الوهابية نازية العصر

بقلم : سامي جواد كاظم

هل تعتقدون ان الوهابية يؤمنون بما يدعون ؟!! هل تعتقدون ان الوهابية لمرضاة الله يبغون؟!! هل تعتقدون انهم  للرد على فتاويهم يأبهون ؟!!

اجيب والكل يجب وعلى البداهة كلا والف كلا.

ان الفكر الوهابي ليس هو حركة دينية حتى نستطيع الرد عليهم وعلى افكارهم طبقا للتأريخ وضمن العلوم الاسلامية المعروفة من فقه واصول وجرح وتعديل. الفكر الوهابي فكر على غرار الافكار الانتهازية والعنصرية والتي وسيلتها الاجرام، وبما انه محمد بن عبد الوهاب وبريء منه نبينامحمد (ص) فكر بتأسيس مثل هذه الزمرة فانه ومن ورائه ومغذيه بدأوا بدراسة التاريخ الاسلامي.

التاريخ لكل حضارات العالم ولكل احداث العالم ينشطر شطرين الخير والشر او السلب والايجاب او البناء والهدم واما تاريخ الاديان السماوية فأصل افكارها هي التاكيد على الخير وتجنب الشر وهي بالتالي تتضمن الخير والشر وكل رجالات عصر لا بد لهم من النظر الى الوراء لدراسة ما مضى من التاريخ فالذين ينحون منحى الخير ينظرون الى ما هو خير في التاريخ لتطويره وجعله البذرة التي تنبت كل خير لمجتمعهم وعلى النقيض ومن الطبيعي ينظر اشرار العصر الى كل ما هو شر وباطل للاستفادة منه وتطويره وتطبيقه على مجتمعهم وبهذا تولد الجريمة والمجرمين، وان احد الاسباب التي جعلت ملك معاوية يستبد ويقوى على رقاب المسلمين هو دراسة كل المحاذير التي حذر رسول الله امته منها فكان يعمل بها وبشتى الوسائل للوصول الى غايته وفعلا حصل على ما اراد دنيويا.

واليوم في عصرنا تتكرر هذه الحالة هنالك قوى خير والاخرى شريرة والملفت للانتباه هو الاسلوب الجديد التي تتبعها هذه القوى الشريرة وذلك من خلق مجرمين من نفس المجتمع الذي يراد له ان يهدم واكيد معتقد هذا المجتمع  كله خير لان الشر لا يهدم الشر والمعلوم الخير لا يتقنع بقناع الشر حتى يمرر في وسط المجتمع اما الشر فيتقنع بقناع الخير حتى يوهم الناس وهذه احدى شروره في المجتمع وبما ان المجتمع يحوي على كثيرمن الناس قليلي الادراك فان غالبا ما تنطوي عليهم هذه الشخصيات والافكار الهدامة فيتبعوهم.

ومن هذا المنطلق جاء الفكر الوهابي بعد دراسة التاريخ للاستفادة من خبرات من اجرم بحق الاسلام، فاصلا ليست الغاية هو ابتكار مجموعة من الافكار التي تهدم الاسلام بل الغاية خلق جيل مشوش فكريا مقدور على قيادته وارساله لاي مزبلة او مهلكة وبسهولة ومن غير معارضة.

استفادوا من الخلاف بين الخلفاء الثلاثة مع رابعهم حيث ان الخلاف لم يكن اساساعلى فتاواهم واجتهاداتهم المغلوطة لان كثير ما كان الامام علي (ع) يصحح لهم ومن غير معارضتهم لامره اما اذا ارادوا عمل شيء له غايات دنيئة فانهم يقدمون عليه بغض النظر عن راي الامام علي (ع) ومن هذه الاعمال كثيرة منها مثلا قتل مالك بن نويرة من قبل خالد بن الوليد وبامرة ابو بكرمع معارضة عمر لهذا العمل وليس السبب لمخالفة الاسلام بل لاسباب اخرى لا نود الحديث عنها وبدليل انه لما آلت الخلافة اليه لم يقم الحد على سيف الله المسلول خالد بن الوليد بل اكتفى بعزله عن الجيش لاسباب كامنة في صدر الخليفة الثاني، تنصيب بني امية على الشام من قبل الخلفاء الثلاثة،تشريع ضرائب جديدة، حجز صحابة تحت الاقامة، عدم الحديث بسنة رسول الله، العمل على نواهي رسول الله منها صلاة التراويح وماشابه ذلك، اقامة حروب تحت الغطاء الاسلامي كونت صورة سيئة للاسلام الان ندفع ثمنها هذه الغايات الاصلية.

 اما الغايات الفرعية التي تشغل معارضي الفكر العمري او الاموي او العباسي او الوهابي فهي بناء القبور وقول حي على خير العمل والتقية والامر بين الامرين وما الى ذلك التي لا تهتم للرد على هذه الافكار الضالة بقدر ما تهتم الى غايات دنيئة وبعدية والا اذا كانت هذه غاياتهم فكثير من الخلفاء الامويين والعباسيين كانوا يعقدون جلسات المناظرات بين الائمة (ع) او علماء الشيعة مع مخالفيهم وغالبا ما يكون محور الحديث هي الامور الخلافية المعلنة الحالية وكانت تنتهي المناظرة بدحر مخالفي سنة النبي واحاديث اهل البيت وكان لا يصدر اي ردة فعل من هذا الخليفة او ذاك والامثلة كثيرة في التاريخ الاسلامي على هكذا مناظرات، فان عدم الرد اكرر هو لغايات ابعد من ذلك.

واليوم اقرأ كثيرمن الكتب للرد على تفاهات الوهابية في معتقداتهم او بالاحرى هي دفاعية عن معتقدات الشيعة ومن غير النظر الى المحاور الاخرى التي تخبث فيها الوهابية. فلو كانت الوهابية جل عدائها للشيعة فقط فما بال الشافعية والمالكية والحنفية في ارض نجد وحجاز يعاملون بالاضطهاد والتعسف هذا مع تطابق اغلب معتقداتهم معهم وهذه بعض الصور الوهابية للسعودية في تعاملها مع بقية الطوائف من غير الشيعة.

وابتدأ اولا بتعاملهم مع ابناء طائفتهم حتى اثبت لكم ليس غرض الوهابية الاساسي هو ما تبثه من افكار مسمومة ضد الاسلام بل هو فرعي فمثلا تعاملهم مع شيوخهم ويعد الشيخ الحنبلي سعيد الزعير حيث لا زال في سجن الحائر خارج الرياض منذ 6 سنوات. وهناك رجال دين آخرون لا يزالون ممنوعين عن العمل، منهم الشيخ عايض القرني وهو رجل دين حنبلي من الرياض, ولا يزال ممنوعا منذ تسع سنوات اما الشيخ سفر الحوالي والشيخ ناصر العمر -وكلاهما حنبليان-فقد قضيا اكثر من خمس سنوات في السجن بسبب ارائهما السياسية التي لا تتماشى مع سياسة الوهابية وبالرغم ان ناصر العلي مؤلف مذكرة بعنوان (واقع الرافضة في بلاد التوحيد), كتبها عام 1992 إلى هيئة كبار العلماء مناشدا الحكومة بتدمير كافة حسينيات الشيعة، واعتقال رجال الدين لديهم وطرد كافة موظفي الحكومة الشيعة من وظائفهم.

اما الموالك فانهم يتعرضون أيضا إلى هجمات من متعصبي الحنابلة الذين كتبوا عدة كتب -بتمويل حكومي- هاجموا فيها الشيخ المالكي واتهموه بالصوفية والضلال والشرك. وممن هاجمه -الجزائري الأصل- الشيخ أبو بكر الجزائري الذي عمل كمدرس في المسجد النبوي الشريف وأستاذ في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، والذي هاجم المالكي في عدة خطابات وفي كتاب واحد على الأقل.

 وكتب الشيخ عبد الله بن منيع -وهو قاض كبير وعضو حالي في هيئة كبار العلماء- كتابا وصف فيه الشيخ المالكي بالبدعة والضلال، وقد قدم للكتاب المفتي الراحل الشيخ عبد العزيز بن باز.

والجدير بالذكر أن والد الشيخ المالكي وجده كانا يدرّسان في المسجد الحرام بمكة المكرمة، وعندما أراد الشيخ المالكي اتباع خطى أبويه منع من التدريس من قبل هيئة كبار العلماء. ولم يعد له مسجد يؤم فيه الصلاة، واضطر إلى طباعة كتبه في الخارج، خاصة في مصر. ولا يسمح للموالك بإمامة المصلين أو الخطابة في الحرمين الشريفين بالرغم من قيامهم بذلك من قبل في التاريخ. ومن الشخصيات المهمة للموالك في البلاد الشيخ أحمد زكي يماني وزير البترول والثروة المعدنية الأسبق، ورئيس مؤسسة الفرقان للتراث في لندن.

اما الشافعية فقد تعرضت مؤسساتهم إلى إبادة بطيئة من قبل المذهب الرسمي الحنبلي صوريا والوهابي اصلا). ولم يعد هناك رجال دين شوافع معروفون -كالشيخ زيني دحلان -. أما الآن فان متعصبي الحنابلة يصفون الشوافع بالصوفيين ولا يسمح للشوافع بإمامة المصلين في الحرمين الشريفين المكي والمدني، مع انهم كانوا يقومون بذلك عبر التاريخ. ومن ابرز وجهاء الشوافع في البلاد الشيخ محمد عبده يماني وزير الإعلام سابقا، ورئيس جمعية اقرأ الخيرية في جدة.

هذا لا يعني انهم ينظرون بالتساوي في عدائهم لكل المذاهب الاسلامية لا بل ان العدو الاول واللدود لها هم الشيعة الامامية والسبب هو لعدم وجود ثغرة فقهية في الفقه الجعفري تبرر اعمالهم بل العكس هنالك ادلة فقهية عن القران وسنة النبي محمد (ص) تدينهم وتقبحهم وتضمن لهم سخط الله وجهنم، فكما نعتهم موقع صوت السلام الذي حقق غاياته واثر في الوهابية والنتيجة انهم اخترقوه فقد كتب في الصفحة الاولى ( الوهابية نازية العصر ).

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 11 أيلول/2007 -28/شعبان/1428