العراق والعرب ... اين المشكلة؟

رائد محمد

 جعلتني الصدفة وانا في احد باصات النقل العام في البلد الذي اسكن فيه ان  استمع الى نقاش بين عراقي واخر من ابناء احد الدول العربية وهم يتساجلون فيما بينهم حول الوضع العراقي الراهن , العربي يصر وبشكل مستميت على ان جميع الذين استشهدو في حقبة الطاغية المشنوق هم من الخونه والعملاء ولايجوز ان نسمي صدامهم الا بالشهيد البطل وان نذم ايران والسيد الخميني على وجة الخصوص والتحديد لان القائد المشنوق كان ببساطة يحمي البوابة الشرقيه و يتصدى للفرس المجوس ودحرهم ومنع الفرس المجوس على حد تعبيرة من اجتياح البلدان العربية وتصدير ثورته  والذين جاءو الان وفي سدة الحكم في العراق ماهم الا عملاء للاميركان والصهاينة ولايستحقو الا الموت.

  ومن الطرف الاخر كان العراقي يحاول ان يثبت لة بان صدام كان مجرد سفاح استباح هو وعائلته وزبانيته العراق واهله.

هذه المساجلة التي اصبحنا نمسي  ونصبح عليها يوميا من خلال الاعلام العربي المقروء والمسموع  ومن خلال مانسمعه من اراء من بعض الذين اصبحو يرددون كالببغاوات هذه الامثلة وغيرها من التي مللنا سماع  اسطوانتها المشروخة ماهي الا جزء صغير من نظرة بعض العرب للعراق سابقا ولاحقا، والثقافة العربية السياسية تربت على هذه المفاهيم دون ان يكلف بعض العرب انفسهم في البحث عن خلفية ماجرى وحدث في العراق من زلزال كبير دون القفز على النتائج ودون النظر الى الاسباب التي ادت الى هذه النتائج.

 العقدة المستعصية في هذه المشكلة تتمثل في وجود نقيضين من التفكير في بعض العقليات العربية الاول يحاول ان يزرع في ذاته نظرية المؤامرة ويبلورها لتتناسب مع مفهومة هو دون غيره وفق مايسمع من الابواق الماجورة التي هي بالاساس تعمل لتقوية الخط الذي يؤمن بنظرية القائد الاوحد الذي لايمكن للاخرين ان يصلو الى مستوى علمه وعمله لان هذه القنوات اصلا من صنع قائدهم هذا ومن المال الذي سرقه من شعبه لان التربية والافكار التي جبلو عليها ماهي الا رواسب التاريخ العربي المتلون والملئ بالانكسارات والانهزامات لذا فمن الضروري ايجاد شماعة تعلق عليها هذه الهزائم والانكسارات فلم يجدو الا العراق بالرغم من انهم لو يحاولو ان يجدو اسبابا اخرى لوجودوها بسهولة لكثرتها.

 والثاني يحاول ان يوجد مثالاً بطولياً ورمزا ينقذه من وضعه المهترئ من المحيط الى الخليج ليفسر له على الاقل اسباب انهزاميته من الداخل لان هذه الامة اصبحت تغوص وتعمل خارج اطار الزمن الحقيقي للاحداث لانها اصبحت مجرد اداة لاتؤثر باي حدث مهما كان حجمة حتى في داخل بلدانهم.

المشكلة المستعصية مع فهم العرب للمشكلة العراقية فيه الكثير من القصور الواضح في الرؤيا لاننا كعراقيين في عهد الطاغية وصل بنا الامر الى ان نتقبل اي وضع اخر مهما كانت سماته للتخلص من حكم استبد واستسهل قتلنا لمدة 35 عاما ووضعنا في زنزانه كبيرة اسمها العراق وحكم علينا بالرضوخ والطاعة للامر الواقع الذي لافكاك منة , فالعربي لايمكن لة ان يفهم كيف ان العراقي اصبح يستسهل ان يسجن ابنه او اخيه او احد اقاربة ولايعدم لمجرد ان هذا العراقي كان يؤدي فروض الله التي فرضها علية والذهاب الى احد الجوامع.

 والعربي لايفهم كيف انك كابن بلد لاتستطيع ان تتنزه في شارع ابو نؤاس او الكرادة او الجادرية وتنظر مجرد النظر الى الضفة الاخرى لانك سوف تنتهك حرمة احد قصور الطاغية او احد ابناءه او حاشيته فتنال جزاءك بعقوبة السجن اذا لم تصل الى اعدامك شنقا حتى الموت, والعربي لايفهم كيف ان الله سبحانه وتعالى يسب جهارا نهارا ولايعاقبة القانون العراقي لكنه قد تصل عقوبتة الى الاعدام اذا سببت القائد المشنوق او احد افراد عائلته, فالحقيقة الحاضرة دائما في العقل العربي تتمثل في ان العراق ملك عضوض للعرب فيجب على الاخرين ان لايتجرء احدهم ويستولي عليه الا برضا العرب من المحيط الى الخليج دون استثناء الا رضا العراقيين فهو قد ياتي في اخر المطاف وفق مبدأ ان العراق اصبح الحديقة الخلفية لكل عربي ومن حقهم ان يناقشو كل صغيرة وكبيرة تحدث فيه ولكن ليس من حق العراقي ان يسأل السؤال البرئ جداً.. لماذا ترون بان من حق الجميع من العرب ان يسمحو للعلم الاسرائيلي والسفارات والملحقيات الثقافية والاقتصادية الاسرائيلية بان تكون متواجدة في بلدانهم ويتزاور كل المسؤولين العرب والاسرائيليين فيما بينهم بينما تقوم الدنيا ولاتقعد اذا صافح مسؤول عراقي عرضيا وعن طريق الصدفة مجرد مصافحة مسؤولا اسرائيليا؟؟؟

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 29 تشرين الثاني/2007 - 18/ذوالقعدة/1428