الشيخ محمد جواد البلاغي

شبكة النبأ: هو الشيخ محمد جواد بن حسن بن طالب بن عبّاس بن إبراهيم بن حسين بن عباس بن حسن بن عباس بن محمد علي بن محمد البلاغي النجفي الربعي.

مولده:

وُلد في النجف الأشرف سنة 1282هـ في بيت من أقدم بيوتاتها وأعرقها في العلم والفضل والأدب، والمشهورة بالتقوى والصلاح والسداد، فقد أنجبت هذه الأسرة – آل البلاغي – عدّة من رجال العلم والدين والأدب وإن اختلفت مراتبهم.

نشأته:

نشأ حيث وُلد، وأخذ المقدمات عن أعلامها الأفاضل، ثم سافر إلى الكاظمية سنة 1306هـ وتزوج هناك من ابنة السيد موسى الجزائري الكاظمي.

عاد إلى النجف الأشرف سنة 1312هـ فحضر على الشيخ محمد طه نجف والشيخ آقا رضا الهمداني والشيخ الآخوند محمد كاظم الخراساني والسيد مهدي الهندي.

هاجر إلى سامراء سنة 1326هـ فحضر على الميرزا محمد تقي الشيرازي – زعيم الثورة العراقية – عشر سنين، وألف هناك عدة كتب، وغادرها – عند احتلالها من قبل الجيش الإنكليزي – إلى الكاظمية فمكث بها سنتين مؤازراً للعلماء في الدعاية للثورة ومحرّضاً لهم على طلب الاستقلال.

ثم عاد إلى النجف الأشرف وواصل نشاطه في التأليف، فكان من أولئك الندرة الأفذاذ الذين أوقفوا حياتهم وكرّسوا أوقاتهم لخدمة الدين والحقيقة، فلم يُرَ إلا وهو يجيب عن سؤال، أو يحرّر رسالة يكشف فيها ما التبس على المرسل من شكّ، أو يكتب في أحد مؤلفاته.

وقد وقف بوجه النصارى وأمام تيار الغرب الجارف، كالبابية والقاديانية والوهابية والإلحادية.. وغيرها – فكتب في ردهم ودحض شبهاتهم، وفضح توافه مبانيهم ومعائب أفكارهم عدّة كتب ورسائل قيمة.

وقد كان من خلوص النية وإخلاص العمل بمكان حتى أنه كان لا يرضى أن يوضع اسمه على تأليفه عند طبعها، وكان يقول: (إني لا أقصد إلا الدفاع عن الحق، لا فرق عندي بين أن يكون بأسمي أو اسم غيري).

حتى أن يوسف إليان سركيس في كتابه: (معجم المطبوعات) ذكر كتاب (الهدى إلى دين المصطفى) لشيخنا البلاغي – رضوان الله عليه – في آخر الجزء الثاني ضمن الكتب المجهولة المؤلف، وربما كان – قدس سره – يذيل بعضها باسماء مستعارة كـ: كاتب الهدى النجفي، وعبد الله العربي، وغيرها.

ومع كل ذلك أصبح اسمه ناراً على علم، وبلغت شهرته اقاصي البلاد، وذلك لما عالجه من المعضلات العلمية والمناقشات الدينية، حتى أن أعلام أوروبا كانوا يفزعون أليه في المسائل العويصة، كما تُرجمت بعض مؤلفاته إلى الإنكليزية للاستفادة من مضامينها الراقية.

كان يجيد اللغات العبرانية والفارسية والإنكليزية – بعد لغته الأم العربية – ولذلك برع في الرد على أهل الكتاب ودحض أباطيلهم وكشف خفايا دسائسهم.

كما كان متواضعاً للغاية، يقضي حاجاته بنفسه، ويختلف إلى الأسواق بشخصه لابتياع ما يلزم أهله، وكان يحمله إليهم بنفسه ويعتذر لمن يروم مساعدته بحمله عنه فيقول له: (رب العيال أولى بعياله).

وكان يقيم صلاة الجماعة في المسجد القريب من داره، فيأتّم به أفاضل الناس وخيارهم، وبعد الفراغ من الصلاة كان يدرّس كتابه (آلاء الرحمن).

كان لين العريكة، خفيف الروح، منبسط الكفّ، لا يمزح ولا يحب أن يمزح أحد أمامه، تبدو عليه هيبة الأبرار وتقرأ على أساريره صفات أهل التقى والصلاح.

له في سيد الشهداء الإمام أبي عبد الله الحسين عليه السلام عقيدة راسخة، وحب ثابت، فكم له أمام المناوئين للإمام الحسين عليه السلام من مواقف مشهودة، ولولاه لأمات المعاندون الشعائر الحسينية والمجالس العزائية، ولكنه تمسك بها والتزم بشعائرها وقام بها خير قيام.

فكان هذا العلّامة البطل – على شيخوخته وضعفه وعجزه – يمشي حافياً أمام الحشد المتجمهر للعزاء، قد حل أزراره ويضرب على صدره، وخلفه اللطم والأعلام، وأمامه الضرب بالطبل.

من أثاره الباقية

إقامة المأتم في يوم عاشوراء في كربلاء، فهو أول من أقامه هناك، وعنه أُخذ حتى توسع فيه ووصل إلى ما هو عليه اليوم.

وكذا تحريض علماء الدين وإثارة الراي العام ضد البهائية في بغداد، وإقامة الدعوة في المحاكم لمنع تصرفهم في الملك الذي استولوا عليه – في محلّة الشيخ بشار في الكرخ – واتخذوه حظيرة لهم لإقامة شعائر الطاغوت، وقضت المحاكم بنزعه منهم، واتخذه – رضوان الله عليه – مسجداً تقام فيه الصلوات الخمس والمآتم الحسينية في ذكرى الطف وشعائر أهل البيت عليهم السلام.

أقوال العلماء والأدباء فيه

قال السيد محسن الأمين العاملي: (كان عالماً فاضلاً، أديباً شاعراً، حسن العشرة، سخي النفس، صرف عمره في طلب العلم وفي التأليف والتصنيف، وصنّف عدة تصانيف في الردود، صاحبناه في النجف الأشرف أيام إقامتنا فيها ورغب في صحبة العامليين فصاحبناه، وخالطناه حضراً وسفراً عدة سنين إلى وقت هجرتنا من النجف فلم نر منه إلا كل خلق حسن وتقوى وعبادة وكل صفة تحمد، وجرت بيننا وبينه بعد خروجنا من النجف مراسلات ومحاورات شعرية ومكاتبات في مسائل علمية).

وقال الشيخ عباس القمي: (بطل العلم الشيخ محمد الجواد... ولقد كان – رحمه الله تعالى – ضعيفاً ناحل الجسم، تفانت قواه في المجاهدات، وكان في آخر أمره مكباً على تفسير القرآن المجيد بكل جهد أكيد).

وقال الشيخ آقا بزرك الطهراني: (كان أحد مفاخر العصر علماً وعملاً... وكان من أولئك الأفذاذ النادرين الذين أوقفوا حياتهم وكرسوا أوقاتهم لخدمة الدين الحنيف والحقيقة... فهو أحد نماذج السلف التي ندر وجودها في هذا الزمن).

وقال الشيخ محمد حرز الدين: (عالم فقيه كاتب، وأديب شاعر، بحّاثة أهل عصره، خدم الشريعة المقدّسة، ودين الإسلام الحنيف، بل خدم الإنسانية كاملة بقلمه ولسانه وكل قواه).

وقال الميرزا محمد علي التبريزي المدرّس: (فقيه أصولي، حكيم متكلم، عالم جامع، محدّث بارع، ركن ركين لعلماء الإمامية، وحصن حصين للحوزة الإسلامية، ومروج للعلوم القرآنية، وكاشف الحقائق الدينية، وحافظ للنواميس الشرعية، ومن مفاخر الشيعة).

وقال الملا علي الواعظ الخياباني التبريزي: (هو العَلَم الفرد العلامة ، المجاهد، آية الله، وجه فلاسفة الشرق، وصدر من صدور علماء الإسلام، فقيه أصولي، حكيم متكلم، محدِّث محقق، فيلسوف بارع، وكتبه الدينية هي التي أبهجت الشرق وزلزلت الغرب وأقامت عمد الدين الحنيف، فهو حامية الإسلام، وداعية القرن، رجل البحث والتنقيب، والبطل المناضل، والشهم الحكيم).

وقال الشيخ جعفر النقدي: (عالم عليم مهذب، وفاضل كامل مذرّب، وآباؤه كلهم من أهل العلم).

وقال الأستاد علي الخاقاني: (من أشهر مشاهير علماء عصره، مؤلف كبير، وشاعر مجيد... أغنتنا آثاره العلمية عن التنويه بعظمته وعلمه الجم وآراءه الجديدة المبتكرة، فلقد سد شاغراً كبيراً في المكتبة العربية الإسلامية بما أسداه من فضل فيما قام به من معالجة كثير من المشاكل العلمية والمناقشات الدينية، وتوضيح التوحيد ودعمه بالآراء الحكيمة قبال الثالوث الذي هدَّه بآثاره وقلمه السيال... كان عظيماً في جميع سيرته، فقد ترفع عن درن المادة، وتردى بالمثل العالية التي أوصلته في الحياة – ولا شك بعد الممات – أرفع الدرجات... وقد حضرت مع من حضر برهة من الزمن فإذا به بحر خضم لا ساحل له، يستوعب الخاطرة، ويحوم حول الهدف، ويصوّر الموضوع تصويراً قوياً... كانت حياته مليئة بالمفاخر والخدمات الصادقة).

وقال الشيخ جعفر باقر آل محبوبة: (ركن الشيعة وعمادها، وعز الشريعة وسنادها، صاحب القلم الذي سبح في بحر العلوم الناهل من موارد المعقول والمنقول؛ كم من صحيفة حبرها، وألوكة حررها، وهو بما حبّر فضح الحاخام والشماس، وبما حرر ملك رق الرهبان والأقساس، كان مجاهداً بقلمه طيلة عمره، وقد أوقف حياته في الذب عن الدين، ودحض شبه الماديين والطبيعيين؛ فهو جُنّة حصينة، ودرع رصينة، له بقلمه مواقف فلّت جيوش الإلحاد، وشتت جيوش العادين على الإسلام والطاعنين فيه... حضرت بعض دروسه واستفدت منه مدة، كان نحيف البدن، واهي القوى، يتكلف الكلام، ويعجز في أكثر الأحيان عن البيان، فهو بقلمه سحبان الكتابة، عنده أسهل من الخطابة).

وقال المحامي توفيق الفكيكي: (كان رحمه الله تعالى داعي دعاة الفضيلة، ومؤسسة المدرسة السيّارة للهداية والإرشاد وتنوير الأفكار بأصول العلم والحكمة وفلسفة الوجود، فقد أفطمت جوانحه على معارف جمة، ووسع صدره كنوزاً من ثمرات الثقافة الإسلامية العالية والتربية الغالية، وقد نهل وعبّ من مشارع المعرفة والحكمة الصافية حتى أصبح ملاذ الحائدين الذين استهوتهم أهواء المنحرفين عن المحجة البيضاء وخدعتهم ضلالات الدَّهريين والماديين.

ومن ملامحه ومخائله الدالة على كماله النفسي هي: فطرته السليمة، وسلامة سلوكه الخلقي والاجتماعي، وحدة ذكائه، وقوة فطنته، وعفة نفسه، ورفعة تواضعه، وصون لسانه عن الفضول، ولين عريكته، ورقة حاشيته وخفة روحه، وأدبه الجم، وعذوبة منطقه، وفيض يده على عسره وشظف عيشه).

وقال عمر رضا كحالة: (فقيه، متكلم، أديب، شاعر).

وقال خير الدين الزركلي: (باحث إمامي، من علماء النجف في العراق، من آل البلاغي، وهم أسرة نجفية كبيرة، له تصانيف... وكان يجيد الفارسية، ويحسن الإنجليزية، وله مشاركة في حركة العراق الاستقلالية وثورة عام 1920م.

فمن كانت هذه مآثره وصفاته وسجاياه فجدير بمتخصصينا أن يقوموا بدراسة هذه الشخصية الجليلة وآثارها القيمة، فهو أحد نماذج السلف التي ندر وجودها في هذا الزمن، وهو نور من الأنوار التي يهتدى بها في ظلمات الشك والحيرة، وهو بحق من مشاهير علماء الإمامية، علامة جليل، ومجاهد كبير، ومؤلف مكثر خبير.

شعره:

كان – قدس سره – مع عظيم مكانته في العلم وتفقهه في الدين أديباً كبيراً وشاعراً مبدعاً، من

فحول الشعراء، له نظم رائق سلسل متين، تزخر أشعاره بالعواطف الوجدانية، والمشاعر الإنسانية، والتأملات الروحية، وأكثر شعره كان في مدح أهل البيت عليهم السلام ورثائهم، وبقيته في تهنئة خليل، أو رثاء عالم جليل، أو في حالة الحنين إلى الأخلاء يحتمه عليه واجب الوفاء، أو في الدفاع عن رأي علمي، أو شرح عقيدة أو فكرة فلسفية بطريقة المعارضة الشعرية.

فمما قال في قصيدة في ذكرى مولد الإمام المهدي المنتظر عليه السلام: قوله:

حي شعبان فهو شهرُ سُعودي            وَعدُ وصليَ فيه وليلةُ عِيدي

منهُ حَيا الصَبِّ المشوق، شذا الميلاد فيه وبهجة المولود

بهجةُ المُرتضى وقُرةُ عَينِ المُـ                 ـصطفى، بل ذخيرة التوحيدِ

رحمة الله غوثه في الورى شمـ                        ـس هُداهُ وظلهُ الممدود

وهوى خاطري وشائقُ نفسي                    ومناها وعدتي وعديدي

فانجلت كربتي وأزهر روضي                  ونمت نبعتي وأورقَ عُودي

وله من قصيدة في ذكرى مولد الإمام أبي عبد الله الحسين عليه السلام في الثالث من شعبان:

شعبانُ كم نَعِمَتْ عينُ الهدى فيهِ         لولا المُحرَّمُ يأتي في دواهيه

وأشرقَ الدينُ من أنوارِ ثالثهِ                    لولا تغشاه عاشورٌ بداجيهِ

وارتاحَ بالسبطِ قلبُ المصطفى فرحاً             لو لم يرعهُ بذكر الطف ناعيه

وله من قصيدة في الإمام الحجة المنتظر عليه السلام – أيضاً – قوله:

رويدكما أيها الباكيان            فما أنتما أول الوالهينا

فكم لنواه جرت عبرة                   تقل لها أدمع العالمينا

جرت ولها قبل يوم الفراق              ولم ترحل العيسُ بالمزمعينا

ومن قصيدة له يرثي بها الإمام الحسين عليه السلام قوله:

يا تريب الخدِّ في رمضا الطفوف                ليتني دونك نهباً للسيوف

يا نصير الدين إذ عز النصير                   وحمى الجار إذا عز المجير

وشديد البأس واليوم عسير                      وثمال الوفد في العام العسوف

ومن شعر الإمام البلاغي – رضوان الله عليه – الذي سارت به الركبان، قصيدته التي نظمها رداً على قصيدة أحد علماء بغداد المنكرين لوجود الإمام الثاني عشر المهدي المنتظر عليه السلام، والتي بعثها إلى علماء النجف الأشرف عام 1317هـ، التي يقول فيها:

أيا علماء العصر يا من لهم خبر

                        بكل دقيق حار في مثله الفكر

لقد حار مني الفكر في القائم الذي

                        تنازع فيه الناس والتبس الأمر

فأجابه العلامة البلاغي بقصيدة طويلة تقع في أكثر من مائة بيت، وهي من عيون شعره، ومطلعها:

أطعت الهوى فيهم وعاصاني الصبر

                        فها أنا ما لي فيه نهي ولا أمر

أنست بهم سهل القفار ووعرها

                        فما راعني منهن سهل ولا وعر

أخا سفر ولهان اغتنم السرى

                        من الليل تغليساً إذا عرَّس السفر

وله قصيدة عينية طويلة ذات معانٍ فلسفية عالية، عارض بها عينية ابن سينا في النفس، التي مطلعها:

هبطت إليك من المحل الأرفع                   عنقاء ذات تعزز وتمنع

فمما قال فيها – قدس الله نفسه الزكية – رداً عليه:

نعمت بأن جاءت بخلق المبدع          ثم السعادة أن يقولها لها: (أرجعي)

خُلقت لأنفع غايةٍ يا ليتها                        تبعت سبيل الرشد نحو الأنفع

الله سواها وألهمها فهل                  تنحو السبيل إلى المحل الأرفع

وله قصيدة في ثامن شوال سنة 1343هـ، وهو اليوم الذي هدمت فيه قبور أئمة الهدى الأطهار عليهم السلام في البقيع من قبل الوهابيين ومطلعها:

دهاك ثامن شوال بما دهما                      فحق للعين إهمال الدموع دما

ومنها:

يوم البقيع لقد جلّت مصيبته                     وشاركت في شجاها كربلا عظما

وله قدس سره مراسلات شعرية وغير شعرية – علمية ووجدانية – جرت بينه وبين السيد محسن الأمين العاملي – رحمه الله – تنم عن أدبه الجم وخلقه الرفيع السامي، أوردها السيد الأمين في: أعيان الشيعة 4/257 – 261.

وله – رحمه الله رحمة واسعة – مراسلات شعرية أخرى جرت بينه وبين آخرين، ومراثٍ وتهانٍ وأغراض شعرية غير ذلك، مذكورة في أغلب المصادر التي ترجمت له.

تلامذته:

قد مرَّ ذكر أسماء شيوخه وأساتذته، أما تلامذته.. فقد تتلمذ على الشيخ البلاغي – رضوان الله عليه – العديد من أعيان الطائفة وعلمائها المشهورين، فمن جملة الذين نهلوا من معين علمه وتتلمذوا عليه، أو حضروا مجلس درسه، أو رووا عنه:

1- السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي، المتوفى سنة 1413هـ.

2- السيد شهاب الدين محمد حسين الحسيني المرعشي النجفي، المتوفى سنة 1411هـ.

3- الشيخ ذبيح الله بن محمد علي المحلاتي، المتوفى سنة 1405هـ.

4- السيد محمد هادي الحسيني الميلاني، المتوفى سنة 1395هـ.

5- الشيخ علي محمد البروجردي، المتوفى سنة 1395هـ.

6- السيد محمد صادق بحر العلوم، المتوفى سنة 1390هـ

7- الشيخ محمد رضا آل فرج الله، المتوفى سنة 1386هـ.

8- الشيخ محمد علي الأردوبادي، المتوفى سنة 1380هـ.

9- الشيخ مهدي بن داود الحجار، المتوفى سنة 1358هـ.

10- الشيخ نجم الدين جعفر العسكري.

11- الشيخ محمد رضا الطبسي النجفي.

12- الشيخ جعفر باقر أل محبوبة.

13- السيد صدر الدين الجزائري.

14- الشيخ مجتبى اللنكراني النجفي.

15- الشيخ مرتضى المظاهري النجفي.

16- الشيخ محمد المهدوي اللاهيجي.

17- الميرزا محمد علي أديب الطهراني.

18- الميرزا محمد علي التبريزي المدرّس.

19- الشيخ إبراهيم بن مهدي القريشي.

وفاته ومدفنه ورثاؤه:

توفي – نوَّر الله مرقده – بمرض ذات الجنب، ليلة الاثنين 22 شعبان 352هـ، فأرتجت مدينة النجف بأكملها واجتمعت إلى بيته، وشيّع تشييعاً يليق بمقامه، سار فيه آلاف من الجماهير يتقدمهم عظماء المجتهدين وأساطين العلم والأدب، ودفن في الحجرة الثالثة الجنوبية من طرف مغرب الصحن الشريف لمرقد أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، وهي حجرة آل العاملي.

ومن العجيب أن مطلع إحدى قصائده – المذكورة آنفاً – في مدح الإمام الحجة المنتظر عليه السلام، في ذكرى مولده السعيد المبارك، قوله:

حي شعبانَ فهو شهرُ سعودي            وعدُ وصلي فيه وليلة عيدي

فكان كما أجراه الله على لسانه، إذ وصل إلى رحمة ربه في شعبان، ففجح الإسلام بوفاته، وثلم في الدين ثلمة لا يسدها أحد، تغمده الله بواسع رحمته.

ورثاه أكابر العلماء والأدباء بعيون الشعر الحزين الدامع وكان في طليعتهم خاله العلامة السيد رضا الهندي – رحمه الله – في قصيدة رائعة ضمنها بعض أسماء كتبه، ومطلعها:

إن تمس في ظلم اللحود موسدا          فلقد أضأت بهن (أنوار الهدى)

ولئن يفاجئك الردى فلطالما                      حاولت إنقاذ العباد من الردى

هذا مدى تجري إليه فسابق                      في يومه أو لاحق يمضي غدا

إلى آخرها، وهي طويلة وكلها من هذا النمط العالي.

وله قصيدة أخرى في رثائه أيضاً، منها:

قد خصك الرحمن في (آلائه)                    فدعاك داعيه لدار لقائه

عمت رزيتك السما والأرض يا         داعي هداه بأرضه وسمائه

ما محيي الدين الحنيف تلافه                    فالدين أوشك أن يموت بدائه

ورثاه العالم الأديب الشيخ محمد رضا المظفر في قصيدة مطلعها:

يا طرف جد بسواد العين أو فذر                ماذا انتفاعك بعد الشمس بالنظر؟!

ومنها:

قد كان كالبدر في ليل الشتا ومضى                كالشمس معروفة بالعين والأثر

وفي رثائه قال السيد مسلم الحلي قصيدة، منها هذا البيت:

إني أرى الموت الزؤام ممثلاً                    للناس فعل الصيرف النقاد

وقد أرخ عام وفاته السيد محمد الحلي بأبيات، فقال:

دهي الإسلام إذ         به تداعى سوره

وشرع طه أسفاً         لما مضى نصيره

مذ غاب أرخت ألا              غاب (الهدى) و(نوره).

وقال أحد معارفه:

في ذمة الله نفس بالجهاد قضت          فكان آخر شيء فارقت قلم

ورثاه الشيخ محمد تقي الفقيه – أحد علماء جبل عامل – بمرثية، منها:

أفنيت نفسك بالجهاد وطالما                     بدمائها روى اليراع الظامي

حتى تراءت في الجنان مهيضة                 هتف الملائكة: (ادخلي بسلام).

ورثاه الشيخ محمد علي اليعقوبي بقصيدة مطلعها:

سلوا قبة الإسلام ماذا أمادها؟!           متى قوضت منها الليالي عمادها

وقد أحسن أحد الأدباء فخاطبه في رثائه:

زودت نفسك في حياتك زادها           تقوى الإله وذاك خير الزاد

ووصفه أحد البارعين فقال:

تحلى به جيد الزمان وأصبحت          تزان به الدنيا وتزهو الصحائف

ورثاه كذلك السيد محمود الحبوبي ومحمد صالح اليعقوبي والشيخ محمد علي الأردوبادي، وغيرهم.

مصنفاته وآثاره العلمية:

في الحقيقة أنه لم يمت من خلّف ما خلفه المترجم من الآثار التي تهتدي بها الأجيال، وتحتج بها الأبطال، فإن في مؤلفاته ثمرات ناضجة قدمها المترجم لرواد الحقيقة، وفيما يلي مسرد لها :

1- الهدى إلى دين المصطفى.

في الرد على النصارى، طبع لأول مرة في جزءين في صيدا سنتي 1330 و1331هـ، وطبع في النجف الأشرف سنة 1965م، ثم أعادت طبعه دار الكتب الإسلامية في قم، بالتصوير على الطبعة الثانية.

2- الرحلة المدرسية، أو: المدرسة السيّارة.

في الرد على اليهود والنصارى، في ثلاثة أجزاء طبع عدّة مرات في النجف الأشرف وبيروت.

ثم طبع الجزء الأول منه بتحقيق يوسف الهادي، وصدر عن مؤسسة البلاغ في طهران سنة 1413هـ.

كما ترجم الكتاب إلى الفارسية، وطبع في النجف الأشرف ايضاً.

3- أعاجيب الأكاذيب:

في الرد على النصارى، طبع لأول مرة في النجف الأشرف سنة 1345هـ.

وصدر في قم سنة 1412 هـ عن دار الإمام السجاد عليه السلام ثم أعادت دار المرتضى في بيروت طبعه – بالتصوير على هذه الطبعة سنة 1413هـ.

ترجم إلى الفارسية تحت عنوان (شكفت أور دروغ) من قبل عبد الله إيراني – ولعله اسم مستعار آخر للمؤلف – وطبع في النجف الأشرف سنة 1346هـ.

4- التوحيد والتثليث.

في الرد على النصارى، طبع لأول مرة في صيدا سنة 1332هـ.

 وصدر في قم سنة 1411هـ عن مؤسسة قائم آل محمد عجل الله تعالى فرجه الشريف، ثم أعادت طبعه – بالتصوير على هذه الطبعة – دار المؤرخ العربي في بيروت.

5- عمانوئيل.

في المحاكمة مع بني إسرائيل.

6- داعي الإسلام وداعي النصارى.

في الرد على النصارى.

7- رسالة في الرد على جرجيس سايل وهاشم العربي.

في الرد على النصارى أيضاً.

8- رسالة في الردّ على كتاب (ينابيع الإسلام).

في الرد على النصارى أيضاً.

9- المسيح والأناجيل.

في الرد على النصارى كذلك، طبع بتمامه في مجلة (الهدى) العِمارية العراقية في عدّة من أعدادها سنة 1348هـ.

10- رسالة في الرد على كتاب (تعليم العلماء).

11- نور الهدى.

في الرد على شبهات وردت من لبنان، مطبوع في النجف الأشرف.

12- البلاغ المبين.

في الإلهيات، طبع في بغداد سنة 1348هـ.

13- أنوار الهدى.

في الردّ على الطبيعيين والماديين وشبهاتهم الإلحادية، طبع الجزء الأول منه في النجف الأشرف سنة 1340هـ.

وأعيد طبعه في بيروت، ثم طبع بالتصوير على هذه الطبعة في قم.

وترجم إلى الأوردية، وطبع في لكهنو بالهند.

14- مصابيح الهدى، أو: المصابيح في بعض من أبدع في الدين في القرن الثالث عشر.

في الرد على القاديانية والبابية والبهائية والأزلية، طبع قسم منه.

15- الشهاب.

في الرد على كتاب (حياء المسيح) للقاديانية.

16- نصائح الهدى، أو : نصائح الهدى والدين إلى من كان مسلماً وصار بابياً.

في الرد على البابية والبهائية، طبع في بغداد سنة 1339هـ.

وترجمه إلى الفارسية السيد علي العلامة الفاني الأصفهاني – المتوفى سنة 1409هـ - تحت عنوان: نصيحت بفريب خوردكان باب وبهاء، وصدر في أصفهان سنة 1369هـ ثم أعيد طبع الترجمة هذه في قم سنة 1405هـ.

17- دعوى الهدى إلى الورع في الأفعال والفتوى.

في إبطال فتوى الوهابيين بهدم قبور الأئمة الأطهار عليهم السلام في البقيع وبقية القبور في مكة المكرمة والمدينة المنورة، طبع في النجف الأشرف سنة 1344هـ.

18- رسالة أخرى في الرد على الوهابية.

وهي في تفنيد فتواهم أيضاً، مطبوعة أيضاً.

19- رسالة في الاحتجاج لكل ما انفردت به الإمامية بما جاء من الأحاديث في كتب غيرهم.

20- إلزام المتدين بأحكام دينه.

بطراز جذّاب وأسلوب فريد في بابه.

21- رسالة في ردّ أوراق وردت من لبنان.

ولعلها نفس الكتاب المتقدم برقم 11.

22- مسألة في البداء.

رسالة صغيرة نشرها الشيخ محمد حسن آل ياسين لأول مرة في بغداد سنة 1374هـ، في آخر المجموعة الرابعة من سلسلة (نفائس المخطوطات).

 وصدرت في قم سنة 1414هـ ضمن كتيب (رسالتان في البداء).

23- داروين وأصحابه.

مطبوع.

24- نسمات الهدى.

طبع في بعض أعداد مجلة (العرفان)

25- أجوبة المسائل البغدادية.

في أصول الدين، مطبوعة.

26- أجوبة المسائل الحلية.

27- أجوبة المسائل التبريزية.

في الطلاق وتعدد الزوجات والحجاب.

28- آلاء الرحمن في تفسير القرآن.

توفي – رحمه الله – ولم يتمه، إذ وصل فيه إلى نهاية تفسير آية الوضوء من سورة المائدة، وقد طبع لأول مرة في لبنان في جزئين، وأعادت مكتبة الوجداني في قم طبعه – بالتصوير – على هذه الطبعة.

29- رسالة في تكذيب رواية التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام.

حققها الشيخ رضا الأستادي ونشرها في قم، في مجلة (نور علم) العدد 1، السنة 2، ربيع الآخر 1406هـ.

30- رسالة في وضوء الإمامية وصلاتهم وصومهم.

طبعت بالإنكليزية، أما الأصل العربي فلم يطبع.

31- رسالة في الأوامر والنواهي.

32- تعليقة على (العروة الوثقى) للسيد اليزدي.

33- تعليقة على مباحث البيع من كتاب (المكاسب) للشيخ الأنصاري.

طبعت في النجف الأشرف سنة 1343هـ.

34- تعليقة على كتاب الشفعة من كتاب (جواهر الكلام).

35- رسالة في حرمة حلق اللحية.

طبعت في قم بتقديم الشيخ رضا الأستادي.

36- رسالة في الخيارات.

37- رسالة في التقليد.

38- رسالة في صلاة الجمعة لمن سافر بعد الزوال.

39- رسالة في بطلان العول والتعصيب.

40- رسالة في عدم تزويج أم كلثوم.

41- العقود المفصّلة في حل المسائل المشكلة.

وهي 14 عقداً في الفقه وأصوله، وهي:

أ) رسالة في العلم الإجمالي.

ب) رسالة قاعدة على اليد ما أخذت.

ج) رسالة في تنجيس المتنجس.

د) رسالة في اللباس المشكوك.

طبعت الرسائل الأربع هذه مع تعليقته على (المكاسب) في النجف الأشرف.

هـ) رسالة في ذبائح أهل الكتاب.

و) رسالة في ضبط الكرّ.

ز) رسالة في ماء الغُسالة.

ح) رسالة في حرمة مس المصحف على المحدِث.

ط) رسالة في إقرار المريض.

ي) رسالة في منجزات المريض.

ك) رسالة في مواقيت الإحرام.

ل) رسالة في القبلة وتعيين مواقع البلدان المهمة في العالم من مكة المكرمة بحسب الاختلاف في الطول والعرض.

م) رسالة في إلزامهم بما ألزموا به أنفسهم.

طبعت بتصحيح عليّ أكبر الغفاري في إيران سنة 1378هـ.

ن) رسالة في الرضاع.

42- رسالة أخرى في فروع الرضاع على مذهب الإمامية والمذاهب الأربعة.

وغيرها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 12 تموز/2007 -27/جماد الاخرى/1428