العنف والتهديد يطال الذاكرة التاريخية للعراق  

 شبكة النبأ: العنف والارهاب والتهديد لم يدع مجالا في العراق إلا وطاله ابتداءا من مؤسسات التعليم والخدمات والبنى التحتية وانتهاءا بالمكتبات ودور النشر الوثائقي التي تعتبر ذاكرة حية تجسد تاريخ العراق لمئات السنين.

وقال المدير العام لدار الكتب والوثائق العراقية إنه يخشى على مجموعة الوثائق التاريخية العراقية التي لا تقدر بثمن بعد ان احتل جنود عراقيون سطح مبنى الدار وهددوا موظفيه.

وقال سعد اسكندر إن جنودا عراقيين دخلوا المبنى هذا الاسبوع وحطموا النوافذ وهددوا الموظفين واحتلوا موقعا على السطح لمدة يومين أثناء حظر تجول فرض خلال مراسم دينية شيعية.

وتضم الدار أكثر من 700 ألف كتاب وملايين الوثائق عن تاريخ العراق خلال العصر العثماني وعصر الاحتلال البريطاني.

وحتى الان كانت الدار بمأمن من عمليات النهب التي شملت نفائس تاريخية أخرى في البلد. لكن اسكندر شكا من أن القوات العراقية جعلت من المبنى هدفا باحتلالها السطح.

وقال ان الجنود حطموا الابواب والنوافذ وهددوا بالعودة واعتقاله هو وموظفيه.

وقال اللواء محمد العسكري المتحدث باسم وزارة الدفاع ان أوامر صدرت لقوات الامن بتأمين جميع المباني في المنطقة بعد تلقي معلومات بأن قناصة ربما يستخدمونها في مهاجمة زوار المقدسات الشيعية.

وأضاف أن أحدا لم يدخل المبنى وأن الابواب كانت موصدة ولذا فقد تعين على قوات الامن كسر الاقفال لدخول المبنى كي تصعد الى السطح.

وقال انه لم تكن هناك أي أضرار للارشيف باستثناء الاقفال. وأضاف أن قوات الامن اعتذرت للموظفين وتعهدت بدفع ثمن الاقفال التالفة.

وقال اسكندر انه يخشى من أن تظن الجماعات المسلحة أنه تعاون مع الجنود ودعاهم لاستخدام سطح مبنى الدار الامر الذي يجعلها عرضة لهجوم.

وأضاف لرويترز أنه يخشى من أن تتعرض الدار للنهب ولاسيما في ظل وجود الات قيمتها مئات الالاف من الدولارات في المبنى.

وأكد على أن الدار ليست جزءا من العنف الطائفي وأن المجموعة التي تضمها الدار لها أهمية تاريخية بالغة بالنسبة للعراقيين.

وأضاف أن المحفوظات الوطنية تمثل الذاكرة التاريخية للعراق المعاصر وانه لو دمرت المحفوظات الوطنية فستمحى ذاكرة العراق.

ونقلت صحيفة الجارديان عن مدير المكتبة الوطنية العراقية أن آلاف الكتب والمخطوطات النادرة التي تضمها المكتبة معرضة الآن للخطر بعد احتلال قوات الأمن العراقية لسطح المكتبة.

وتنقل الصحيفة عن مدير المكتبة المؤرخ الكردي المرموق ٍسعد اسكندر والذي يدير المكتبة منذ عام 2003 إن 20 جنديا عراقيا قد أقاموا لهم موقعا مؤقتا على السطح مما قد يجعل المكتبة هدفا لهجمات المسلحين.

وتشير الصحيفة إلى إن المكتبة التي تضم الأرشيف الوطني العراقي قد تتعرض للنهب من قبل الجنود الذين حطموا بعض الأبواب والنوافذ في المكتبة كما قاموا بإزالة البوابة الرئيسية للمكتبة.

وتنقل الصحيفة عن اسكندر قوله إننا مثل أغلبية المواطنين العاديين عالقين بين نيران المسلحين والإرهابيين من طرف والجيش وقوات الأمن العراقية والأمريكية.

وكانت المكتبة والأرشيف الوطنية العراقي قد تعرضا للنهب والتخريب ويقدر ما المكتبة قد فقد 25 المائة من مجوداتها بينما ضاع 66 بالمائة من الأرشيف الوطني العراقي.

ويحظى الدكتور اسكندر باحترام بعد أن تمكن من إعادة بناء وترميم المكتبة وإعادة ترتيب موجوداتها.

وتنقل الصحيفة عن اسكندر الذي قاوم الضغوط الطائفية والسياسية ومنعها من التدخل في شؤون عمل المكتبة قوله، لا احد يساعدنا هنا بل هناك عداء لنا في بغداد لان القوى السياسية هنا لا ترغب بقيام أشخاص ليبراليين وعلمانيين بإدارة المؤسسات الثقافية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الجمعة 17 آب/2007 -3/شعبان/1428