بجانبه السلبي: الإنترنت وسيلة لإهدار وقت العمل والضرر الصحي

 شبكة النبأ: كما ان له خدمات لا يمكن حصرها فإن الانترنت له استخدامات سلبية ليس اقلها اهدار وقت العمل والإنشغال بأمور شخصية اثناء الدوام وكذلك قد يؤدي الإدمان عليه الى تبعات صحية سيئة جدا.

فحين تسير في مكتب ضخم تسمع على الارجح اصوات مختلفة لأجهزة الكمبيوتر سواء كانت لبرامح تبادل الاحاديث عبر الانترنت او ألعاب على شبكة الانترنت يصاحبها دقات غاضبة على الفأرة.. وقد يبدو العاملون منشغلين بالعمل ولكن كثيرين منهم يهدرون الوقت في تصفح الانترنت.

وتفيد دراسات على مستوى العالم أن الموظفين يمضون نحو خمس وقت نوبة عملهم في ممارسة انشطة شخصية وكانت الانترنت اكثر الوسائل المفضلة لتمضية الوقت.

وتقول باتريسيا والاس مؤلفة كتاب (الانترنت في مكان العمل: كيف تغير التكنولوجيا الجديدة العمل) "The Internet in the Workplace: How New Technology Is Transforming Work"إن الموظفين "يجدون دائما وسيلة لتفادي الجد في العمل."

وتضيف والاس الاستاذة بجامعة جونز هوبكنز، الوضع الان ان لديك شيئا يبدو لا يقاوم حقا لانه بوابه للعالم باسره على مكتبك مباشرة ويمكن ان تخفيه بسهولة عمن يمرون بجوارك.

ويقول جيمس فيليبس استاذ علم النفس بجامعة موناش في استراليا ان الموظفين الذين يضيعون وقت العمل على الانترنت يهدرون معظم الوقت على كتابة رسائل بالبريد الكتروني ونحو ثلث رسائلهم ليس لها علاقة بالعمل.

ويقوم عدد كبير من العاملين بتنظيم شؤونهم المالية او التسوق عن طريق الانترنت.

وفصلت بعض الشركات التي تنفق الملايين على توصيل خدمة الانترنت موظفين يهدرون وقت العمل في تصفح الانترنت مستندة لمخاوف بشأن أنشطة غير لائقة. ولكن اخفاء الامر أضحى سهلا إذ يتصل البعض بالانترنت من خلال الهواتف المحمولة على سبيل المثال.

وركزت الأفلام والبرامج التلفزيونية على الظاهرة حيث سخر فيلم (مكان العمل) Office Space من اهدار وقت العمل في عام 1999 وانتجت نسخة امريكية المسلسل البريطاني الكوميدي (المكتب) The Office ويتضمن شخصيات تمارس ألعابا قتالية على الكمبيوتر في إطار ما يصفونه بتدريبات لتشكيل فرق عمل.

واشار والتر بلوك استاذ الاقتصاد بجامعة ليولا بنيو اورليانز لأوجه الشبه بين العاملين الذين كانوا يهدرون الوقت قبل عصر الكمبيوتر ومن يهدرونه على الانترنت.

وقال بلوك،اعتقد انهم يفعلون ذلك لنفس السبب الذي كان قائما من قبل.. البعض لانه يريد خداع رئيسهم والبعض الاخر لانه يساعده على العمل.

وأظهر مسح أخير أجرته شركة سالاري دوت كوم لدراسة الاجور أن نحو ستة من كل عشرة عاملين في الولايات المتحدة يعترفون بإهدار وقت العمل.

وذكرت نسبة 34 بالمئة ان الانترنت اكبر نشاط لاضاعة الوقت في مكان العمل. وقالوا انهم يفعلون ذلك لشعورهم بالملل او لعملهم ساعات طويلة او لضعف الراتب او لرتابة العمل.

ويقلق الشركات في جميع انحاء العالم الاثار السلبية لعمليات التصفح التي يعتبرونها غير لائقة وقد تضر بصورة الشركة. وتستخدم كثير من الشركات برامج كمبيوتر لمراقبة انشطة تصفح الانترنت وتمنع الدخول الى مواقع معينة.

وقال خمس من شملهم مسح في اسرائيل والولايات المتحدة في عام 2006 انهم يدخلون على مواقع جنسية على الانترنت في مكان العمل.

ويقول بعض الخبراء إن استخدام الانترنت في اغراض خاصة لا يؤثر على الانتاجية وقد يكون مفيدا.

وتقول والاس، يمكن ان يكون مايسمى بإضاعة الوقت علي الانترنت من اجل التسوق او ترتيب جليسة للكلب او انهاء معاملات مصرفية لذا لن تكون هناك حاجة لاستراحة غداء لمدة ساعتين. في مثل هذه الحالات تساعد على ترشيد وقت الموظفين فعليا.

73 في المئة من مستخدمي الانترنت بالصين يعانون مشاكل نفسية 

وكشف استطلاع حديث عن أن أكثر من ثلثي مستخدمي شبكة المعلومات (انترنت) في الصين والذين وصل عددهم حتى يونيو الماضي 162 مليونا باتت حالتهم الصحية دون المستوى وأن كثيرين منهم يعانون مشاكل نفسية.

وذكرت وكالة الانباء الصينية (شينخوا) أن الاستطلاع الذي أجرته أحد المواقع المتخصصة على الانترنت أظهر أن 73 في المئة من بين 150 ألفا من المستجيبين يعانون مشاكل الدوار والارق وآلام المفاصل ويعاني نصفهم من آلام المعدة من حين لآخر. بحسب كونا.

وأشار الاستطلاع الى أن ما يزيد على 70 في المئة من مستخدمي الانترنت يشتكون من فقدان الذاكرة والقلق ومشاكل متفرقة في الدماغ لكن 90 في المئة منهم لم يلجأوا الى الأطباء النفسيين.

وأفاد 4ر51 في المئة منهم بانهم قضوا أقل من ثلاث ساعات أسبوعيا في ممارسة التمارين في حين لم يمارس 5ر12 في المئة منهم أي تمارين في نصف السنة الماضي.

ويقلل الانترنت من وقت النوم لدى مستخدميه بصورة كبيرة اذ أوضح الاستطلاع أن 84 في المئة منهم ينامون أقل من ثماني ساعات يوميا.

الإدمان قد يؤدي الى الوفاة     

وقالت وسائل اعلام رسمية ان رجلا صينيا سقط ميتا بعد استمراره في اللعب عبر الانترنت لمدة ثلاثة ايام متتالية.

ونقلت صحيفة بكين نيوز عن السطات المحلية القول ان الرجل وهو من بلدة جوانتشو وعمره حوالي 30 عاما توفي يوم السبت بعد نقله لمستشفى من مقهى للانترنت. بحسب رويترز.

وقالت الصحيفة ان الشرطة استبعدت احتمال الانتحار مضيفة ان الانهاك هو السبب الاكثر ترجيحا للوفاة. ولم تذكر الصحيفة اي لعبة كان الرجل يلعبها.

وحظرت الصين التي ينتابها انزعاج من انتشار الاباحية والمحتوى غير اللائق سياسيا فتح مقاهي انترنت جديدة هذا العام واصدرت اوامر للحد من الوقت الذي يمكن لمستخدمي الانترنت قضاؤه في اللعب عبر الانترنت.

ففي ابريل نيسان استهل الرئيس هو جين تاو حملة لتخليص الانترنت من المحتوى "غير الصحي" وجعله منبرا لتعاليم الحزب الشيوعي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 20 أيلول/2007 -7/رمضان/1428