هل المشكلة بالمالكي أم بـ(المهمة المستحيلة)؟

 شبكة النبأ: بعد تساؤلات علنية بشأن جدوى مساندتها لرئيس الوزراء العراقي يبدو ان ادارة الرئيس الامريكي بوش توصلت الى انه بالرغم من ان المالكي غير فعال إلا ان الوقت الحالي ليس مناسبا لتغييره. لأن ذلك قد يؤدي الى مزيد من الفوضى. وعليه لا مفر من استمرار تقديم الدعم له ومساندته في تقويم الأداء والاستمرار.

وقال محللون عراقيون وخبراء امريكيون ان هذا الموقف اتُخذ بالرغم من الدعوات الشهر الماضي من الديمقراطيين الذين يسيطرون على الكونجرس بضرورة رحيل المالكي، وكذلك إبداء بوش ومسؤولين اخرين الإستياء من أدائه.

والائتلاف الهش الذي يرأسه المالكي يواجه مشاكل متتابعة حيث استقال أكثر من عشرة وزراء من حكومته وتزايدت المزاعم بأنه يركز فقط على مصالح الأغلبية الشيعية مع عدم الاكتراث بالأقلية السنية. رغم انهم (السنّة) يتمتعون بحقوقهم الدستورية والانتخابية كاملة بوصفهم أقلية.

وكان السفير الامريكي كروكر قال صراحة الشهر الماضي ان الدعم الأمريكي للمالكي ليس "شيكا على بياض" واستخدم هو وبوش تعبير "مخيب للآمال" في تقييم أداء الحكومة العراقية.

وقال العديد من المسؤولين الامريكيين انه اذا كان هناك بديل واضح للمالكي فقد تكون هناك جدوى للنظر في خيار تغييره ولكن الامر ليس كذلك، فيما قال بوش، ان اختيار رئيس الوزراء أمر خاص بالشعب العراقي. وفي الوقت الذي أكد فيه على ضرورة بذل المزيد من أجل المصالحة بين الاطراف المختلفة الا أنه سعى لإبداء مساندته للمالكي خلال زيارة لمحافظة الانبار بغرب العراق الاسبوع الماضي.

وقال بوش للصحفيين بعد الاجتماع مع المالكي انه تحدث مع الزعيم العراقي على انفراد وأكد له قائلا: أنت صديقي... وأحرزت تقدما في اجتماعاتك الاخيرة والان حان الوقت لتمرير هذه القوانين. أمامك عمل شاق، مضيفا أن المالكي يدرك ذلك.

وقال جاري سيك أستاذ الشؤون الدولية بجامعة كولومبيا ان "تبديل الجياد" في مثل هذا الوقت الحساس في العراق قد يعني المزيد من الفوضى.

وتابع، قدرتنا على اختيار الشخص المناسب ليست جيدة للغاية على الأرجح. وبالرغم من أن الناس ليسوا سعداء للغاية من المالكي الا أنهم يتعايشون معه.

وقال جون الترمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ومقره واشنطن انه اذا أصبح نفاد صبر الولايات المتحدة تجاه المالكي أكثر وضوحا فسيكون من الصعب على بوش بشكل أكبر الحصول على الدعم المالي والمساندة الأخرى التي يحتاجها من الكونجرس فيما يتعلق بالعراق. وتابع، أن ادارة بوش تغطي بشكل متعمد خلافاتها مع المالكي.

واستطرد، يبدو لي أن تأييد الإدارة الامريكية للمالكي تكتيك أكثر منه استراتيجية من جراء جهود على المدى القصير للحصول على أموال من الكونجرس دون الكثير من القيود.

وأضاف، المشكلة ليست بالضرورة المالكي وانما الوظيفة التي ربما يستحيل على أي أحد القيام بها.

واستغل بوش خطابه الاذاعي الاسبوعي لتوجيه نداء بالتحلي بالصبر لاعضاء الكونجرس الديمقراطيين الذين يطالبون بجدول زمني للانسحاب. ويمكن أن يكون هذا الاسبوع فترة شديدة الاهمية في الحرب غير الشعبية بشكل متزايد. بحسب رويترز.

وابتداء من يوم الاثنين يقدم الجنرال ديفيد بتريوس قائد القوات الامريكية في العراق وريان كروكر السفير الامريكي لدى العراق تقييما الى الكونجرس الذي يسيطر عليه الديمقراطيون بشأن التقدم الامني والسياسي في العراق في ظل زيادة القوات.

وقال بوش، أحث أعضاء الكونجرس على أن يستمعوا لهذين المتخصصين اللذين يحظيان بالاحترام بشكل كبير قبل القفز الى أي استنتاجات، في اشارة الى مسؤوليه الكبيرين في العراق.

وستكون افادة بتريوس والسفير الامريكي لدى بغداد ريان كروكر حيوية بالنسبة لاي قرار يتخذه بوش بخصوص مستويات القوات في مواجهة مطالب من المعارضة الديمقراطية وبعض كبار الاعضاء الجمهوريين بسحب القوات الامريكية من العراق.

تغيير الإستراتيجية الراهنة سيهدد المكاسب الضئيلة   

وحذر مستشارون عسكريون وسياسيون للرئيس الأمريكي جورج بوش الكونغرس أن أي تغييرات محورية في إستراتيجية حرب العراق الراهنة ستهدد التقدم الأمني والسياسي المحدود الذي  تم إحرازه حتى اللحظة.

وكشفت مصادر أمريكية مطلعة، رفضت تسميتها، أن السفير الأمريكي لدى العراق رايان كروكر سينضم إلى جانب قائد القوات الأمريكية الجنرال ديفيد بتريوس في التوصية بالحفاظ على معدل الحشود العسكرية الحالية، ودون تغيير، عند 160 ألف جندي عقب زيادتها بـ30 ألف جندي إضافي في فبراير/شباط.

وذكرت المصادر ان بتريوس وكروكر يريا في بقاء القوات الأمريكية عند مستوياتها الراهنة هو الخيار الأوحد والقابل للتطبيق لمنع امتداد المزيد من الفوضى في العراق والمنطقة، نقلاً عن الأسوشيتد برس. بحسب الـCNN.

ويتفق بتريوس وكروكر، في التقرير، على أن رفع حجم القوات الأمريكية نجح، بعض الشيء،  في تحقيق ما فشلت فيه الجهود السابقة لكبح موجة العنف والعناصر المسلحة واستتباب الأمن.

ومن المقرر أن يلتقي بتريوس وكروكر الأحد لمراجعة التقرير والاستعداد لجلسة استجواب ساخنة من المشرعين على مدى يومي الاثنين والثلاثاء.

وقال أحد المصادر المطلعة أن المسؤولين لن يتشاورا مع الرئيس الأمريكي أو رؤسائهما المباشرين قبيل جلسة الاستجواب للحفاظ على استقلالية ونزاهة شهادتيهما.

وكان مسؤول ديمقراطي بارز قد أتهم الإدارة الأمريكية بالتلاعب في تقرير العراق المتوقع صدوره الأسبوع المقبل، وقبيل أيام من شهادة بتريوس، أمام الكونغرس حول أن مدى فعالية زيادة القوات الأمريكية التي دفع بها بوش إلى هناك، عقب صراع مرير مع الديمقراطيين.

وقال السيناتور ديك ديربن، ثاني أعلى مسؤول في مجلس الشيوخ: عبر التلاعب بحذر في الإحصائيات، تقرير بوش- بتريوس سيسعي لإرغامنا على أن العنف في العراق في تراجع، وأن زيادة القوات الأمريكية هناك فعالة.

وقالت المصادر إنه بالرغم من الأداء الضعيف لحكومة رئيس الوزراء المالكي إلا أن كروكر لن يوصي بدعم الإدارة الأمريكية لقيادة عراقية جديدة أو محاولة تشكيل تحالف جديد يضم كافة الأطياف العراقية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 10 أيلول/2007 -27/شعبان/1428