حلم المهاجرين الى امريكا هل ما زال راسخا في الأذهان؟

اعداد/ صباح جاسم

 شبكة النبأ: تظهر البحوث والدراسات الاقتصادية مؤخرا ان الاقتصاد الاميركي نجح  تاريخيا في توفير الفرص وحرية الحركة داخل الاقتصاد للعائلات المهاجرة، لكن نسبة الهجرة في السنوات القليلة الماضية – وخاصة المهاجرين الحاصلين على قدر محدود من التعليم – قد يصبح سببا مثيرا للقلق في المستقبل. حيث الحصول على التعليم عامل مؤثر بدرجة كبيرة على الاجور التي يحصل عليها الجيلان الاول والثاني من المهاجرين، وبالتالي على القدرة على الحركة داخل الاقتصاد.

وخلص تقرير حديث نقله موقع يو إس إنفو، الى ان المهاجرين الى الولايات المتحدة ما زالوا يعتبرونها ارض الفرص السانحة لأنفسهم ولأبنائهم.

وصدر التقرير بعنوان قدرة المهاجرين على الحركة الاقتصادية في الولايات المتحدة، وأشرف على إعداده رون هاسكينز.

وقال هاسكنز، إن أميركا توفر للمهاجرين قدرة فائقة على الحركة داخل الاقتصاد. والحكاية الرائعة لأميركا تتمثل في أنها ما زالت توفر فرصة العمل للجيل الأول من المهاجرين، وفرصة أفضل منها لأبنائهم. وهاسكنز هو الرئيس المسؤول عن مشروع القدرة على الحركة الاقتصادية، وهو مشروع تشترك فيه أربعة مراكز أبحاث كبرى في الولايات المتحدة وهي التي نشرت التقرير. ومشروع القدرة على الحركة الاقتصادية مشروع مستمر لمتابعة تطور المفهوم أو الفكرة التي يطلق عليه الحلم الأميركي والتي تعني تحقيق العدل الاجتماعي والتقدم الاجتماعي والمساواة في الفرص.

ويذكر أن العقود القليلة الماضية شهدت تزايدا كبيرا في حركة الهجرة إلى الولايات المتحدة – من 3.3 مليون مهاجر سنويا خلال الستينات إلى 9.1 مليون مهاجر سنويا في التسعينات، طبقا لما تقوله إدارة الهجرة والجنسية بالولايات التابعة التابعة لوزارة الأمن الوطني. وتقول وزارة الخارجية الأميركية إنه في الفترة من العام 2000 إلى 2005 حصل 3.7 مهاجر على الجنسية الأميركية كما تم منح حق الإقامة الدائمة بالولايات المتحدة لـ 5.8 مليون شخص آخر.

وتتفاوت بدرجات كبيرة تقديرات أعداد المهاجرين غير الشرعيين إلى الولايات المتحدة. فبينما يقول مركز بيو للدراسات الخاصة بالمتحدرين من أصول لاتينية إن عدد المهاجرين غير الشرعيين في الولايات المتحدة كان يتراوح بين 11.5 إلى 12 مليون شخص في شهر آذار/مارس، 2006 استنادا إلى بيانات مكتب الإحصاء ومصادر أخرى، فإن تقديرات هاسكينز تقول إن 500 ألف شخص يفدون إلى الولايات المتحدة كمهاجرين غير شرعيين، معظمهم من المكسيك.

وقد أظهر التقرير أن الحصول على التعليم عامل مؤثر بدرجة كبيرة على الأجور التي يحصل عليها الجيلان الأول والثاني من المهاجرين، وبالتالي على القدرة على الحركة داخل الاقتصاد.

وطبقا لما ذكره التقرير فإنه لا يوجد نموذج واحد ينطبق على كل المهاجرين، وإنما يوجد نموذجان. ورسم صورة دقيقة للقادمين الجدد مهمة صعبة: فهناك نسبة عالية من المهاجرين الشرعيين من الحاصلين على درجات علمية رفيعة، مقارنة بالحاصلين عليها من غير المهاجرين، بينما توجد أعداد كبيرة بين المهاجرين – خاصة المهاجرين غير الشرعيين من دول أميركا اللاتينية – من الحاصلين على مستويات متدنية من التعليم.

وتوصلت دراسة حديثة أخرى أجرتها مؤسسة العلوم القومية إلى أن 67% من العلماء والمهندسين المهاجرين إلى الولايات المتحدة ذكروا أن السبب الرئيسي لقدومهم إليها كان إما سببا عائليا أو للحصول على فرص أفضل للتعليم، بينما ذكر 21% منهم فحسب أن العمل أو الفرص الاقتصادية كانت السبب. وفي العام 2003 كان يوجد بالولايات المتحد ما يقرب من 3.5 مليون عالم أو مهندس من المهاجرين.

وتاريخيا، كان دخل العاملين من المهاجرين يزيد عن دخل غير المهاجرين، وينطبق ذلك أيضا على أبنائهم أو الجيل الثاني من المهاجرين. ففي العام 2000 وهو أحدث عام تتوفر إحصائيات عنه، ما زال أبناء الجيل الثاني من المهاجرين يحققون دخولا أكبر من أبناء غير المهاجرين بنسبة تصل إلى 6.3% (مقارنة بـ 17.8% في العام 1940 و 14.6% في العام 1970).

أما في العام 2000 فكان ما حصل عليه الجيل الأول للمهاجرين من دخل يقل بنسبة 20% عن دخل غير المهاجرين ( مقابل حصوله على زيادة قدرها 6% في العام 1940، وزيادة قدرها 1.4% في العام 1970، طبقا لما جاء في بيانات مكتب الإحصاء الأميركي، مصدر كل المعلومات التي أوردها التقرير.

وقد علق ستيوارت باتلر خبير دراسات السياسات الاقتصادية في مؤسسة هيريتدج (التراث) للأبحاث وهي مؤسسة بحثية معروفة باتجاهها المحافظ، بقوله إن الاقتصاد الأميركي على ما يبدو يقدر التعليم بدرجة متزايدة.

فخريجو المدارس الثانوية من المكسيك الذين يعملون في الولايات المتحدة يحصلون على دخل أقل من نظرائهم من غير المهاجرين، لكن ما يحصلون عليه من دخل في الولايات المتحدة يساوي 8 أمثال ما كان يمكنهم الحصول عليه لو ظلوا في المكسيك، حسبما قال هاسكينز، وأضاف، إن الاقتصاد الأميركي يعطي دفعة كبيرة للقدرة على الحركة بالنسبة للجيل الأول من المهاجرين، حتى ولو كان تعليمهم أقل، وحتى ولو كانوا يحصلون على دخل أقل من دخل غير المهاجرين.

وأظهر التقرير أن أبناء المهاجرين يحصلون على قدر من التعليم أعلى مما حصل عليه آباؤهم – واحتمال حصولهم على درجات جامعية هو احتمال أكبر في الواقع من احتمال حصول أبناء غير المهاجرين عليها.

وخلص التقرير إلى أن احتمالات توفر الظروف الاقتصادية الأفضل بالنسبة للجيل الثاني مرتبطة بمدى ما يحصلون عليه من التعليم. وقال هاسكينز، إن استيعاب الاقتصاد على ما يبدو يعمل بطريقة جيدة. لكن هناك احتمالا قويا في أن يتمكن أبناء المهاجرين غير المتعلمين وذوي الدخول المنخفضة من الارتقاء بمستواهم للوصول إلى مستوى اقتصادي متكافئ مع غير المهاجرين.

النساء الشابات يحققن دخلا أعلى من الرجال فى امريكا!

وفي سياق متصل بالقدرة الاقتصادية للمرأة في امريكا اظهرت دراسة في نيويورك ان على الفتيات اللائي يريدن تحقيق دخل اكبر من الرجال ان يقطعن تذكرة ذهاب فقط الى اقرب مدينة امريكية كبيرة.

واظهرت البحث الذي استكملته ادارة علم الاجتماع في كوينز كوليدج في نيويورك ان الموظفات اللائي يعملن وقتا كاملا وفي العشرينات من العمر يتفوقن على الموظفين في نفس السن في مدن مثل شيكاجو وبوسطن ومينابولس ودالاس ونيويورك.

وفي دالاس تحقق تلك النساء دخلا اعلى من الرجال بنسبة 20 في المئة في حين يحققن دخلا اعلى بنسبة 17 في المئة في نيويورك.

وقال اندرو بيفيردج وهو استاذ في علم الاجتماع في كوينز كوليدج والذي قام بتحليل بيانات احصاء عام 2005 من اجل هذه الدراسة التي نشرت لاول مرة في يونيو حزيران ان، المرأة لا تصبح في المقدمة بعد سن الثلاثين، ولكن هذا ربما يتغير مادام يوجد تضييق واضح في الهوة وزيادة في التعليم بالنسبة لكل النساء في المدن الكبيرة.

ولم تبدأ النساء في التفوق في المرتبات على الرجال في المراكز الحضرية الا في السنوات السبع الماضية فقط

وعلى مستوى الولايات المتحدة كانت النساء تأتي خلف الرجال بشكل ثابت بما يقرب من عشرة الاف دولار سنويا في المتوسط طوال 17 عاما. وقبل ذلك كان الفارق أكبر.

وقالت اللجنة الوطنية بشأن المساواة في الاجور ان المرأة تحقق افضل نتائج في الشمال الشرقي والغرب مغلقة الهوة في ولاية ماريلاند ومنطقة كولومبيا وولاية ماساتشومستس . وعلى العكس من ذلك تأتي المرأة خلف الرجل بفارق كبير في الراتب في اركنسو ولويزيانا ووست فرجينيا.

واشارت الدراسة الى ان تلك المكاسب ربما قامت على اساس حقيقة ان النساء يتزوجن في سن متأخرة في المدن بالمقارنة مع المناطق الريفية. ويأتي اكبر سن لزواج المرأة في ولايتي نيويورك وماساتشومستس ومنطقة كولومبيا.

ويزداد ايضا تركز الشركات في المناطق الحضرية التي تسمح للنساء بفرص اكبر للترقي.

وقالت مارسيا هاريس مدير خدمات المهنة في جامعة نورث كارولاينا ان، كثيرا من الشركات البارزة في الصناعات مثل الاعلان او المال موجودة في المدن الكبيرة.

واضافت، اصحاب الشركات اكثر وعيا بالعمل الايجابي والتنوع وهم يبحثون عن النساء الموهوبات اللائي يستطعن صعود الدرجات بسرعة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 12 آب/2007 -28/رجب/1428