إننا نداعب الموت

عبد الامير علي الهماشي

 مداعبة الموت جملة غريبة بعض الشيء ولكنها قد تطلق على من يقوم بأعمال يومية تعرضه لخطر الموت،ومنهم الجنود في ساحات القتال الملتهبة أو من يقوم بحماية المسؤولين أو الأشخاص المهددين بالموت.

أما نحن العراقيين في مدينة ((بغداد)) الساحة الاكثر سخونة في ساحة الحرب على الارهاب كما أرادها

الرئيس الامريكي((بوش)) وتلقفها الجانب الاخر تلقف الجائع لطعام شهي،فنداعب الموت بطريقة اُخرى فخروجنا  يوميا الى ساحات وشوارع العاصمة تعرضنا لخطر الموت المحقق،لإن هناك من يتربص بنا لاصطياد كل من يحاول أن يعيش يصورة طبيعية.

فنحن نداعب الموت بطريقة مختلفة قالقسم الاول مهيأ وقد أعد العدة سلفا أما نحن فنخرج من بيوتنا متوجهين الى قضاء أعمال روتينية يومية فواحد يذهب الى دائرته وآخر الى ورشته وآخر يذهب للتبضع وآخر الى المسشتفى مريضا او معالجا وهكذا حسب حاجاته ومهماته التي تختلف كليا عن القسم الاول.

والقسم الاول يتقاضى اُجورا تتفاوت نسبها أما نحن فنتقاضى مانتقاضاه ونحمد الله على السلامة بعد عودتنا وتستقبلنا الامهات أو الازواج والاولاد بفرح غامر لانقضاء يوم دون حوادث وكأننا عائدون من جبهات القتال!!.

وفي وسط الزحام تبدأ موجات ((قلق الموت)) تنتابنا فكيف إذا كانت كل ساحات بغداد مزدحمة وكل الطرق مقفلة

ومع كل هذا وذاك تستمر الحياة ويواصل البغداديون والعراقيون جميعهم الحياة ولاتمنعهم نوبات القلق من مواصلة المسير في عملية تحد يومي لخفافيش الظلام التي تستهدف الانسان لمجرد أنه انسان.

وننظر في وسط الزحام الذي لايكون ساكنا إطلاقا فإما تخترقه أصوات ((المنبهات)) أو صفارات سيارات لاتدري أهي حكومية أم لاحزاب ولاتدري هل هي لوزير في الدولة أم لموظف بمنصب ((مدير عام)) ولاتكون الصفارات هي الوسيلة الوحيدة بل تكون الاطلاقات النارية في الهواء الطريقة الجديدة لتفريق السيارات.

والمفارقة المضحكة المبكية أن هذه المواكب سرعان ما تاخذ الجانب الاخر أو السكون بمجرد مصادفتها لرتل أمريكي أو لرتل شركات الحماية الاجنبية!!،هكذا نألف الموت ونداعبه كلما أصبحنا وأمسينا.

هكذا يعيش البغداديون حياتهم لاتمنعهم نوبات ((قلق الموت)) من مواصلة المسير وقد لاتنتهي مشاكلهم عند هذا الحد فتواجههم مشاكل اخرى ((خدمية وترفيهية)) يفتقدونها بعد يوم مليء بأنواع الصراع ابتداءا من الصباح الباكر بتحدي الارهاب والخروج الى العمل مرورا بتوفير لقمة العيش انتهاءا بأزمات يخلقها ((تجار الحروب)) ولا اُبالية الكثيرين ممن طفوا على سطح الاحداث. 

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 11 تشرين الاول/2007 -28/رمضان/1428