خطوة يجب أن تتبعها خطوات أخرى

رائـد محمـد

 الخطوة التي أقدم عليها المجلس الإسلامي الأعلى والتيار الصدري بتوقيع اتفاق النقاط الثلاثة التي حرمت سفك الدم العراقي وحرمته وحفظ المصالح العليا للبلاد هي في الواقع خطوة رائعة تستحق أن تسجل بايجابية لهذين التيارين الشعبيين المؤثرين في الشارع العراقي عموما والشيعي بشكل خاص.

 وتشكل هذه البادرة محورا لزيادة الترابط والتلاحم بين هذين الفصيلين وان كانت هذه المبادرة متأخرة نوعا ما خاصة بعد الأحداث الجسام التي مرت وهزت البيت الشيعي الذي يتأثر بصورة وأخرى بتفاهمهم والتقائهم عند نقاط عديدة تعتبر المرتكز الأساسي للملمة الشتات والبدء من النقطة الصحيحة لبناء وعي جماهيري يبتعد عن مفاهيم الهيمنة والسيطرة  ولغة العنف المسلح الغير منضبط التي أظهرتها الأحداث الأخيرة في كربلاء وبقية محافظات الجنوب والمناطق الشيعية في بغداد التي شابت كل القرارات السابقة في سياسة هذين القطبين.

الخطوة تلك لايمكن اعتبارها انجازاً للصدريين أو للمجلس الاسلامي بل هي الخطوة التي يجب أن تكون حاضرة دوما و البذرة التي يجب تسقى وترعى ومن ثم البحث عن خطوات تعزز ايجابيتها لإيجاد ثوابت مشتركة لإدامة التفاهم والتآخي ومد جسور الثقة بينهما والأطراف الأخرى  لأبعاد شبح الحرب النفسية بين الطرفين التي امتدت لأكثر من سنه على خلفية أحداث اصطنعها الطرفان لنفسيهما قبل الآخرين وهي التي أن صدقت النوايا ستؤسس لخطوات قادمة أوسع وأغنى من الناحية العملية وسوف تسكت جميع الأصوات التي أصبحت تتهمهم بزعزعة الوضع الأمني في البلد وأن يكون الطرفين ملتزمين بها التزاما كاملا مبتعدين عن النظرة الضيقة للمصالح الفئوية الحزبية.

 لذا فان من الطبيعي أن يفكر الطرفان بالخطوات اللاحقة التي من وجهة نظري الشخصية المتواضعة يجب أن تتركز على مايلي.

•       تجميد العمل  العسكري المليشياتي وإلغاءه نهائيا في المراحل اللاحقة لان العراق لايمكن أن يبنى بصورة صحيحة الا عن طريق دولة المؤسسات والاتجاه إلى العمل المدني المؤسساتي ضمن مؤسسات المجتمع المدني التي تخدم شريحة واسعة من أبناء الشعب العراقي بالعموم والشارع الشيعي بالخصوص الذي لولاه ما وصل هذين الفصيلين إلى ماهم عليه الان.

•       التأسيس لخطوات لاحقة  بدعوة الأطراف الأخرى المنضوية تحت خيمة الائتلاف العراقي الموحد للانضمام إلى هذا الاتفاق وأتباع طرق الحوار السلمي المرتكز على المنهجية العلمية للوصول إلى الحالة المثلى للملمة شتات الائتلاف بعد الهزات التي حصلت فيه.

•       البدء بتشكيل لجان للبدء بحملة أعمار مناطقهم وفق الإمكانات الذاتية لهذه الفصائل واعتقد أنها قد تتفوق على الدولة في هذا المجال أن صلحت النوايا.

•       دعوة القوائم الأخرى من خارج الائتلاف للانضمام إلى الاتفاق لان الاتفاق بالأساس يشير إلى حرمة الدم العراقي وحفظ المصالح العليا للبلاد  وبالتالي فان الدعوة ستكون هي الفيصل في تمتين العلاقات وإذابة جليد عدم الثقة الموجود أساسا في علاقات القوى السياسية العراقية اجمع خاصة أن بعض الأطراف الأساسية في العملية السياسية رحبت بهذا الاتفاق.

•       دعم العملية السياسية التي انبثقت من خلال صناديق الانتخابات.

•       محاربة الفساد الإداري والأمني والبدء بالحلقة الأضيق لأننا من خلال تجربة السنوات الأربع الماضية تيقنا بان خير سند للإرهاب الأعمى الذي يقتل فقراء العراق هو الفساد بكافة أنواعه ومسمياته.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 10 تشرين الاول/2007 -27/رمضان/1428