من يسعى لبقاء القوات الامريكية في العراق..؟

عبدالامير علي الهماشي

 بعيدا عن تسمية هذه القوات والصفة القانونية لتواجدها،فالمهم أن تواجدها يعني وجود خلل أمني وستراتيجي على صعيد الاستقلال مرورا باتخاذ القرارات التاريخية والمصيرية للبلد.

وكلما استمر الوضع على ماعليه أوتأزمت الامور سياسيا وأمنيا فإن مبررات بقاءها سيظل قائما،بغض النظر عن مشروعية البقاء أو الرحيل عن العراق.

لانني في صدد نقاش ما نريد لا مايريد الاخرون أو بالاحرى ماتريده الولايات المتحدة الامريكية،بالرغم من وجود او ظهور نخبة سياسية من كافة الاطراف تسعى لموائمة قراراتها وسلوكياتها مع افرازات ما تظهر الى السطح مما تريده الولايات المتحدة الامريكية!!.

كما إننا نرى وجود نخب سياسية مستعدة للحواروالنقاش مع الجانب الامريكي وتصل الى مستوى الطمأنينية وتقديم الوعود والاستعداد للتوقيع على أوراق بيضاء إن لم تكن بعضها قد وقعت بالفعل،ولكنها لاتتحمل أن تجلس مع أطراف عراقية لحل المشكلة أو للنظر في مستقبل البلد.

إن مشكلة العراق اليوم في بروز سياسيين لايفقهون مدى خطورة أن تقول للاجنبي نعم ولاتستطيع قولها لاخيك العراقي،وقد يصل بنا الاستنتاج الى أن بعضهم قد دخل العملية السياسية ليعرقل أي تقدم وإنه يلعب دور حجر العثرة في طريق هو بالاصل شائك ومعقد.

لابد لنا من الاشارة إلى أن العمالة والوطنية بينهما خيط رفيع لايمكننا اكتشافه إلا من خلال النتائج التي تترتب عليها سلوكيات القوى والافراد.

كما إن الولايات المتحدة طالما تبحث عن عدو مفضل أو لنقل ((عدو غبي))لتواصل مشروعها أو لتنجح سياساتها الغاطسة والغير معلنة.

وقد ذكرت في مقالات سابقة ان الولايات المتحدة تخشى من أصحاب المشاريع الوطنية الذين يحاولون الخروج بالعراق من أزمته وإيصاله الى بر الامان،وستحاول جاهدة اسقاط اصحاب هذه المشاريع بكل ما اوتيت من خبرة في ادارة الصراعات،وكلما وجدت ان هذه المشاريع لاتتواءم مع استراتيجيتها فانها ستتخذ الاجراء اللازم.

والملاحظ إن أصحاب  المشاريع الوطنية مازالوا  مكشوفي الظهر وهم يتبعون مقولة لا كل مايعرف يقال مما يسبب ضياع الجماهير والقيادات في متهات من يعتمد على من.

ونعود الى عنوان مقالنا من يسعى لبقاء المحتل؟

وساجيب بنقاط كالتالي:

ان بقاء المحتل مرهون بتعطيل التقدم السياسي في البلد وكلما حاولت كتلة من الكتل عرقلة العملية السياسية فهي تسعى لبقاء المحتل.

ان بقاء المحتل يكمن في عرقلة وفشل عمل الحكومة وتعطيل برنامجها المعلن وهو مسؤولية جميع الكتل المشتركة في الحكومة.

ان افشال وتعطيل دور الاجهزة الامنية في بسط القانون وارساء دولته يعني بقاء المحتل او بقاء القوات الاجنبية.

ان تاخير بناء القوات المسلحة تجهيزا وتدريبا يعني بقاء المحتل ودوام الحاجة اليه.

ان انتشار الفساد وتفشيه في مؤسسات الدولة  ورعايته من قبل السياسين وحماية المتهميين يعني بقاء القوات الاجنبية في العراق لانه الطريق الى الارهاب.

ان عدم الاتفاق وتقاسم الادوار في المشروع الوطني وانفراد بعضهم بانه صاحب الحقيقة يؤدي الى افشال المشروع ويؤدي الى استمرار بقاء المحتل وهو اخطر المعوقات التي نخاف منها. 

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 26 تموز/2007 -11/رجب/1428