الكوليرا تحد اخر يعصف بالعراقيين  

شبكة النبأ: رغم تمتع مناطق الحكم الذاتي في اقليم كردستان شمال العراق بأمن نسبي ونظام صحي طبيعي تقريبا إلا انه لم تعرف لحد الان الاسباب الحقيقية لظهور حالات مرض الكوليرا في السليمانية واربيل وبأعداد كبيرة حيث قالت منظمة الصحة العالمية ان نحو 7000 شخص في شمال العراق اصيبوا بالكوليرا في الاسابيع الماضية وان عشرة اشخاص توفوا لإصابتهم بمرض الإسهال. الامر الذي يضع شكوكا على انه تلوث جرثومي مقصود.

وقالت فضيلة الشايب المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية انه لم يعرف بعد على نحو دقيق مصدر انتشار المرض في ثلاث مناطق هي السليمانية وكركوك واربيل وان كان يعتقد ان المياه الملوثة هي السبب.

وقالت ان كل انظمة امدادات المياه العامة في المناطق التي اضيرت تم تطهيرها بالكلور وتم اخذ عينات بانتظام واختبارها للتأكد من مطابقتها لمعايير صلاحيتها للشرب. بحسب رويترز.

وقالت الوكالة التي يقع مقرها في جنيف في بيان: في اطار مكافحة انتشار الكوليرا فان منظمة الصحة العالمية لا توصي بفرض أي قيود خاصة على السفر أو التجارة الى أو من المناطق التي اضيرت.

ووفقا لاحصائيات منظمة الصحة العالمية اصيب أكثر من 3000 شخص في السليمانية باسهال حاد نسب الى الاصابة بالكوليرا خلال الفترة بين 23 اغسطس اب والسادس من سبتمبر ايلول. وتوفى تسعة اشخاص.

وقالت منظمة الصحة العالمية في بيان انه في كركوك اصيب أكثر من 3700 شخص باسهال حاد وتوفى شخص من بين المصابين. وفي الفترة بين 29 يوليو تموز والثاني من سبتمبر ايلول ظهرت في كركوك أول حالة اصابة مؤكدة بالكوليرا يوم 14 اغسطس اب وتم الابلاغ عن اصابة ست حالات اصابة بالكوليرا اكدتها المختبرات في الاونة الاخيرة في اربيل.

وانضمت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ومنظمة اطباء بلا حدود ووكالات تابعة للامم المتحدة من بينها صندوق رعاية الطفولة التابع للامم المتحدة وبرنامج الامم المتحدة للتنمية الى جهود منظمة الصحة العالمية لمواجهة انتشار وباء الكوليرا.

وقالت فضيلة الشايب ان هذه المنظمات تقوم بتوزيع المضادات الحيوية واملاح معالجة الجفاف وتدعم مراقبة المياه وتثقيف المواطنين بطرق تجنب الاصابة بالكوليرا التي يمكن ان تقتل الاشخاص بمن فيهم الاصحاء خلال بضع ساعات بسبب الجفاف.

إجراءات موسعة للوقاية

وفي الجنوب العراقي ذكر محافظ المثنى، أن المحافظة خالية من أية إصابة بمرض الكوليرا، فيما تم اتخاذ إجراءات وقائية موسعة للحيلولة دون حدوث إصابات بين المواطنين.

وقال أحمد مرزوق صلال لوكالة(أصوات العراق) أن محافظة المثنى ما زالت خالية من إصابات بمرض الكوليرا ,وأنا مطمئن إلى حد ما للنتائج وللإجراءات المتخذة من الدوائر المختصة.

واستدرك، لكنني متخوف من احتمال ظهور إصابات بالكوليرا في المحافظة، وهو أمر ليس بمستبعد.

وأضاف، وضعنا يستوجب منا التحرك جميعا لتحصين الناس من الإصابة بهذا المرض الخطير.

وحذر صلال من التهاون في مسألة توفير المياه الصالحة للشرب للمواطنين، مبينا انه إذا لم نستطع توفير الماء إلى أحد الأحياء معقما وبالشكل المطلوب سنقوم بقطع الماء عن ذلك الحي.

وتابع إن، من المعالجات المطروحة لمشكلة تكسر شبكة توزيع المياه وقلة نسبة الكلور في المياه عند وصولها إلى المنازل هي أن تعاد إضافة الكلور الى مياه الشبكة في أماكن قريبة من الأحياء والمدن.

وكانت السلطات في المثنى قد شكلت غرفة عمليات مشتركة خاصة بمكافحة مرض الكوليرا في المحافظة في مطلع أيلول سبتمبر الجاري بعد الإعلان عن ظهور إصابات بالمرض بين المواطنين في محافظة السليمانية ومحافظات اخرى شمال العراق.

وتضم غرفة العمليات المشتركة دائرتي الماء والبيئة إلى جانب دائرة الصحة في المحافظة.

من جانبه، قال الدكتور فالح عبد الحسن، اتخذنا إجراءات وقائية موسعة ومستمرة من أبرزها فحص مصادر المياه ومصادر الأغذية التي قد تشكل ناقلا للمرض وفحص خزانات المياه في محطات المعالجة والتحلية.

وأضاف، كما تم  القيام بزيارات ميدانية للمناطق التي يتوقع حصول إصابات فيها وإعداد تقارير يومية عن فحوصات نسب الكلور في المياه وعن حالات الإصابة بالإسهال التي تصل إلى المستشفيات.

 وتابع، نحن نتعامل حاليا مع أي حالة إسهال ترد إلى المستشفيات على أنها حالة أعراض إصابة بمرض الكوليرا حتى تثبت التحاليل عكس ذلك.

وأشار مدير الصحة إلى ان هذا الأمر قد خلق حالة من التذمر لدى المرضى بسبب الإجراءات الطبية المتخذة، مطالبا المواطنين بالتعاون مع الكوادر الطبية والصحية من أجل التأكد من سلامتهم وعدم إصابتهم بالكوليرا.

وقال مدير البيئة في المثنى، أحمد رحيم، قمنا بإجراء الفحوصات المختبرية للمياه في دائرتنا منذ بداية شهر أيلول سبتمبر وهناك حالات تلوث بكتريولوجي في المياه تم رصدها إلا أنها ليست كوليرا. وأشار رحيم إلى وجود قصور فني لدى بعض المشغلين والعمال في محطات المياه. 

وأوضح ان هناك ضعف لدى بعض مشغلي المشاريع في كيفية عملية وضع مادة الكلور في الماء وكيفية معالجة الحالات الطارئة. مضيفا أن هناك أحياء كثيرة في مدينة السماوة.. نسبة الكلور في المياه التي تصل إليها تبلغ صفرا بسبب بعد المسافة عن مجمعات التصفية وعدم وجود مشاريع لإعادة إضافة الكلور في أماكن قريبة منها."

من جهته، ذكر علي حمزة،ـمدير ماء المثنى، لـ ( أصوات العراق) أنه "تلقى توجيهات بإغلاق أي مشروع ماء لا تتوفر فيه مواد التعقيم.

وذكر، تتوفر لدينا حاليا كميات من مواد التعقيم والتحلية، كما أننا نتسلم شهريا من المديرية العامة للماء حصة محطات تصفية ومعالجة المياه في المحافظة من تلك المواد.

كما أشار مدير الماء إلى عدم التزام بعض سائقي السيارات الحوضية بنقل المياه النقية المعقمة إلى المواطنين وخصوصا في الأرياف والمناطق التي لاتصل إليها شبكات توزيع المياه.

واستطرد، المشكلة الأخرى المهمة كانت مراقبة السيارات الحوضية،التناكر،التي تنقل الماء الصافي من محطات التحلية إلى القرى والأرياف.

وذكر انه تم معالجة المشكلة بإصدار استمارات خاصة لكل سيارة يؤشر فيها من قبل فرق عمليات الصحة والماء والبيئة وبشكل يومي نتيجة فحص المياه التي تحملها تلك السيارة وكمية الكلور فيها. وتقع مدينة السماوة، مركز محافظة المثنى،على مسافة 280 كلم جنوب العاصمة العراقية بغداد.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 13 أيلول/2007 -1/رمضان/1428