ميسان تعاني الإهمال وشحّة الماء الصالح للشرب

شبكة النبأ: رغم ان شحة الماء الصافي هي احدى مميزات الواقع العراقي الجديد في كل مناطق العراق إلا انها تتباين من منطقة لاخرى ومن حي لآخر بحسب حالة شبكات المياه الناقلة وتوفر الكهرباء المؤقت، لكن الحال تتجلى اكثر في مناطق جنوب العراق نظرا للإهمال الشديد الذي كان في عهد النظام البائد وحتى بعد اربع سنوات من تاسيس الدولة العراقية الجديدة.

حيث كشف تقرير أجرته إحدى المؤسسات الإنسانية العاملة في محافظة ميسان(جنوب العراق)، مؤخرا، أن عدد المواطنين المستفيدين من خدمة إيصال الماء الصالح للشرب إلى مساكنهم بصورة طبيعية لا يتعدى 5%، ما يشير إلى أزمة حادة في محافظة يخترقها نهر دجلة فضلا عن شبكة من خمسة أنهر فرعية تغطي أراضيها.

وأظهر الاستبيان أيضا أن 60% من المساكن تحصل على الماء باستعمال المضخات، فيما لا يصل الماء الى 10  % من البيوت حتى باستعمال المضخة، أما  نسبة المساكن التي تحصل على المياه من الأنهار مباشرة  فهي 25% وخاصة في مناطق الأرياف والقرى، في وقت كثر فيه تذمر المواطنين من شحة الماء.

وجاء في الاستبيان أن  تلك  النسب من المياه يتم استهلاكها للغسل عادة في تلك المحافظة الجنوبية التي يقع مركزها، مدينة العمارة، على مسافة 390 كم جنوب بغداد، وفي بعض الأحيان للطبخ، حيث يعتمد المواطن الميساني على ماء تنقله السيارات الحوضية يعرف محليا بـ(RO ) للشرب وبنسبة 75%.

دائرة الماء: السبب في انقطاع الكهرباء

ويعزو طه صدام عريبي، مدير دائرة ماء ميسان شحة الماء في المحافظة لأزمة أخرى هي أزمة الكهرباء.

ويقول الكهرباء الوطنية غير مستقرة، وفي حال وجودها فإن انقطاعاتها كثيرة، حيث تنقطع لأكثر من أربع أو خمس مرات أثناء فترة التشغيل.

ويضيف عريبي لوكالة (أصوات العراق)، في هذه الحالة نحتاج إلى إعادة تشغيل المضخات والمجمعات المائية لعدة مرات مما يؤدي إلى ضياع نصف الفترة التي تكون فيها الكهرباء موجودة.

مشيرا الى أنه في الغالب تكون الكهرباء ضعيفة لا تقوى على تشغيل المجمعات والمشاريع المائية.

لكنه يستدرك،إلا أن هناك بدائل للكهرباء الوطنية التي نعتمد عليها لإيصال الماء الصالح للشرب،كالمولدات، والتي تعتمد بدورها على الوقود (الكاز) وهي تعمل لمدة ساعات محدودة، والكمية التي نحصل عليها من الوقود تكفي لتشغيل المولدات لست ساعات يوميا فقط.

وأوضح مدير ماء ميسان أن اعتماد دائرة الماء على المولدات هو بنسبة 90%، وطاقة المولدات لا تكفي لتشغيل كافة المجمعات؛ لأن المولدات المتوفرة لدينا أقل قدرة من حمل المجمعات.

ويضيف عريبي أن التشغيل يكون بحوالي80 % من الطاقة التشغيلية، ولفترات متقطعة، لكن ما يلزمنا هو تشغيل المجمعات حسب التصميم لفترة 20 ساعة يوميا.

ويضيف، بما أن احتياج المواطن للماء أكثر في أيام الصيف؛ فأننا نحتاج للتشغيل المستمر وهو ما لا توفره قلة الحصة من المنتجات النفطية لأنها محسوبة لست ساعات تشغيل فقط.

مدير الماء ميسان أشار الى أن هناك أسباب أخرى تؤدي الى شحة الماء وعدم وصولها بانتظام للمواطن منها هدر الماء الصافي في الشوارع؛ بسبب الاشتراك غير الرسمي لبعض المواطنين والتجاوز على الخطوط الناقلة للماء.

موضحا أن دائرته أعلنت عن نصائح عديدة عبر وسائل الأعلام المتوفرة، ومنها إذاعة كل العراق من ميسان التي تبث يومياً هذه النصائح.

وتمتاز محافظة ميسان بوفرة ثروتها المائية، إذ يخترقها نهر دجلة الذي تتفرع من جانبيه عند مدينة العمارة خمسة فروع أخرى، هي المشرح و الكحلاء على جانبه الأيسر و البتيرة و المجر الكبير و المجر الصغير على جانبه الأيمن، هذا فضلا عن المسطحات المائية الكبيرة المتمثلة الاهوار وأهمها وأكبرها هور الحويزة، ما يمنح المحافظة أهمية إستراتيجية كبرى في هذا المجال باعتبارها خزانا كبيرا للمياه العذبة.

من جانبه بين مدير بيئة ميسان، سمير عبود، أنه استنادا لتوجيهات المفتش العام في وزارة البيئة ومدير عام دائرة شؤون المحافظات في الوزارة تم إصدار توجيه بأخذ كافة الاستعدادات اللازمة من قبل مديرية البيئة وخاصة بعد حصول شحة المياه في بعض مناطق المحافظة.

وأضاف، من هذه الاستعدادات، تكثيف برنامج مراقبة مياه الشرب في كافة مناطق المحافظة وخاصة في المناطق النائية لمعرفة مدى صلاحيتها للشرب.

وقالت زهرة عبد الحسين وهي ربة بيت من منطقة أبو رمانة، في مدينة العمارة إن الشبكة الخاصة بنقل الماء في منطقتنا قديمة و فيها عدة تكسرات وتجاوزات مما أدى إلى تلوث المياه واختلاطها بالمياه الأسنة.

وأضافت، لهذا  لم نستفد من شبكة المياه؛ لأن الماء الذي يصلنا غير صالح للشرب أو الطبخ أو حتى الغسل، ونحن نعتمد كليا في حصولنا على الماء عن طريق السيارات الحوضية، والتي تنقل ماء الــ (RO  ).

اما عبد الحسين جار الله، وهو معلم يقطن في حي المعلمين القديم، أقدم الإحياء الموجودة في المحافظة، فيقول، الماء الذي يصل منطقتنا قليل جدا، ويصل بصورة غير منتظمة، ويحتوي على عدة شوائب رغم إن الحي يقع في مركز المحافظة.

ارهاق مالي

وأشار الإعلامي حسن وهيب الى اعتماد المواطن في حاجته لماء الشرب وأعمال الطبخ على ماء محطات (R.O)؛ مما يتسبب بإرهاق مالي خصوصا بالنسبة للعوائل محدودة الدخل. يضاف لها تكاليف حياتية أخرى مثل شراء البنزين لعمل المولدات، والغاز، وأمور أخرى.

في حين أن علي عويز وهو متقاعد و يسكن حي الرسالة، قال إن الماء الصافي لا يصل إلى منطقتنا حتى باستعمال المضخات، في الوضع العادي فنضطر للسهر يوميا حتى الصباح  من أجل الحصول على كمية قليلة جدا نستهلكها للغسل فقط.

ويضيف أنه بسبب ذلك وقعت عدة حوادث تكهرب بواسطة المضخة لنساء ورجال وحتى أطفال  نتيجة الاستعمال الخاطئ، الذي يؤدي إلى حدوث تماس كهربائي وبالتالي الوفاة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الجمعة 21 أيلول/2007 -8/رمضان/1428