام الحسين عليه السلام لم يضحي فقط بحياته فحسب بل شمل ذلك عياله وذويه وراس هرم الشهداء هو ابا الفضل العباس عليه السلام.

اذن عندما يكون الانسان صاحب مبدأ نجده يضحي بالغالي والنفيس من اجل ان لا يتنازل عن ما يعتقد به.

وهنا اتطرق لاصحاب المقاير الجماعية في العراق والذين هم على صنفين بين من اعدم بسبب تمسكه بمبدئه ومن اعدم من غير تهمة موجه لهم وهؤلاء اغلبهم من اقتيد من الشارع او من محلاتهم او من بيوتهم وحتى من المدارس والجامعات دون سبب يذكر ولا علاقة لهم اصلا بالسياسة الا انه مجرد الظلم الذي مارسه الطاغية اثناء حكمه.

القانون الذي وضعه صدام ينص على 29 فقرة اعدام ولعل اغرب فقرة اعدام سنها هذا الطاغية انه لو اراد بعثي ان يستقيل من حزبه الفاشي وينتمي الى حزب اخر يكون عقابه الاعدام، بالرغم من ان الـ 29 فقرة التي خصها للاعدام الطاغية فان نصف اصحاب المقابر الجماعية هم من الذين لا علاقة لهم اصلا بالسياسة ولم تثبت ادانهتم بشئ تنطبق عليهم فقرة رقم ثلاثين والموجودة في عقل صدام حسين ومفاداها اعدم من شئت تنال خوف الباقين.

الكارثة ان كل طغاة العرب والعالم يعلمون ان صدام حسين طاغية حتى انني علمت بعدد فقرات الاعدام من خلال تقارير اذيعت من وسائل الاعلام العالمية ورغم ذلك نجدهم يتعاملون معه ويزودونه بما يريد من ادوات لديمومة حكمه بما فيها الاسلحة الكيمياوية ولعل اشهر سمسار لهذه الاسلحة هو رامسفلد وزير الدفاع الامريكي السابق، كما ونجد بعض قادة العرب تاسفوا واعلنوا الحداد عليه حينما تدلى من على حبل المشنقة طبقا لحكم الشعب.

هنا لكي لا ننسى ما عاناه الشعب العراقي عندما كان تحت وطأة الطاغية فانه لاقى ما هو اشد مما لاقوه اصحاب وذوي  المقابر جماعية ولا احد يعلم كيف اعدموا وما السبب وكيف دفنوا.

ان مدة الحصار التي عاشها العراقيون نتج عنها سلبيات وآهات اعتقد انها اشد وطأة من اصحاب المقابر الجماعية وذويهم.

منذ ان حطت قدم البعثيين على دكة القصر الجمهوري وبدات مؤامراتهم المعدة سابقا وبمساعدة اجهزة استخباراتية صهيونية عربية امريكية، فكان لا يهدأ بال ولو ليوم واحد لهؤلاء الجلاوزة  من غير ابتكار ازمة او مشكلة للشعب العراقي وبعض المشاكل تكون نتائجها آنية والبعض الاخر على المدى البعيد.

انا طالب وفي مدرسة دجلة الابتدائية في الكاظمية عام 1969 ياتي امر من التربية بنقل مدير المدرسة وتعيين بدل منه شخص جاء من وراء اكداس الاوساخ اسمه ابو سفيان نعم هذا اسمه ومن ثم نقله ليكون مدير مدرسة الكاظمية النموذجية المدرسة الاولى في الكاظمية حينها  وكذلك قام بتعين من هو على غير ملة الشيعة مدرس في المدرسة العراقية بايران.

 بعد ذلك شغل الاكراد بالمشاكل وتمخض عن هذه المشاكل بيان 11 اذار الاضحوكة والذي ما لبث ان شنت حرب عشواء ضد الاكراد احرقت الاخضر واليابس وانتهت بطأطأة راس صدام حسين من خلال اتفاق الجزائر والذي ما لبث ان الغاه ومن طرف واحد ليعاود جريان دم الشعب العراقي من خلال حرب مع الجارة ايران تنازل عن ما طالب به بشخطة قلم بعد ان احتل سنده في الحرب وما قدمت له من مال وارض ( جزيرة بوبيان ) وهي دولة الكويت.

 وقبل هذا لا ننسى مهزلة التاميم التي دفع ثمنها غاليا  الشعب العراقي ابتداءا بالتقشف الذي اعلن عنه ومن ثم استنزاف اموال النفط بتحويلها من اصحاب الشركات الاجنبية المستثمرة لحقول النفط الى بنوك الطاغية وذويه.

الجيش الشعبي، يوم النخوة، جيش القدس، يوم الشعب، فدائي صدام، التبرعات، المظاهرات، الاستنكارات، المهرجانات ( مهرجان بابل ) وما كان يجني من ورائه العاهر عدي من اموال وفساد، كل هذه مطارق كانت تطرق رؤوس الاحياء من الشعب العراقي، هل نسيتم عندما سن قانون قطع اليد للسارق وقص الاذن للهارب من الخدمة العسكرية واخرها كان قص اللسان لمن يتفوه على الطاغية وحزبه وهذا اخر عمل اجرامي اقدم عليه  جلاوزة الطاغية قبل شن الحرب عليه.

 انا اؤكد على ما لم يذكر دائما في وسائل الاعلام حيث ان الانتفاضة الشعبانية والانفال والدجيل هذه علامات بارزة في حكم صدام الطاغية والتي كانت اقوى الاسباب لنشوء المقابر الجماعية، ولكن من بقي على قيد الحياة فانه يوميا يدفن في مقبرة جماعية عائلية ويبعث ثانية ليتلقى اهانات البعثية ويعود لمقبرته حيا وهكذا هلم وجرى.

اصبح من الامر المعتاد عليه ان لا يرى الاخ اخيه سنة او سنتين بالرغم من تواجدهم في العراق بحكم احكامه الجائرة واما من تشرد خارج العراق فحدث ولا حرج.

لاتنسوا التجار الابرياء الذين اعدمهم صدام خلال فترة الحصار، لاتنسوا العلف الذي وزعه على الشعب العراقي بدل الطحين، لاتنسوا عصابات الداخلية التي كانت تمارس السرقة والسطو على قدم وساق، لا تنسوا محاسبة من يلق القبض على سارق او يرمي اطلاقات نارية للدفاع عن ماله، لا تنسوا اصحاب البدلات الزيتونية والبوت الاحمر وما كان يصدر منهم من تصرفات هجينة يرفضها حتى مرتزقة العصابات في شوارع واشنطن ونيويورك، لا تنسوا الحنطة المسمومة التي وزعها على اهالي الجنوب بحجة انها كانت مخصصة للعلف الحيواني الا انها سببت كارثة بالافراد والاغنام وتحديدا فقط في المناطق الجنوبية دون غيرها.

لا تنسوا جفاف نهر الفرات، لا تنسوا ترحيل من هم ليسوا من اهالي بغداد الى محافظاتهم والجنوبية دون غيرها على اعتبار ان تكريت العوجة كانت تابعة لسامراء وسامراء تابعة لبغداد عام 1957 لهذا يحق للتكريتي ان يتملك أي عقار وفي أي مكان على عكس اهالي المنطقة الجنوبية، لا تنسوا انه لا كهرباء ولا ماء في الجنوب.

في بداية السبعينيات جاء تبليغ الى التجار ان الحكومة البعثية سمحت للتجار بان يستوردوا ما يشاؤون وبمنح تقدم لهم من الحكومة فقدم كثير من التجار اوراقهم الى غرفة تجارة بغداد لاستثمار هذه الفرصة، وعند حضورهم القاعة اغلقت الابواب ودخل جلاوزة الطاغية وطلبوا من الحاضرين تقديم هوياتهم وبدأوا بفرز من كانت هويته صادرة من المناطق الشيعية تحديدا دون غيرها وتسفيرهم من غرفة تجارة بغداد مباشرة الى الحدود العراقية الايرانية ومعهم ذويهم من غير ان ياخذوا معهم حتى ملابسهم، ارجوكم لا تنسوا ذلك.

كل الاملاك الايرانية تم مصادرتها واستغلالها من قبل رجال الارهاب الصدامي وبعض الناس السذج الذين لا يعلمون حرمة التعامل بالمال المغصوب اما الاملاك اليهودية فكانت مصانة ويتم حفظ بدلات الايجار في حساب خاص لليهود، لا تنسوا ارجوكم.

الكلام يطول ولكن ملخص ما اريد ان اقوله ان من عاش وطاة الطاغية كانت الاثار عليه سلبية اكثر من اصحاب المقابر الجماعية والتي ستبقى شاهدا حيا على حكم البعثية في العراق والتي يجب ان تكون الحجر التي تلجم من يطالب بحقوق ازلام صدام اليوم وان تطبق بحقهم قوانين صدام نفسه.

الله يعينك يا شعب العراق في الداخل والخارج.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 3 كلنون الاول/2007 - 22/ذوالقعدة/1428