مابين الـ15 شعبان عام 1991 وسنة 2007

عبدالامير علي الهماشي

 لقد احتفل العراقيون بميلاد منقذ البشرية ((الامام المهدي)) عام 1991 بطريقة اخرى لم تألفها شعوب المنطقة،ولم يكن تقليدا لما مضى من الاحتفالات بهذه المناسبة،حيث كان المنتظرون عمليون هذه المرة ولم يكتفوا بالقاء القصائد والمدائح وإنما عبروا عن الانتظار بطريقة عملية،أرادوا أن يكونوا الممهدين له.

وكانت الانتفاضة المباركة التي أذهلت الاصدقاء قبل الاعداء،وكانت المفاجئة الكبرى لاناس ظنوا أن لاثورة بعد الان في  العراق كما عبر ((الطاغية))  عندما جثم على صدور العراقيين وقال: ((لقد انتهى زمن الثورات)) وكان يقصد العراق طبعا،وإذا بالجيل الستيني ((جيل الثورة))كما كان النظام البائد يروج له هو الوتد والقدوة لهذه الملحمة ولهذه الصفحة المباركة من تاريخ  العراق الحديث.

وكان  الاحتفال بالميلاد على الطريقة العراقية وامتزجت دماء الاحرار من الشباب بكلمات الحب والولاء وسقطت مقولة النظام البائد  وحزبه ((نكسب الشباب لنضمن المستقبل))،كانت المناسبة ليست ككل المناسبات وكانت ليلة بيضاء من ليالي شعبان العراقية.

كانت بداية لملحمة أسكتت كل من نعت الشعب العراقي باوصاف لاحجة لذكرها والرد عليها((وقد ناقشت هذه المقولات في مامضى ولاحاجة بي الى التكرار)).

 كان المحتفلون المنتفضون يحمون الزوار ويحمون الضريح ويستبسلون الى حد الشهادة دفاعا عن المقدسات والحرمات، لقد  فهم المنتفضون الثائرون معنى الزيارة الشعبانية ومعنى أن تزور الحسين ((ع)) في  هذه الليلة،لقد عبر المحتفلون عن الارث الحقيقي لخط الحسين والمعاهدة والولاء لحفيده المهدي ((عج)) وشعار لبيك ياحسين،لبيك يامهدي لم يعد شعارا يختزن في الصدور وتطلقه الحناجر وانما خرج  من فوهات بنادق الحق التي  وجهت الى صدور أعداء   الانسانية.

 لقد خطط  الثوار لهذه الملحمة العراقية الخالدة للقضاء على زمرة النظام البائد وليمهدوا لدولة الحق ((الصغيرة)) في انتظار دولة الحق العالمية،ولكن القوى الاقليمية _يلا استثناء_ مع قوى التحالف عملت على اجهاض هذه الثورة ولن اُناقش المبررات وأهداف كل دولة وأهداف التحالف وقد كانت النتيجة تشريد أكثر من ثلاثة ملايين عراقي،وقد  كشف عقد ونصف  من الزمان الكثير من الخبايا التي  كانت وراء النتيجة  وقد كانت للمقبور حسين كامل مقولته بعد أن سمحت القوات ((الامريكية)) للنظام  باستخدام كل الياته ومعداته الحربية أن قال  ((أنت حسين  وأنا حسين))!!!.

 وفي هذه السنة ((الكبيسة)) شاء بعض منا ولا اريد ان أُوجه الاتهام الى الاخرين لان التحقيقات تشير الى هناك تهاونا وتعاونا من قبل اجهزة امنية بتسرب   المجرمين الى كربلاء.

 أقول  شاءوا هؤلاء ان يدنسوا هذه الليلة  وتكون ليلاء دامسة حالكة على زوار امنين يطلبون رضى الله سبحانه تعالى معاهدين _امامهم على الولاء والنصرة عند الظهور.

وبدلا من أن تكون هذه الليلة مزينة بالانوار والابتهالات المباركة التي تضيء قلوب الزائرين المعاهدين  تنقلب جحيما عليهم   ولا أدري من غسل عقول هؤلاء ليظنوا ان تدمير المرقد  سيعجل في  الظهور،  أو إن احتلاله سيجعل لهم السطوة والكلمة العليا على الطائفة والوضع في  العراق،ولن اناقش الاراء التي  تتحدث عن مؤامرة خارجية وعصابات تكفيرية لان من  سهل دخول هذه العصابات وساعدها على نقل الاسلحة ((القناصة)) الحديثة هوبعض من باع ضميره ودينه لهم.

 لقد  كان التخطيط لهذه الجريمة يجري على قدم وساق  منذ اسابيع وتم نقل الاسلحة والاشخاص من خارج كربلاء قبل يوم الخامس عشر من شعبان يأيام  وبالرغم من كل التبريرات ومن استفز من أتساءل هل قتل أربعة نساء دفعة واحدة برصاص القنص ((المتعمد)) مبررا ضد هذا الاستفزاز وهل قتل النساء والاطفال سيعجل ظهور المهدي؟

وهل تدمير الضريح  سيعجل ظهور المهدي؟ 

وشتان مابين المنتفضين عام 1991 والمجرمين الخارجين عن الملة والدين سنة 2007  وعزاؤنا الوحيد  أن رئيس  الحكومة ذهب بنفسه الى كربلاء  رغم تحذير ((المقربين )) من خطورة الوضع بوجود القناصين المحترفين ليعبر عن  التحامه مع الزائرين  و بين  أبناء شعبه ويدافع عن المقدسات  ويخمد فتنة كانت ستأكل الاخضر  واليابس التي حاول بعض الجهلة والمندسين مدها الى بغداد  التي  لوحظ فيها غياب  الدوريات الامريكية في اليومين المنصرمين  وعادت لتظهر اليوم من جديد أهي مصادفة أم كانت تنظر  ما هو أسوأ ؟  تاركا الاجابة لغيري.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاحد 2 أيلول/2007 -19/شعبان/1428