نريد غاندي جديد

عصام حاكم

 لم تعد ذاكرة الزمن  كسابق عهدها في حالة خصام دائم مع الحقيقة المضطربة في بيادق وكهنوت الساحات المترعة من لضى وشغاف المحرومين من رغيف الخبز، ولم تعد كذلك تعشق الهروب من نزوة الافتضاح تحت نور الشمس, ولكن تبقى نزوة التمرد عنوان يعانق النفوس من اجل الخلاص من مساحة الجسد اولا ومن ثم الانطلاق نحو الية البحث عن عناوين أبت الا ان تستنزف قواها في ماهية الوطن والوطنية.

 الا ان الامر يبقى حيز الامنيات الراكدة او المستقرة ما لم تلج في الافق اشرعة الابحار من ركام السكون، فضلا عن اننا يجب ان نمنح عقارب الزمن فرصة  التحرر من عنفوان الدقائق والثواني الغائرة في فيض التاريخ المنمق بنطع السيف وبدر الدراهم، وعلى ان لا نغفوا عند اعتاب  السلاطين والملوك وان ندع صهيل الخيول وجعجعة السيوف، لانها امست اسطورة الجبابرة ومحطة مهمه لاجساد وارواح الابرياء، بل وربما هي تكتنز دعوة لتتحرر ولو لمرة واحدة من اصنام الماضي والهة اليوم ولنعزف من جديد انشودة الاحرار فليس الوطن كبركة ماء كل من يدعي السباحة يبحر فيها.

 وربما كانت صبيحة الانتخابات اول الغيث وكطفلا يحبو بصعوبة في اول تجربة للديمقراطية بعنوانها المبسط في عالما لم يئلف هذا المخاض، وما يدعو للحزن والفرح في ذات الوقت، حيث  انجلت  تلك الغبرة لتفصح عن اكثر من(125) كيان سياسي او تيار مختلفة، يحملون جميعهم بيرق العراق وساما مشرفا ويؤكدون دوما  على صدق نواياهم تجاه  هذا الشعب المسكين.

 وهو الذي قضى(35)عاما يرزح تحت وطئة الشمولية والدكتاتورية الفردية المقيتة، والتي حولت العراق الى ثكنة عسكرية تثقل كاهل الانسان العراقي بشعارات زائفة اقل ما فيها بان صدام كل العراق وان الفرد العراقي لا يساوي فلسا واحدا امام الامة العربية وان محمد الدره ودموع  الغانية رغدة هي افضل الف مرة من شهداء العراق.

 وما معركة القادسية الثانية والكويت وحلبجة ما هي نزوة من نزواته العابرة من اجل  ذلك المجد التليد للامة العربية والاسلامية على حدا قوله، ولكي لايطول بنا المقام ودعنا طاغية هذا العصر بدموع  الفرح، املا بغد مشرق يسعد فيه المواطن من اثام  الماضي واخطاء الرذيلة المقنعة بادوات الفضيلة ولكن صدمنا من جديد بابطال وشعارات هي اقرب ما تكون الى نزوة الارتماء في احضان الدكتاتورية الجديدة والتي تتجسد عبر شعار القومية بمفصليها العربي والاسلامي.

ليبقى هذا الشعب كما هو ديدنه يدفع ثمن الشعارات الزائفة من رحيق ابناءه النجباء، والذين هم افضل الف مرة من  هذه الامة التي تسمي  نفسها عربية او اسلامية، حيث كان التاريخ ارحم مئات المرات من هذه الامة التي بنيت على اشلاء وجماجم الابرياء ولحد يومنا هذا وسيفها يقطر من رقاب العراقيين تحت ذرائع شتى كالشعوبية والصفوية وشعارات اخرى اقل ما فيها يشوه وجه الانسانية.

اوليست هذه  الامة هي التي قتلت عظمائها، فما اشبه اليوم بالبارحة فهم يقتلوننا بحجة الاحتلال، والله يعلم بان الامريكان والصهاينة يسرحون ويمرحون في بلادهم منذ عشرات السنين.

فانها دعوة جديدة من اجل غاندي جديد يحرر ثلاثون مليون عراقي فقط من انفسهم، كما فعل غاندي الهند حين حرر مليار هندي من مستنقع العبودية للامة او الطائفة بل رفع شعار الهند اولا وما تبقى من شعارات هي في الصف الثاني فهل من ملبي لهذا النداء، والعاقبة للمخلصين لهذا الشعب المسكين.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 8 آب/2007 -24/رجب/1428