الحرب على ايران ستفتح أبواب جهنم بالشرق الأوسط

شبكة النبأ: في حال توجيه اية ضربة عسكرية امريكية الى مواقع ايرانية فإن من الممكن جدا أن تعلن ايران مضيق هرمز، وهو مدخل الخليج، منطقة حرب مما سيشعل اسعار النفط التي تقترب بالفعل من مستوى المئة دولار للبرميل حتى دون إطلاق رصاصة واحدة.

وفي حال عقد مقارنة الند للند فإن الإيرانيين لن يكونوا بمهارة الأمريكيين او بمستوى قدراتهم اللوجستية والقتالية ولكن القيادات العسكرية الايرانية تعلم كيف يمكنها استخدام المتاح في تحقيق فاعلية كبيرة للغاية.

كما ان من القضايا التي ستشغل المخططين الأمريكيين في حالة قيام حرب مع ايران كيفية منع انتقال الصراع الى العراق حيث توجد ميليشيات شيعية موالية لإيران.

حيث من الممكن ان تطلق الولايات المتحدة قوة نيران هائلة اذا ما هاجمت ايران ولكن طهران يمكن أن ترد من خلال ضرب قواتها في العراق وتهديد امدادات النفط الحيوية للاقتصاد العالمي.

وتتزايد التكهنات بأن الرئيس الامريكي جورج بوش من الممكن أن يقوم بعمل عسكري قبل انتهاء فترة ولايته في يناير كانون الثاني عام 2009 حتى على الرغم من أن واشنطن تقول انها ملتزمة بحل الازمة الخاصة بالطموح النووي الايراني بالطرق الدبلوماسية.

وقال اندرو بروكس وهو محلل للشؤون الدفاعية مقيم في لندن عن أي محاولات أمريكية لضرب المنشآت النووية لايران "ستكون مهمة عسكرية سهلة."بحسب رويترز.

وأضاف بروكس وهو من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية "الجزء الصعب هو ما الذي سيحدث بعد ذلك وهذا سيفتح أبواب جهنم."

وتعتقد قوى غربية أن ايران تسعى لصنع قنابل نووية في حين تقول ايران ان برنامجها النووي لا يهدف سوى الى توليد الكهرباء حتى يمكنها تصدير كميات أكبر من النفط والغاز.

وأشار مسؤول ايراني سابق على صلة بالزعيم الايراني الاعلى اية الله علي خامنئي الى أن طهران سترد من خلال استخدام حلفائها في المنطقة لنقل المعركة الى أماكن أخرى بالشرق الاوسط.

وقال "اذا كانوا يريدون اللعب معنا... أعتقد أنه يمكننا تحويل العراق بعدة طرق الى ساحة معارك مشتعلة."

وأبدى خبراء أمنيون اراء مختلفة بشأن قوة الجيش الايراني في حالة حدوث مواجهة مع الولايات المتحدة والتي يعتقدون أنها ربما تتضمن حملة جوية أمريكية وليس غزوا من القوات البرية.

وما زال الجيش الخاضع لحظر على الاسلحة تفرضه واشنطن يعتمد جزئيا على المقاتلات والمعدات الثقيلة التي تم شراؤها قبل الثورة الاسلامية عام 1979 التي أطاحت بالشاه الذي كان مدعوما من الولايات المتحدة اضافة الى معدات منتجة محليا الى جانب واردات من روسيا ودول أخرى.

وقال دبلوماسي غربي ان الزعماء الايرانيين واثقون من أن أي حملة قصف جوي أمريكية لن تهدد قبضتهم على السلطة.

وقال الدبلوماسي المقيم في طهران، لم تسفر أبدا حملة قصف جوي عن الاطاحة بحكومة وخاصة ليس في بلد مثل هذا لا توجد فيه معارضة منظمة.

وتزايدت ثقة ايران في الوقت الذي كانت ترقب فيه فشل أمريكا في السيطرة على العراق على الرغم من التفوق العسكري الهائل.

وتقول ايران ان لديها صواريخ يمكن أن تضرب اسرائيل وغيرها من الاسلحة الحديثة وان الغرب سيندم اذا ما شن أي هجوم محذرة من "مستنقع أعمق من العراق".

وربما تكون مثل هذه التصريحات مبالغا فيها وتهدف الى الاستهلاك المحلي ولكن بعض المحللين يقولون ان ايران يمكن أن ترد على سبيل المثال من خلال استخدام القوارب السريعة في شن هجمات كر وفر على غرار حرب العصابات على منشات شحن النفط.

ويرى البعض ان ايران التي تتهمها الولايات المتحدة بأنها وراء هجمات نفذتها ميليشيات شيعية على المصالح الامريكية في بيروت في الثمانينات من الممكن أن تلجأ أيضا الى أساليبها القديمة.

وقال قائد عسكري إيراني في الأسبوع الماضي إن ميليشيات تسعى الى "الاستشهاد" ستكون قادرة على عرقلة خطوط نقل النفط في الخليج.

وقال بروكس، لا يمكن لإيران الانتصار في حملة عسكرية بالمعنى التقليدي ولكن ما يمكن أن تقوم به هو أن تسبب قدرا كبيرا من المعاناة بعد ذلك.

واتضح هذا النمط من التفكير في مقال نشر في صحيفة سياسة روز الإيرانية اليومية قال إن الحرس الثوري أجرى تدريبات في مجال "استراتيجية القتال غير المنظم".

وقال المحلل الإيراني عباس مالكي، نحن واثقون من أننا يمكن أن ندافع عن هذا البلد...في حالة الحرب سيبذل الإيرانيون قصارى جهدهم.

وقال تيم ريبلي وهو محلل لشؤون الدفاع يعمل لدى جينز ديفنس ويكلي إن القوات المسلحة الإيرانية أظهرت صمودا خلال حربها مع العراق في الثمانينات والكابوس الذي قد تواجهه واشنطن هو شن حرب لا يمكن إنهاؤها.

وأضاف أن الولايات المتحدة لديها مقدرة على شن حملة أخرى من "الصدمة والرعب" وهو ما كانت تطلقه على الحملة على العراق ولكن قتال إيران لن يكون مماثلا للغزو الامريكي للعراق عام 2003 وإن عناصر من الجيش الإيراني من المرجح أن تظهر "روحا قتالية جيدة حقا".

وأردف ريبلي قائلا "إذا عقدنا مقارنة الند للند فإن الإيرانيين لن يكونوا بمهارة الأمريكيين ولكن قياداتهم...تعلم كيف يمكنها استخدام المتاح في تحقيق فاعلية كبيرة للغاية."

وقال إن إيران من الممكن أن تعلن ببساطة مضيق هرمز وهو مدخل الخليج منطقة حرب مما سيشعل أسعار النفط التي تقترب بالفعل من مستوى المئة دولار للبرميل حتى دون إطلاق رصاصة واحدة.

كما أن من القضايا التي ستشغل المخططين الأمريكيين في حالة قيام حرب مع إيران كيفية منع انتقال الصراع إلى العراق حيث توجد ميليشيات شيعية موالية لإيران.

أمريكا تقول انها ستفرج عن ايرانيين "مرتبطين" بقوة القدس

ومن جهة اخرى هي اقرب الى التهدئة قال الجيش الامريكي في العراق ان اثنين من بين تسعة محتجزين ايرانيين يعتزم الافراج عنهم "مرتبطان" بقوة القدس وهي وحدة عسكرية ايرانية خاصة وصفتها الولايات المتحدة بأنها داعمة للارهاب.

وكان الاثنان ضمن خمسة ايرانيين اعتقلوا في مدينة اربيل بشمال العراق في يناير كانون الثاني واتهموا بنقل أسلحة وأموال الى متشددين عراقيين. وقالت ايران مرارا ان الخمسة دبلوماسيون وطالبت باطلاق سراحهم.

وقال الاميرال جريج سميث المتحدث باسم الجيش الامريكي للصحفيين في بغداد، لا يزال اثنان من بين الايرانيين الخمسة الذين اعتقلوا في اربيل معرفين على أنهما مرتبطان بقوة القدس .. لكن التهديد الذي يمثلانه لامن هذا البلد اعتبر غير كبير.

واضاف، صنفت الولايات المتحدة قوة القدس على أنها منظمة ارهابية. لم يتغير هذا.. الاختلاف هو أن هذين الفردين نفسيهما لا يشكلان تهديدا لامن العراق.

وزراء دفاع دول الخليج يناقشون تعزيز الدفاع الاقليمي

من جهة اخرى اجتمع وزراء دفاع دول الخليج العربية في السعودية لمناقشة الدفاع المشترك ضد "قوى اقليمية صاعدة" قال دبلوماسيون انها اشارة الى ايران على ما يبدو.

وتشارك السعودية وغيرها من دول الخليج العربية الولايات المتحدة مخاوفها من أن برنامج الطاقة النووية الايراني ستار لتطوير اسلحة نووية. وأعلنت دول الخليج خططا لبرنامج للطاقة النووية خاص بها.

وقال الامير عبد الرحمن بن عبد العزيز نائب وزير الدفاع السعودي خلال اجتماع مجلس التعاون الخليجي "ها نحن نجتمع أيها الاخوة لنتدارس ونناقش ما يطرح علينا من قضايا تتعلق بتطوير الجانب الدفاعي لدول المجلس . . هذا الجانب الذي تدركونه جيدا في ظل الجوار الاستراتيجي وتغيير مصادر التهديد وظهور خطر الارهاب وصعود قوى اقليمية مؤثرة في المنطقة."بحسب رويترز.

واضاف في تصريحات نقلتها وسائل اعلام سعودية، علينا العمل جاهدين لتطوير قواتنا المسلحة لتكون قادرة .. بحول الله .. لضمان الاستقرار الاقليمي وأمن مصادر الطاقة في ظل التهديدات التي نواجهها.

والسعودية أكبر مصدر للنفط في العالم ويضم مجلس التعاون الخليجي هو تحالف اقتصادي وسياسي فضفاض الى جانبها الكويت وقطر وعمان والامارات العربية المتحدة والبحرين. وتشعر حكومة البحرين بالقلق ازاء أهداف ايران الاقليمية بسبب الاغلبية الشيعية لديها.

خلافات بين القوى الكبرى

وتعوق خلافات بين القوى العالمية حملة تقودها الولايات المتحدة لفرض عقوبات أكثر صرامة على ايران بسبب برنامجها النووي فضلا عن شكوك بان واشنطن قد تتذرع بفشل العقوبات لتبرير هجمات عسكرية.

واتفقت الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن وألمانيا على صياغة مسودة قرار جديد يفرض قيودا مالية وتجارية اوسع وقيود أشد على تأشيرات الزيارة للضغط على ايران لوقف تخصيب اليورانيوم.

غير أن روسيا والصين تبنتا موقفا أقل تشددا من الموقف الذي اتخذته الولايات المتحدة وايدته الى حد كبير بريطانيا وفرنسا. وظهرت على السطح ايضا خلافات بين المانيا وفرنسا وبريطانيا بشأن وتيرة الخطوات التالية. بحسب رويترز.

وقالت الولايات المتحدة انه لا ينبغي استبعاد العمل العسكري اذا لم توقف ايران تخصيب اليورانيوم وهو نشاط يخشى الغرب أن يقود لانتاج قنبلة نووية. وتقول ايران وهي دولة رئيسية مصدرة للنفط ان عملها يهدف فقط لتوليد الكهرباء.

وتحرك العلاقات التجارية المخاوف الروسية والصينية بشكل جزئي. ويقول محللون ان الجدل الدائر حاليا بشان عقوبات تجارية منفصلة من جانب الاتحاد الاوروبي كشف النقاب عن انقسام بين القوى الكبرى في الاتحاد الاوروبي.

وقال علي انصاري مدير معهد الدراسات الايرانية بجامعة سانت اندروز باسكتلندا "هناك قدر من الفوضى. ابتعد الامريكيون بالجدل عن الانتشار النووي ولا يدري الاوروبيون كيفية التعامل مع ذلك."

وتدرج الولايات المتحدة الان انشطة ايران النووية كواحدة من شكاوي واشنطن العديدة الى جانب اتهام طهران بتمويل مجموعات شيعية مسلحة في العراق.

ويشير بعض المحللين السياسيين الى ان واشنطن قد تسعى لاستغلال الفشل في فرض عقوبات أشد لدعم حججها بشن ضربات عسكرية ضد ايران.

ويقول دان بليش خبير الشؤون الدولية في كلية الدراسات الافريقية والشرقية " يرجع تردد القارة الاوروبية ازاء فرض مزيد من العقوبات ضد ايران في جزء منه للمصالح التجارية ولكنه يرتبط ايضا بمخاوفها من توجيها لمسار مشابه لما حدث في العراق حين استغل فشل العقوبات لتبرير عمل عسكري من جانب الولايات المتحدة."

وتابع، هناك احساس متنام بان البيت الابيض عازم على القيام بعمل عسكري ومن ثم هناك قلق حقيقي ازاء ما يمكن ان تسفر عنه (عقوبات) من عواقب اوسع نطاقا.

وقد يعقد ذلك موقف بريطانيا. فرئيس الوزراء جوردون براون يعاني من تدني شعبيته ويريد ان يضع حرب العراق وراء ظهره.

وهوت نسبة تأييد سلفه توني بلير عقب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في عام 2003 وشاركت فيه بريطانيا.

ويقول انصاري، لا يريد براون ان يكون (في نفس وضع) بلير ... يريد ان ينأى بنفسه عن العراق. من اللافت للنظر التزام براون الهدوء بشان ايران.

ومن المتوقع ان تتزايد الضغوط عقب صدور تقريرين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية وخافيير سولانا منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي في منتصف الشهر عما اذا كانت ايران اجابت على الاستفسارات بشان انشطة نووية سرية سابقة وعما اذا كانت هناك دلائل على ان ايران ربما توقف التخصيب.

ويقول دبلوماسيون ان ايران تبدو متعاونة في المحادثات مع مفتشي الامم المتحدة منذ اغسطس اب. ولكن لم يتضح بعد ما اذا كان ذلك كافيا "لغلق الملف" بشان اي قضايا مهمة غير واضحة.

وكررت ايران على مسامع الجميع انها لن توقف انشطة التخصيب التي يرى الغرب ان ايران ليست في حاجة اليها لتوليد كهرباء لاغراض مدنية بوصفها رابع أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم. والعامل الواضح الذي يدعو المانيا وايطاليا واسبانيا للتروي بشان عقوبات اوسع هو الصفقات التجارية.

بوش يدافع عن تصريحاته بخصوص الحرب العالمية الثالثة

وفي سياق متصل دافع الرئيس الامريكي جورج بوش في مقابلة تلفزيونية عن التصريحات التي ادلى بها مؤخرا وأشار فيها الى ان طموحات ايران النووية قد تؤدي الى حرب عالمية ثالثة وأصر على انه يريد حلا دبلوماسيا للازمة.

وقال بوش في مؤتمر صحفي الشهر الماضي ان منع ايران من صنع اسلحة ذرية من شأنه ان يكون وسيلة لتجنب حرب عالمية جديدة.

وقال بوش في المقابلة مع تلفزيون (ار.تي.ال.) الالمانين السبب في أنني قلت ذلك هو ان هذا بلد تحدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية.. أو بعبارة أخرى لم يكشف عن كل برنامجه.. وقال انه يريد ان يدمر اسرائيل.

واضاف، ان كنتم تريدون ان تروا الحرب العالمية الثالثة فمهاجمة اسرائيل بسلاح نووي سيريكم ذلك. ولذا قلت ان الآن هو الوقت المناسب للتحرك. لم يكن ما قلته تكهنات او رغبة عندي.

وسئل ان كانت هناك مرحلة ستقرر الولايات المتحدة عندها ان العمل العسكري هو الخيار الوحيد الممكن للتعامل مع ايران فقال "لن أقول هذا مطلقا."

واضاف، سأقول أننا سنحاول دائما ان نجرب العمل الدبلوماسي اولا... او بعبارة اخرى لقد عرضت قواتنا للاذى مرتين ولم تكن تجربة سارة لانني افهم العواقب بخبرتي المباشرة.

ولهذا فأنا أدين للشعب الامريكي بالقول انني حاولت ان أحل هذه المشكلة دبلوماسيا. وهذا هو بالضبط ما أعتزم القيام به. وأنا أعتقد أن بمقدورنا القيام به ما دام العالم يعمل مجتمعا.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 10 تشرين الثاني/2007 - 29/شوال/1428