لن يخرج المحتل مادام الارهاب يعيش في ديارنا

بالوعي فقط يمكن لنا ان ننتصر ونهزم الاعداء

محمود الربيعي

يخطأ من يظن ان الارهاب الذي تقوده منظومة الادعياء بشتى اشكالهم ومصادرهم ان العراق سيتحرر من الاحتلال بقتل العراقيين من الشيعة وغيرهم من ابناء الوطن او الارض ستخلو لهم، ويخطا من يفكر بان قتل الشيعة سيكون ممرا سهلا لتغيير حكام بلدان مجاورة، فلم تعد الحقيقة كما يفكرون، فالادعياء عند غدرهم والشعوب عند التنظيم" وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثاً وَرِئْياً " سورة مريم  19 الاية 74، " وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشاً فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ " سورة ق 50 الاية 36.

ان مشروع قتل العراقيين مشروع غير وطني تقف وراءه منظومات متعددة ذات اهداف واغراض ليست في صالح العراق والعراقيين بل تصب في مصلحة تلك المنظومات،  اذ ليس من الصعب الان ان تحدد تلك المنظومات..  فبعد اربع سنين او اكثر اصبح كل شئ واضحا...

 ان التسلسل الزمني للاحداث يشير على وجه الخصوص الى التخطيط العالي المنظم لامرار المخططات الدنيئة على شعبنا المظلوم بعد ان اصبح المواطن العراقي البرئ هدفا من تلك الاهداف،  فمن طامع في زيادة السيطرة الامنية على الارض العراقية لاغراض ستراتيجية عسكرية واقتصادية وامنية الى حاكم مستغل لما يجري من انتهاك للدم العراقي عسى ان يحقق احلامه الطائفية ذات الطبيعة الجاهلية التي تركض وراء مصالحها المادية وخدمة الاسياد!  وبين مجموعة ضالة لئيمة ذات طبيعة دموية لاتعرف غير الحقد والقتل ولاتفهم غير لغة الكتب الصماء ذات الطابع التكفيري والالغائي والحاقدة على البشرية جمعاء،  ومن فئات متنعمة سارقة غارقة في غيها لاتستطيع مفارقة الكرسي والتنعم بالسلطة والايغال في دماء الابرياء من ابناء الشعب وهذه الفئةلايمكنها ان تتصور ان تكون جزءا من حياة المجموع وتريد ان تستاثر بالسلطة عبى حساب الاخرين حتى لو احرقت كل ماعلى الارض ولم تبقي غير التراب.

فلو سلمنا جدلا نجاح تلك المنظومات وتحقيق ماتريد من قتل كل الشيعة في العراق ولم يبق الا السنة في العراق فسيرتد المجتمع المسلم على بقية ابناء شعبنا من السنة وستعمل قوى المنظومات الكبرى على ابادة  البقية من العراقيين لغرض ترسيخ قواعدهم في المنطقة، وسيثور كل من في الارض على من مهد للهيمنة على الارض العراقية مع عدم وجود شيعة في العراق، اذ ان كل مشاريع القتل والدمار والغدر سترتد لتضرب اهل الغدر ولن ينجح احد غير الاعداء بعد ان تبتلع الحيتان كل الاسماك الصغيرة ولات حين مناص.

ان الوعي السياسي الوطني كفيل بايقاف التيارات المشبوهة التي تعزز تواجد الاجنبي على اراضينا وهي مسؤولة عما يجري داخل الارض العراقية وبالوحدة الوطنية الشاملة فقط يمكننا ان ننتصر نعجل من خروج المحتل وهذا لايتم الا لم تكن المشاعر صادقة ونابعة من ضمائر المواطنين.

ان ماحصل من محاصصة طائفية وقومية بعد سقوط النظام رد فعل طبيعي لما كان يحدث زمن النظام البائد وما كان يقع من ظلم على الشيعة والاكراد بصورة رئيسية دون التقليل مما كان يقع من ذلك الظلم على الاخرين من ابناء شعبنا، وان كان غرض الشيعة والاكراد من اسقاط النظام لاالانفراد بالسلطة والحكم بل لرفع الحيف الذي عنهم اذ لم يفكروا  بالاستئثار بالسلطة وهم الاكثرية لذلك دعوا الى الديمقراطية لاجل عدم الاقصاء ولكي ياخذ كل ذي حق حقه من الحياة الكريمة ولاج لان يصيبهم من العدل مايصيب الاخرين  وعلى هذا الاساس طرحوا شعار المشاركة وتاسيس دولة على اسس العدل والحرية وصيانة حقوق الانسان.

ان على الجميع سنة وشيعة واكراد ان يعملوا لاجل المستقبل ومن اجل الاخاء الوطني الذي نحلم به لالاجل غايات قصيرة فان اصابوا اليوم خيرا فلن يستمر هذا الخير الا اذا اتحدوا داخل المجتمع العراقي، وان على جميع الذين كانوا ينتمون للنظام السابق ان يعيدوا النظر في نظرتهم للحياة لاجل الصالح العام ولاجل العراق، وان يخرجوا من عبودية الحزب الواحد، ومن العبودية للظالمين، عليهم ان يعيدوا نظرتهم الى الحياة من اجل انفسهم ومن اجل العراق ومن اجل اخوتهم المظلومين، اذ ليس من المعقول ان يقبلوا بما حدث من ابادة جماعية لابناء شعبهم فهذه ليست من الوطنية، ولا من الانسانية،  وان عليهم ان يفكروا في امر اخرتهم وان يفهموا المبادئ والقيم بشكل صحيح،  وان لايقعوا فريسة لافكار الجاهلين ا وان ينقادوا وراء المغرورين، اذ ان افكارهم تحتاج الى تصحيح ففيها الغث والسمين وعليهم ان يتخلصوا من هذا الغث وخصوصا فيما يتعلق بالعنصرية والطائفية والاحتكار السياسي.

ان على المسلمين اليوم ان يعيدوا توجهاتهم العقائدية بما ينفع الناس ويخدم الانسان كما امر الله به ان يكون رحمة للعالمين وان يسعوا الى نشر الفضيلة والسعادة واحترام بني الانسان،  والقران الكريم ملئ بالايات التي تدعونا الى التعايش السلمي ونبذ العنف " فلا تهنوا وتدعوا الى السلم وانتم الاعلون والله معكم ولن يتركم اعمالكم "  سورة محمد 47 الاية 35.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 24 تموز/2007 -9/رجب/1428