هل جلبت القوات البريطانية حيوان(الغرير) الهجين لارهاب سكان الجنوب؟

 شبكة النبأ: تنتشر هذه الايام اخر صرعات الغرائب والعجائب في العراق، وهي شائعات عن وحش يأكل البشر جلبته القوات البريطانية!، فبعد ان عانت البصرة جراء الصراع بين مختلف الميليشيات التي تتنافس من اجل السيطرة على السلطة في اكبر مدن الجنوب واغناها نفطا، برزت حيوانات هجينة مشابهة نوعا ما لـ(الغرير) تجوب الشوارع ليلا وتهاجم السكان مثيرة الذعر في صفوفهم.

وامسك المزارعون المحليون بعضا من هذه الحيوانات وقتلوها، لكن هذا لم يبدد الشائعات المتداولة حول وحش يأكل البشر جلبته القوات البريطانية لزرع الرعب بين سكان المدينة. حيث يحمل السكان القوات البريطانية مسؤولية كل ما يحل بمنطقتهم، وضمن ذلك ما يشاع عن امراض تسببها حيوانات الغرير ذوات المخالب الطويلة والانياب البارزة.

وحاول اختصاصيون عراقيون تهدئة السكان، لكن الشائعات انتشرت كالنار في الهشيم في احياء ثاني مدينة عراقية والقرى المحيطة وسط تشويش وشكوك في ظل اجواء حرب الميليشيات وغيرها.

وتفحص مشتاق عبد المهدي مدير مستشفى البصرة البيطري جيف حيوان الغرير الهجين، وحاول طمأنة المواطنين مؤكدا ان هذه الحيوانات لم تصل بعد الاجتياح بقيادة الجيش الامريكي في ربيع العام 2003.

وقال لوكالة فرانس برس، ظهرت حيوانات الغرير، وبالعامية الكرطة، هنا العام 1986، اي قبل الاجتياح (...) وما يتردد حول جلب القوات البريطانية هذا الحيوان غير صحيح على الاطلاق.

ويتناقل سكان البصرة مقطع فيديو على الهاتف النقال يظهر حيوانات الغرير الشبيهة بحيوان الظربان السمين ومخالبه طويلة.

وغرير العسل حيوان مفترس قادر على قتل افاعي الكوبرا، ويصل وزنه الى 14 كلغ.

واستقرت القوات البريطانية في البصرة ويتوجب عليها محاربة طاحونة الشائعات، حيث يحملهم السكان مسؤولية كل ما يحل بمنطقتهم، وضمن ذلك ما يشاع عن امراض تسببها حيوانات الغرير ذوات المخالب الطويلة والانياب البارزة.

وقال الناطق العسكري البريطاني الميجور ديفيد غيل، اظن ان هذه الحيوانات من نوع غرير العسل الضارية لكنها غير خطرة ولا تهاجم الانسان ما لم يستفزها.

واجاب عندما سئل عن الشائعات، هذه الحيوانات محلية، لكنها نادرة في العراق، فهي آكلة لحوم ليلية ومعروفة بانها مفزعة، لكنها لا تلاحق الناس لتحملهم الى اوكارها.

ويتفق كل من العلماء والجنود بان الغرير ليس خطرا على البشر، لكنهم اخفقوا حتى الان في طمأنة عامة الناس.

وقالت سعاد حسن (30 عاما) وهي ربة منزل، كنت نائمة ليلا فضربني على رأسي هذا الحيوان الغريب الذي لم اشاهده من قبل، حاول زوجي ضربه بسرعة لكنه هرب. واضافت، انه بحجم الكلب وراسه يشبه القرد، ويقفز بسرعة.

اما ستار جبار (50 عاما) وهو مزارع من ابو صخير، شمال البصرة، فيعتقد ان لدى الغرير قدرة على مهاجمة فرائس كبيرة.

ويقول، شاهدت هذا الحيوان قبل ثلاثة ايام فقط، لم اكن قد رأيته سابقا، حاولت اطلاق النار عليه لكنه فر الى البستان، انه كائن ليلي يهاجم الحيوانات حتى البقرة فيمزقها بمخالبه.

من جهته، يقول الاربعيني علي محسن من كرمة علي، شمال البصرة، شاهدت هذا الحيوان بعد ان داهمت القوات البريطانية المنطقة، ربما جلبوا هذا الحيوان من المطار القريب الذي يتخذونه قاعدة لهم والقوا به هنا.

ووسط هذه الروايات، هناك القليل من الخبراء الذين يطمئنون الناس مثل غازي يعقوب، معاون عميد كلية الطب البيطري.

ويقول يعقوب،الغرير نوع من القوارض من جماعة العرسيات، حاستا السمع والشم عنده قوية، فهو حيوان ليلي يختفي في النهار، يأكل الحيوانات الصغيرة كالدجاج والجرذان، يهاجم اذا احس بالخطر، لا يفترس الانسان لكنه يهاجمه اذا استفزه.

وتابع،هذا الحيوان موجود في العراق منذ مدة طويلة، يعيش في المناطق الكثيفة الاعشاب، من المحتمل انه ظهر في هذا الوقت بسبب تقلص مساحة الاهوار. ورغم ذلك، يعتقد الجيش البريطاني ان سكان البصرة خائفون قليلا.

الكلاب الضالة تشارك ايضا في قتل العراقيين!

وفي سياق متصل بدأت السلطات في محافظة البصرة بتنظيم عدة حملات أمنية في مختلف أنحاء المحافظة، بهدف تصفية ما يزيد على 250 ألف كلب من الكلاب الضالة، بعدما أعلنت السلطات الصحية عن وفاة تسعة أشخاص على الأقل مؤخراً، نتيجة إصابتهم بداء الكلب. بحسب الـCNN.

وأكد مدير المستشفى البيطري بمدينة البصرة، مشتاق عزيز، في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام العراقية السبت: سُجلت لدينا تسع حالات وفاة، نتيجة تعرض الضحايا لعضة من  كلاب ضالة مسعورة، بينهم طفلان، أحدهما بسبب انتقال العدوى من والده الذي كان قد تم علاجه من قبل.

وأوضح المسؤول العراقي أن الإصابة بهذا الفيروس تسبب الموت بعد فترة وجيزة، حيث تؤدي إلى تلف خلايا الدماغ، بعد ظهور أعراض على المصابين، منها ارتفاع درجة الحرارة والغيبوبة والخوف من المياه.

وأشار عزيز إلى أن الجهات المختصة في المحافظة شكلت غرفة أزمات  لمتابعة حالات الإصابة، وتنبيه السكان حول مخاطر الإصابة بداء الكلب، فضلاً عن تحرك الأجهزة المعنية الأخرى لإبادة تلك الكلاب المسعورة.

وأضاف قائلاً: يوجد أكثر من 250 ألف كلب سائب في عموم المحافظة، وتشكل أخطاراً جسيمة على حياة المواطنين، وخصوصا الأطفال، مشيراً إلى أنه تم حتى الآن التخلص من نحو سبعة آلاف كلب منها، في عدة أحياء بمدينة البصرة، التي تبعد نحو 550 كيلومتراً جنوبي بغداد.

ونقلت وكالة الأنباء الصينية شينخوا عن الطبيب البيطري العراقي قوله إنه تم شن حملة على تلك الكلاب المسعورة استمرت 30 يوماً، بعد اكتشاف حالات الإصابة الأولى بمرض داء الكلب، إلا أنه أشار إلى استمرار تلك الحملات للتخلص من تلك الكلاب.

وأشار عزيز إلى أن لجنة الصحة والبيئة في مجلس محافظة البصرة عقدت اجتماعاً الجمعة، لمناقشة خطورة هذا الوضع، وكشف مخاطر مرض داء الكلب.

وفي نهاية الاجتماع قررت اللجنة وبالتعاون مع شعبة الأمراض الانتقالية والمستشفى البيطري ومديرية الشرطة في محافظة البصرة، القيام بحملات مكثفة لإبادة الكلاب السائبة باستعمال السموم بدلاً من استخدام الأسلحة النارية، نتيجة  للوضع الأمني الراهن.

شبكة النبأ المعلوماتية- الجمعة 20 تموز/2007 -5/رجب/1428