ملف التطورات التكنولوجية: استعراض لآخر مستجدات الذكاء الرقمي

24- 10- 2007

اعداد/ صباح جاسم

شبكة النبأ: نستعرض اخر المستجدات التكنولوجية في عالم يبدو ان دخول الكمبيوتر فيه وتحكمه به لم يعد كافياً، ذلك ان الموجة القادمة قد تتكشف عن اجهزة صغيرة ذات "ذكاء رقمي" تقتحم نشاطاتنا اليومية بصورة متزايدة.

وهذا على وجه التحديد هو محور مؤتمر "الحوسبة القابلة للارتداء" أو بالإنجليزية Wearable Computing الذي ينتظم في بوسطن بالولايات المتحدة الأسبوع الحالي، حيث يكشف الباحثون عن نماذج أولية من أجهزة كمبيوتر يمكن ارتداؤها، وكذلك يناقشون قضايا ذات علاقة بالكمبيوتر صغير الحجم. بحسب الـCNN.

ففي المؤتمر ساق بعض الحاضرين أجهزة الكمبيوتر الجديدة إلى مجال جديد، وهو ارتداء الكمبيوتر كما يرتدي البعض النظارات، حيث تم تركيب الجهاز على إحدى العينين، وفقاً للأسوشيتد برس.

فقد كشف باحثون من معهد سويسرا الفيدرالي للتكنولوجيا ETH Zurich عن مستشعرات خيطية قابلة للمط يمكن حياكتها  على شكل قميص تستطيع أن تكشف عن الحالة المزاجية والنفسية لمن يرتدي هذا القميص.

أما من يعانون آلاماً أو إصابات في الظهر، فيمكن للكمبيوتر أو الجهاز الكمبيوتري المحمول أن يدفعهم إلى الاعتدال في المشي.

وابتكر ستيفان بيرغارد، من جامعة بريمن الألمانية، جهازاً يمكن تثبيته في رباط الحذاء، ويستطيع الاتصال بالأقمار الصناعية وتحديد موقع من يرتديه.

ويحاول بيرغارد أن يتوصل إلى آلية لتثبيت الجهاز في كعب الحذاء، ويأمل أن ينجح في تحقيق ذلك خلال عام، ويتوقع أن يكون زبائن هذا الجهاز من العاملين في المطافئ والطوارئ.

أما خريجو معهد ماساشوستيس للتكنولوجيا، فقد عرضوا شارات بلاستيكية سوداء اللون مثبتة حول أعناقهم، وتقوم بتحليل العديد من العوامل، مثل العواطف وأنماط الكلام، بحيث يمكنها توقع مدى انهماك شخصين وانخراطهما في حوار.

والمعلومات التي يتم جمعها من هؤلاء الأشخاص بواسطة الشارات التي لا تزن الواحد منها سوى بضعة غرامات، يمكن إرسالها لاسلكياً إلى جهاز كمبيوتر شخصي أو هاتف نقال لإعطاء حاملها خطوات مساعدة.

وهناك العديد من الابتكارات والاختراعات الكمبيوترية الأخرى، مثل ذلك الذي يمكن ارتداؤه في قفاز ويمكنه التحكم بأجهزة تشغيل الموسيقى.

2050.. الإنسان يتزوج روبوت ويمارس الجنس معه

لا شيء يقف أمام العلم والتكنولوجيا في القرن الحادي والعشرين، لا سيما في الصرعات الجديدة التي باتت تكنولوجيا المعلومات تقتحمها.

ولعل آخر مجال يبحث فيه العلماء هو الزواج من الروبوت وتبادل عهود الزواج، وفقاً لما ذكره الباحث في ميدان الذكاء الاصطناعي، ديفيد ليفي، الأستاذ في جامعة ماستريخت بهولندا، الذي يبحث في العلاقات بين الإنسان والروبوت، التي تغطي المزايا والممارسات، بما فيها الزواج، بحسب ما صرح به لمجلة "لايف ساينس". بحسب الـCNN.

وقال ليفي إن البداية ستكون في مجال ممارسة الجنس مع الروبوت، لكنه أضاف، بمجرد أن تكون لديك حكاية مثل 'مارست الجنس مع روبوت، وكان الأمر رائعاً' في مجلة مثل 'كوزمو'، فإنني أتوقع أن يُقبل العديد من الناس على هذا الأمر.

الحدث من ناحية تاريخية

تعود فكرة الرومانسية بين الإنسان وأعمالنا الفنية /أو المخلوقات الآلية إلى العصور القديمة، مع الأسطورة اليونانية التي تناولت قصة وقوع النحات "بغماليون" في حب تمثال من العاج كان قد انتهى من نحته وأطلق عليه اسم "غالاتيا"، الذي منحته فينوس الحياة.

واستمرت الفكرة في الأزمنة الحديثة، دون أن يقتصر ذلك على الأدب، وإنما العلماء، الذين لاحظوا قبل 40 عاماً أن الطلاب ينجذبون إلى "إليزا"، وهي برنامج كمبيوتر صمم لطرح أسئلة ومحاكاة الأطباء النفسيين.

وقال ليفي: ثمة توجه لأن تصبح الروبوتات أكثر شبهاً بالإنسان، وأن تصبح أكثر اتصالاً به.

وأضاف الباحث في الذكاء الاصطناعي قائلاً: في البداية، كانت الروبوتات تستخدم لأمور غير شخصية، مثل المصانع حيث تساعد في صناعة السيارات؛ ثم في المكاتب لتوزيع البريد أو في المتاحف أو في المنازل للتنظيف، مثل الروبوت رومبا، والآن هناك روبوتات ألعاب مثل الكلب آيبو من شركة سوني، وغيرها. 

وفي رسالة الدكتوراه التي قدمها ليفي بعنوان، العلاقات الحميمية مع شركاء اصطناعيين، قال إن الروبوت سيصبح أكثر شبهاً بالإنسان من حيث المظهر والوظيفة والشخصية، بحيث يمكن للإنسان أن يقع في حبه وممارسة الجنس معه وحتى الزواج منه. وأصر ليفي على أن الحب والجنس مع الروبوت أمر لا يمكن تجنبه.

الجنس خلال 5 أعوام

وجادل ليفي بأن علماء النفس حددوا بصورة أولية الأسباب الرئيسية لوقوع الإنسان في الحب، وكلها تقريباً "يمكن تطبيقها على العلاقة بين الإنسان والروبوت."

وأوضح ليفي بأن من بين هذه الأسباب التوافق في الشخصية والمعرفة، وهي أمور يمكن برمجتها، وكذلك إذا عرف الإنسان أن الطرف الآخر يميل إليه ويبادله الإعجاب، وهو أيضاً أمر قابل للبرمجة.

وكان مؤسس شبكة الأبحاث الروبوتية الأوروبية، هنريك كريستينسن، قد تنبأ في العام 2006 أن الناس يمكنهم ممارسة الجنس مع الروبوت في غضون خمس سنوات، وهو ما يعتقده ليفي أيضاً.

ومع تقدم تكنولوجيا البرمجة والبرامج، وتحول العلاقة بين الإنسان والروبوت إلى علاقة شخصية، فقد ينجم عن ذلك أيضاً الزواج، بحسب ما أشار الباحث ليفي، الذي استشهد بأمثلة تاريخية على أمور كانت مستحيلة وأصبحت مقبولة حالياً، مثل الزواج المختلط بين الأعراق وزواج المثليين.

وقال ليفي: السؤال ليس إذا كان هذا سيحدث أم لا، وإنما متى سيحدث؟ وأنا مقتنع بأن الجواب سيكون أقرب مما تعتقد.

متى وأين؟

ويتوقع ليفي بأن تكون ماساشوستيس الأولى في تشريع زواج الإنسان من الروبوت، باعتبارها أكثر ليبرالية من غيرها من المناطق في الولايات المتحدة، وأنها كانت الأولى في مجال زواج المثليين، إلى جانب التقدم العلمي فيها والمتمثل في معهد ماساشوستيس للتكنولوجيا.

ورغم أن اختصاص الروبوتات، رونالد آركين، من معهد جورجيا للتكنولوجيا في أطلنطا، لا يعتقد أن الزواج من الروبوت سيكون مسموحاً به بحلول العام 2050، إلا أنه يقول: "كل شيء ممكن، وإنه ليس لمجرد عدم منحه الشرعية فإن الناس لن يحاولوا ذلك."

أسئلة أخلاقية

يعتبر البعض أن ممارسة الجنس مع الروبوت ستحل معضلة الجرائم الجنسية واللا-أخلاقية، رغم أن آركين يتساءل عما إذا كان المتحرشون بالأطفال يمكن أن يتوقفوا عن ذلك في حال استخدموا روبوتات أطفال لممارسة الجنس معها.

البعض الآخر يعتقد أن الروبوت سيقلل "الدعارة" عند الإنسان وكذلك المشاكل المتعلقة بها.

غير أن آركين يتساءل في هذا المجال عما سيحدث للنسيج الاجتماعي للإنسان في حال تطور العلاقات بين الإنسان والروبوت، وكيفية تغيير ذلك للإنسانية والحضارة، داعياً إلى دراسة هذا الأمر.

غوغل محرك البحث الاول عبر الانترنت في العالم

من جهة اخرى اظهرت دراسة لشركة كومسكور ان محرك البحث "غوغل" استخدم في 60% من 61 مليار عملية بحث عبر الانترنت خلال شهر اب/اغسطس في العالم مشيرة الى زيادة كبيرة في استخدام المحرك الصيني "بايدو" الذي تقدم على مايكروسوفت. بحسب رويترز.

وقام نحو 754 مليون شخص تزيد اعمارهم عن الخامسة عشرة بابحاث عبر الانترنت في آب/اغسطس مدخلين كلمة مفتاح او عدة كلمات عبر محركات بحث اي 95% من مستخدمي شبكة الانترنت اي بمعدل 80 عملية بحث لكل شخص ما مجموعه 61 مليار عملية بحث وفق كومسكور.

وتواجد العدد الاكبر في آسيا (258 مليون مستخدم للانترنت قاموا بعمليات بحث) وتلاهم الاوروبيون (299,7) والاميركيون الشماليون (206,3). اما العدد في اميركا الجنوبية فلم يتجاوز 50 الفا وفي الشرق الاوسط 30 الفا.

واجريت 37 مليار عملية بحث اي 60% في المجموع عبر الصفحات المتعددة اللغات للمجموعة الاميركية "غوغل" بينهم خمسة مليارات عبر فرعها "يوتيوب" لتسجيلات الفيديو.وحل في المرتبة الثانية محرك البحث الاميركي "ياهو!" مع 8,5 مليارت عملية بحث اي 14% من مجموع عمليات البحث.

اما في المرتبة الثالثة فاتى محرك البحث الصيني "بايدو" الملقب بغوغل الصيني الذي استخدم في 3,3 مليارات عملية بحث اي 5,4% من المجموع وتلته مايكروسوفت اكبر شركة برمجيات في العالم الذي استقطب محرك البحث التابع لها "لايف سيرتش" 2,1 مليار عملية بحث (3,4%). وحل وراء مايكرسوفت مباشرة محرك البحث الكوري "نافير" مع ملياري عملية بحث.

ووضعت كومسكور في لائحتها كذلك موقع "اي باي" للمبيعات حيث اجريت 1,3 مليار عملية بحث.

ودراسة كومسكور تشمل فقط عمليات البحث عبر الانترنت من المنزل او اماكن العمل وتستثني الاماكن العامة مثل مقاهي الانترنت الامر الذي يخفف جدا من ثقل مستخدمي الانترنت في اميركا الجنوبية.

وشدد بوب ايفينز المسؤول عن الاسواق العالمية في شركة كومسكور ان "الحجم الكبير لعمليات البحث عبر الانترنت في العالم يوفر عددا هائلا من فرص التسويق على المستويين العالمي والمحلي".

واضاف، رؤية محركات بحث اسيوية مثل الصيني بايدو الكوري نافير تحتل مراتب قريبة من مجموعات مثل غوغل وياهو تظهر ان عمليات البحث اصبحت ظاهرة عالمية.

 سعة الأقراص الصلبة سترتفع إلى 4 تيرابايت

ليس على القائمين على تخزين بيانات الوسائط المتعددة "الملتيميديا" أن يقلقوا من أن تصل السعة التخزينية لأجهزة الكمبيوتر المحمولة أو كاميرات الفيديو الرقمية أو مشغلات الموسيقى المحمولة، لسقف معين قريبا.

فقد صرحت شركة هيتاشي بأن باحثيها قاموا بنجاح بتقليص حجم أحد المكونات الرئيسية في الأقراص الصلبة، ليصبح متناه في الصغر، مما سيمهد الطريق لمضاعفة حدود السعة التخزينية الحالية لأربعة "تيرابايت" في أجهزة الكومبيوتر المكتبية، وواحد "تيرابايت" في أجهزة الكمبيوتر المحمولة، بحلول 2011.

وبإمكان التيرابايت الواحد، أن يحفظ نصوص قرابة مليون كتاب، أو 250 ساعة من صور الفيديو فائقة الجودة، أو ربع مليون أغنية. بحسب الـCNN.

ويعود الفضل لهذا العمل، الذي تنوي شركة هيتاشي تقديمه في طوكيو خلال مؤتمر حول التسجيلات المغناطيسية.

ويعتمد هذا العمل على تكنولوجيا تعرف بـ"المقاومة المغناطيسية العملاقة" "Magnetoresistance Giant "، أو GMR، والتي كانت المادة الأساسية في عمل عالمين أوروبيين فازا بجائزة نوبل في الفيزياء الأسبوع الماضي.

ومنذ ابتكارها، زادت سعة الأقراص الصلبة بفضل الباحثين الذين ضغطوا مزيدا من جزيئات البيانات معا، وأثناء ذلك قاموا أيضا بجعل الرؤوس حساسة بما فيه الكفاية لقراءة البيانات.

وساهمت صناعة الأقراص الصلبة في حث التطور التكنولوجي على ابتكارات جديدة كلما واجه إحدى العقبات، وكانت الـ GMR من الإنجازات التي حققت أسرع معدلات النمو في الأعوام الأولى من الألفية الجديدة، حيث تضاعفت سعة الأقراص الصلبة في كل عام.

وقال جون بيست، رئيس وحدة تخزين البيانات في شركة هيتاشي: "قمنا بتغير اتجاه التيار وبتعديلات على المواد للحصول على خصائص جيدة."

وصرحت هيتاشي أنها بذلك تكون قد ابتكرت أصغر رؤوس قرص صلب في العالم، حيث تتراوح من 30 إلى 50 نانومتر، وهي أصغر من عرض شعرة إنسان بنحو ألفي مرة.

سيارات العام 2057: "نملة" جنرال موترز تعدل شكلها وتتواصل مع غيرها

كيف ستكون السيارات عام 2057؟ ما هو المفهوم الذي ستقدمه الشركات لزبائنها عن النقل وطبيعته بعد نصف قرن من الزمن؟

هل ستعمل السيارة على البنزين أم أنها ستستمد الطاقة من مصادر مبتكرة؟ وماذا عن حجمها، هل ستحافظ فكرة "السيارة العائلية" على حيويتها في مجتمع الغد؟

باختصار، كانت هذه أبرز الأسئلة التي واجهتها شركات تصنيع السيارات العالمية خلال مشاركتها في المسابقة التي نظمها معرض لوس أنجلوس للسيارات خلال دورته الأخيرة، وقد تقدمت أبرز شركات السيارات العالمية بتصاميم ثورية تمثل لمحة لما ستكون عليه سيارات المستقبل. بحسب الـCNN.

فبعدما اطلعنا على طراز ( 1X4 ) من شركة هوندا، ننتقل إلى شركة جنرال موتزر الأمريكية، التي قدمت تصوراً مختلفاً تماماً، يقوم على صنع سيارة تستطيع تغيير شكلها أثناء القيادة بصورة تتناسب مع متطلبات التنقل مع تزويدها بنظام خاص للتواصل مع السيارات الأخرى على الطريق مما يجنبها الازدحام المروري والحوادث.

وقد أطلقت الشركة على السيارة اسم "النملة" لأنها تستوحي من تلك الحشرة المرونة وقدرة التواصل مع المجموعة أثناء العمل، أما نظام وصل المعلومات من سيارة إلى أخرى فسيعتمد بشكل رئيسي على نسخة مطورة من خدمة "OnStar" التي تقدمها الشركة الأمريكية.

وستكون "النملة" المثال الأبرز لهذا النوع من التكنولوجيا، لإنها ستتصرف بصورة مستقلة مع الحفاظ في الوقت عينه على مبدأ العمل ضمن الجماعة.

فضمن المركبة نفسها، يمكن للقطع وألواح الهيكل المعدنية التحرك بحرية، كما يمكن للعجلات تحديد الاتجاه المناسب للسير وفقاً للمعلومات والبيانات التي تتلقاها.

وبهذه الطريقة، تعدل السيارة شكلها وفق الحاجة، ففي لحظة يمكنها أن تمتلك شكلاً انسيابياً يناسب الطرقات السريعة.

وفي دقائق، قد تأخذ شكلاً هرمياً مريحاً، يسمح لسائقها بأداء الوظائف المكتبية داخلها دون أي عناء.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 25 تشرين الاول/2007 - 13/شوال/1428