تجارة الجنس في بريطانيا

شبكة النبأ: تهريب الاشخاص اطفال او نساء يعد ظاهرة عالمية اوجدها التوجه المادي والنكوص الاخلاقي في المجتمعات وذلك بعد انحسار الفهم والالتزام الروحي إضافة الى ازدياد الفقر والعوز الذي افرزته السياسات العالمية والقوى المهيمنة وليس غريبا ان تكون الدول الغربية نفسها ان تتذوق السم الذي عجنته وصبغته بالالوان البراقة والرائحة المغرية. حيث تشهد حاليا ساحة الطرف الاغر الشهيرة في قلب العاصمة البريطانية لندن معرضا يسلط الضوء على التجارة بالنساء لاغراض الدعارة في بريطانيا.

ويقام المعرض تحت عنوان "الرحلة"، ويصور الواقع المأساوي للنساء اللواتي يتم تهريبهن الى بريطانيا بواسطة عصابات الجريمة المنظمة لاجبارهن على العمل في الدعارة السرية.

والمعرض عبارة عن سبع حاويات معدنية من تلك التي تستخدم في عمليات الشحن البحري، وكل واحدة منها تمثل مرحلة من مراحل حياة النساء المرغمات على العمل في الدعارة.

وتمثل الحاوية الاولى حياة المرأة في بلدها الاصلي في اوروبا الشرقية وتنتهي بالحاوية السابعة التي تمثل احد بيوت الدعارة في بريطانيا. بحسب فرانس برس.

ويقام المعرض دعما لجهود مؤسسة هلين بامبر التي تعنى بمساعدة النساء ضحايا العمل بالدعارة الاجبارية.

وقد استفادت مؤسسة هلين بامبر من تجارب عدد من النساء اللواتي قامت المؤسسة بانقاذهن من ما يمكن تسميته بـالعبودية الجنسية بحيث تشكل هذه التجارب مجتمعة الرسالة التي يحاول المعرض ايصالها للجمهور.

كما تصور احدى الحاويات المشاكل التي تواجهها هؤلاء النسوة مع وزارة الداخلية البريطانية للحصول على حق اللجوء في بريطانيا.

وحاوية اخرى جرى اعدادها بحيث تشبه تماما غرفة كانت تعيش فيه احدى هؤلاء النسوة واجبرت فيها على العيش حياة العبودية الجنسية، وضم سريرا قذرا للنوم عليه بقع من الدماء ومعلق فوقه لوح كرتوني عليه اسعار كل مختلف الممارسات الجنسية.

وتأمل المؤسسة التي ترعى هذا المعرض تسليط الضوء على النشاط الاجرامي الواسع المرتبط بتجارة الجنس في بريطانيا.

وقد قامت الممثلة البريطانية ايما تومبسون التي تترأس مؤسسة هيلين بامبر بتصميم الحاويات وقام فنانان بريطانيان شهيران بوضع اللمسات الفنية.

وعلى هامش المعرض قالت الممثلة ايما تومسون ان المعرض محاولة لتوعية سكان لندن بالظروف الحقيقة لحياة بعض النساء الاجنبيات اللواتي قد يشاهدونهن في شوارع المدينة ممن يجبرن على العمل في الدعارة ويتعرضن للتعذيب.

وتشير بعض التقديرات الى ان بريطانيا تحولت الى عاصمة الاتجار بالنساء لاغراض الدعارة في القارة الاوربية.

ويستمر المعرض لمدة اسبوع في العاصمة لندن ثم ينتقل الى باقي المدن البريطانية وبعدها الى باقي انحاء القارة الاوربية ومن بينها اوروبا الشرقية.

تهريب الاطفال

وفي ذات السياق اصدرت منظمة بريطانية تعنى بمحارية استغلال الاطفال لاغراض الدعارة تقريرا اشارت فيه الى زيادة كبيرة في اعداد الاطفال الذين يتم تهريبهم من قبل عصابات الجريمة المنظمة وخاصة من جنوب شرق اسيا لاستغلالهم في صناعة وتجارة المخدرات في بريطانيا.

وذكر التقرير ان عدد الحالات استغلال الاطفال من قبل هذه العصابات والتي تم ابلاغ المنظمة بها تضاعف خمس مرات خلال الاشهر الاثنى عشر الماضية.

وقالت المنظمة ان هؤلاء الاطفال يتم استغلالهم كعبيد من قبل العصابات لترويج المخدرات على نطاق واسع.

ويتم اجبار هؤلاء الاطفال على العمل في زراعة الحشيش المخدر في البيوت التي تقع في ضواحي المدن ويجبرون على النوم في خزن الملابس ولا فرصة لهم للهرب من اماكن حجزهم.

وقالت مديرة المنظمة ان هناك ادلة متزايدة على انتشار تهريب الاطفال الى بريطانيا والاتجار بهم واجبارهم للعمل كالعبيد في انتاج الحشيش في بريطانيا ولا احد يعلم العدد الفعلي لهؤلاء الاطفال.

وقال منظموا حملة مكافحة الاتجار بالاطفال ان الاطفال الذين تعثر الشرطة عليهم خلال عمليات مداهمة البيوت التي يتم فيها زراعة الحشيش بحاجة الى حماية افضل، حيث يختفي العديد منهم ويهربون من الجمعيات الخيرية التي تهتم برعايتهم.

وقال المنظمون ان العديد من المتورطين في زراعة الحشيش في المنازل هم كانوا بالاصل من ضحايا عمليات تهريب الاطفال الى بريطانيا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 1 تشرين الاول/2007 -18/رمضان/1428