ارتفاع سعر النفط يولد مردودات سلبية للدول النامية

شبكة النبأ: ان الزيادة في اسعار النفط قد يعتقدها البعض في صالح الدول المنتجة او المصدرة للنفط وان زيادة الاسعار تعد فرصة ثمينة لتلك الدول، الا ان الحقيقة ان غالب المصدرين للنفط تنطوي زياداتهم على زيادات طلب البترول المصنّع، وعلى توسيع رقعة الفقر في العالم ومنها الدول التي تصدر البترول نفسها والتي غالبها من الدول النامية، التي تستورد الطاقة المصنعة، وعليه فان ما يؤخذ باليد اليمين انما يرد من اليد الشمال بأضعاف كما يقولون.

واذا كان ارتفاع اسعار النفط التي سجلت مجددا مستويات قياسية لا يزعزع اقتصاد الدول الصناعية ويعود حتى بمكاسب الى الدول الناشئة المنتجة الا انه يؤدي في المقابل الى تفاقم الوضع في الدول النامية المستوردة للطاقة.

فقد ارتفعت اسعار النفط للمرة الاولى الى 78,77 دولارا للبرميل وعلق فيليب شالمان استاذ الاقتصاد في جامعة باري دوفين: والاختصاصي في المواد الاولية: لا يمكن القول ان لذلك اي تأثير على الاقتصاد العالمي. بحسب الفرانس برس.

واوضح فرانسيس بيران مدير مجلة النفط والغاز العربيان ان: الدول الغنية تمكنت ببراعة من التكيف مع اسعار نفط اعلى بكثير منذ اربع سنوات.

ويبدو ان هذا التوجه سيبقى مستمرا اذ سجل الطلب على النفط في السنوات الاخيرة ارتفاعا كبيرا نتيجة حاجة الدول الناشئة وخصوصا الصين الى النفط والنمو العالمي القوي.

ويسجل النمو حاليا معدلا يفوق الطاقات الانتاجية الامر الذي يبقي الضغط على الاسعار ويمنعها من الانخفاض مجددا الى مستوياتها قبل خمس سنوات حين كان سعر النفط لا يتعدى 25 دولارا للبرميل.

ويلاحظ انه بالرغم من ارتفاع الاسعار الاخير فان صندوق النقد الدولي رفع توقعاته لمعدل النمو العالمي في 2007 و2008 الى 5,2% بفضل تحسن اداء الدول الناشئة وفي طليعتها الصين.

وان كانت هذه الهيئة المالية تقر بان اسعار النفط المرتفعة تشكل خطرا على الاقتصاد العالمي الا انها لا تبدي قلقا كبيرا حيالها.

واعتبر منوشهر تاكين الخبير في مركز الدراسات حول الطاقة العالمية ان الدول الصناعية اقل اعتمادا على النفط اليوم مما كانت عليه قبل ثلاثين عاما.

فقد عملت هذه الدول على اثر الصدمات النفطية في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي على تنويع مصادرها للطاقة مركزة جهودها خصوصا على الصعيد النووي وعلى تحسين فاعليتها في هذا المجال.

غير ان تاكين يتوقع ان يؤدي ارتفاع الاسعار التي ارتفعت بثلاثة اضعاف منذ اربع سنوات  الى كبح النمو وتسريع التضخم.

وقال بيران لنفترض ان سعر البرميل تخطى ثمانين دولارا: فقد يشكل ذلك عتبة نفسية تؤثر على معنويات العائلات او احتمالات الاستثمار.

وفيما جنت بعض دول الجنوب المنتجة للمحروقات مثل فنزويلا والجزائر وليبيا عائدات طائلة من ارتفاع اسعار النفط فان ذلك شكل كارثة بالنسبة للدول النامية المستوردة للطاقة التي عانت من ارتفاع حاد في فاتورتها النفطية ما زاد من عجز ميزانها التجاري وشكل عقبة في وجه مكافحة الفقر فيها.

ووصف كلود مانديل مدير وكالة الطاقة الدولية التي تدافع عن مصالح الدول المستهلكة في مجال الطاقة الوضع بانه كارثة فظيعة على الدول الاكثر فقرا مشيرا الى ان النفط في هذه الدول مدعوم من الدولة.

ولفت الى ان كلفة هذا الدعم على ميزانية الدول الفقيرة اعلى بخمس مرات من المبالغ التي تم ادخارها جراء الغاء بلدان مجموعة الثماني ديون هذه الدول.

وافادت منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية التي تتبع لها وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الاخير حول الآفاق الاقتصادية في افريقيا ان التضخم تخطى مجددا عتبة 10% في البلدان (الافريقية) المستوردة للنفط تحت تأثير ارتفاع الاسعار.

كما ان تطوير انتاج المحروقات الاحيائية انطلاقا من الحبوب يزيد من تأخر بعض الدول اذ يؤدي الى ارتفاع اسعار المواد الغذائية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 14 آب/2007 -30/رجب/1428