ظاهرة قتل الإسلام بالإسلام!!؟

احمد جويد/ مركز الإمام الشيرازي للدراسات والبحوث

نصب العداء للإسلام ليس بالظاهرة الجديدة ولا بالحدث العابر ولا هي عبارة عن ردود أفعال لحوادث آنية، بل تمتد جذور تلك الظاهرة إلى بداية ظهور الدعوة الإسلامية، وقد كان الضرب من الداخل أسلوب قديم تم استخدامه من قبل الجماعات التي دخلت الإسلام مكرهة، التي تتبني أفكار وأطروحات منحرفة باسم الإسلام تقوم بالترويج لها مستغلة الدعم المادي الكبير الذي تقدمه مؤسسات دينية متطرفة بعيدة عن روح الإسلام ومستغلة الفكر العقائدي المشوش والأمية الدينية والثقافية في المجتمعات.

الإسلام:

       هو مجموعة من الأحكام المتعلقة بالقلب واللسان والجوارح وهو واجب بلا إشكال والظاهر انه يطلق على الإيمان تارة وعلى الأعم منه تارة أخرى(1)، قال سبحانه (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)(2).

والإسلام هو أحد الديانات السماوية الثلاثة والمعروفة بالديانات الإبراهيمية (اليهودية، المسيحية، الإسلام)، وهي ثاني أكثر الديانات أتباعا في العالم.

والمعنى العام لكلمة الإسلام هو الانقياد التام للخالق بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله، فهو تسليم كامل من الإنسان لله تعالى في كل شؤون حياته.

يؤمن المسلمون أن الإسلام هو آخر الديانات السماوية، وأنها ناسخة لما قبلها كما ذكر في القرآن. (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ)(3)، وقال تعالى : ( إن الدين عند الله الإسلام )(4).

والإسلام دين بُني على العقيدة الصحيحة والشريعة المدعمة بالأدلة ، والإسلام هو دين الأخلاق والمكارم لا دين الكبت والخنق كما قال النبي (ص)(إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).

وأما معناه حسب المصطلح الديني: فهو الدين الذي جاء به النبي محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)، والشريعة التي ختم الله تعالى بها الرسالات السماوية، وقد قام النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بتبليغ الناس عن هذا الدين وأحكامه ونبذ عبادة الأصنام والأوثان من دون عبادة الله سبحانه.

والإسلام هو التسليم للخالق والخضوع له، وتسليم العقل والقلب لعظمة الله وكماله ثم الانقياد له بالطاعة وتوحيده بالعبادة والبراءة من الشرك به سبحانه.

والإسلام ليس حكراً على شعب دون شعب، أو قوم دون قوم، بل هي دعوة شاملة للبشرية كافة بغية تحقيق العدل والمساواة لجميع بني البشر دون التمييز في العرق واللون.

فالإسلام يقوم على أساس الفطرة الإنسانية السليمة والمساواة بين مختلف أفراد المجتمع الإسلامي فلا يفرٌق بين الضعيف والقوي ولا الغني والفقير ولا الشريف والوضيع منهم، كما لا يفرق الإسلام بين الأمم والشعوب المختلفة إلا من باب طاعتها لله تعالى والتزامها بالتقوى، فالتقوى تعتبر الأساس الذي يقيٌم به عمل الإنسان والتزامه بتعاليم الإسلام.

قال تعالى في محكم كتابه المبين:

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )(5).

ولكن الإسلام قد ابتلي بأعداء كثر كنوا له العداوة والبغضاء منذ أيامه الأولى قد حاولوا إجهاض تلك الدعوة السماوية التي أراد منها الله سبحانه أن تحرر الإنسان من رق العبودية بكافة أنواعها ولا يخضع إلا لخالقه، وقد فشلت جميع المحاولات التي أرادة تشويه تعاليم الإسلام.

قال تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)(6).

ورغم كثرة أعداء الإسلام إلا أن أخطر أعدائه أولئك الذين تجلببوا بجلبابه والذين وصفهم الله سبحانه في كتابه الكريم (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ)(7).

أولاً: أسباب الظاهرة

إن إعادة محاولة القضاء على الإسلام في السنين الأخيرة والمستمرة إلى يومنا هذا قد تأتت من جراء عدد من الأسباب التي أعتبرها المحرضون للقضاء على الإسلام بأنها الأسباب الموضوعية والتي يجب محاربتها والقضاء عليها ومن أهم تلك الأسباب:

1. يشكل فكر الإسلام خطراً كبيراً على أصحاب النظريات العلمانية والأفكار المادية المنحرفة وأصحاب رؤوس الأموال والمتاجرين بالإنسان وبحياته.

2. يشكل فكر الإسلام خطراً على أصحاب الكراسي والعروش التي جاءت بهم الدوائر الاستعمارية وسلطتهم ليكونوا سيوف على رقاب شعوبهم، فهو ناقوس الخطر على الحكام المستبدين.

3. الخوف من نشر المفاهيم الإسلامية بين الشعوب الغربية وتقبل تلك الشعوب أو تعاطفها مع من يحمل فكر الإسلام.

4. وجود مصادر الثروة في العالم في البلاد التي تعتنق شعوبها الإسلام، والخوف من استقرار تلك البلدان سياسياً وبالتالي يكون لها دور كبير ومؤثر في السياسة الدولية.

5. الخوف من ظهور فكر يتبنى الدعوة إلى توحيد البلاد الإسلامية على أساس ديني وليس على أسس قومية وعرقية، كما جاء في دعوة المجدد الثاني الامام السيد محمد الشيرازي في كتابه (السبيل إلى إنهاض المسلمين).

ثانياً: تاريخ ظهورها

   نصب العداء للإسلام ليس بالظاهرة الجديدة ولا بالحدث العابر ولا هي عبارة عن ردود أفعال لحوادث آنية، بل تمتد جذور تلك الظاهرة إلى بداية ظهور الدعوة الإسلامية، فقد كان العداء للإسلام ينطلق من عدة منطلقات أهمها هو الصراع على السلطة والنفوذ، إذ كانت مفاهيم الإسلام تشكل خطراً كبيراً على أصحاب النفوذ غير الشرعي، وما إن جاء تبليغ النبي صلى الله عليه وآله وسلم (إن أكرمكم عند الله اتقاكم) حتى ثارت ثائرة أهل النفوذ والملك الذين كانوا يستعبدون والناس وينتقصون من آدميتهم.

وما إن كتب الله لرسوله وأصحابه المخلصين النصر على أعداءهم، وما إن قويت شوكة الإسلام وأصبحت كلمة الله هي العليا، أضطر أعداء الإسلام الدخول فيه مسَلميٌن غير مسلمين، إذ قال لهم رسول الله (ص) يوم فتح مكة (ما تظنون إني فاعل بكم، قالوا: أخو كريم وابن أخٍ كريم، فقال (ص) إذهبوا فأنتم الطلقاء).

وينقسم أعداء الإسلام إلى ثلاث فئات رئيسة:

الفئة الأولى: التي دخلت الإسلام على هذه الشاكلة وهم اليوم من اخطر الأعداء على الإسلام وقد بدأ عداءها منذ المعركة الأولى للمسلمين ضد المشركين، يومها صار الحقد وطلب الثأر من صفات أصحاب هذا الخط وجاء عملهم للضرب من الداخل عن طريق لبس ثياب الإسلام والتمنطق بمنطقة والعمل على خلافه والقيام بشن حملات تصفية على من يمثل النهج الآلهي الصحيح.

إذ تراهم في كل زمان ومكان يسعون إلى تنفيذ مآربهم وأطماعهم الشخصية باسم الإسلام ويعملون على تفريغ هذه الرسالة السماوية من محتواها الحقيقي، ولا يزالون إلى يومنا هذا مستمرين على سعيهم وبأساليب مختلفة.

الفئة الثانية: الدول غير المسلمة التي تخشى من الإسلام أن يؤسس لوجود دولة قوية ذات مفاهيم إسلامية يمتد نفوذها إلى باقي دول العالم وتكون مفاهيمها متداولة ومحببة لدى شعوب تلك الدول، وهذا ما عملت عليه الدولة البيزنطية في قيامها بشن الحملات العسكرية الصليبية ولا تزال إلى يومنا هذا تحرض على حرب وحصار من يحمل فكر الإسلام الحقيقي.

الفئة الثالثة: الأحقاد العقائدية، وهذه الفئة تتمثل باليهود الذين يعتبرون أنفسهم أصحاب أسمى الديانات على وجه المعمورة وإنهم شعب الله المختار وإن الإسلام قد سلبهم حقهم وأنهى نفوذهم في شبه جزيرة العرب وبلاد الشام.

ويمتد عداء اليهود للإسلام وتحالفهم مع الذين دخلوا الإسلام بعد الفتح- الطلقاء- من أول أيام بعثة النبي (ص) ثم ازدادت العداوة بعد هجرته (ص) إلى المدينة، فما إن انتشرت مفاهيم الإسلام في المدينة حتى أصبح اليهود يفقدون نفوذهم وتضعف ديانتهم فلم يجدوا من يتحالفون معه إلا مشركي مكة والذين أصبحوا فيما بعد من زعماء دولة الإسلام ومن الدعاة لها في وقتنا هذا.

ثالثاًً: سادساً:المجتمعات التي نشأة منها تلك الظاهرة

النشاطات والتحركات في الفترة الأخيرة لما يسمى بالحركات الإسلامية التي تتخذ لنفسها أسماء في معظمها جهادية تحرض على القتل وإراقة الدماء وتكفير كل من لم يتفق معهم في الفكر أو الأطروحة، وهي في غالبها تتركز في الدول التي تحمل في داخلها البداوة والغلظة في الطباع والشدة في النفاق، قال تعالى: (الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً وَأَجْدَرُ أَلاّ يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)(8).

والتي كان يعاني منها الرسول الكريم (ص) أيام فترة الرسالة حيث كان أسلاف هؤلاء ممن عاصروا رسول الله (ص) لا يرعون حرمة للنبي ولا يتأدبون بآداب الحديث التي فرضها الله عليهم في كلامهم مع النبي حيث ذكرهم الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم إذ يقول: (إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ)(9).

وما روي من أن إعرابي قد جاء إلى النبي ليشده من قميصه ويقول... يا محمد أعدل فإن المال ليس مالك ولا مال أبيك... يبين لنا تلك التصرفات التي تخرج عن روح الإسلام، وهي على حياة النبي (ص)، وهم من يسمونهم اليوم بالسلف الصالح، فكيف بنا اليوم ونحن بيننا وبين رسول الله (ص) قرابة ألف وأربعمائة عام، ولا يصلنا من سيرته (ص) إلا ما رواه لنا هذا السلف.

رابعاً:المناهج المعتمدة لضرب الإسلام في العصر الحديث

يعتمد أعداء الإسلام في ضربه على منهجين:

1. المنهج الأول: هو الضرب من الداخل، وهو أسلوب قديم تم استخدامه من قبل الجماعات التي دخلت الإسلام مكرهة، وهذا المنهج يعمل عليه المنافقون الذين أجبروا على الدخول في الإسلام، وتتبنى الحركة الوهابية العالمية اليوم هذا الاتجاه بتبني أفكار وأطروحات منحرفة باسم الإسلام تقوم بالترويج لها مستغلة للدعم المادي الكبير الذي تقدمه مؤسسات دينية تتبنى أفكار متطرفة بعيدة عن روح الإسلام مستغلة الفكر العقائدي المشوش لدى بعض الشباب بالإضافة إلى استغلال المجتمعات التي تعاني من الأمية الدينية والعلمية.

فما أفرزته أحداث الحادي عشر من سبتمبر من ردة فعل كبيرة من قبل الحكومات والشعوب الغربية أو الشعوب غير المسلمة من موقف عدائي تجاه الإسلام كان أول الحصاد لتلك الحادثة التي حصلت باسم الإسلام وتحت راية الجهاد، بالإضافة إلى ذلك ما تقوم به الجماعات المسلحة المنطلقة من هذا الاتجاه في البلاد الإسلامية من أعمال عنف شبه يومية تحت شعار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والذي ولد لدى الفرد المسلم قبل غيره حالة من النفور من تعاليم الإسلام التي تتجسد لهم عن طرق أفعال تلك الجماعات.

وهي كما ذكرنا فأن الضرب من الداخل سياسة قديمة استخدمت منذ بداية الدولة الإسلامية ورغم النجاح الذي حققته في بعض المراحل الزمني من تأريخ الإسلام إلا أنها فشلت في مراحل أخرى، غير أننا نجدها اليوم قد جاءت بنتائج كبيرة جعلت من الإسلام دين للإرهاب وللقتل بتصور الشعوب بدلا من أن يكون دين الرحمة والتسامح- دين الحياة-.

2.     المنهج الثاني: الضرب من الخارج، وهو ما تعمل عليه الدوائر الصهيونية وما تروج له المؤسسات الإعلامية الغربية، والتي تصور الإسلام على انه عدوا للحضارة وللديمقراطية والتي تصوره بأنه نظام رجعي ينتهك الحقوق والحريات ولا يعطي للمرأة حقها الطبيعي في الحياة.

هذا ما اتخذته الحكومة الفرنسية ذريعة لها بقيامها في شن حملة كبيرة وصلت إلى التميز بين الفرنسيين أنفسهم على أساس ديني حيث وصل الحال إلى محاربة المرأة التي تتشدق الدوائر الغربية وبخاصة الفرنسية منها بأنها الراعية لحقوقها بمحاربة ومنع  كل فتاة ترتدي الحجاب الإسلامي ومنعها من كافة حقوقها المدنية وحرمانها من ابسط أنواع الحقوق كمواطنة فرنسية. 

خامساً: الأساليب المستخدمة لضرب الإسلام

1.     استغلال حالة الفقر التي تمر بها غالبية الشعوب الإسلامية.

2.     شراء بعض الذمم لرجال الدين من قبل الحكام المستبدين وجعلهم أدواة بيد الحاكم يستخدمهم متى يشاء وكيف يشاء من أجل ضمان بقائه أطول فترة ممكنة على سدة الحكم، وكذلك الاعتماد عليهم بتسويق فتاوى تخدم مخططات أعداء الفكر الإسلامي والتي تروج إلى تكفير وقتل الإنسان المسلم قبل غيره.

3.     بناء أنظمة دكتاتورية في أغلب البلاد الإسلامية تقوم بنشر الأفكار المنحرفة في بلاد المسلمين واحتكار السلطة بيد فئة معينة لا تمثل جميع فئات المجتمع، وبالتالي تلجأ إلى جميع أنواع القمع والإرهاب في الحفاظ على بقائها أطول مدة ممكنة.

4.     استخدام ماكنة الإعلام الضخمة التي تمتلكها تلك الجهات في تشويه صورة الإسلام.

5.     القيام بالترويج إلى الفكر العلماني وتصوير الإسلام بأنه مدعاة لتخلف الشعوب أو (إفيون الشعوب) كما كان يطلق عليه.

6.     استغلال حالة السخط الشعبي للشعوب المسلمة الناتج من دكتاتورية السلطة الحاكمة في معظم البلاد الإسلامية.

7.     استغلال حالة الانهيار والتفكك في جسد الأمة الإسلامية وانشغالها بالصراعات الداخلية وبمرض الجهل والأمية التي جعلت البلاد المسلمة في متناول أطماع الطامعين.

8.     استغلال فشل المؤسسة الإسلامية في إيجاد خطاب إسلامي معتدل تجاه الآخرين ممن يدينون بغير دين الإسلام وجعلهم في حالة عداء دائم للإسلام نتيجة للخطاب الديني المتطرف.

سادساً: المصالح المشتركة بين أعداء الداخل وأعداء الخارج

قلنا بأن الإسلام يتعرض اليوم إلى هجمة من أجل القضاء عليه كمفاهيم ومبادئ والإبقاء على القشور من قبل أعداء الداخل وهم من يسمون أنفسهم بالمسلمين المتشددين وهم المنافقون الذين يعرف عنهم اليوم – بالسلفية الوهابية التكفيرية- وأعداء الخارج ممن يتشددون بالحفاظ على الهوية الصليبية لأوربا وأصحاب العقيدة اليهودية.

ورغم أن الهدف في القضاء على فكر الإسلام إلا أن المصالح مختلفة، فما تقوم به الدول غير المسلمة من شن حملاتها العدائية ضد الإسلام هدفه عدم إقامة دولة إسلامية قوية تقف بوجه الأطماع الخارجية التي تريد نهب ثروات الشعوب المسلمة والسيطرة عليها والتحكم بها اقتصادياً وسياسياً وحتى عسكرياً.

أما أعداء الدخل فلا يختلفون كثيراً عن غيرهم، فالمصلحة التي تعود عليهم من تفريغ الإسلام من محتواه والتمسك بالقشور هي أيضاً السيطرة على مقدرات تلك الشعوب والتحكم بها من خلال تكفير وقتل كل من يخالفهم في الرأي، وهم بذلك يصبحون أكثر ضرراً ودماراً على الإسلام والشعب المسلمة، وعليه يكون الإسلام وفي كلا الحالتين قد تم تعطيله من أن يأخذ دوره الحقيقي في الحياة، إلا إن الفرد المسلم سوف يشعر بالأمان أكثر مع العدو الخارجي حيث (سيطرة الدول غير المسلمة على بلاده- أكثر منه في حال سيطرة العدو الداخلي -أصحاب الفكر التكفيري المنحرف) لأن الأول ومن خلال التجربة لا يتدخل في منع الفرد المسلم من أداء طقوسه الدينية، بينما الآخر يتدخل في كل صغيرة وكبيرة ويثب ويعاقب وفق ما تشتهي نفسه، كما حدث في أفغانستان -على سبيل المثال- بعد سيطرة حركة طالبان الوهابية على السلطة آنذاك.

.....................................................

 الهوامش:

1.     من كتاب الواجبات ص 142ج92،فقه السياسة ج106ص142 الامام السيد الشيرازي.

2.     الآية 14 من سورة الحجرات.

3.     الآية 85 من سورة آل عمران.

4.     الآية 19من سورة آل عمران.

5.     الآية 13 من سورة الحجرات.

6.     الآية 9 من سورة الحجر.

7.     الآية4 من سورة المنافقون.

8.     الآية 97 من سورة التوبة.

9.     الآية 4 من سورة الحجرات. 

* مركز الإمام الشيرازي للدراسات والبحوث

http://shrsc.com

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 22 تشرين الاول/2007 - 10/شوال/1428