غيوم المواجهة بين ايران والغرب تتلبد في الأفق

شبكة النبأ: لا يمكن باي حال استثناء اية فرضية مستقبلية بشان الصراع بين امريكا وايران حول الطموحات النووية للجمهورية الاسلامية بل ان المؤشرات تؤكد دخول اطراف غربية في التحالف الامريكي ضد ايران.

واما العرب فهم عالقون بين الخوف من المد الايراني المتعاظم في المنطقة وبين السيطرة الامريكية المحكمة على مقدراتهم منذ عقود مما يرشحهم وخاصة دول الخليج ان يكونوا ضحية للحرب المحتملة بين امريكا وايران.

وقال وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل انه يرى "نذر مواجهة " بين ايران والغرب بشأن برنامج طهران النووي ودعا الي حل دبلوماسي.

وأدان الأمير سعود أيضا ما سماه "الحديث الخطير" لايران عن ملء فراغ في العراق قد ينشأ عن أي انسحاب أمريكي وقال ان هناك خطرا لتمزيق العراق وهو ما قد يسبب صراعا في أرجاء المنطقة. بحسب رويترز.

وقال الوزير السعودي لمجموعة من الصحفيين عندما سُئل عن الأزمة بشأن خطط ايران النووية التي تقول طهران انها تهدف لتوليد الكهرباء لكن الغرب يخشى انها تهدف الى صنع أسلحة، بالتأكيد فان ما نراه هو نذر مواجهة.

واضاف انه قلق بسبب لغة الخطاب من جميع الاطراف، واشار الى تعليقات أدلى بها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي امام الجمعية العامة للامم المتحدة مؤخرا.

وقال الأمير سعود، الخطاب الايراني يعكس ايضا هذا الانحدار نحو المواجهة بالقول (أننا يمكننا ان نحمي انفسنا) ومثل ذلك الكلام... انه وضع متوتر وخطير في منطقة مضطربة.

واضاف ان بلاده سألت ايران لماذا تبدو أنها تتجه الى المواجهة وأبلغت طهران انها بحاجة الى التقيد بمطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ومضى قائلا، اننا في غاية القلق من هذا الاحتمال للمواجهة... ونأمل ان يتم تسوية هذا من خلال التفاوض.

وأدان الوزير السعودي أيضا الدور الايراني في العراق حيث أدى صعود الغالبية الشيعية الى السلطة في الانتخابات منذ أن أطاحت الولايات المتحدة بالرئيس السني الدكتاتور صدام في عام 2003 الي تقوية شوكة إيران الشيعية.

وقال، أعتقد ان الايرانيين يعرفون موقف جميع الدول العربية من تدخلهم في العراق او في لبنان.. ذلك ليس شيئا موضع تقدير في العالم العربي والدول العربية ستعمل على حماية مصالحها.

واضاف ان الايرانيين انضموا الى تعهد قطعه جيران العراق على أنفسهم بعدم التدخل هناك. لكنهم الان يسلمون بانهم يتدخلون في العراق وسمعنا كلمات الرئيس (الايراني محمود) أحمدي نجاد بأنه اذا حدث فراغ ..اذا غادرت امريكا العراق.. فانهم مستعدون لملء الفراغ.

وقال الأمير سعود مشيرا الى تعليقات احمدي نجاد التي أدلى بها في 28 اغسطس اب، مثل هذا الحديث خطير للغاية واعتقد انه لم يكن من الحكمة الادلاء بهذا البيان.

بوتين حذّر ايران من هجوم أمريكي ـ إسرائيلي قريب

وأفادت تقارير صحفية بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حذر ايران من حدوث هجوم أمريكي اسرائيلي وشيك ضدها.

وذكرت صحيفة لو كانارد انشينيه الاسبوعية الفرنسية أن الروس حددوا الفترة من نهاية شهر رمضان في منتصف أكتوبر المقبل الى أوائل عام 2008 كموعد للهجوم المحتمل.

وأضافت الصحيفة استنادا لمصادر في أركان الجيش الفرنسي ودوائر استخباراتية أن فرنسا رصدت العديد من صادرات السلاح الروسي الى ايران من بينها صواريخ دفاع جوي من طراز »اس 300 أنتي« وطراز»تور ام 1« بالاضافة الى مروحيات ولنشات صواريخ يمكنها اعاقة الملاحة وتعطيل مرور السفن في الخليج.

وادعت الصحيفة أن موجة الهجوم الاولى ستأتي من جانب سلاح الجو الاسرائيلي بتوجيه من طائرات الاستطلاع والرادار الامريكية ويعقبها تدخل السلاح الجوي الامريكي طبقا لنتائج الضربة الاولى.

وأشارت الصحيفة الى قيام الولايات المتحدة بامداد اسرائيل بقنابل مضادة للخنادق والانفاق العميقة تحت الارض لتمكين سلاح الجو من تدمير المنشآت النووية الايرانية الموجودة بعمق يصل الى عشرات الامتار تحت الارض.

إدارة بوش تهيئ الأجواء

من جهته اعتبر مستشار الأمن الأمريكي السابق زبيغنيو برزينيسكي، أن إدارة الرئيس جورج بوش، تسعى إلى تكرار السيناريو الذي قاد إلى غزو القوات الأمريكية للعراق قبل ما يزيد على أربعة سنوات، لشن الحرب على إيران، بدعوى سعي طهران لامتلاك أسلحة نووية.

وقال برزيزنيسكي، الذي عمل مستشاراً للأمن القومي في عهد الرئيس السبق جيمي كارتر: أعتقد أن الإدارة، الرئيس ونائب الرئيس، يسعون لتهيئة الأجواء مرة أخرى للحرب، مثلما كان الحال قبل شن الحرب على العراق، في العام 2003. بحسب الـCNN.

وأضاف المسؤول الأمريكي السابق، في مقابلة مع برنامج "Late Edition"، مع الزميل وولف بليتزر، أن الإدارة الأمريكية استخدمت السلاح نفسه في شن الحرب على العراق، عندما اتهموا نظام الدكتاتور صدام ، بأنه يخفي أسلحة غير تقليدية، نووية وكيميائية، يهدد بها أمن إسرائيل.

وبعد غزو العراق في ربيع عام 2003، لم تظهر أية أدلة على أن العراق أخفى "أسلحة محظورة" عن فرق التفتيش الدولية، التي أرسلتها الأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومارست عملها لفترة طويلة في العراق، دون أن تعثر على تلك الأسلحة المزعومة.

وأشار برزيزنيسكي إلى كلمة وجهها الرئيس بوش في وقت سابق من الشهر الجاري، أوضح فيها أن النظام الإيراني سيكون المستفيد الأول في حالة انسحاب مبكر للقوات الأمريكية من العراق، بقوله: الانسحاب سيشجع إيران على المضي قدماً في برنامجها للتسلح النووي، مما يهدد أمن المنطقة.

وأوضح المستشار، أن بوش استخدم عبارات تشير إلى أن إدارته ليست لديها معلومات مؤكدة حول البرنامج النووي الإيراني، وإنما لديها شكوك في أن الجمهورية الإسلامية تسعى لحيازة أسلحة نووية.

وفيما أقر برزيزنيسكي نفسه بأنه لا يمكنه التأكد من صدق نوايا البرنامج النووي الإيراني، الذي يصر المسؤولون في طهران على أنه لأغراض سلمية، إلا أنه دعا مسؤولي الإدارة الأمريكية إلى التحلي بمزيد من الصبر.

من جانبه، شدد وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق، هنري كيسنغر، على أنه ليس لديه أية شكوك في أن النظام الإيراني، يسعى إلى حيازة أسلحة نووية، قائلاً: أعتقد أنهم يسعون لبناء قدرات تمكنهم من امتلاك القنبلة النووية.

وأضاف كيسنغر، الذي عمل وزيراً للخارجية في عهد الرئيس ريتشارد نيكسون، في تصريحات لـCNN، قائلاً: أعتقد أنه لم يتمكنوا بعد من التوصل إلى الوضع الذي يمكنهم من صنع القنبلة النووية، ولكنني أعتقد أنهم على بعد سنتين أو ثلاثة من امتلاكها.

التوتر القائم لا يقتضي شن حرب على إيران

من جهة اخرى  كشفت مصادر مطلعة أن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" انتهت من وضع خطة تطلق عليها اسم "مات الملك"، تتضمن توجيه ضربات جوية إلى أهداف عسكرية ونووية في إيران، في الوقت الذي استبعد فيه قائد القيادة المركزية للجيش الأمريكي، الأدميرال ويليام فالون، أن يؤدي التوتر القائم بين طهران والغرب، إلى شن حرب على الجمهورية الإسلامية.

وأكدت المصادر أن القيادة العسكرية الأمريكية قامت مؤخراً بتشكيل مجموعة إستراتيجية خاصة، مكلفة بالتخطيط للحرب على إيران، تم إلحاقها على سلاح القوات الجوية، على غرار مجموعة مماثلة تولت التخطيط للحرب على العراق في العام 1991.

وجاء في تقرير نشرته صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية، أن المجموعة التي صدر قرار بتشكيلها في يونيو/ حزيران الماضي، سيكون عملها الأساسي تقديم المعطيات الخططية، التكتيكية، والعملياتية، والإستراتيجية للقوات القتالية، والتي يمكن دعمها لوجيستياً وتنفيذها سياسياً.

ويترأس هذه المجموعة الجنرال لورانس شتوزرايم، الذي يعتبر واحداً من ألمع جنرالات القوات الجوية، ويعاونه الدكتور لاني كاس الضابط السابق بالجيش الإسرائيلي، والخبير المختص بالحرب الإلكترونية، وفقاً للصحيفة البريطانية.

وتعمل هذه المجموعة مباشرة تحت إمرة اللواء مايكل موسلي، قائد سلاح الجو الأمريكي، وتضم في صفوفها فريقاً يتراوح عدده ما بين عشرين إلى ثلاثين ضابطاً من سلاح الجو، والخبراء المتخصصين في مجال الدفاع الجوي والحرب الإلكترونية.

وكان قد تم اعتماد مشروع "مات الملك" خلال فترة الحرب الباردة، في سبعينيات القرن الماضي، لمواجهة التهديدات المحتملة من الاتحاد السوفيتي السابق، وأعادت البنتاغون العمل به مرة أخرى، بهدف التخطيط لسلسلة غارات جوية على بغداد، بعد قيام الجيش العراقي بغزو الكويت.

إلا أن أكبر قائد عسكري للقوات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، الجنرال ويليام فالون، أعرب عن عدم اعتقاده بأن التوتر القائم حالياً، بسبب رفض طهران الاستجابة لضغوط متزايدة من الغرب لوقف أنشطة تخصيب اليورانيوم، سيؤدي للحرب على إيران.

فرنسا: حيازة إيران سلاحاً نووياً تؤدي إلى زعزعة العالم

من جهته اقترح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي امام الامم المتحدة عقدا بيئيا واقتصاديا جديدا، داعيا كل الدول الى الاجتماع للتأسيس للنظام العالمي الجديد للقرن الحادي والعشرين.

وكان ساركوزي يتحدث في افتتاح الجمعية العامة الثانية والستين للامم المتحدة والتي عنوانها الرسمي مكافحة الاحتباس الحراري.

وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اختتم كلمته الافتتاحية بالفرنسية قائلا ان التعددية الدولية عادت، مضيفا ان ساعة التاريخ تدق في صالحنا.ان عالما يعتمد على بعضه البعض اكثر فاكثر، يعترف بان الامم المتحدة هي السبيل الامثل ـ في الواقع السبيل الاوحدـ لمواجهة تحديات المستقبل.

دعوة لعالم أكثر عدلاً

وحث ساركوزي استناداً إلى برنامج اصلاحي قوي يهدف إلى تحديث فرنسا ، في خطابه الذي احتوى على الكثير من الاشارات إلى مبادئ الثورة الفرنسية ، المنظمة العالمية على الشروع في تنفيذ برامج تتراوح بين التوزيع المتساوي للثروة ومكافحة الفساد.

واستطرد الرئيس الفرنسي يقول، باسم فرنسا أطالب جميع الدول التكاتف من أجل تأسيس النظام العالمي الجديد للقرن الواحد والعشرين بالاستناد إلى فكرة أن السلع المشتركة التي تخص البشرية جمعاء هي من مسئوليتنا المشتركة جميعا.

وقال ساركوزي يجب على الامم المتحدة أن تضمن لجميع البشر حق الوصول إلى الموارد الحيوية مثل المياه والطاقة والغذاء والعلاج والمعرفة. ودعا إلى »توخي قدر أكبر من الاخلاق« في »رأس المال« والتوزيع الاكثر عدلا للارباح والايرادات في السلع والمواد الخام والتكنولوجيات الجديدة.

وأضاف ساركوزي في قائمة طويلة من المطالب الموجهة إلى المجتمع الدولي، يتعين تغيير الفكر والسلوك.

وقال ساركوزي أن السماح لايران بحيازة اسلحة نووية من شأنه أن يزعزع الاستقرار في العالم وان يؤدي الى نشوب حرب.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 1 تشرين الاول/2007 -18/رمضان/1428