قراءة في كتاب: تحف العقول عن آل الرسول(ص)

 

 الكتاب: تحف العقول

المؤلف: ابو محمد الحسن الحّراني

الناشر: مؤسسة الفكر الاسلامي بيروت

عدد الصفحات: 560 - قطع كبير

عرض: عدنان عباس سلطان

 

 

 

 

 

شبكة النبأ: الكتاب من العنوان الذي وسم هذا المجلد الكبير في انه خطاب شامل وكامل يتعاطى مع جوهرة الانسان العقل.

ولم يحظ الانسان بنفيس اثمن واغلى منه ابدا، لأنه دعامته ولا مال اعود منه، اتحفه اياه ربه وحباه به وشّرفه وفوّقه بذلك على ما سواه.

والعقل غريزة تأبى ذميم الفعل، وفضيلة تدرك بها سعادة الأبد، ينال بها الفوز والفلاح في الحياة الدنيا، وهي طرة صحائف الفضائل الانسانية، وهي بعد بضاعة حياة البشر السعيد في نشأتيه، وجمال كل محمدة ومكرمة يتحلى بها.

فالإنسان عقل ميّزه الله سبحانه وتعالى به، حيث ان الجسد كتكوين فسيولوجي تتساوى فيه كل الحيوات التي ادنى من الانسان، فلها نفس المواصفات تنحصر مهمتها في ادامة الحياة للكائن الحيواني، لكن العقل هو الجوهرة الثمينة التي قام بها خطاب الله مع بنو الانسان.

وللعقل سمات وعلامات فهو الذي يقيد السلوك وهو الواصف للصفات وهو درجة الرشد.

وكما قال مولانا امير المؤمنين عليه السلام:

العقل عقلان مطبوع ومكتسب يدوران في قوسي الصعود والنزول ويقبلان التعالي والانحطاط، فصاحبهما بين سعادة وشقاء، سعيد اسعد الله حظه، واصلح باله،ورافقه توفيقه، يعبد الرحمن، ويكتسب الجنان، وكثر خيره وصلحت سريرته، وحسنت سيرته واستقامت خليقته.

وآخر ذو نكراء منكر فطنته الدهاء وفكرته المكر والخديعة، يتوانى عن البر وان تكلم أثم وان قال مال، وان عرضت له فتنة سارع اليها وان رأى سوءة قحم فيها.

وتحف العقول انما هو الجواهر الائقة بمثلها وعلى نسقها ومن طينتها فالتحف انما هي الكلم الطيب في العلم والدين والحكم والآداب والاخلاق والمعارف انها دروس عالية وعلوم راقية تربي العقول السليمة بالجواهر الزاهرة التي جاءت عبر اكف الخير النورانية عبر الازمان وهي مرفوعة من الغدير السابغ لأهل بيت النبوة عليهم السلام.

نعم تلكم الصادرة عن ينابيع الوحي الفياضة آية في البلاغة والمتانة وهي ادل دليل على الحكمة والموعظة الحسنة من ذلك النمير والبحر الطامي.

ولقد قيض الله سبحانه وتعالى في القرون الخالية امة من اعلام الدين واساتذة العلم وائمة الحديث لجمع شتات تلكم الآثار والمآثر ولّم شعثها لبلغاء العلم ورواد الفضيلة وحملة العقل والنهى، فدوّنوا من كلم اولئك السادة أئمة اهل البيت عليهم السلام، مجاميع ومسانيد والفوا كتبا قيّمة تحوي دررا وغررا وتتضمن بين دفتيها ينابيع الحكم وجوامع الكلم وعقود العظات البالغة ومعاقد المنجيات والمهلكات.

وفي طليعة اولئك الافذاذ وتآليفهم: هذا الكتاب القّيم لمؤلفه الحبر الفقيه مفخرة العلم والفضيلة في القرن الرابع شيخنا ابو محمد الحسن بن علي بن حسين بن شعبة الحّراني.

ولقد جمع فاوعى وافاد بإيثار علمه فاجاد، واتحف العقول بفضله الجم، وادبه الكّثار، فجاء كتابه منية المريد وبغية المحدث وطّلبة الباحث، ومأرب الواعظ ونجعة المتكلم المصلح، وليس من البدع ان يكون كتابه في الطبقة العليا من موسوعات العلم والعمل، وقد عكف عليه العلماء الاعلام منذ تاليفه الى يومنا الحاضر ووصف في المعاجم والتراجم بكل جميل.

وكتاب له هذه الضخامة وتعدد المواضيع والتوسع في امور منتخبة وثرية لايمكن اختزاله بعدد من السطور مهما تكثفت وسلكت في الايضاح او العرض فلا بد انها ستبقى ذات تقصير كبير ومغبنة هائلة للجواهر الزكية التي احتوتها خزينة هذا المجلد وتحفه اللامعة بالحب والمعرفة والخير الوفير.

تقع مجوهرات هذا الكتاب بكثير من العناوين منها:

1ـ ماروي عن النبي. عليه وعلى آله افضل الصلاة وافضل السلام.

2ـ ما روي عن الامام امير المؤمنين.

3ـ ماروي عن الامام الحسن

4ـ ما روي عن الامام الحسين.

5ـ ما روي عن الامام علي بن الحسين.

6ـ ما روي عن الامام الباقر.

7ـ ما روي عن الامام جعفر الصادق.

8ـ ما روي عن الامام موسى الكاظم.

9ـ ما روي عن الامام علي بن موسى الرضا.

10ـ عن الامام محمد بن علي.

11ـ  عن الامام علي بن محمد.

12ـ عن  الامام الحسن العسكري،عليهم السلام اجمعين.

وبعد فان الكتاب له اهمية في زماننا الحاضر رغم انه لكل زمان إلا ان ثمة خصوصية كبيرة تتجلى في اوقاتنا الراهنة لإنعدام الرؤية وتكالب الامور واختلافها، ووسط هذا الظلام الحالك والاجواء العاصفة انما نحتاج الى نور من هذه الانوار ليضيء لنا الدروب الداكنة بالحقد والكراهية لنتمكن من ان نزرع الوردة بدل الشوك الجارح، نحتاج الى التواصل بدل الجفوة والقطيعة المّرة، نحن بحاجة الى ان نستذكر الماضي لنستل منه عبرة تغنينا التفكر اللامجدي ونحن نمتلك هذا الغدير الكبير الغني بمعاني الحياة الكريمة.

تحف العقول: كتاب نحن بحاجة اليه الآن اكثر من أي وقت مضى.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 20 حزيران/2007 -4/جماد الاخرى/1428