هشاشة الفكر الوهابي

بقلم :  سامي جواد كاظم

معادلة معلومة وصحيحة ومطبقة على ارض الواقع منذ إن خلق الله عز و جل البشرية إلى الساعة كل مبدأ أو فكر يتقبله الناس من غير محفزات أو ضغوطات دلالة على أصالة هذا الفكر والعكس بالعكس كل فكر يفرض بالمال والرجال على الناس نهايته الفشل والسقوط والأفول ويصبح له صفحة سوداء في تاريخ العالم، نعم قد يكون هنالك فكر معين يبلغ أعلى درجات الشهرة والانتماء البشري لكن سرعان ما تظهر ماهية مبادئه فينهار كما ينهار جبل الصقيع عندما تلوحه أشعة الشمس.

على مدى حياة البشرية لم يفلح وينجح فكر في البقاء والازدهار مثل الفكر الإسلامي وعلى جانب أخر لم يتعرض فكر إلى عداء ومؤامرت الأعداء مثل ما تعرض له الفكر الإسلامي.

واحد هذه المؤامرات هو خلق أفكار منضوية تحت خيمة الإسلام بحجة العمل على تثبيت الإسلام ولكن واقعها عكس ذلك، وهذه الأفكار سميت بالمصطلح الحديث بالملل والمذاهب وهي كثيرة جدا واغلبها فشل في البقاء وذلك لأساسياته الخاوية ومبادئه الفارغة والتي شكلت وزر سلبي لا ايجابي على الإسلام.

ومن هذه الأفكار التي أبلت بلاءا سيئا في الإسلام هو الفكر الوهابي البريطاني والذي إلى هذه الساعة هو ملتزم بما خطط له من قبل القوى الاستعمارية الخبيثة والتي شاءت الأقدار إن يكون في أرضهم مصادر للطاقة ليديم إرهابهم، فلولا وطنية شيعة المنطقة الشرقية المزدحمة  بآبار النفط  برفض تجزئة ارض نجد والحجاز وجعلهم دولة شيعية مستقلة، لبقي كل آل سعود ومن يحذو حذوهم يقتاتون ويعيشون على مخلفات الإبل في شتى ميادين حياتهم  وبسبب رفض الشيعة لمبدأ التقسيم نجدهم الان يدفعون الثمن.

كل الأفكار السلفية تمتاز ميزة واحدة ومشتركة فيما بينها،إنها تتأسس أو يؤسسها السلاطين الظلمة فقط لتكون الوسيلة المستخدمة من قبل هؤلاء السلاطين والمقود الحقيقي في قيادة وظلم مجتمعاتهم، وفي التاريخ امثلة كثيرة على ذلك، والى الان لم يحصل في تاريخ الأمم إن هنالك من السلفيين ممن ثاروا ضد  ظلم سلاطينهم أبدا، وان وجد فان الخلاف ليس بسبب الإسلام ولكن بسبب استغناء الحكام عنهم في تسييس أمور البلد.

ولعل الفكر الوهابي أفضل إنموذج لهذه الأفكار الهشة  والخادشة لنسيج الإسلام، فانه عند التأسيس ابرم العقد بين محمد عبد الوهاب وال سعود على ان يتبادلون المنفعة ويؤازر احدهم الأخر ظالما أو مظلوما.

وبعد إن تم ظلم شعوب أراضي نجد والحجاز التفتوا ليعمموا شعوذتهم على باقي بقاع العرب ومن ثم العالم، ومع التطور الحاصل في العالم اليوم بدأت نشاطاتهم الإجرامية هي الأخرى تتطور وفي شتى المجالات.

الأساليب التي يتشبث بها الوهابيون اليوم في سبيل إعلاء كلمتهم تدل دلالة صريحة وواضحة على رداءة ما يحملون من أفكار بل نستطيع أن نعتبر هذه الأساليب دليل صارخ على انحطاطهم وسلبيتهم، أول أسلوب كان يستخدمه آل وهاب هو الإغداق بالمال على كل من لم يجد قوت يومه سواء كان على مستوى دولة أو إنسان مقابل اعتناق الوهابية وكان لهم من هذا حصة وخصوصا في الدول الأفريقية الفقيرة وأما حصتهم في الدول الأوربية والأمريكية فكانت حصة إرهابية خالصة أي إنها تدفع لمن يستطيع تشويه الإسلام في البلد المتواجد هو فيه.

واهم عامل أبقى الفكر الوهابي في أراضي نجد هو الفقر المدقع الذي يعانيه الشعب السعودي من غير العائلة الحاكمة ومتملقيها وإضافة إلى الحجر الوهابي على الكتب التي تدخل أسواقهم فأنهم حريصين على عدم إدخال أي كتاب يحمل أفكار ضد الفكر الوهابي ولأنهم لا يستطيعون مجابهة الفكر بالفكر إضافة إلى ذلك هو لثقتهم المطلقة بهشاشة وسلبية أفكارهم بحيث أنها لا تصمد حتى أمام ابسط فكر إلحادي موجود في العالم فكيف به إذا كان الفكر إسلامي شيعي فهذا يعني الهدم التام لفكرهم، على عكس الشيعة فإننا نجد مكتباتهم عامرة وزاخرة بالكتب الوهابية والناصبية وبمقدور أي شيعي أن يحصل عليها لا بل إن هنالك كتب يتهجم كاتبيها على الشيعة نجدها في الأسواق والمكتبات من غير حظر لها.

إضافة إلى ذلك المنع الذي يستخدمه حكام آل وهاب على القنوات الفضائية التي تبث فضائحهم حيث أن منظومة القنوات الفضائية ( الستلايت ) لا يستطيع استخدامها المواطن النجدي بحرية حيث إنها مرتبطة بمنظومة أخرى تحت سيطرة الوهابية تبث قنواتهم وقنوات الدعارة الخاصة بأمرائهم وكثيرا ما تظهر صور لفنانات عاهرات ويظهر في احدى زوايا الشاشة العلم الوهابي وعليه كلمة ( لا اله إلا الله )، حيث استحدثوا مخرج شرعي لهذا ألان وهو حذف كلمة (لا اله إلا الله) وضع مستطيل اخضر ليدل على هويتهم، هذا أسلوب يزيد توسيع الهوة بين الإسلام والوهابية.

الأسلوب المستخدم والمستحدث الآخر الذي غالبا ما ينتهجه الوهابية هو اختراق مواقع الشيعة التي تفضح أعمالهم وأفكارهم، فإنهم لا يستطيعون الرد عليهم رد منطقي أو عقلي فيلجأون إلى اختراق الموقع وكتابة عبارات من السب والشتائم في واجهة الموقع المخترق ليدل على دناءة وانحطاط نفسيتهم،وهذا الأخر هو دليل على هشاشتهم، ودليل على تآمر الشركات الغربية معهم في مساعدتهم على اختراق المواقع الصادعة بالفكر والأخلاق،على عكس الشيعة حيث لم يثبت عليهم إنهم اخترقوا موقع للوهابية، بل إنهم أي الشيعة يتمتعون بقراءة ما يكتبون في مواقعهم وأنا احدهم لغرض زيادة الاطلاع على سلبياتهم وجرائمهم الفكرية.

اغلب الردود في المنديات الوهابية على الشيعة سب وشتائم وان عجزوا من الرد على الشيعة يعمدون إلى قطع الاتصال وحذف اشتراك ( الرافضي ) من منتدياتهم.

ومن هنا اقترح على الكتّاب والمثقفين من رواد مطالعة الشبكة المعلوماتية  المشاركة في كل المنتديات الوهابية هذا أولا والتعقيب على أخبارهم التي تنشر زورا وبهتانا على الشيعة حتى وان لم ينشروها وعلى اقل تقدير إن القائمين على هذه المواقع سيعلمون بالرد الشيعي على أكاذيبهم  هذا ثانيا، وثالثا تهويل فضائحهم من خلال كتابة أبعاد الفضيحة وتكرار نشرها أكثر من مرة وكما يقال كثرة الطرق على الحديد يهشمه فكيف به إذا كان خشبة نخرتها دودة الأرضة كالفكر الوهابي..

شبكة النبأ المعلوماتية- الجمعة 12 تشرين الاول/2007 -29/رمضان/1428