القاعدة في العراق تضفي صفة المحلّية بألقاب وهمية  

 شبكة النبأ: في كل يوم يكشف التخبط الامريكي في العراق عن حقائق جديدة لم تكن ظاهرة للعيان من قبل بما يغير من مفاهيم كثيرة تعد رئيسية في الحرب الدامية مع القاعدة والتنظيمات الارهابية المنظوية تحت لوائها. حيث تكشف التقارير الجديدة عن ان الاسماء التي اطلق عليها القاب عراقية لارهابيين بارزين انها مجرد اوهام على شبكة الانترنت الغرض منها اضفاء صفة الشرعية المحلية على جماعة بارزة تقود المقاتلين وتتبع للقاعدة.

وقال متحدث عسكري أمريكي ان عضوا قياديا بتنظيم القاعدة في العراق ألقي القبض عليه هذا الشهر أبلغ محققي الجيش الامريكي أن جماعة بارزة تقودها القاعدة مجرد واجهة وأن زعيمها شخصية مختلقة. بحسب رويترز.

وقال البريجادير جنرال كيفين برجنر في مؤتمر صحفي ان أبو عمر البغدادي زعيم الجماعة التي تطلق على نفسها دولة العراق الاسلامية التي قيل انها أنشئت العام الماضي لا وجود له.

وقال برجنر ان دولة العراق الاسلامية أسست في محاولة لاضفاء صبغة عراقية على شبكة يقودها أجانب.

وأضاف أن هذه المعلومات تم الحصول عليها من قيادي بالقاعدة يدعى خالد المشهداني ألقي القبض عليه في الرابع من يوليو تموز وقال برجنر انه حلقة وصل بين التنظيم وأسامة بن لادن. وقال ان من المعتقد أن المشهداني هو أرفع عراقي في تنظيم القاعدة في العراق.

ومضى برجنر قائلا "حسب كلماته فان دولة العراق الاسلامية واجهة تخفي النفوذ والقيادة الاجنبيين داخل القاعدة في العراق في محاولة لاضفاء صبغة عراقية على زعامة القاعدة في العراق."

وواجه مسؤولو الجيش الامريكي في الاسابيع الاخيرة ضغوطا لتوضيح الصلة بين القاعدة في العراق وشبكة ابن لادن العالمية في ضوء تركيز الجيش المكثف على القاعدة في العراق على أنها الخطر الاكبر الذي يهدد البلاد.

وينحي الجيش على القاعدة في العراق باللائمة في أغلب التفجيرات الكبرى في العراق قائلا ان الجماعة تحاول اشعال حرب أهلية شاملة بين الاغلبية الشيعية والاقلية من السنة العرب.

وقال برجنر ان المشهداني عمل كوسيط بين زعيم القاعدة في العراق أبو أيوب المصري وهو مصري الجنسية وكل من ابن لادن وأيمن الظواهري الرجل الثاني في التنظيم العالمي للقاعدة وهو الاخر مصري الجنسية.

وأنشئت دولة العراق الاسلامية في أكتوبر تشرين الاول وتضم مجموعة من المتشددين السنة وزعماء العشائر بقيادة البغدادي. وفي أبريل نيسان أعلنت تشكيل "حكومة" مؤلفة من عشرة رجال.

وأعلنت دولة العراق الاسلامية مسؤوليتها عن الكثير من أعمال العنف التي لفتت الانظار. وخاصة النشاطات التي تستهدف المدنيين العراقيين.

لكن برجنر قال ان المشهداني والمصري أسسا معا "تنظيما افتراضيا على شبكة الانترنت يدعى دولة العراق الاسلامية عام 2006 كاسم عراقي جديد مستعار للقاعدة في العراق."

وأضاف "وتعزيزا لهذه الاسطورة عمد المصري الى خلق زعيم خيالي لدولة العراق الاسلامية وأطلق عليه أبو عمر البغدادي.

"وحتى يجعل البغدادي يبدو حقيقيا أقسم المصري بالولاء للبغدادي وتعهد بطاعته وهو ما يعني بالاساس الولاء لنفسه لانه يعلم أن البغدادي شخصية مختلقة من اختراعه.

"يعتقد العراقيون من جميع المراتب في تنظيم القاعدة في العراق أنهم يتبعون العراقي (أبو عمر) البغدادي. لكنهم في حقيقة الامر يتبعون أوامر المصري أبو أيوب المصري."

وأضاف برجنر أن التسجيلات الصوتية المنسوبة الى البغدادي والتي ظهرت على الانترنت كانت بصوت ممثل. ولم يشر الى أي مقاطع فيديو مصورة. وقال برجنر ان المشهداني هو "أمير الاعلام" للقاعدة في العراق.

وقال ان المشهداني "يقدم (للمحققين) معلومات مهمة عن طبيعة القاعدة في العراق وظروفها".

ملك الموت بعيد المدى!

وفي التليجراف نقل تيم شيبمان من واشنطن نبأ إخباري عن اعتزام الولايات المتحدة قريبا نشر أول أسراب هجومية لطائرات بدون طيار في العالم لقتال القاعدة في العراق وأفغانستان.

وتحمل الطائرات التي يطلق عليها اسم "ملك الموت" ما يصل إلى طن ونصف من أسلحة التصويب الدقيق للهجوم على "المتمردين والإرهابيين" بينما يجلس طيارو تلك الطائرات "الصيادة" على مسافة سبعة آلاف ميل من أهدافهم.

وسيتم توجيه الطائرات باستخدام التحكم عن بعد وشاشات الفيديو من قاعدة كريتش الجوية في نيفادا.

وسيتمكن الطيارون في القاعدة من تقفي المتمردين عبر وصلة مباشرة بالأقمار الصناعية وباستخدام كاميرات الأشعة تحت الحمراء لشن الهجمات الليلية، حسبما تقول الصحيفة.

ونقلت التليجراف عن الليوتنانت جنرال جاري نورث، قائد القوات الجوية الأمريكية في الشرق الأوسط، قوله إن سربا من تلك الطائرات سينشر "قريبا" في أفغانستان أولا، حيث الحاجة الماسة لمزيد من القدرات الجوية، ثم في العراق في الخريف المقبل.

ويقول القائد الأمريكي "ستمنحنا تلك الطائرات مرونة ومدى وسرعة ومثابرة تجعلنا قادرين على العمل على العديد من المناطق لوقت طويل، طويل جدا".

ارتباط بين العراق وزيادة تهديد القاعدة لأمريكا وكان تقرير للمخابرات الامريكية قد حذر من أن الولايات المتحدة تواجه تهديدا متناميا بهجوم للقاعدة التي ستتجه على الارجح الى استخدام شركاء تمرسوا على الحرب في العراق لتنفيذ هجمات داخل الولايات المتحدة.

وجاء هذا التقرير الذي رفعت عنه السرية كجزء من تقييم سري للمخابرات قدم للرئيس بوش والكونجرس وقال ان ارتباط القاعدة بفرعها في العراق يساعد شبكة مقاتلي اسامة بن لادن على تجنيد اعضاء.

وقال التقرير المؤلف من صفحتين وهو عبارة عن تقييم للتهديدات التي تواجهها الولايات المتحدة داخل اراضيها خلال الاعوام الثلاثة المقبلة بناء على مجموعة اراء من مختلف وكالات المخابرات "في تقديرنا ستسعى القاعدة غالبا الى الضغط على حلقات الاتصال وقدرات القاعدة في العراق وهو اقوى فروعها وأبرزها."

والوثيقة التي صدرت في وقت يواجه فيه البيت الابيض ضغوطا متنامية في الكونجرس لسحب القوات الامريكية من العراق تمثل المرة الاولى التى تحذر فيها 16 وكالة مخابرات بشكل علني من ان حرب العراق تمثل تهديدا على المدى القصير للولايات المتحدة. بحسب رويترز.

وقال البيت الابيض انه لاتوجد معلومات موثقة تشير الى احتمال وقوع هجوم وشيك وان حالة التأهب في البلاد ستظل على مستواها المرتفع.

وقال مسؤولو مخابرات أيضا انه لايوجد دليل على وجود خلايا عاملة للقاعدة داخل الولايات المتحدة.

وقالت فرانسيس تاونسند مستشارة الامن الداخلي للرئيس جورج بوش "لكن التحذير واضح والادارة تأخذه على محمل الجد."

ويقدر مسؤولو مخابرات ان تهديدات القاعدة زادت في السنوات الاخيرة وأن الشبكة التي كانت وراء هجمات الحادي عشر من سبتمبر ايلول استعادت قوتها وتحصنت في مواقع نائية بشمال غرب باكستان.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 23 تموز/2007 -8/رجب/1428