اسعار النفط تشتعل وسط التوترات السياسية في الشرق الاوسط

اعداد/ صباح جاسم

 شبكة النبأ: رغم ما مرت به امدادات الطاقة العالمية في الأزمات الدولية السابقة من احتقان ادى الى ارتفاع كبير باسعار النفط إلا ان سعر البرميل لم يبلغ مستويات قياسية كما هو الحال هذه الايام حيث تخطى  ولأول مرة في التاريخ حاجز الـ 90 دولار.

ويرى المحللون انه لا يوجد اي سبب منطقي  لأسعار الـ 80 دولارا أو أكثر لبرميل النفط الخام الذي يبلغ حجمه 159 لترا، واشاروا الى ان استمرار الصعود امر ليس ببعيد في المستقبل.

ويتفق المحللون على نحو كبير على ان الاسعار تدفعها التأثيرات النفسية والتكهنات  بالمستقبل وليس العرض والطلب.

ومن جانب اخر يشعر مستهلكو النفط بالقلق بشأن تعطل الامدادات من ايران رابع اكبر مصدر له في العالم والمنخرطة في صراع مع الغرب بسبب برنامجها النووي، حيث ان الازمة اذا ما استمرت بالتصاعد وادت حدتها الى الانفجارفسوف لن يعرف احد مقدار ما يصل اليه سعر البرميل خاصة اذا ما استطاعت ايران ان تغلق مضيق هرمز وهو الممر الاستراتيجي للنفط والبضائع في المنطقة.

وارتفع سعر الخام الأمريكي في التعاملات الآجلة متأثرا بضعف الدولار ومخاوف بشأن الإمدادات تعززت بالتوترات السياسية. وبلغ سعر الخام الأمريكي في عقود تشرين الثاني (نوفمبر) 88.35 دولار للبرميل بارتفاع 95 سنتا أي بنسبة 1.09 في المائة. وسجل الخام أعلى مستوياته خلال الجلسة عند 89 دولارا للبرميل.

وفي لندن ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت في بورصة إنتركونتننتال بأكثر من دولار مواصلة مسيرتها الصعودية إلى مستوى قياسي جديد فوق 84 دولارا للبرميل. وارتفع عقد كانون الأول (ديسمبر) 1.02 دولار مسجلا أعلى مستوياته للمعاملات عند 84.15 دولار للبرميل وأصبح على مسافة بضعة سنتات من أعلى مستوى على الإطلاق عند 84.49 دولار للبرميل. بحسب رويترز.

وقال جوهانز بينجيني من شركة الوساطة الدولية للنفط "بي. في. إم، على سبيل المثال في تلك اللحظة لا نستطيع أن نشهد أي سبب أساسي لتلك الأرقام التي لم نشهدها مطلقا من قبل. ويقوم المضاربون في الولايات المتحدة على وجه الخصوص بتسخين السوق بقولهم إن سعر 100 دولار لا يمكن استبعاده بعد الآن.

وقال بيجنيني ونبرة صوته تشئ بالاستسلام إلى حد ما، يمكن لأي شئ أن يحدث، كل ما نحتاجه هو أحد الموتورين ليقوم بتسخين السوق. وقال زميله إحسان الحق إنه مع وجود بنك استثمار مقره الولايات المتحدة أشار بالفعل إلى سعر 95 دولارا للبرميل كأمر واقعي فمن المحتمل أن ترتفع الأسعار بشكل أكبر.

ويستبعد الخبراء الأسباب التي تذكر عادة لتبرير ارتفاع الأسعار العالمية. فنقص إنتاج النفط سبب غير محتمل ولا حتى مع الصراع المحتمل الذي يختمر في شمال العراق بين تركيا وحزب العمال الكردستاني المتشدد.

فإمدادات النفط العراقية تصل إلى 300 ألف برميل يوميا في أنبوب نفط كركوك - جيهان وهي كمية لا تذكر مقارنة بالإنتاج العالمي اليومي الذي يبلغ أكثر من 80 مليون برميل.

وأعرب محللوا السوق إنه عند هذا التاريخ بالفعل لن تكفي الزيادة لتهدئة السوق ولكنها لن تكون سببا للقلق. وقال المحللون إنه فيما يتعلق بتلك الحقائق يمكن فقط تفسير الزيادة الأخيرة في الأسعار بالتكهنات وخاصة من جانب صناديق التعويضات التي مقرها الولايات المتحدة التي تهدف إلى زيادة أرباحها في أسواق الأسهم في لندن ونيويورك في الأساس.

وقال إحسان الحق، هذه الصناديق تتكهن بعمليات تقدر بعدة مليارات من الدولارات في الأسواق المستقبلية. وأضاف، إننا نتحدث عن زيادة مفتعلة في الأسعار. ويعود ما يقرب من 25 في المائة من الزيادة الحالية في أسعار النفط إلى التكهنات.

تصاعد سعر الصرف يؤدي الى رفع الاسعار

وشرح ديفيد مور، خبير استراتيجيات المواد الأولية في مصرف أستراليا بسيدني ارتباط النفط بالدولار قائلاً إن ضعف العملة الأمريكية دفع المستثمرين بالعملات الأخرى إلى زيادة استثماراتهم في النفط والذهب لاستغلال فارق الأسعار وقد أدى هذا بطبيعة الحال إلى رفع أسعار هذه الخامات. بحسب الـCNN.

ولفت مور إلى أن تراجع سعر صرف الدولار يلعب أيضاً دوراً معاكساً بالنسبة للدول التي تتعامل به، إذ أنه يخفف من وطأة الارتفاع المتزايد بأسعار الطاقة.

وشكك مور في صحة توافق سعر النفط الحالي مع قوانين السوق وموازين العرض والطلب، وقال إن فرص محافظة الأسعار على مستوياتها الحالية تبدو ضئيلة، على ما نقلته الأسوشيتد برس.

وكان الدولار الأمريكي قد تراجع إلى مستوى قياسي جديد أمام العملة الأوروبية مسجلا 1.4281 دولار لليورو الواحد.

وفي ظل الحديث عن تراجع مبيعات المنازل الجديدة في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوياتها في 14 عاما، ارتفع سعر اليورو 0.35 في المائة، فيما وتراجع اليورو قليلا أمام الين إلى 165.50.

وبالمقارنة مع فترة الطفرة النفطية الأولى مطلع العام 1980، التي بلغ خلالها سعر البرميل 38 دولاراً إبان قوة العملة الأمريكية على المستوى العالمي، فإن معدل التضخم الحالي يحتم على النفط بلوغ هامش يعاد ما بين 96 و101 دولاراً لبلوغ المستوى الذي كان عليه في ذلك الوقت.

أما بالنسبة للمعادن، فقد ارتفعت أسعار البلاتين إلى أعلى مستوى على الإطلاق فوق 1450 دولارا للأونصة، في حين ارتفع الذهب مقتربا من أعلى مستوياته في 28 عاما.

وبالمقارنة مع فترة الطفرة النفطية الأولى مطلع العام 1980، التي بلغ خلالها سعر البرميل 38 دولاراً إبان قوة العملة الأمريكية على المستوى العالمي، فإن معدل التضخم الحالي يحتم على النفط بلوغ هامش يعاد ما بين 96 و101 دولاراً لبلوغ المستوى الذي كان عليه في ذلك الوقت.

وتساهم مجموعة من الاعتبارات السياسية الأخرى في إبقاء أسعار النفط عند هذه المستويات المرتفعة، وفي مقدمتها تصاعد التوتر في الشرق الأوسط، مع تلويح تركيا بالتوغل عسكرياً في شمالي العراق لضرب مواقع يعتقد أن حزب العمال الكردستاني الانفصالي يتخذها منطلقاً لعملياته على أراضيها.

أما بالنسبة للمعادن، فقد ارتفعت أسعار البلاتين إلى أعلى مستوى على الإطلاق فوق 1450 دولارا للأونصة، في حين ارتفع الذهب مقتربا من أعلى مستوياته في 28 عاما.

وقد تحرك المعدن الأصفر على وقع ضعف الدولار وارتفاع أسعار النفط  وتزايد الاضطرابات السياسية، في حين جاءت قفزات البلاتين على خلفية مخاوف حول ضمان الإمدادات.

وخلال الجلسة، بلغ الذهب مستوى 770 دولارا للأونصة الواحدة، في أعلى سعر له منذ يناير/كانون الثاني 1980 قبل أن يتراجع الى 768.8- 769.6 دولار مقارنة.

يذكر أن شركة أنجلو بلات،  أكبر شركة منتجة للبلاتين في العالم، كانت قد أعلنت أن إنتاجها ستراجع بمعدل 1300 أونصة يوميا بسبب إغلاق أجزاء من منجمها الرئيسي.

من جهة أخرى، أشارت الوكالة الدولية للطاقة الأسبوع الماضي الى المستوى الضعيف لمخزونات الدول المتقدمة في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية كأحد الاسباب لتصاعد الاسعار. بحسب رويترز.

وشهدت مخزونات الخام في نيويورك تراجعا بنسبة 4 في المائة خلال عام في حين شهدت المنتجات المكررة وضمنها الديزل وفيول التدفئة التي تخضع لمراقبة مستمرة مع اقتراب الشتاء، تراجعا بنسبة 7 في المائة . كما أثر ضعف الدولار في ارتفاع اسعار النفط. وتراجع الدولار ليبلغ سعره 1.4319 مقابل اليورو. ويزيد الدولار الضعيف القدرة الشرائية للمستثمرين خارج منطقة الدولار بالنسبة للمواد المسعرة بالدولار ما يحفز الطلب.

وقال محللون في شركة سوكدين للوساطة، ان اسعار النفط تتأثر بضعف الدولار ومخاوف بشأن عدم كفاية العرض العالمي لتلبية الطلب.

ويسود قلق في الاسواق بسبب تأييد البرلمان التركي تدخلا عسكريا محتملا في شمال العراق لضرب قواعد المتمردين الاكراد الاتراك.وسيمثل مثل هذا التدخل عامل عدم استقرار جديد في الشرق الاوسط وسيجعل من الصعب نقل الخام العراقي الى ميناء جيهان التركي.

من جهة اخرى اشارت الوكالة الدولية للطاقة الاسبوع الماضي المستوى الضعيف لمخزونات الدول المتقدمة في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية.

وشهدت مخزونات الخام في نيويورك تراجعا بنسبة 4% بالمئة خلال عام في حين شهدت المنتجات المكررة وضمنها الديزل وفيول التدفئة التي تخضع لمراقبة مستمرة مع اقتراب الشتاء تراجعا بنسبة 7% .

ويزيد الدولار الضعيف القدرة الشرائية للمستثمرين خارج منطقة الدولار بالنسبة للمواد المسعرة بالدولار ما يحفز الطلب.

الطلب

في حين كانت الارتفاعات السابقة في الاسعار تنتج عن اضطرابات في الامدادات فان الطلب من دول مثل الصين والولايات المتحدة هو المحرك الرئيسي للارتفاعات الراهنة.

وتباطأ نمو الطلب العالمي بعد ارتفاعه في عام 2004 لكنه مستمر في الزيادة ولم يكن لارتفاع الاسعار حتى الان أثر يذكر على النمو الاقتصادي.

ويقول محللون ان العالم يتكيف بشكل جيد مع ارتفاع الاسعار الاسمية لانها تعتبر أقل من المستويات السائدة في اوقات ارتفاع سابقة للاسعار اذا أخذت أسعار الصرف والتضخم في الاعتبار كما أن بعض الاقتصادات أصبحت أقل استهلاكا للطاقة. بالاضافة الى مشاكل اقتصادية وأمنية وادارية تلقي بظلالها على الانتاج والتصدير، مثل:

قيود الانتاج التي تفرضها أوبك

بدأت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) التي تضخ أكثر من ثلث انتاج العالم من النفط خفض انتاج الخام أواخر 2006 لكبح تراجع في الاسعار.

وساعد تراجع معروض أوبك في السوق على ارتفاع الاسعار هذا العام في حين أخذت البلدان المستهلكة ممثلة في وكالة الطاقة الدولية تناشد المنظمة لشهور ضخ المزيد من الخام. وردت أوبك بأن الامدادات كافية.

لكن في اجتماع الشهر الماضي قررت أوبك زيادة انتاج النفط 500 ألف برميل يوميا أي بما يعادل نحو 1.6 في المئة من انتاج المنظمة التي تضم 12 عضوا في أغسطس اب. وتسري الزيادة الانتاجية من أول نوفمبر تشرين الثاني.

وربما تتحول قمة لزعماء أوبك في الرياض الشهر القادم الى اجتماع للنظر في زيادة انتاج النفط غير أن أغلب اعضاء المنظمة يعتقدون أنه ليس بوسعهم فعل شيء لترويض سوق يقولون انها تتحدى المنطق.

نيجيريا

انخفضت امدادات الخام من نيجيريا ثامن أكبر بلد مصدر للنفط في العالم منذ فبراير شباط عام 2006 بسبب هجمات متشددين على صناعة النفط في البلاد.

واوردت الشركات تفاصيل وقف انتاج نحو 547 الف برميل يوميا من انتاج نيجيريا بسبب الهجمات وعمليات تخريب.

ايران

يشعر مستهلكو النفط بالقلق بشأن تعطل الامدادات من ايران رابع أكبر مصدر له في العالم والمنخرطة في صراع مع الغرب بسبب برنامجها النووي.

وتشتبه حكومات غربية في أن ايران تستخدم برنامجها النووي المدني كستار لتطوير سلاح نووي. وتنفي ايران ذلك قائلة انها تريد الطاقة النووية لانتاج الكهرباء.

العراق

يجاهد العراق لانعاش صناعة النفط بعد عقود من الحروب والعقوبات وضعف الاستثمار. وصادرات خام كركوك من شمال البلاد متقطعة حيث تسببت أعمال التخريب ومشكلات فنية في توقف خط الانابيب معظم الوقت منذ غزو العراق الذي قادته الولايات المتحدة في مارس اذار 2003 الامر الذي يحول دون عودة الصادرات الى معدلاتها قبل الغزو.

اختناقات مصافي التكرير

واجهت مصافي تكرير النفط في الولايات المتحدة أكبر مستهلك للبنزين في العالم صعوبات بسبب تعطيلات مفاجئة الامر الذي زاد السحب من المخزونات قبل فصل الصيف حيث ذروة استهلاك وقود السيارات.

ووفقا أحدث أرقام أسبوعية من الحكومة الامريكية صدرت في 17 اكتوبر تشرين الاول فقد ارتفعت مخزونات نواتج التقطير وزيت التدفئة لكنها لاتزال دون معدلاتها قبل عام.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 21 تشرين الاول/2007 - 9/شوال/1428