ماذا تعني رعاية الهاشمي لميليشيات عشائرية تحت عنوان تسليح العشائر؟

اسعد راشد

 الدلائل كلها تشير ان طارق الهاشمي يسعى لتشكيل قوة عسكرية ميليشياوية بحجم قوة الجيش والشرطة النظامية لزجها في حروب مصطنعة وطائفية تحت عناوين مختلفة ومنها العنوان العريض الذي خدع به الامريكان والمتمثل بمحاربة "تنظيم القاعدة" وهو امر غير صحيح يعلمه القاصي قبل الداني ويدركه الهاشمي بنفسه قبل غيره حيث ان جولاته وصولاته في مدن غرب العراق ورعايته لـ"مؤتمر" يجمع عشائر "سنية وشيعية في بغداد وحواليها لمحاربة "القاعدة" كلها تحركات مريبة تخفى خلفها اجندة طائفية يحاول الهاشمي تحقيقها بدعم امريكي بعد ان خدعهم ان حزبه ومليشياته هما من يقود الحرب ضد القاعدة ناسيا هذا" الرجل" ان الامور في مناطق جرى "تطهيرها" من القاعدة ما زالت خاضعة لحكم الميليشيات ذاتها الني كانت تقاتل في صفوف القاعدة واليوم غيرت جهة الولاء دون ان تغير العقلية الفاشية والطائفية حيث على الارض لم يتغير الواقع بعد  ان سيطرت تلك الميليشيات وبدعم القوات الامريكية على معظم الاحياء التي انسحبت منها القوى المتصارعة الارهابية ودشنت عهدا جديدا لا يختلف عن القديم في شيئ سوى  "الولاء" من القاعدة الى القوات الامريكية فيما اعمال القتل على الهوية وقطع رقاب الناس وحرق البيوت وتهجير الامنيين واختطاف قوى الامن من شرطة وجيش مستمرة وعلى الوتيرة ذاتها .

والواضح ان تفقّد الهاشمي لمدن غرب العراق ولقائه ببعض العشائر او حتى زيارته للسجون تبقى موضع للشك والريبة خاصة وان المواقف والتصريحات التي تخرج منه ومن قادة جبهة التوافه تعكس حقيقة ما يصبوا اليه هو ورفاقه في جبهة الاحزاب حيث كل المساعي الحثيثة موجهة ضد اجهزة الجيش والشرطة واتهامها بانها مخترقة من قبل الميليشيات دون ان يتجشم عنان السؤال حول تلك "العشائر المليشياوية" المخترقة من قبل تنظيم القاعدة وعناصر ارهابية اخرى تمارس الوحشية وسفك الدماء بحق المدنيين‘ ففي كل طلعة" للرفاق" في الجبهة لابد وان يوجهوا سهامهم لقوى الامن من الجيش والشرطة ولا بد ايضا من زج اسم "الميليشيات"‘ بالطبع الشيعية منها وهو المقصود ‘ لخلط بعض الاوراق ولاعطاء مبرر للقوات الامريكية في خططها القائمة على تسليح العشائر السنية والكتائب الارهابية العشرينية بحجة محاربة القاعدة والحال ان الهاشمي ورفاقه يستغلون الامر لتشكيل جيوش من ميليشيا العشائرية المخترقة والتي عدد كبير منها مازال يوالي النظام البائد ويحمل الافكار الشوفينية والطائفية وتنفذ اجندة لدول اقليمية متورطة حتى النخاع في سفك دماء العراقيين ولها ارتباطات وثيقة بتنظيمات سلفية وتكفيرية موالية لتنظيم القاعدة والا لماذا لحد هذه الساعة مازالت الاوضاع في ديالي غير مستقرة ومازالت العمليات الاجرامية الارهابية مستمرة والتي تشارك في قسم غير قليل منها كتائب العشرين وميليشيات الحزب الاسلامي ؟

 ولماذا استطاعت القوى الارهابية من تنفيذ هجومها الارنتحاري ضد تجمع عشائر بعقوبة وقتل اكثر من 30 شخض بينهم رئيس الشرطة ‘ اليس ذلك يدل على ان القوى العشائرية المليشاوية السنية في تلك المناطق مخترقة من قبل القاعدة وحلفائها البعثيين الذين يقدمون التسهيلات اللوجستية والمعلومات الاستخباراتية للارهابيين لتنفيذ ماَربهم ؟

فلماذا الهاشمي يتصدر حملة تسليح العشائر المرتبطة به ويحاول خلق جيوش منهم تكون بديلة للقوات الرسمية النظامية من شرطة وجيش وهو هدف لا يخفى على احد انه ورفاقه في جبهة التوافه يسعون الى تحقيقه ولم يخفوه حتى في بيان الانسحاب من الحكومة بل وفي اعلانات الدعائية في فضائية "بغداد" الوهابية النابعة لهم حيث مطلبهم "ايجاد توازن في الاجهزة الامنية"!! بمعنى ان تكون تلك الاجهزة تحت سيطرة قوى ماقبل 9 ابريل 2003 ولعل تحركات الهاشمي المستميتة في هذا الاتجاه وحضه لعشائر معينة للانضمام تحت لواء"جبهة الحرب ضد القاعدة" وهو عنوان مخادع لهدف اخبث يكشف حقيقة ما يريده الهاشمي رغم تشدقه بالوطنية وتظاهره بانه ضد "الطائفية" الا ان تصرفاته لا تشير الى صدق ما يتفوه  به بل العكس حتى تصريحات الدائرين في فلكه تنم عن تبييت مخطط خطير يهدف زرع كانتونات من الجيوش المليشياوية المنفلتة تحل محل الجيش النظامي وقوات الشرطة التي افقت الحكومة العراقية اموالا طائلة في سبيل تطوريرها وايصالها الة المرحلة التي فيها وهي تتصدى اليوم بنجاح لزمر الارهاب والتكفير والخارجين على القانون .

ان اقوال الهاشمي وتحركاته يجب انل لا تفتح لها "نافذة" للتطبيق او تأخذ مجراها على الارض لانها تحمل بذور الشر ونذر شؤم لمستقبل العراق وتتضن في طياتها كل اسباب الفتن وقد اعطوا اهالي احياء بغداد وخاصة العامرية مصداقية لذلك في تظاهراتهم سنة وشيعة عندما طالبوا بحل ميليشيات "الصحوة" او ما يسمى "الثوار" في مناطقهم والتي تتشكل اغلبها من حزب طارق الهاشمي والجيش البعثي"الاسلامي" وفيلق عمر" الموالي للقاعدة حيث هؤلاء الناس البسطاء يدركون ما حل بهم وبديارهم وممتلكاتهم على ايدي تلك الجيوش الجديدة المليشياوية وهم بذلك يبعثون برسالة واضحة الى الحكومة العراقية والجهات الامريكية بتوخي الحذر من دعوات النشاز التي يطلقها الهاشمي وجبهة التوافق والكف عن تسليح تلك الميليشيات الارهابية ولعل تظاهرة القوى الارهابية الميليشاوية في بعقوبة ضد اللواء الركن غانم القريشي ومطالبة عزله وتهديد العائدين والمهجرين بعدم العودة وحصولهم الدعم والتأييد من قبل جبهة التوافق وتصريح عبد الله سليم الناطق باسم الرفاق ضد اللواء القريشي كلها حلقة في سلسلة من عمليات القضم التدريجي لمناطق مختلطة طائفيا وعرقيا او انها كانت محتلة من قبل القاعدة والتي تحولت عناصرها بين ليلة وضحاها الى "قوات صحوة" وثوار لهذه المنطقة او تلك فيما هي في الاساس مليشيات طائفية وارهابية تأتمر باوامر مخابرات دول اقليمية بالطبع الامر هنا يختلف بالنسبة لمجلس صحوة الانبار و"انقاذ الانبار" حيث هذا الاخير يضم على عناصر شريفة ووطنية لم يعجب ولاؤهم الوطني قادة التوافق وطارق الهاشمي لذلك اوعزوا لعملاءهم والمرتزقة من القاعدة لاغتيال الشهيد عبد الستار ابوريشة وهم اليوم اي "الرفاق" في جبهة التوافق يسعون لسحب البساط من تحت ارجل "مجلس الانبار" وادخال عملاءهم ومجرميهم الى تلك المناطق وهو امر يؤكده ما يقوم به الهاشمي من تحركات مريبة في تلك المناطق خاصة بعد  اغتيال ابو ريشة الذي كان يمثل شوكة امام المخطط الجهنمي لتلك الجبهة وقد اغتالتهم تحريضات تلك الجبهة والبعثييون في مواقعهم الالكترونية خاصة بعد اللقاء التاريخي الذي جرى بين الرئيس الامريكي جورج بوش والشهيد عبدالستار ابوريشة  حيث وصف موقع "الرابطة" البعثية ابوريشة بالعميل وصب عليه سيل من الشتائم وحرضوا بشكل غير مباشر على تصفيته فجاءت عملية اغتياله لتعطي الهاشمي ورفاقه زخما من التحرك لمللأ الفراغ ولتشكيل مليشياتهم لتكون بديلا عن مجلس انقاذ الانبار.

شبكة النبأ المعلوماتية- الجمعة 28 أيلول/2007 -15/رمضان/1428