اميركا وايران والسعودية.. مثلث الموت في العراق

أسعد كاظم

تشهد الاراضي العراقية منذ دخول القوات الامريكية ومن يحالفها تجاذبات سياسية وعمليات تدخل بشؤون العراق بصورة مباشرة وغير مباشرة بغطاء شرعي او بغطاء ديني من قبل قوى خارجية متمثلة بدول الجوار والدول الاقليمية التي عملت على رسم خارطة العراقية السياسية من منطلق المخاوف المتوقعة التي تمس كراسيهم وسلطاتهم الدكتاتورية والمتسلطة على رقاب ابناء شعوبهم. فسقوط النظام في العراق وطرح مشروع الديمقراطية لبناء عراق مابعد الحكم الدكتاتوري الانفرادي الذي كان  على شاكلة الحكومات العربية والاسلامية المتواجد في خضم هذه الاوضاع بات ظهر على الساحة العراقية مثلث بقاعدة استولى عليها الاميركان وقد تقاسم اقطابها  من الغرب السعودية ومن الجنوب ايران ليتشكل مثلث الموت الذي تسلط على رقاب العراقيين.

اميركا وفي ايامها الاولى اعلنت حربها على الارهاب وعلى الاراضي العراقية  لكي تبعد خطر الحرب عن الاراضي الامريكية.وجلب قوى الارهاب العالمية في ارض يسهل الدخول لها عبر جميع الدول المجاورة وبهذا استطاعة اميركا جذب مصاصي الدماء الى الارض الجريحة والذين دفعتهم مدارس الضلالة والتكفير في العالم العربي والاسلامي التي غسلت عقولهم بتحرير ارض السواد من المحتل والجهاد في سبيل الاسلام.

 وما ان وصل هولاء السذج العراق حتى وجدوا انفسهم يقتلون العراقيين من جميع الطوائف فذبح السني بتهمة المرتد وقتل الشيعي بتهمة الشرك وقتل اليزيدي بتهمة عبادة غير الله والمسيحي بتهمة عدم عدوله الى الاسلام ووووووو.  وترك هولاء المغفلون المحتل يصول ويجول في ديار العرب والمسلمين في اكبر قواعد له في الشرق الاوسط منها في الامارات والسعودية والكويت وقطر ولم انس مصر التي سهلت مرور الغزات الى ارض العرب بارادة قادة العرب الابطال حماة العروبة والاسلام.

السعودية وهي ضلع المثلث الذي عمل وبجد بدفع الالاف من الارهابيين وبدعم من رجال الدين السعودي الذين اصدروا الفتاوى بتكفير ابناء الشعب العراقي ولجمع طوائفه ومختلف الديانات وظهرت جهودهم في جعل كل من ابناء الشعب حلل قتله.

ولم تكتف بهذا القدر بل عملت السعودية على جمع الاموال من التجار واصحاب الاموال لترسلها الى العصابات الارهابية في العراق.

لا اعتقد ان ايا من القراء لايعلم الاسباب التي تدفع السعوديين الى هذه الاعمال ولكن لكي نضع النقاط على الحروف نحلل افعال السعوديين.

 اولاً لخوف السلطات السعودية من نجاح الديمقراطية في العراق مايدفع شعوبهم بالمطالبة باُ نهاء الحكم الملكي وبناء حكم ديمقراطي.

ثانيا/ كثيرا ماصرح المسؤولين السعوديين بالخوف من اعلان هلال شيعي يمتد من ايران والعراق وسورية ودول الخليج مما يجعل السعودية تحت المد الشيعي المتوقع الذي يرهب السعوديين ورجال دينهم.

ايران ذلك الضلع الثاني الذي دخل ليحقق اهداف كان يبحث عنها ومنذ  زمن بعيد حيث استطاع ان يحقق نجاحات باختراق القوى السياسية والجهات المسلحة من جميع الاطياف الشعب العراقي حيث تم العثور على اسلحة وعبوات ناسفة صنع ايراني في الانبار وديالى وبغداد والبصرة وغيرها من المحافظات العراقية اي لم تختصر ايران على دعم الشيعة فقط بل كانت تجهز المسلحين السنة في مناطق مختلفة.

وما جاء على لسان الرئيس الايراني احمدي نجاد في احد المحافل حيث اشار بكلمته الى ان ايران والسعودية قادرة على تحقيق الامن والاستقرار في العراق وهذا مايوكد على التواجد السعودي الايراني في العراق ليس حباً بشعب العراق وانما من اجل مصالح سياسية وامنية لكلا البلدين.

اذا المثلث قد اكتمل لدينا واسباب تواجده اصبحت واضحة لنا فما علينا الا ان نعلن للملأ اننا عراقيون اذا كنا مسلمين شيعة اوسنة مسيح اومندائيين وازيدية، عرب واكراد وتركمان.

وقد تعرفنا على اعدائنا ووضعنا ايدينا على جراحنا وسوف نقف من جديد ولن نسير خلف اي كان سوى العراق وراية العراق ورجال العراق الشرفاء الذين ولاؤهم للعراق وارض العراق وشعب العراق.

* كاتب من العراق

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 25 أيلول/2007 -12/رمضان/1428