دعوة لعراق مزدهر

علي الطالقاني

 تثير موجة الاضطراب السياسي قلقا عميقا ومتزايدا. فهناك مأساة مستمرة يواجهها الشعب العراقي بشكل يومي. وتسبب القتال الدائر في العراق بإطالة معاناة شعب لاطالما عانى من تحقيق السلام.

ومن الايجابيات المطروحه لحل الازمة السياسية، فأن المواثيق التي أقرت على طاولة الحوارت وفرت الإطارالعام للسبيل نحو التقدم. كما أن دعوة بعض المسؤولين الامريكيين  يساعد على تحديد الجهود المبذولة على أرض الواقع بمطالبتهم بسحب القوات المحتلة  للمساعدة في إحلال الاستقرار الداخلي اللازم لبناء الدولة العراقية، ودعم المؤسسات لأداء واجباتها، وتقديم معونات بكل أصنافها من أجل رفع التنمية. والهدف من ذلك هو المساعدة الجادة  في توفير الاستقرار لحين أن يتمكن العراقيون من القيام بذلك بأنفسهم.  

لقد استنزف العراق كثيرا بسبب أمور عدة منها التدخل الإقليمي والدولي بشؤونه، ويتعين على جميع المسؤولين انتهاز فرصة الحوار لمساعدة العراق للخروج من أزمته على إدارة بلادهم بانفسهم  والعودة للاجواء  التي يحلق بها المجتمع الدولي.  إن المصلحة الجلية والواضحة  لقوى الارهاب وغيره من أجهزة الدمار الدوليه في نشر فكرهم البغيض بجعل العراق ساحة ينطلق منها الارهاب  لزعزعة الاستقرار في المنطة برمتها. وقد أثبتت التنظيمات الارهابية أن باستطاعتها العمل بسهولة أكبر في البيئات المتخلفة التي تحكمها الفوضى إلى جانب الفقر والجهل. لا تهتم هذه القوى بتاتا بالحياة اليومية للشعب العراقي، ولا بتقديم أي شيء لتحسين مستواه. فمن المهزلة دمج مصالح الشعب العراقي ضمن دعايات قوى الارهاب، الحريصين على استمرار دائرة العنف، وهي دعايات لا تخدم سوى مصالحهم الشخصية.  

و نأمل أن تتمكن العناصر البناءة من توحيد القوى والفصائل و أن تلعب دورا إيجابيا في بناء مستقبل العراق. ويتعين عليهم أيضا العمل بشكل مسؤول.  ويبرهنوا  ان باستطاعتهم المساهمة في إشاعة الاستقرار وتوفير الخدمات.

وأما بالنسبة لكردستان فقد شهدنا إحراز تقدم كبير هناك اذ يعتبر مثالا لتحذو حذوه الحكومة العراقية. نريد لذلك الاستقرار أن يستمر وأن يشمل سائر أرجاء العراق وتحقيق التطلع الشرعي نحو المستقبل.

ولا نقصد من كردستان البناء المادي، أذ لايكون هذا البناء  كاملا إن لم يكن متوازيا مع البناء الثقافي والروحي ، وان باقي المدن العراقية يجب أن تتخذ هذا البناء بنظر الاعتبار ، بالرغم من أهمية البناء الاقتصادي نعم إن هذا ضرورة لكن قبل ذلك ينبغي  بناء الأنسان العراقي . 

 في الاراضي العراقية شهدنا بناء الكثير من المشاريع ... ولكنها  تدمر في وضح النهار، والسبب هو غسل الادمغة عبر سنوات الدكتاتوية والاضطهاد ، وها هو اليوم يغسل دماغه مرة أخرى  بالأفكار الضيقة، ليكون العراقي متهيئا لهدم البناء الاقتصادي، وتمزيق نسيج  ألشعب الواحد .

وفي مقدمة أسباب وعوامل النجاح العلم والمعرفة والتوعية. أمامنا نماذج حية للتقدم والنجاح أسوة ببعض الدول التي  احرزت تقدما واسع ، بعد ان خرجت من ركام الحروب والدمار وتحررت من قيود الماضي ، إن التجربة الياباني والالمانية والهندية ، تعطي نموذجاً ومثالا لكل الشعوب والأمم التي تتطلع نحو مستقبل زاهر . 

وعلى الحكومة العراقية  ان تضع نصب أعينها تطبيق مشروع ثقافي حضاري في تربية الأجيال وتنشئتهم ، ولكي يكون لها قاعدة شبابية قوية  يمارسون من خلالها و بشكل رئيسي التكنولوجيا الحديثة. 

ومن العوامل الواجب تحقيقها الأهتمام بالطفل وتربيته على حب الوطن والناس ، والتعلم في الصغر كالنقش على الحجر كما قال الأمام علي (ع)  ، وهذه المقولة اثبتها العلم الحديث وأثبته كبار علماء النفس.

لتكن مسيرة العراق في المنطقة ، أنموذج حضاري يفتخر به ، إنها دعوة مخلصة من القلب لهذا الوطن الجريح  ولعراق مزدهر

شبكة النبأ المعلوماتية-الاثنين 27 آب/2007 -13/شعبان/1428