هل يمكن التغاضي عن تصريحات ومواقف عدنان الدليمي بوليمة بائسة؟

د. نجاح العطيه

 دعوة عدنان الدليمي للدول العربية والاسلامية للوقوف مع الاخوة العراقيين السنة ضد من أسماهم بالصفويين القادمين من أيران ويقصد بهم الاغلبية الديمغرافية من العراقيين الشيعة والذين مازالت المحن والنكبات والكوارث العجائبية تحل بهم نتيجة للنهج الطائفي الاستعدائي البغيض الذي سار عليه عدنان الدليمي ومن على شاكلته من أدعياء السياسة وركاب موجاتها من الذين ارتهنوا اصوات العراقيين السنه هذه الدعوة القديمة الجديدة لادامة الزخم العدائي الممنهج وفق اسلوب جبهة التوافق تثبت ان هذا الشخص وبقية رفاقه من اعضاء هذه الجبهة التي تمثل الوجه السياسي للارهاب يستميتون من اجل تحقيق الهدف الذي تمثله الاجندة البائسة لمنظومة الدول العربية وبخاصة بعض دول الجوار العربي للعراق والذين سعوا وما زالوا يسعون لافشال العملية السياسية وارجاع الامور الى ما وراء التاسع من نيسان عام 2003.

 ولعل الاخبار الموثقة التي ترشحت قبل ايام حول وجود خطة تشترك فيها اربعة دول عربية هي السعودية والامارات والأردن ومصر لاسقاط حكومة المالكي وان تشاورا وتنسيقا قد تم بين اعضاء التوافق ورئيس جبهة الحوار صالح المطلك واياد علاوي رئيس القائمة العراقيه من جهة وبين هذه الدول من جهة اخرى هو الذي أدى الى قيام عدنان الدليمي وطارق الهاشمي  وبقية الفريق التوافقي بالاعلان عن سحب وزراء الكتلة من الحكومة العراقية الحالية والتي شكلت بالاساس وفق القفز على الية الاستحقاق الانتخابي وأخذت شكل المحاصصة الطائفية الامر الذي ادى الى بروز ضعف الاداء المتوقع من تشكيل هكذا حكومة وتبع التوافق في هذا الانسحاب اصدار اياد علاوي لوزراء القائمة العراقية بالانسحاب من الحكومة.

وترافق هذا الاجراء مع تصريحات صالح المطلك رئيس جبهة الحوار بضرورة تشكيل حكومة أنقاذ وطني.

ماذا يريد الدليمي عبر دعوته تلك الى الحكام العرب غير المزيد من سفك الدماء بين الاخوة العراقيين ابناء البلد الواحد من خلال الاستمرار على العزف الشيطاني على وتر انقاذ العراقيين السنه وكأن الأخوة العراقيين السنه ليسوا هم من وقع عليهم الظلم الفاحش من قبل الزمر التكفيرية وازلام القاعدة في الرمادي وبقية المدن التي هبت لمحاربة هؤلاء المفسدين في الارض فلماذا لاينادي هذا الشخص الحكام العرب لانقاذ ابنائنا العراقيين السنة  من الجرائم التي لحقت بهم من أفعال هذه الحفنة من الظلاميين الذين شوهو الوجه الناصع للاسلام واستماتوا في محاولاتهم الدنيئة لزرع بذور الفتنة الطائفية بين ابناء البلد الواحد في عراق الاولياء والصالحين.

ثم ماهذا الاصرار العجيب الغريب والمتهالك من قبل هذا الشخص على وصف ابناء العراق الشيعة بالصفويين وهم الذين يعرف القاصي والداني حقيقة عربيتهم الاصيلة ناهيك عن روحهم الوطنية العالية وحبهم المعروف لاخوانهم وابناء جلدتهم من العراقيين السنه وبعد ذلك لماذا هذا الاجحاف المتعمد بحق الاغلبية التي ما عرفت يوما ان تحمل روح العداء لكل شرائح المجتمع العراقي الفسيفسائي ودفعت في سبيل حبها للوطن اغلى وافدح الاثمان.

ان المناداة المغرضة بوقوع الظلم على ابنائنا السنة العراقيين  من قبل الشيعة قد فندها الواقع الموضوعي المشهود في الامس القريب والذي يكشف حجم الحب والاخوة الصادقة بين العراقيين سنة وشيعه من خلال الموقف البطولي الخالد للشهيد البطل عثمان علي العبيدي الذي ضحى بحياته الشريفة من اجل انقاذ ارواح الزائرين الشيعة في حادثة جسر الائمة المؤلمه وهو موقف يدلل على تجذر العلاقة الصميمة بين ابناء البلد الواحد والغريب في امر عدنان الدليمي هو انه بعد كل هجوم اعلامي له على من يسميهم الصفويين الشيعة يجتمع في اليوم الثاني مع قادتهم وعلى راسهم رئيس الوزراء في الوقت الذي تقوم فيه الزمر التي يشرف عليها الدليمي بسفك دماء العراقيين الابرياء ولعل المئات من الوثائق والادلة الدامغة تكفي لابراز تورط الدليمي وخلف العليان ضابط المخابرات الصدامية السابق وظافر العاني في الجرائم الارهابية الشنيعة وجرائم الابادة الجماعية التي مورست من قبل هؤلاء واتباعهم بحق العراقيين من اجل تهيئة الاجواء الملائمة لانطلاق شرارة الحرب الاهلية الطائفية لاسمح الله.فأية قباحة في القول والفعل يمارسها هذا الشخص ومن لف لفه.

 وهنا يبرز سؤال مشروع هو انه من خول عدنان الدليمي ليكون ناطقا باسم العراقيين السنه ولماذا جبهة التوافق هي الجهة الوحيدة التي تصر على ترجمة مواقف العراقيين السنه فهل الدفع باتجاه الاحتقان الطائفي بين العراقيين السنة والشيعة يعتبر عين الموقف الواضح بالنسبة لاخواننا السنة الذين اكدت الوقائع انهم يرفضون تصريحات الدليمي ومن على شاكلته باعتبار انها تشكل اسفينا لتخريب وشق وحدة الكلمة بين العراقيين بكافة طوائفهم واتجاهاتهم.

واين القضاء العراقي من عدنان الدليمي وبقية الشلة التوافقية لاسقاط حصانتهم ومن ثم اجراء محاكمتهم على جميع الجرائم التي ساهموا فيها واين الموقف الصلب الذي يجب ان يتخذه السياسيون العراقيون بكافة توجهاتهم من كتلة تدعي انها تؤمن بالعملية السياسية في الوقت الذي اصبح معروفا لجميع العراقيين الشرفاء ان هذه الكتلة تمثل الوجه السياسي المنافق للارهاب المنظم الذي ينزل على رؤوس الملايين من العراقيين الذين لاذنب لهم سوى انهم ابناء الرافدين ولماذا يتم دعوة الدليمي والعاني لحضور وليمة السيد جلال الطالباني للتشاور بين الكتل السياسية للخروج من هذه الازمه وهل عدنان الدليمي ورفاقه التوافقيون الا اكبر ازمة يواجهها العراق والعراقيون بالاضافة الى ازمة الاحتلال وبقية الازمات الخانقة والتي كان لجبهة التوافق حصة الاسد والفيل في حدوثها وعلى راسها الارهاب المنظم في العراق وسماح الانظمة العربية الحاكمة لالاف الشبان التكفيريين في الدخول الى العراق عبر الحدود والقيام بعملياتهم الانتحارية مستهدفين العراقيين الابرياء بدلا من القوات الامريكية التي تدعي زمر الارهاب انها دخلت لمحاربتها فاذا باللعبة اصبحت مكشوفة للعيان وهو ان الراس المطلوب هو راس وحدة الكلمة بين العراقيين وهو عينه راس العراق المتآخي الموحد فهل تكفي الوليمة البائسة لكبح جماح عدنان الدليمي وفحيح دعواته المشبوهة والمقبوحة للحكام العرب للتدخل السافر في شؤون العراق وهل تعتبر هذه الوليمة مكافئة له على ما يقوم به من محاولات مسمومة لتخريب العملية السياسية واشعال نار الفتنة بين ابناء العراق العزيز الصابر وهل يعتبر استقباله بعد ساعات من تصريحاته التي يستنجد بها بثلة الانظمة الكهفية الاعرابية نصرا ستراتيجيا يحققه الطالباني ونوري المالكي والجعفري وبقية السياسيين العراقيين الذين يتواجدون اليوم على سدة الحكم  فماذا حدا مما بدا حتى يتم استقباله وكأن شيئا لم يكن.

  لماذا لاتوجد ردة فعل على مستوى الموقف الصحيح والناضج والذي ينبغي على الحكومة العراقية اتخاذه بحق شخص يعتبر تصريحه دعوة للفتنة الداخلية وزيادة الحطب على نيران الطائفية البغيضه وهل وصل مستوى الموقف المتراخي عند السياسيين الوطنيين العراقيين الى هذا الحد في الوقت الذي لم يصلنا أي خبر يعلن فيه عدنان الدليمي عن اعتذاره وسحبه لتصريحاته المأفونة تلك بحق العراقيين (الصفويين) وحلفائهم الاكراد وبقية شرائح الشعب العراقي الا يستحي الرئيس الطالباني ورئيس الوزراء وبقية الستاف السياسي من دعوة هؤلاء المفسدين الى ولائم التملق والتزلف والخنوع بدلا من احقاق الحق والوقوف بوجه القتلة وعلى راسهم الدليمي في تحمل المسؤولية الشرعية والقانونية الكاملة عن كل الدماء الطاهرة التي سالت على ارض الرافدين طيلة السنوات الاربعة المنصرمه بالاضافة الى مسؤولية الولايات المتحده في الحفاظ على امن العراقيين وفق بنود القانون الدولي.

واخيرا بقي أن نقول للدليمي وثلة التوافق لماذا كل هذا التراخي والحب المتبادل بينكم وبين قوات الاحتلال في الوقت الذي تستاسدون فيه على أبناء جلدتكم والذين لاذنب لهم غير انهم شرفاء وأبرياء ولايقبلون بغير حب العراق بديلا  ويمدون اياديهم الطيبه الى جميع اخوانهم في العراق الصابر دون استثناء.

* باحث في الشؤون السياسية الدوليه

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 20 آب/2007 -6/شعبان/1428