سيناريو العراق يعاد على ارض الصومال   

شبكة النبأ: الاحتلال، الفقر وانعدام الأمن والخدمات، اطماع وتدخلات اقليمية ودولية، كلها تقريبا اوجه شبه تصف الحال بين دولتين عربيتين مسلمتين هما العراق والصومال، ولكن الخشية تزداد من بقاء الوضع الفوضوي في العراق لمدة طويلة، على غرار ما هو عليه الصومال منذ الإطاحة بالدكتاتور محمد سياد بري عام 1991 وحتى الان. حيث فشلت اربعة عشرة تجربة صومالية سابقة لإقامة حكم مركزي يتمتع بالمنعة وبسط القانون.

ووسط هذه الفوضى تقف الامم المتحدة مكتوفة الأيدي، وتبقى الدول العربية في موقف المتفرج اسيرة تحالفات واتفاقات مع امريكا والغرب، فيما يستمر الصراع داخل هذين البلدين لتنفيذ المصالح والاجندات الأقليمية والدولية.  

وقال رئيس الوزراء الصومالي علي محمد جيدي إن الحكومة الصومالية تحاول تأسيس، منطقة خضراء على غرار العراق في مقديشو لحماية المسؤولين البارزين والزوار الاجانب من هجمات الاسلاميين.

وفي مقابلة مع رويترز اتهم جيدي أيضا منظمة مراقبة حقوق الانسان ومقرها الولايات المتحدة "بالاساءة" لحكومته والوقوف الى جانب الاسلاميين المتطرفين في تقرير يزعم أن جرائم حرب ارتكبت ضد سكان مقديشو.

ويقاتل الاسلاميون من بقايا قوات المحاكم الاسلامية المعروفة بولائها لتنظيم القاعدة حكومة جيدي وحلفائها الاثيوبيين منذ الاطاحة بنهاية عام 2006 بالاسلاميين الذين حكموا مقديشو لستة شهور.

وقال جيدي انه لمواجهة التهديدات بهجمات يجري تأسيس منطقة أمنية في العاصمة الساحلية.

وقال، في الوقت الحالي تحاول الاجهزة الامنية الحكومية تأسيس منطقة خضراء يمكن للعاملين بالمجتمع الدولي والمعرضين للخطر بالبقاء داخلها لاهداف أمنية. وتابع، أتمنى أن نحقق نتائج ايجابية قريبا جدا.

وقال جيدي ان القوات الحكومية تفوز في المعركة ضد الاسلاميين وتقوم الان بعملية "تطهير" لما بين 200 و300 مقاتل ما زالوا في مقديشو والمناطق المحيطة بها.

وفي أسوأ قتال في وقت سابق من هذا العام قتل مئات وفر عشرات الالاف. وقال جيدي مستشهدا باغتيال اثنين من الصحفيين البارزين والعديد من المسؤولين في مطلع الاسبوع انه لا يقلل من شأن الخطر الذي ما زال قائما.

واستطرد وقد بدت عليه الصرامة خلال المقابلة التي جرت في حديقة منزل يملكه في نيروبي، ما زالت بعض الانشطة الارهابية تقع. وما زالت هناك تفجيرات انتحارية وانفجارات ألغام واطلاق للنيران على المدنيين.

وقال جيدي ان "من الواضح" أن الرجلين اللذين اعتقلا لتورطهما في قتل الصحفيين من المسلحين ورفض ذكر المزيد من التفاصيل في الوقت الذي ما زالت فيه التحقيقات جارية.

وأضاف رئيس الوزراء إن قوة الاتحاد الإفريقي التي أرسلت إلى مقديشو والمؤلفة من 1600 جندي أوغندي فقط بدلا من ثمانية آلاف جندي كان من المعتزم نشرها يجب أن تعزز.

وتابع أن في الوقت الذي يهرع فيه العالم لنشر قوة حفظ سلام قوية قوامها 26 ألف جندي في دارفور بالسودان إلا "أني أشعر بنفور" من مجلس الأمن تجاه الصومال.

وحكومته التي تشكلت عام 2005 تمثل المحاولة الرابعة عشرة لاعادة الحكم المركزي للبلاد منذ الإطاحة بالدكتاتور محمد سياد بري عام 1991 من السلطة. وتريد الحكومة الصومالية توسيع بعثة الاتحاد الإفريقي سريعا ثم تحويلها إلى عملية للأمم المتحدة.

ولكن جيدي إشار إلى أن إدارة حفظ السلام بمجلس الأمن لم ترسل بعد بعثة لتقييم الوضع في الصومال.

وأضاف، من الملائم أن نسأل الدول الأعضاء بمجلس الأمن أو الأمم المتحدة لماذا كل هذا التركيز على دارفور وليس الصومال... في نيويورك يقولون لي، لإحلال السلام سنأتي للحفاظ على السلام. ولكن الصومال بحاجة إلى عملية صنع سلام وليس حفظ سلام.

وأبدى جيدي غضبه من تقرير لمنظمة مراقبة حقوق الانسان يقول إن قواته وحلفاءها الإثيوبيين مسؤولون مثلهم مثل المسلحين عن انتشار الجرائم ضد سكان مقديشو خلال القتال هذا العام. وقال أرفض تماما ما قالوه.

وتابع، هم أنفسهم يسيئون للحكومات، مضيفا أن منظمة مراقبة حقوق الانسان تجاهلت عن قصد أي عناصر إيجابية في سجل حكومته مثل مؤتمر المصالحة الجاري وتأسيس إدارات محلية وتقديم مساعدات للنازحين.

وقال إنها تجاهلت الجرائم التي ارتكبتها المحاكم الإسلامية أثناء حكمها لمقديشو بما في ذلك قتل وتشريد الناس وتدمير ممتلكات وحرمان النساء من حقوقهن واستخدام أطفال كجنود وحظر متابعة السينما والرياضة.

واستطرد، يبدو أن منظمة مراقبة حقوق الانسان تسير على نفس الطريق مع الانتهازيين الذين... يريدون الابقاء على الصومال في فراغ لكي تكون ملاذا للأنشطة الإرهابية.

ولكنه أضاف أن الصراع يحدث فوضى قائلا، في كل مكان في العالم حيث يقع قتال يمكن أن تحدث بعض الاضطرابات... أحيانا تعطي تعليمات للجنود وهم يفعلون شيئا آخر ولكن مسؤوليتنا على الفور هي تصحيح أي أخطاء تقع.

أكثر من 600 ألف جائع

وذكر تقرير لاحدى وكالات الاغاثة أن أكثر من 600 ألف جائع في جنوب الصومال الذي تمزقه الحرب يعانون سوء التغذية الشديد في منطقة كانت تعتبر "سلة الخبز" في البلاد.

ونشرت وحدة تحليل الامن الغذائي التي تضم عدة وكالات للاغاثة في وقت متأخر يوم الاثنين تقييما للوضع الغذائي في منطقة شابيلي السفلى والوسطى. بحسب رويترز.

وجاء في التقرير، التغذية.. تدهورت بدرحة كبيرة منذ مارس (اذار) في.. المنطقة وهي الاكثر قدرة على التعافي بوجه عام وسلة الخبز في البلاد.

ويرجع ذلك الى قلة الامطار واضطرابات التجارة الناجمة عن صراع قتل فيه المئات منذ أطاحت الحكومة الانتقالية التي تساندها اثيوبيا بالاسلاميين من مقديشو في ديسمبر كانون الاول الامر الذي أدى الى حدوث تمرد.

وقدر التقرير نسبة التضخم في الاشهر الثلاثة الماضية بما بين 40 و60 في المئة تقريبا.

وجاء فيه، كل تلك الصدمات خلال فترة قصيرة من الزمن نتجت عنها بداية مفاجئة لازمة انسانية مع معدلات مرتفعة لسوء تغذية حاد وخطير أصاب أكثر من 600 ألف شخص.

وشهد البلد الواقع في منطقة القرن الافريقي والذي لم تتول فيه السلطة أي حكومة فعالة منذ سقوط نظام سياد بري عام 1991 تصاعدا في الاشتباكات خلال الايام الماضية. وترك مئات الالاف ديارهم منذ بدأ التمرد.

وجاء في التقرير أن عدد الناس المحتاجين الى مساعدة زاد الى 1.5 مليون منهم... 295 ألفا يحتاجون الى تدخل لإنقاذ حياتهم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 20 آب/2007 -6/شعبان/1428