سقوط  ورقة التوت عن سياسيي "الإرهاب" في العراق

اعداد/ صباح جاسم

شبكة النبأ: يوم بعد اخر تتكشف حقائق جديدة وفضائح عن سياسيين لطالما ينادون بالوطنية واحترام حقوق الانسان ويعتبرون انفسهم في خانة المغبونين والمهمشين في حين تكشف الحقائق المتواترة تورطهم بشتى اعمال القتل والتهجير القسري وتفخيخ السيارات ودعم الارهاب معنويا وعلى رؤوس الاشهاد. مستغلين ما يسمى بالحصانة البرلمانية التي لم يجني منها العراقيين سوى اعطاء الوقت اللازم للمتهم بالهروب المريح الى الخارج ريثما تكتمل اجراءات رفع تلك الحصانة ومن ثم يصبح من حق القانون مطاردته ومسائلته!؟.

ويخشى العديد من العراقيين تمييع الفضيحة التي اكتشفها الجيش العراقي والقوات الامريكية عند ملاحقتهم لأحد عناصر حماية عدنان الدليمي المتهم بقتل احد افراد "الصحوة" في حي العدل ببغداد، حيث عثرت القوات الامنية تلك على سيارة مفخخة جاهزة للتفجير في احد الأمكنة التابعة لمكتب رئيس جبهة التوافق عدنان الدليمي.

ويتسائل الكثير من العراقيين، هل ان عدنان الدليمي فوق القانون؟ وهل ان العفو عن المتلبسين بالإرهاب من مستلزمات عملية المصالحة الوطنية؟ وهل ان الصفح عن مفخخي السيارات التي قتلت عشرات الالوف من العراقيين هو لصالح العملية السياسية؟! واخيرا، لماذا في كل مرة تسلم الجرّة؟.

وقالت صحيفة واشنطن بوست في عددها الصادر السبت نقلا عن عدنان الدليمي زعيم أكبر الكتلة السياسية السنية في البرلمان  إن الحكومة التي يقودها الشيعة وضعته في الاقامة الجبرية بعد ان اعتقلت ابنه والعشرات من حمايته.

وأضافت الصحيفة أن مسؤولين أمريكين وعسكريين عراقيين قالوا انهم اعتقلوا أكثر من 40 من افراد حماية عدنان الدليمي، الذي يتراس جبهة التوافق العراقية، بعد العثور على مفاتيح سيارة محملة بالمتفجرات لدى احدهم والقبض على متهمين اثنين اخرين بقتل احد افراد مجاميع "الصحوة" في حي العدل  الذي يسكنه الدليمي.

وطالب الدليمي في اتصال هاتفي اجرته الصحيفة من منزله في حي العدل غربي بغداد الحكومة باطلاق سراح المعتقلين جميعهم بينهم ابنه مكي الذي يبلغ من العمر 38 عاما، والمتحدث الرسمي باسم حزبه محمد العيساوي؛ لانهم "ابرياء وضحايا مداهمة ذات دوافع سياسية".

وقال الدليمي للواشنطن بوست انه، سيكون لهذا الامر اثرا سلبيا للغاية على مساعي التوصل الى مصالحة وطنية. مضيفا ان  الحكومة تحاول الان الضغط عليَّ للاصطفاف معهم والتزام الصمت، الا ان ذلك لن يفعل سوى زيادة الازمة.

ونقلت الصحيفة عن سامي العسكري، مستشار رئيس الوزراء نوري المالكي، قوله مشيرا الى الدليمي، كيف بامكاننا العمل مع شخص يقتل العراقيين ويؤوي سيارت مفخخة في مكتبه؟ مضيفا الى، انه هو نفسه ينبغي ان يعتقل لانه ضبط متلبسا بافعال ارهابية.

وقالت الصحيفة ان مسؤولا اميركيا رفيع المستوى قال ان جنودا امريكيين وعراقيين دخلوا الى مجمع مكتب الدليمي بعد ملاحقة عناصر قتلوا احد افراد مجموعة مراقبة الحي، واكد الفحص وجود اثار متفجرات على ايدي اثنين من حماية الدليمي.

وقال المسؤول ان سيارة مليئة بالمتفجرات وجدت ايضا على مقربة من المجمع، وعثر على مفاتيحها لدى احد حراس الدليمي. ونقلت الصحيفة عن الدليمي قوله ان قوات عراقية جاءت الى بيته في الساعة 4.30 فجر يوم الجمعة والقت القبض على حراسه جميعهم وصادرت اسلحتهم وهواتفهم الخليوية.

وتابع الدليمي ان سيارات الهمفي العراقية سدت المداخل المؤدية الى بيته طوال يوم الجمعة ومنعت حتى حفيده الذي ارسله للتسوق.

وقال الدليمي للصحيفة، لقد فرضوا عليَّ اقامة جبرية، مشيرا الى وجود سبعة من افراد عائلته معه في البيت، وقال هذا عمل مناف للقانون والدستور. الا ان اللواء محمد العسكري، الناطق باسم وزارة الدفاع العراقية، قال ان الجنود العراقيين موجودون هناك لحماية الدليمي بعدما تجرد من حمايته الشخصية. وأضاف الناطق، ان الدليمي حر بالذهاب الى أي مكان يشاء.

رغم فضائح السياسيين: العنف يتراجع في العراق

وأظهرت ارقام حكومية مقتل 538 مدنيا عراقيا في نوفمبر تشرين الثاني وهو ما يمثل انخفاضا بنسبة 29 في المئة عن الشهر السابق وأدنى رقم منذ تفجر العنف الطائفي بعد هجوم على مسجد شيعي في فبراير شباط 2006.

وكانت الحصيلة الحكومية تبلغ حوالي 2000 قتيل مدني شهريا قبل ان ترسل الولايات المتحدة 30 الف جندي اضافي في بداية العام الجاري.

وفضلا عن تأثير زيادة عدد القوات الامريكية يرجع محللون عسكريون تراجع العنف الى تزايد وحدات شرطة الاحياء المحلية ووقف لاطلاق النار من جانب ميليشيا جيش المهدي التابعة لرجل الدين المناهض للولايات المتحدة مقتدى الصدر.

لكن في علامة على تزايد التوترات القت قوات الامن العراقية القبض على العشرات بينهم ابن زعيم اكبر كتلة سياسية للعرب السنة في غارة قبل الفجر بعد العثور على سيارتين ملغومة ضمن مكتب الزعيم السياسي.

وقالت الحكومة العراقية ان عدنان الدليمي زعيم جبهة التوافق العراقية وهي التكتل الرئيسي للسنة العرب قد يحرم من الحصانة التي يتمتع بها باعتباره عضوا في البرلمان اذا ثبت وجود علاقة بينه وبين السيارات المغلومة التي ضبطت ضمن محيطه الرسمي.

وقال علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة انه، لا أحد فوق القانون مضيفا أن الدليمي يتمتع بحصانة لكن هذا لا يعفيه من الاستجواب والمساءلة.

ومضى يقول ان القضية خطيرة جدا وان الاتهامات ضده خطيرة للغاية ويتعين عليه أن يثبت براءته. وأضاف أنه سيستدعى للاستجواب واذا ثبتت صحة الاتهامات ضده فان الحصانة سترفع عنه في نهاية الامر. ورفض الدليمي الاتهامات قائلا انها "باطلة وبعيدة عن الحقيقة". واضاف انه هو من يتعرض  للارهاب.

وقال اللواء قاسم موسوي المتحدث باسم الامن في بغداد ان سبعة اشخاص اعتقلوا يوم الخميس في مكتب الدليمي وان 29 بينهم مكي ابن الدليمي احتجزوا في غارة على منزل الدليمي في وقت مبكر يوم الجمعة.

واضاف لرويترز أنه، تم العثور أيضا على كميات من الاسلحة وملابس الجيش والشرطة في منزل الدليمي وأنه يشتبه في أن يكون لحرس الدليمي علاقات بعمليات تفجير سيارات وأعمال قتل وأن هناك اعترافات ضدهم.

وذكر حزب الدليمي ان عدد المعتقلين 53 . وقال الجيش الامريكي ان الاجمالي اكثر من 40 وشوهد حطام سيارة رباعية الدفع على الطريق خارج مؤسسة خيرية يديرها الدليمي بجوار مكاتبه الرئيسية في بغداد حيث قامت قوات الامن بتفجيرها بعد أن اكتشفت المتفجرات بها يوم الخميس. وتطايرت نوافذ مبنى المؤسسة الخيرية الذي غطاه الدخان الاسود ودمرت بوابته الرئيسية.

وقال الموسوي انه عثر على السيارة الملغومة عندما كانت قوات الامن تلاحق هاربا مشتبها به في حادث اطلاق النار في مجمع الدليمي.

وقال الجيش الامريكي ان احد حراس الدليمي كان لديه مفتاح للسيارة الملغومة. واضاف الجيش في بيان ان اثنين من المارة اصيبا حين فر احد الحراس وان خمسة جنود امريكيين واحد المارة اصيبوا في الانفجار المحكوم حين دمرت السيارة.

وتابع ان القوات العراقية "طلبت من الدليمي عدم مغادرة منزله والبقاء فيه حفاظا على سلامته .. وقامت بوضع حماية خارج منزله واعلان حظر التجوال في المنطقة."

وافاد الجيش الامريكي بمقتل 37 من جنوده حتى الان في نوفمبر تشرين الثاني وهو ما يقل بجندي عن الشهر الماضي. واذا لم يصدر تحديث للارقام خلال الايام القليلة القادمة فسيكون اقل رقم منذ مارس اذار 2006.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 2 كلنون الاول/2007 - 21/ذوالقعدة/1428