الصين تحاول استرجاع صورتها كقوة اقتصادية كبرى

 شبكة النبأ: تقوم الصين حاليا بإطلاق حملة علاقات عامة لإقناع عالم اصبحت لديه شكوك كثيرة حول مدى سلامة منتجاتها حيث اظهر استطلاع جديد للرأي في الولايات المتحدة ان نحو نصف الامريكيين يساروهم القلق حول سلامة المنتجات الصينية.

ومنيت سمعة المنتجات المصنعة في الصين بضربات موجعة بعد سلسلة من الفضائح شملت ادوية ملوثة ومعاجين اسنان وسحب كميات كبيرة من الالعاب الملوثة من الاسواق الامريكية والاوربية.

وبعد تقاعسها في بداية الامر عن الاقرار العلني بالمشكلة اطلقت الحكومة الصينية آلتها الاعلامية الضخمة للعمل حيث نظم مجلس الدولة أو مجلس الوزراء الصيني زيارة أعد لها بعناية لمجموعة من المراسلين لمصانع أدوية في مدينة تيانجين المجاورة لبكين. بحسب رويترز.

وقالت يان جيانجيانح نائب رئيس ادارة السياسات والنظم في هيئة الاغذية والادوية الصينية، نامل انه بدعوة الاعلام الاجنبي الى هنا حيث يمكنكم استخدام ايديكم وافواهكم وعيونكم لنقل مايجرى هنا بحق.

وقالت للصحفين عقب جولة في مصنع جلاكسو سميث كلاين الذي يصدر منتجاته الي اوروبا واستراليا وجنوب شرق اسيا، وبذلك يمكننا نشر رسالة بان بامكانكم ان تثقوا في السلع المصنعة في الصين.. هذا مانريده.

وارتدى الصحفيون ملابس واقية خاصة للتمكن من دخول خط الانتاج وسمح لهم فقط بالنظر عبر زجاج سميك على عمال يلبسون حلات من الراس وحتى اخمص القدمين ويستخدمون اقنعة خاصة وهم يصنعون قطرة للعين وعقاقير اخرى.

وفي مصنع اخر تديره شركة تيانجين زونجكسين للادوية سعى زيهانج بينج نائب رئيس المصنع لطمأنة الضيوف بتاكيد ان الشركة لاتستخدم عظام النمور أو قرون وحيد القرن.

ويقول خبراء بيئة ان الطلب من الصين صناعة أدوية من اجسام هذين الحيوانيين يجعل حمايتها من الانقراض أمرا أكثر صعوبة. وقال للصحفيين، كان مسموحا لنا باستخدام عظام النمور قبل 30 عاما ولكنها محظورة الان. مازال لدينا بعض الصناديق منها في المخزن ولكننا لانستطيع استخدامها.

ويزور مسؤولون امريكيون الصين حاليا لاجراء مباحثات من نظرائهم الصينيين حول سلامة الاغذية والادوية.

الامريكيين قلقين من الواردات الصينية

وأظهر استطلاع للرأي أجرته وكالة رويترز ومركز زغبي لدراسات الرأي العام ان نحو 78 في المئة من الامريكيين يعتريهم قلق بشأن سلامة الواردات الصينية وأن ربع الامريكيين توقفوا عن شراء الطعام المستورد من الصين.

وقال قرابة 35 في المئة من عينة الاستطلاع انهم "قلقون للغاية" بينما قال 43 في المئة انهم "قلقون الى حد ما" بشأن سلامة الغذاء والمنتجات الصينية الاخرى. وجاء هذا الاستطلاع بعد سلسلة من التقارير المفزعة بشأن العاب الاطفال الصينية المطلية بالرصاص والمأكولات البحرية المحتوية على مضادات حيوية محظورة ومعجون الاسنان الملوث ومنتجات أخرى خطرة مستوردة من الصين أحد الشركاء التجاريين الكبار للولايات المتحدة.

وأفزع سحب مئات الالاف من قطع العاب الاطفال الملوثة بطلاء الرصاص من شركة ماتيل صانعة لعب الاطفال الاباء.

وقال جون زغبي رئيس مركز زغبي لدراسات الرأي العام "الشيء الجوهري الذي يستحسنه الامريكيون كثيرا ...أسعار المنتجات الصينية." لكنك "ترى ضررا" بين المستهلكين.

وقال سبعة في المئة فقط من الامريكيين انهم ليسوا قلقين بالمرة من المنتجات الصينية وذلك وفق لما أسفر عن الاستطلاع الذي شمل عينة من 1011 أمريكي وأجري بين 13 و16 من سبتمبر ايلول الجاري.

ووجد الاستطلاع مزيدا من القلق بين محدودي الدخل وبين النساء.

ومن أجل تهدئة مخاوف المستهلكين دعا الرئيس جورج بوش الى تشكيل هيئة خاصة للسلامة للتوصية بكيفية تحسين التنسيق بين الهيئات الحكومية وللتأكد من سلامة المنتجات حتى وهي في خط التجميع.

ويؤكد المسؤولون ضرورة ان تتخذ الشركات والدول الاجنبية خطواتها الخاصة لانه ليس بوسع الحكومة الامريكية تفتيش كل شيء في وارداتها التي تقدر قيمتها بتريليوني دولار سنويا.

كذلك هناك قلق في الكونجرس ولدى بعض المشرعين مثل السناتور ديك دربان عضو مجلس الشيوخ عن ولاية الينوي الذي يرغب في فرض رسوم على الواردات للمساهمة في تحمل تكلفة مزيد من أعمال التفتيش.

وبالاضافة الى الطعام قال 23 في المئة من عينة الاستطلاع انهم توقفوا عن شراء لعب الاطفال التي تحمل علامة "صنع في الصين" لاسيما تلك المخصصة للاطفال الصغار.

كما يتفادى نحو 23 في المئة من الامريكيين الان منتجات صينية الصنع مثل معجون الاسنان وقال 16 في المئة انهم يستبعدون الان وبشكل كامل شراء أي منتجات صينية.

وكشف الاستطلاع مع ذلك ان نحو 36 في المئة من الامريكيين مستمرون في شراء المنتجات الصينية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 23 أيلول/2007 -10/رمضان/1428