تعدد التقارير (الباتريوسية) لتمديد التواجد الأمريكي في العراق

 شبكة النبأ: يبدو ان الادارة الامريكية قد تحث الجنرال باتريوس على العودة الى واشنطن بتقييم آخر عن الاوضاع في العراق خلال ستة أشهر قادمة ليمنح وقتا اكثر الى السياسيين العراقيين كي يتسنى لمنجزاتهم السياسية اللحاق بما يعده بيترايوس، تحسنا سريعا في الظروف الأمنية. وكذلك محاولات اقرار قوانين حيوية للعراقيين انتهاءا بنتائج ايجابية متوازية سياسيا وعسكريا.

وذكرت صحيفة واشنطن بوست، ان الجنرال ديفيد بيترايوس قائد القوات الأمريكية في العراق، يريد تجهيز تقرير آخر خلال ستة أشهر لمنح السياسيين العراقيين فرصة أكبر، مشيرة الى ان بوش لم يعد ينظر الى تقرير باتريوس المترقب هذا الأسبوع، بوصفه نقطة انعطاف حاسمة.

وقالت الصحيفة ان قائد القوات الأمريكية في العراق، كتب رسالة وجهها الى الجنود، والبحارة، ورجال الجو، والمارينز، وحرس السواحل، والمدنيين الذين يخدمون في العراق، ذكر فيها ان العنف قد تراجع في الأسابيع الثمانية الأخيرة منذ بدء القوات الإضافية عملياتها منذ 11 اسبوعا.

وأضاف بترايوس ان، الكثير منا كان يأمل، بعد المنجز الأمني، ان يشهد هذا الصيف تقدما سياسيا ملموسا. مستدركا بالقول ان ذلك لا يعني ان الوضع يجري على خلاف ما أملناه.

ونقلت الواشنطن بوست، ان بيترايوس أشار بنحو شخصي الى ان بوسعه قبول بوادر إجراء تخفيضات في حجم القوات الامريكية العاملة في العراق، وأن مسؤولين عسكريين في العراق قد شرعوا بتحديد المناطق التي سيختارونها لتشهد تخفيض قوات بحدود 5 آلاف جندي، بحلول الربيع القادم حسبما قال مسؤولون في الادارة.

الا ان بيترايوس، الذي سينضم الى السفير الأمريكي في بغداد ريان كروكر، ليقدم شهادة أمام الكونغرس في الاسبوع المقبل، يريد إعادة تقييم الظروف في العراق خلال آذار مارس المقبل، لدراسة مدى إمكانية إجراء خفض في القوات، كما قال مسؤولون في الادارة الأمريكية، كما تقول الصحيفة.

وقال مسؤول رفيع المستوى في الادارة، انه يعتقد ان بترايوس، سيؤكد للكونغرس، انه سيجد فرصة في المستقبل يمكن خلالها البدء بنقل وزن القوات من العمل الذي تؤديه الآن الى مرحلة جديدة من العمليات، وأن مرحلة العمليات الجديدة ستتطلب قوات أقل حجما."

لكن المتحدث أضاف، هذه موازنة حساسة ينبغي الإقدام عليها تدريجيا، ولو فعلتها بسرعة كبيرة فستلحق ضررا بالانجازات التي حققتها.

وتتابع الصحيفة قولها ان استراتيجية رفع حجم القوات التي اقدم عليها بوش - وأعلنها في كانون الثاني يناير، قد طرحت تحت فكرة ان زيادة الأمن ستمنح الحكومة العراقية فسحة لالتقاط الأنفاس، كي تنجز تقدما حاسما باتجاه مصالحة وطنية.

ومهما تكن الانجازات الامنية التي تحققت الا انها لم تكن بمستوى الجبهة السياسية، وعليه فقد تحجج ديمقراطيون في الكونغرس الى جانب بعض الشخصيات الجمهورية المؤثرة، بأن الحكومة العراقية لم تغتنم الفرصة التي وفرتها القوات الامريكية.

وكان بيترايوس اطلع الرئيس الامريكي في الأسبوعين الماضيين، على الأوضاع في العراق وقدم مقترحاته حول كيفية العمل، الا ان مسؤولين في البيت الابيض قالوا انهم لم يروا نص الشهادة التي يخطط للادلاء بها امام الكونغرس، وأن بوش ليس متأكدا بالضبط مما سيقوله جنراله. وتحاول الإدارة بذلك دحض وجهة النظر التي تتهم بوش بأنه يرتب لكيفية شهادة بيترايوس أمام الكونغرس، كما تعلق الصحيفة.

وتتابع الصحيفة ان بوش وعلى الرغم من مواجهته الضغط السياسي الداعي الى تغيير المسار في العراق، عبر طلب انتظار تقييم بيترايوس، الا ان مسؤولين في البيت الأبيض ذكروا ان الرئيس نفسه سيحدد في النهاية ما ينبغي عمله.

فقد تلقى بوش نصائح من كبار الجمهوريين وكذلك من اعضاء في ادارته تختلف وجهات نظرهم حول استراتيجية العراق بدرجات متباينة، عن وجهات نظر بيترايوس. ويتعين على بوش تقديم تقييمه الخاص عن العراق الى الكونغرس في 15 ايلول سبتمبر، وقال مسؤولون في الإدارة انهم يتوقعون من بوش ان يوجه كلمة الى الامة الامريكية قبل نهاية الاسبوع المقبل.

وتواصل الصحيفة ان رغبة بيترايوس في تقديم تقييم آخر عن العراق خلال ستة أشهر، قد فهمها مسؤولون اميركيون كبار على انها جهد لاستباق أي تغييرات كبيرة في الاستراتيجية الراهنة، او أي محاولة لإعادة نشر القوات، ويهدف بترايوس الى تعزيز الانجازات الامنية المتحققة، وإيجاد أمل بحدوث تقدم سياسي في العراق.

وعلى مدى اسابيع، كان الرئيس وكبار مستشاريه يشيرون الى شهادتي بيترايوس وكروكر كنقطة انعطاف حاسمة، الا انهم الآن يتوقعون مجرد تغير طفيف في الاستراتيجية، او بنية القوات على المدى القريب.

ومع اضافة 30 ألف جندي في الشهور الاخيرة، بلغ حجم القوات الامريكية الان في العراق 168 ألف عنصر، ويتوقع غالبية المسؤولين ان تخفيض هذه القوات سيبدأ في نيسان ابريل، لكن تكهنات حامية تدور في واشنطن حول مدى سرعة ذلك ومدى إمكانية ان يكون قريبا.

وفيما يرغب بيترايوس بالإبقاء قدر الامكان على حجم قواته الى ما بعد الربيع، الا انه اشار الى قبوله تحريك لواء يتراوح تعداده بين 3500 و 4500 جندي، حسب ما قال مسؤول امريكي بارز.

وتذكر الواشنطن بوست ان شمال العراق ومحافظة الانبار في غربه، تعد من المناطق الواعدة في تخفيض مبكر للقوات فيها، طبقا لمسؤولين عسكريين. بينما ينبه آخرون على ان القرار في كل حالة سيعتمد على عوامل اخرى بالاضافة الى انخفاض حدة العنف في تلك المناطق، مثل قدرة وحدات الجيش العراقي على ضبط الاوضاع.

وكشفت الصحيفة ان لواء عراقيا يعمل في الموصل، اشير اليه على انه يتمتع بقدرات عالية، وأن القائد الامريكي في شمال العراق، الميجر جنرال بينيامين ميكسن، أعلن هذا الصيف، إمكانية ان تغادر نصف اجمالي القوات الامريكية في المنطقة بحلول العام 2009.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 11 أيلول/2007 -28/شعبان/1428