رغم الجمود السياسي.. انخفاض العنف الطائفي في العراق يبعث الأمل من جديد

شبكة النبأ: رغم الجمود السياسي الذي يلف العملية السياسية في العراق بسبب تعنت الكتل والأحزاب وعدم تنازلها لبعضها البعض في سبيل تحقيق التقدم في الأمن والبناء، ورغم ان البرلمان لا يزال يترنح في اقرار قوانين غاية في الأهمية بالنسبة للشعب العراقي، فإن جهود احلال الأمن في العاصمة بغداد وكذلك في المناطق التي توصف بالساخنة قد آتت ثمارها في ظل الخطة الأمنية التي تنتهجها الحكومة العراقية بمساعدة القوات متعددة الجنسية، الأمر الذي افرز انخفاضا جديا في معدلات العنف الطائفي وكذلك التفجيرات والاعتداءات الارهابية.

واظهرت حصيلة لضحايا اعمال العنف في كل انحاء العراق اعدتها وكالة فرانس برس ان تشرين الاول/اكتوبر الحالي شهد ادنى معدل في عدد القتلى منذ استهداف مرقد الامامين العسكريين في سامراء في شباط/فبراير 2006.

واشارت الحصيلة التي تستند الى ارقام وزارات الدفاع والداخلية والصحة الى مقتل نحو 285 شخصا في اعمال عنف متفرقة وقعت خلال الاسابيع الاربعة من تشرين الاول/اكتوبر الحالي في العراق.

ولا تشمل الحصيلة العسكريين الاميركيين او المتمردين الذين يقتلون في عمليات للقوات الاميركية او العراقية.

وهذا العدد هو المعدل الادنى لضحايا اعمال العنف التي وقعت في العراق خلال العامين الماضيين منذ استهداف مرقد الامامين العسكريين في سامراء في 22 شباط/فبراير 2006 والذي ادى الى تصاعد موجة اعمال العنف الطائفي.

ويعد شهر كانون الثاني/يناير 2007 الاعنف والاكثر دموية خلال العامين الماضيين اذ قتل خلاله 1992 شخصا وفقا لارقام صادرة عن الوزارات ذاتها.

ولم تعد حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تصدر احصائيات رسمية بالضحايا ورفضت اعطاء ارقام لمراقبي حقوق الانسان التابعين للامم المتحدة.

 انخفاض حاد في العنف عموما

من جهتها قالت وزارة الداخلية العراقية إن مستوى العنف انخفض بنسبة 70 في المئة منذ نهاية يونيو حزيران عندما أكملت القوات الامريكية إرسال قواتها الاضافية التي بلغت 30 ألف جندي اضافي لتحقيق الاستقرار في البلاد.

ونشرت الوزارة الارقام الجديدة في الوقت الذي شهدت فيه بغداد ومدينة الموصل الشمالية تفجيرات اسفرت عن مقتل خمسة اشخاص فيما قتل ستة مسلحين في اشتباكات مع قوات الشرطة في مدينة كربلاء الشيعية جنوب غربي العاصمة.

وفي حين اخفق الزعماء في الاتفاق على قوانين اساسية تهدف للمصالحة بين الطوائف المتحاربة بالبلاد نجحت زيادة القوات في كبح العنف.

وبموجب الخطة تركت القوات الامريكية قواعدها الكبيرة واقامت مواقع قتال امامية في الاحياء بينما شنت سلسلة من هجمات الصيف على تنظيم القاعدة الاسلامي السني ومسلحين سنة اخرين وميليشيات شيعية في المناطق الواقعة حول بغداد.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء عبد الكريم خلف للصحفيين ان العنف انخفض بنسبة 70 في المئة في جميع انحاء البلاد خلال فترة ثلاثة اشهر من يوليو تموز الى سبتمبر ايلول وذلك مقارنة بالثلاثة اشهر السابقة عليها.

وقال انه في بغداد التي تعتبر مركزا للعنف بين الشيعة والسنة انخفضت تفجيرات السيارات الملغومة بنسبة 67 في المئة وتفجيرات القنابل التي تزرع على الطرق بنسبة 40 في المئة. كما انخفض عدد الجثث التي يعثر عليها ملقاة في شوارع العاصمة بنسبة 28 في المئة.

وفي الانبار وهي معقل سابق للمسلحين انخفض عدد قتلى حوادث العنف بنسبة 82 في المئة. وكانت العشائر العربية السنية في الانبار انضمت الى القوات الامريكية للقتال ضد القاعدة.

وقال خلف إن هذه الارقام توضح تحسنا تدريجيا في السيطرة على الوضع الامني.

ولكن في محافظة نينوى الشمالية حيث لاذ الكثير من اعضاء تنظيم القاعدة والمتشددين السنة الاخرين بالفرار من الحملة الامنية الجارية في بغداد والمناطق المحيطة بها ارتفعت تفجيرات السيارات الملغومة بنسبة 129 في المئة كما زاد عدد قتلى حوادث العنف بنسبة 114 في المئة.

واظهرت المعطيات وزارة الصحة والداخلية والدفاع في سبتمبر ايلول انخفاضا بنسبة 50 في المئة في القتلى المدنيين في انحاء البلاد عن اغسطس اب عندما وصل العدد الى رقم قياسي بلغ 1773 قتيلا.

وفي حين تؤكد الارقام المعطيات الامريكية التي توضح توجها ايجابيا في القتال ضد مفجري القاعدة الا ان الاضطرابات تزايدت في جنوب العراق حيث تتقاتل فصائل شيعية متنافسة من اجل الهيمنة السياسية.

قنبر: انخفاض العنف الطائفي في بغداد

وفي سياق متصل أعلن قائد عمليات بغداد، عن انخفاض في العمليات المسلحة ذات الاتجاه الطائفي بنسبة 70% في بغداد خلال الاشهر الثمانية الماضية.

وقال الفريق عبود قنبر في مؤتمر صحفي مشترك عقده ببغداد مع الجنرال رايموند اوديرنوو نائب القائد العام للقوات المتعددة الجنسيات إن "عدد العمليات التي ينفذها المسلحون لاسباب طائفية انخفضت بنسبة 70%، وانخفض عدد العجلات المفخخة بنسبة 65% منذ تطبيق خطة فرض القانون منتصف شباط فبراير الفائت لغاية الشهر الحالي."

وأوضح قنبر ان العمليات المسلحة ضد المواطنين انخفضت بنسبة 59%، وانخفضت تلك الموجهة ضد قوات الامن العراقية بنسبة62% فيما انخفضت تلك التي تستهدف الصحفيين بنسبة 70% خلال الاشهر التي تلت تطبيق الخطة التي نفذتها وزارة الداخلية العراقية في بغداد بالتعاون مع وزارة الدفاع وبإسناد من القوات المتعددة الجنسيات لغاية تشرين الاول اكتوبر الحالي.

وقدم قنبر جدولا بالارقام بين انخفاض العمليات المسلحة خلال الاشهر الثمانية الماضية، وأظهر انخفاض نسبة الخسائر الناجمة عن انفجار السيارات المفخخة والعبوات الناسفة بنسبة81%،وانخفاض عدد الجرحى من المدنيين جراء هذه الانفجارات بنسبة 80%.

ولفت قائد عمليات بغداد الى ان قواته نفذت عملية عسكرية في منطقة الفضل ببغداد استمرت منذ 17 ايلول سبتمبر الماضي لغاية 12 تشرين الاول أكتوبر الجاري نتج عنها مقتل 48 ارهابياً واعادة 58 عائلة مهجرة الى بيوتها.

وكان قنبر يتحدث عن عملية أمنية طالت واحدة من أقدم أحياء بغداد التي تركزت فيها الجماعات المسلحة، لكن حركة الوفاق الوطني، التي يقودها رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي، قالت قبل أيام إنها هي التي نفذت العملية ضد الجماعات المسلحة.

من جهته، قال نائب قائد العام للقوات المتعددة الجنسيات في العراق الجنرال رايموند اوديرنو ان قوات الامن العراقية ستكون قادرة مع نهاية العام الحالي على تولي مسؤولية حفظ الامن في 50% من مناطق بغداد. ولفت الى ان قواته "انشأت 34 مركزا امنيا في عموم بغداد وستحول المسؤولية الامنية فيها تدريجياً الى العراقيين، وستستمر القوات المتعددة بعملية تدريب قوات الامن العراقية لنقل المهام الامنية اليها في جميع المناطق".

وعزا اوديرنو انخفاض نسبة الهجمات بالعبوات الناسفة في مناطق بغداد الى الاتفاقات والمعاهدات التي وقعت بين معظم مناطق مدينة بغداد.

واوضح ان القوات الامريكية في العراق تتحرك وفق السياسة العامة في واشنطن في ما يتعلق بحماية الحدود العراقية مع تركيا، مشيرا الى التهديدات التركية باجتياح شمالي العراق وحصول انقرة على تفويض من البرلمان للتوغل في اقليم كردستان لمطاردة حزب العمال الكردستاني المعارض.

شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس 1 تشرين الثاني/2007 - 20/شوال/1428