حماس والتوافق وتونغ

بقلم : سامي جواد كاظم

 منظمة حماس غنية التعريف، اهدافها ومبادئها واعمالها الكل يعلم بها وبين من يؤيدها ومن يدينها الا ان المحصلة النهائية انها صاحبة الاغلبية بين اصوات الفلسطينيين الذين انتخبوها على حساب منظمة فتح وحاول المجلس التشريعي بشتى الوسائل تقويض الصلاحيات الممنوحة لرئيس الوزراء والتي اقرها عرفات قبل رحيله الا انها باءت بالفشل ولكن في الوقت نفسه اعلنت عن بدء شن حملة سياسية وعسكرية ضد حكومة حماس برئاسة هنية بسبب عدم تراجعها عن تاييد العمليات العسكرية ضد اسرائيل فعملت اسرائيل وامريكا ودول الاتحاد الاوربي ومن يتواطء معهم من الفلسطينين على تقويض حكومة هنية بسبب دعمها للعمليات العسكرية ضد اسرائيل بالرغم من مشروعية الهدف، واخيرا قام حليفهم عباس بتشكيل حكومة فياض والغاء حكومة هنية وسط التأييد من هذه القوى التي تسعى لاسقاط هنية وتكون قد اقتربت من هدفها قاب قوسين او دنى في تقويض حكومة هنية.

واليوم لدينا جبهة التوافق في العراق المحتل والمسيطر عليه بكافة شؤونه الامنية والسياسية والاقتصادية من قبل القوات الامريكية والتي لا تخلو هذه القوات من عناصر موسادية اسرائيلية معها على ارض العراق، فنجد ان غالبا ما تهدد وتتوعد جبهة التوافق باستخدام القوة وكما انها كثيرا ما تشيد ( بالمقاومة الشريفة )وحتى ان كثير من اعضائها اعلنوا انساحبهم وانضمامهم الى الجماعات الارهابية المسلحة، وحتى عند انساحبهم من العملية السياسية تمارس القوات الامريكية ضغوطا غير طبيعية على حكومة المالكي لارجاعها وتنفيذ ولو جزء من مطاليبها الغير شرعية بالرغم من ان تأييد التوافق وحماس للعمليات العسكرية مع عدم مشروعية الاول ومشروعية الثاني لم تمارس القوات الامريكية الضغوط على التوافق لغرض عزلها بسبب تاييدها للاعمال الارهابية في العراق هذا ناهيك عن الادلة الواضحة اكثر من شمس النهار التي عثروا عليها في مقر وبيوتات اعضائها ولم تحرك ساكن هذه القوات بل العكس تمارس الضغوط لارجاعهم في حال الانسحاب وهنا اذن تعني المقاومة الشريفة لدى الامريكان هو قتل العراقيين الابرياء وخصوصا اتباع اهل البيت منهم.

الكل يذكر ازمة النجف في زمن اياد علاوي والتي ابتدءها بريمر من خلال اغلاق جريدة الحوزة متذرعا بسبب نشرها مقال يحرض على العنف وحدث ما حدث عقب ذلك واليوم كيف نقارن اعمال التوافق التي تمارس العنف بعينها مع اعترافها والادلة التي يعثر عليها عندهم بمقال جريدة الحوزة.

حالة اخرى لها صلة بالموضوع ولاذكرها ثم التعقيب عليها انها النائبة البريطانية جيني تونغ المتحدثة السابقة باسم الحزب الليبرالي الديموقراطي المعارض ثالث القوى السياسية في بريطانيا التي زارت فلسطين ورات الحال الذي يعيشه الفلسطينيون حيث قالت لتلفزيون سكاي نيوز «انا لا أصفح عن المفجرين الانتحاريين... ولكنني أتفهم حالة اليأس التي يعيشونها». واضافت « لو كنت في موقفهم... لفكرت بالفعل فيه انا نفسي». وكانت تونغ قد أدلت بهذه التصريحات امام جماعة «ضغط» مؤيدة للفلسطينيين الا انها عاودت ترديدها بعد ذلك في عدة برامج تلفزيونية. و تمسكت تونغ ( 62 عاما)، وهي طبيبة، بموقفها، مؤكدة انها لن تعتذر او تتراجع عنها. وقالت في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية «كلامي الذي صدر، لا يعني أنني مؤيدة أو أغفر للانتحاريين، لكن رسالتي كانت واضحة وهي أن علينا أن نفهم أو نحاول أن نفهم أسباب تلك العمليات والحياة المزرية والمعاناة الإنسانية التي لا تطاق للشعب الفلسطيني هناك».

بعد هذه التصريحات لهذه النائبة المطرودة وليست المستقيلة ماذا كانت ردود افعال حزبها ومجلس العموم البريطاني والادارة الامريكية والصهيونية والاتحاد الاوربي، بالنسبة الى حزبها قرر طرد النائبة الدكتورة جيني تونج من موقعها كناطق باسمه بسبب تعليقاتها هذه، وأصدر الحزب بيانا قال فيه إن النائبة عبرت عن رأيها الشخصي ولم تكن تتحدث باسم الحزب. كما دعا عدد من كبار مسؤولي حزب العمال الحاكم وحزب المحافظين النائبة تونج الى سحب تصريحاتها..!واما بقية الشلة فانها اصدرت التنديدات والاستهجانات بسبب التصريح، واليوم يطل علينا كثير من السياسيين العراقين بتصريحات اشد وطأة من تصريحات النائبة البريطانية ولا احد يتخذ موقف مضاد لذلك هذا اذا لم تدعمه القوات الامريكية.

الكل يقر بما فيهم امريكا ان منظمة مجاهدي خلق ارهابية اذن ما هو السبب لبقائها في العراق ولماذا يجتمع بها اكثر من سياسي عراقي وعضو في البرلمان مع علم القوات الامريكية بذلك وعدم التنديد، وهذه الحالة تجرنا الى تصريحا ت وزيرة العدل الالمانية هرتا دوبلر غملين التي شبهت بوش بـ ( هتلر ) وأشارت من خلال تصريحها الى مسعي الرئيس الأمريكي جورج بوش لصرف الأنظار عن مشكلاته الداخلية من خلال تصعيد نذر المواجهة مع العراق وأن الشعـب الألماني مر بتجربة مشابهة خلال العـهد النازي.

قامت الدنيا ولم تقعد علي هذه الإشارة التي أصبحت تعني ببساطة لدي الأمريكيين تشبيه بوش بهتلر. ولم تسهم رسالة الاعتذار التي أرسلها المستشار الألماني إلي الرئيس الأمريكي الذي يشعر بإهانة كبيرة وخيبة أمل من الحليف الألماني، حسب المتحدث باسم البيت الأبيض، في تخفيف حنق واشنطن كما لم تؤد المكالمة الهاتفية التي أجراها وزير الخارجية الألماني مع نظيره الأمريكي إلي شيء بل إن وزير الدفاع الأمريكي السابق رامسفيلد وفي نبرة انتقامية غاضبة تعهد بألا يتحدث بكلمة واحدة إلي نظيره الألماني خلال اجتماع وزراء دفاع الحلف الأطلسي في وارشو؟

بماذا نربط هذا التصريح ؟! نربطه بتصريح المشهداني عندما قال عن قناة العراقية بانها امريكية باعتبار ان امريكا ذات السمعة السيئة والتي لا تقبل ادنى مؤسسة او حزب تشبيهه بامريكا ولكن ماذا كان رد فعل القوات الامريكية على ذلك ؟! لا شيء والسبب يعد ان الادارة الامريكية هي البطلة ومن غير منافس في استخدام المعايير المزدوجة في العالم.

وللقاريء ان يقارن بين هذه الحالات ويتمعن في حكمه على اي حالة تحدث في العراق او تصريح اي سياسي عراقي ماذا يبغي من تصريحه هذا ومن يقف من وراءه.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 15 آب/2007 -1/شعبان/1428