مساندة جماهيرية وسياسية لإتفاق الصدر والحكيم

شبكة النبأ: لا يزال صدى الاتفاق بين المجلس الاعلى والتيار الصدري-الجهتين اللتان تمثلان القاعدة الجماهيرية الاوسع في العراق- يتردد في الاوساط الجماهيرية والسياسية بشيئ من المباركة والتفاؤل حول مستقبل العلاقة التي تعثرت مؤخرا بين الجهتين خاصة بعد انسحاب الكتلة الصدرية من الائتلاف الموحد وما تبع ذلك من احداث العنف التي شهدتها كربلاء وتداعيات تلك الاحداث في انحاء متفرقة من البلد.

وعبر قادة من المجلس الأعلى الإسلامي والتيار الصدري خلال لقاء جمعهم في النجف، عن عمق تفاؤلهم حول مستقبل العلاقات بين الطرفين، مشيرين إلى أن لقاءاتها تلك ستشاهم في اشاعة أجواء الألفة والمحبة في الشارع العراقي.

وقال مسؤول المجلس الأعلى الإسلامي في النجف الشيخ صدر الدين القبنجي، خلال مؤتمر صحفي عقد عقب لقاء بين ممثلين عن المجلس والتيار الصدري في المدينة، مساء الأحد، إن  الهدف من هذه اللقاءات هو تعميق العلاقة بين الطرفين وتدعيمها، بما يترجم بنود الاتفاق الذي تم بين سماحة السيد الحكيم، وسماحة السيد مقتدى الصدر.

وأشار القبنجي إلى عمق تفاؤله حول مستقبل العلاقات بين الطرفين، الذين يمثلان أكبر تيارين سياسيين بين الشيعة في العراق. واعلن، أمس السبت، عن توقيع الزعيمين عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامى العراقي ومقتدى الصدر زعيم التيار الصدري، اتفاقية لتوطيد العلاقة بين التيارين الشيعيين... وتشكيل لجنة مشتركة تعمل في محافظات العراق للسيطرة على المشاكل المحتملة الوقوع بينهما.

وذكر القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي الشيخ جلال الدين الصغير أن لقاء اليوم، الذي عقد في مقر المجلس الأعلى بمدينة النجف، يعد  تفعيلا لبنود الاتفاق بين الطرفين، اضافه إلى كونه جاء لإشاعة أجواء الألفة والمحبة... والتي ستنعكس ايجابيا على صعيد الشارع العراقي.

وأوضح أنه تم خلال اللقاء  الاتفاق على تشكيل لجنة عليا، تتكفل بمتابعة كل المشاكل التي من الممكن حصولها مستقبلا بين أنصار التيارين.

وقال الصغير كنا على قدر كبير من الواقعية في تشخيص الأزمات، ولم نفترض أن الأمور ستجري دون معوقات... فهناك أعداء وأجندات متعددة تنفذ ضد التيارين، وهي ليست بالضرورة أن تكون عراقية... وإنما تمتد للمحيط الإقليمي، لافتا إلى أن التيارين هما الأكثر انتشارا... والأكثر شعبية على الساحة العراقية.

وأشار إلى أن اللجنة العليا التي اتفق على تشكيلها ستعمل على إطفاء فتيل الأزمات المحتملة، وسيكون لها لجان تابعة في كل المحافظات... حيث سيتم التعامل معها (الأزمات) على أعلى المستويات في التيارين.

وأضاف الصغير، الشعب العراقي سيستقبل أي عمل من شأنه تحسين وإشاعة الأجواء الايجابية، بمثابة هدية، معتبرا أن ذلك سيكون بالنسبة للسياسيين وعلماء الدين، من أهم واجباتهم ومهماتهم الرسالية والوطنية والسياسية.

وشدد القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي على أن الاختلاف في الرأي أو وجهات النظر "هو أمر وارد... ويفترض ألا يفسد في الود قضية، والمهم ألا تنتهي مثل هذه الخلافات إلى هدر الدماء أو انتهاك الأمن... أو تعريض الناس إلى الخطر.

مكتب الشهيد في كربلاء: سنلتزم بالوثيقة حال ورود تعليمات

ووصف مدير مكتب الشهيد الصدر في كربلاء، الوثيقة التي وقعها السيد مقتدى الصدر مع السيد عبد العزيز الحكيم، بأنها وثيقة تهم كل أبناء الشعب العراقي، واعدا بالالتزام بها حال ورود تعليمات من السيد مقتدى بهذا الشأن.

وقال الشيخ عبد الهادي المحمداوي لوكالة (أصوات العراق) إن الوثيقة التي تم توقيعها من قبل القائد مقتدى الصدر وسماحة السيد عبد العزيز الحكيم في مدينة النجف تهم كل أبناء الشعب العراقي.

وأضاف، الموقعان علي الوثيقة طرفان مسؤولان مسؤولية مباشرة عن قاعدة عريضة من أبناء الشعب العراقي، وينتميان إلى بلد واحد ودين واحد ومذهب واحد.

وأشار المحمداوي الى أن على الجميع الالتزام بالوثيقة، خاصة بعد أحداث الزيارة الشعبانية التي شهدتها كربلاء.

وعن مدى الالتزام بما جاء في الوثيقة في محافظة كربلاء، قال المحمداوي، نحن بانتظار تعليمات السيد مقتدى؛ لان الوثيقة بحاجة إلى لجان عديدة لتكون على أرض الواقع.

ونوه مدير مكتب الشهيد الصدر وإمام جمعة المكتب في كربلاء الى أن هذه الوثيقة سيكون لها انعكاسات ايجابية على باقي التيارات والكتل السياسية والدينية الأخرى.

وأضاف، وستحفزهم على إطلاق المبادرات والسعي نحو المصالحة والتقارب. معتبرا أن الظروف (الحالية) تتطلب من الجميع العمل على وحدة العراق وحقن الدماء؛ لأننا جميعا تحت خيمة واحدة.

ويأتي توقيع هذا الاتفاق بين الزعيمين الشيعيين بعد أكثر من شهر على اشتباكات شهدتها مدينة كربلاء أثناء أداء مراسم الزيارة الشعبانية، تم على إثرها شن هجمات على مقرات المجلس الأعلى الإسلامي والتي اتهم فيها عناصر من جيش المهدي الجناح العسكري للتيار الصدري، وأعقب ذلك قرار الصدر بتجميد نشاط جيش المهدي لمدة ستة اشهر.

الاوساط العراقية ترحب بالاتفاق

ورحبت الاوساط العراقية الحكومية والسياسية والدينية بشكل واسع بالاتفاق الذي وقع بين الزعيمين الحكيم والصدر، والذي اكد على حرمة الدم العراقي.

وكانت الحكومة العراقية اول المشيدين بالاتفاق حيث نقل بيان عن مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي قوله تلقينا بإرتياح بالغ نبأ الاتفاق الذي وقعه زعيما المجلس الاعلى الاسلامي والتيار الصدري سماحة السيد عبدالعزيز الحكيم وسماحة السيد مقتدى الصدر. بحسب فرانس برس.

واضاف البيان، هذا الاتفاق الذي جاء في وقته المناسب يعبر عن الاحساس العالي بالمسؤولية الدينية والوطنية وتقدير صائب لحساسية الظروف التي يمر بها الشعب العراقي وهو يواجه أعتى هجمة ارهابية وتكفيرية ويتطلع للبناء والاعمار الذي لا يمكن ان يتحقق دون تثبيت دعائم الأمن والاستقرار واواصر الاخاء والمحبة والتماسك بين القوى الفاعلة في الساحة العراقية وجميع أطياف الشعب العراقي ومكوناته الأساسية.

واعتبر سليم عبد الله الناطق باسم جبهة التوافق العراقية (السنية) الاتفاق بـ الخطوة المهمة جدا لاسيما انها تثبت مبادىء عامة، معبرا عن امله بان  لا تقتصر على الطرفين بل تاخذ مدى اوسع.

وعن انعكاس الاتفاق على الاوضاع السياسية وعودة التيار الصدري الى الائتلاف قال عبد الله لفرانس برس ان الاتفاق يعنى بمعالجة مشاكل امنية وخلافات بين الصدريين والمجلس الاعلى.

من جانبه اعتبر الشيخ خالد العطية النائب الاول لمجلس النواب العراقي ان الاتفاق خطوة جيدة على طريق تهدئة الامور واحلال الامن وحل النزاعات بالطرق السلمية وتجنب العنف.

بدوره اعتبر الشيخ عبد الهادي المحمداوي مسؤول مكتب الصدر في كربلاء الاتفاق انعكاسا ايجابيا يدفع التيارات الدينية الاخرى الى مبادرات المصالحة والتقارب في ظروف تتطلب العمل تحت خيمة واحدة.

وقال طارق المعموري رئيس تحرير جريدة "البلاد اليوم" اليومية المستقلة، لا يمكن بأي حال من الاحوال اغفال الدور والتأثير الكبيرين اللذين يتمتع بهما السيد الحكيم والسيد الصدر في العراق عموما وفي وسطه وجنوبه على وجه الخصوص فكلاهما من جذور حوزوية ومن عائلتين لهما باع طويل في صياغة توجهات الملايين من الناس.

واضاف، اذا ما حصل اي خلاف بين هذين الزعيمين او بين اتباعهما فستكون لهذا الامر عواقب سيئة لمسناها في عدة مناسبات ولم يكن تأثيرها ايجابيا بالتأكيد.

وتابع، علاوة على ذلك فانهما يشكلان اكبر مكونين من مكونات الائتلاف الموحد رغم ان اتباع السيد الصدر قد انسحبوا منه ولم يفقد الائتلاف الامل في عودتهم اليه.

واضاف، الاتفاق الذي وقع بين الزعيمين يعد بالتأكيد خطوة ايجابية للملمة الشمل العراقي والائتلاف وسوف يكون عنصرا ايجابيا لتحقيق الامن والاستقرار ودافعا لنجاح العملية السياسية التي يشكلان عمودين مهمين من اعمدتها ومن داعميها منذ انطلاقها الى الان والى ان تصل الى بر الامان.

لكن مسؤولا في التيار الصدري اكد ان الاتفاقية لا تتضمن العودة الى الائتلاف العراقي الحاكم.

وكان التيار الصدري المناهض للولايات المتحدة قد انسحب من الحكومة العراقية احتجاجا على رفض رئيس الوزراء وضع جدول زمني لانسحاب القوات الاميركية.

ومع ذلك فقد اعرب رئيس الوزراء العراقي عن ترحيبه بالاتفاق وبكل خطوة تتخذها القوى السياسية العراقية بإتجاه حقن الدماء والتمسك بالقيم والمبادىء الاسلامية النبيلة والمصالح العليا للبلاد وتعزيز الوحدة الوطنية واشاعة اجواء المودة وازالة اسباب الخلاف.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 10 تشرين الاول/2007 -27/رمضان/1428