نشر ثقافة حقوق الانسان في العراق ..

 الاهداف والوسائل   

احمد عبد الامير الانباري

جامعة بغداد   

بعد التغيير الذي حصل في العراق يتردد يوميا العديد من المفاهيم ( حقوق الانسان ، الديمقراطية، الحرية، حرية الرأي...الخ ) التي وان كان الشعب العراقي ترددت على اسماعه مرراً، الاانه لايفهم ماتعنيه هذه المفاهيم وما اثرها على حياة الافراد . ولايعني هذا ان السبب يعود الى قصور في فهم الافراد لهذه المفاهيم من الناحية النظرية ، وانما هناك نقص في كيفية تطبيقها على ارض الواقع وانعكاسها على حياة الافراد ، بمعنى كيفية توظيفها في خدمة المجتمع . هذا النقص يعود الى الثقافة التي كانت سائدة ، وهي ثقافة باتجاه واحد وموجهة لتحقيق اهداف معينة ، وبالتالي فانها لاتسمح بالاطلاع على غير ما تحتويه هذه الثقافة او تسمح بالاطلاع عليه

واليوم اصبح من الضروري ليس فقط تناول هذه المفاهيم بالدراسة والتحليل واختيار ما يناسب منظومة قيمنا الاسلامية – العربية فحسب ، بل يتوجب علينا ابتكار الاساليب الناجعة لتطبيقها على واقع الفرد ، وصولا لجعلها سلوك للفرد العراقي في تعاملاته اليومية . 

وهذه الاسطر تمثل محاولة متواضعة لتناول احد هذه المواضيع وهو موضوع نشر ثقافة حقوق الانسان في العراق وتعزيز الايمان بهذه الثقافة التي متى توصلّنا الى صيغة مناسبة لنا ، كمجتمع عربي – اسلامي ، لتطبيقها ستكون حافزاً نحو مزيد من العطاء والقدرة على الابداع .  

الاهداف:

 ثمة اهداف عديدة نرمي الى تحقيقها من خلال الدعوة لنشر ثقافة حقوق الانسان وهي :

 1- تعميق الايمان بالكرامة الانسانية وان الانسان قيمة عليا .

2 – بناء جيل يؤمن بثقافة السلام وينبذ كل اشكال العنف .

3- بناء جيل يشعر بالمسوؤلية التشاركية تجاه العراق وخدمة شعبه .

4_ بناء جيل يؤمن بتقبل الاخر وحق الاخر في ابداء رايه .

5_ ايجاد جيل يؤمن بثقافة التنوع ويعتبرها شيئ اساسي للتطور والابداع .

6- بناء بيئة حاضنة لاسباب نجاح عملية التحول الديمقراطي في العراق . 

الوسائل:

 لتحقيق هذه الاهداف وما يتفرع منها لابد من وسائل لذلك ، والوسائل  يجب ان تكون مناسبة وتحمل رؤية واضحة لكيفية تحقيق هذه الاهداف وطالما ان هذه العملية تحتاج الى مشاركة اطراف عديدة ، بالتالي فان هذه الوسائل تخضع لاجتهاد  الجهة المشاركة  . ومن هذه الوسائل : 

1_ نشر ثقافة حقوق الانسان من خلال المناهج الدراسية : وذلك من خلال العمل على ادخال مادة حقوق الانسان في المناهج الدراسية وللمراحل كافة. وهذه العملية تتطلب جهدا كبيرا من قبل وزارة التربية وبمشاركة جهات عديدة ( وخاصة وزارة حقوق الانسان باعتبارها المعني الاساسي بهذا الامر ويجب ان تتطلع على كل مايتم انجازه في هذا المجال ) لما ينطوي عليه من مداخلات عديدة ومنها :

أ_ اعداد المنهج : هذه العملية تحتاج الى دراسة معمقة ومن قبل اختصاصيين في اعداد المناهج الدراسية .

ب- الكادر التدريسي: بسبب من الحاجة الى منهجية جديدة في تدريس هذه المادة ، وهنا نحن بحاجة الى خبرة اشخاص متخصصين بطرائق التدريس للاستفادة منهم في تدريب المعلمين والمدرسين لهذه الممادة . 

2- نشر ثقافة حقوق الانسان من خلال الاعلانات التلفزيونية والبرامج الخاصة بحقوق الانسان .

3- نشر هذه الثقافة من خلال الاعمال الفنية والشعرية والاعمال المسرحية والتي تتناول موضوع حقوق الانسان . وهنا يقع على عاتق وزارة الثقافة النهوض بهذه المهمة وبالتعاون مع وزارة حقوق الانسان .

4- الثقافة البيئية : وهذا جانب مهم يسهم في اشاعة ثقافة حقوق الانسان فيما يتعلق بحق الانسان بالتمتع ببيئة امنة ونظيفة . وهذا يمكن انجازه من قبل وزارة البيئة وبالتعاون مع وزارة حقوق الانسان  من خلال نشر الوعي البيئي .

5- اقامة دورات في مجال حقوق الانسان لموظفي الوزارات والمؤسسات ، مع التركيز على منتسبي وزارة الداخلية .

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 14 آب/2007 -30/رجب/1428