ادانات واسعة محلية ودولية لجريمة استهداف مرقدي العسكريين الثانية

 شبكة النبأ: لا تزال حتى اللحظة صيحات الاستنكار والادانة الشديدة من مختلف المرجعيات الدينية والسياسية والمنظماتية المحلية والدولية في انحاء متفرقة من العالم لاستهجان الجريمة النكراء التي استهدفت الامامين العسكريين للمرة الثانية في محاولة ارهابية اخرى لادامة وتصعيد الفتنة الطائفية بين مكونات النسيج العراقي.

وأدان مدير عام اليونسكو التفجير الذي استهدف مرقدي الإمامين العسكريين في مدينة سامراء، وأعرب عن قلقه وصدمته إزاء هذا الاعتداء، داعيا القادة الدينيين والسلطات الحكومية إلى التهدئة وضبط النفس.

وقال بيان لمنظمة اليونسكو نقلته (أصوات العراق) عن مدير عام اليونسكو كويشيرو ماتسورا قوله، أدين بشدة الاعتداء الجديد على موقع سامراء وأناشد كبار القادة الدينيين في العراق والسلطات الوطنية للتهدئة والدعوة إلى ضبط النفس تجنباً لاندلاع أعمال عنف مذهبي أخرى.

وأضاف ماتسورا، التراث الثقافي والروحي مصدر لا غنى عنه نحيا منه ونستوحي، وأي اعتداء عليه إنما يشكل اعتداء ضد الإنسانية والتفاهم بين الديانات.

وكرّر مدير عام اليونسكو التأكيد على التزام اليونسكو بالعمل مع الحكومة العراقية لحماية وترميم التراث التاريخي والروحي والثقافي لمقام سامراء.

وأشار مدير عام اليونسكو إلى أن المنظمة، ستواصل تعاونها الوثيق مع السلطات العراقية لإعادة بناء البلاد وتمهيد الطريق أمام المصالحة الوطنية على قاعدة احترام مختلف المعتقدات الثقافية والدينية للشعب العراقي.

العراق وقع عقدا مع اليونيسكو لاعادة اعمار مرقد سامراء

وقال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان الحكومة وقعت عقدا مع منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) لاعادة اعمار مرقد الامامين العسكريين في سامراء.

ونقل بيان حكومي عن المالكي قوله خلال لقائه وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس ان وحدات من الجيش العراقي انتشرت على طريق بغداد سامراء من اجل ضمان الامن بعد التوقيع مع منظمة اليونيسكو للمباشرة في اعمار مرقد العسكريين. بحسب فرانس برس.

وقد تعرض مرقد الامامين علي الهادي والحسن العسكري احد ابرز العتبات المقدسة لدى الشيعة بعد نحو 16 شهرا على تفجير قبته الذهبية لاعتداء اخر اسفر عن انهيار المئذنتين اثر وقوع انفجارين بفارق زمني بسيط.

الشيخ المنتظري: يجب ان لا تترك سامراء في الغربة والوحشة  

وفي خطاب للمرجع الديني الشيخ المنتظري بمناسبة الجريمة النكراء التي استهدفت العسكريين وللمرة الثانية، جاء فيه:

ببالغ الأسى و الأسف بعد 16 شهراً من الفاجعة التي أدت إلى تدمير القبة و الحرم الشريف في سامراء، تجرأ المجرمون مرة أخرى بالتعرض لحرم العسكريين (عليهما السلام) وتخريبه بصورة أخرى.

وقال الشيخ المنتظري، إضافة إلى الشيعة فإن أهل السنة أيضا أعلنوا إستنكارهم و إنزعاجهم لهذه الجريمة، لأنهم أيضا يرون ضرورة حفظ حرمة أئمة الشيعة. و بناءاً على حديث "الثقلين" المتواتر بين الشيعة و السنة لقد أرجع النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) الناس من بعده إلى كتاب الله و عترته. من باب المثال جاء في صحيح مسلم (1873/4): "إني تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله ... ثم قال: و أهل بيتي". و نقل في سنن الترمذي (328/5) : " إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ... كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض و عترتي أهل بيتي"، إن النبي قد جعل أهل بيته في عرض القرآن و كما أن التمسك بكتاب الله يعتبر تنفيذا لأوامر الله، فإن التمسك بعترة النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) أيضا يعتبر تنفيذاً لأوامرهم و كل ما يقولونه إنما نزل من عند الله بواسطتهم. ورد في حديث معتبر عن الإمام الصادق (عليه السلام) : "حديثي حديث أبي و حديث أبي حديث جدي و حديث جدي حديث الحسين ... و حديث أميرالمؤمنين حديث رسول الله و حديث رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) قول الله". (الوسائل 18/58). إن ما كان يقوله الأئمة الأطهار (عليهم السلام) لم يقولوه من عندهم بل إنما هي أقوال رسول الله.

وقال الشيخ المنتظري، إنني قبل 16 شهراً أرسلت رسالة إلى الشيعة و خاصة علماء النجف و الأماكن الأخرى قلت فيها أن إهمال و ترك سامراء ليس أمراً صحيحاً و يجب من خلال برمجة مخططة أن يذهب كل يوم و كل ليلة عدد من الناس من مختلف المدن على شكل قوافل و رحلات زيارية منظمة و بنفقة الناس أنفسهم لزيارة حرم العسكريين و الكاظمين (عليهم السلام) مع حراسة القوى الأمنية العراقية و ليحضروا في هذه الأماكن المقدسة و لا يسمحوا أن تبقى غريبة. لقد ورد في الأخبار أنه لم يُقتل حتى شخص واحد في الحادثة الأخيرة، هذا يدل على أنه لم يحضر حتى زائر واحد هناك. أن يُقال أن هنالك لا يوجد أمان صحيح، ولكن في النجف و كربلاء أيضا  توجد تفجيرات، مع ترك وإهمال هذه الأماكن المقدسة بالقطع لا يتحسن الوضع.

واضاف المنتظري، أتذكر أن المرحوم آية الله السيد محمد الشيرازي (رحمه الله) كان مواظباً على أن يرسل في ليالي الجمعة أعداداً إلى زيارة سامراء.

إن تركنا نحن تلك المنطقة بحالها فهو ذنب عظيم و للأسف نحن مقصرون في هذا الأمر، و يجب أن لا تكون تلك المنطقة من الناحية الطائفية ذات صبغة واحدة.

واختتم الشيخ المنتظري قائلا، كان ينبغي أن يتم إسكان عشائر الشيعة من جنوب العراق فيها و أن لا يكون الأمر بشكل تكون مدينة سامراء كلها ذات طابع واحد. لو كانت تنجز هذه الأعمال لما كنا نرى اليوم غربة و عزلة قبور الأئمة (عليهم السلام).

متحدثون في اميركا ينددون بجريمة سامراء

وفي هذا الصدد اقام المركز الاسلامي في ديترويت ، والذي يعتبر الاكبر بين المراكز الاسلامية في اميركا الشمالية ، مهرجانا خطابيا مشتركا للتنديد بهذه الجريمة ،واحياء ذكر الفاطمية واستشهاد الصديقة الطاهرة  عليها السلام.

 وشارك في هذا الاحتفال كل من العلامة السيد حسن القزويني امام المركز، و البروفيسور حسنين رجب علي، و السياسي والاعلامي العراقي ازهر الخفاجي، وحجة الاسلام الشيخ هشام الحسيني امام مركز كربلاء في ديترويت، وحجة الاسلام الشيخ مكي الحائري امام مركز الامام علي ع في واشنطن، والحاج داود والد ،ممثل عن منظمة  كير  الاميركية، وحجة الاسلام الشيخ جعفر الحائري مسؤول مؤسسة الصادق ع، والخطيب الشيخ بيضون ، والقس حنا سولاكا .بينما تولى سماحة الشيخ محمد دبوق عرافة الحفل.

وفي هذا الاحتفال، وصف  الاستاذ ازهر الخفاجي  الاعتداء الاثم على المراقد الطاهرة في سامراء وهدم ماتبقى منها، بانه دليل اخر يؤكد على تعاظم خطر الارهابيين التكفريين والبعثيين في العراق ، وقال بان هذه المآذن طالما صدحت بايات التكبير والتهليل طوال الاثني عشر قرنا الماضية ، وكانت منارات تتحدى كل انواع الارهاب والطغاة على مر الزمن ، تذكر العالم بعظم عطاء اهل البيت عليهم السلام، في سبيل الاسلام ونشر السلم والحرية في العالم ، حيث استشهدوا على ايدي الطغاة من الحكام دفاعا عن قيم الانسانية التي يرفضها حاليا التكفيريون والبعثيون .

كما تحدث سماحة حجة الاسلام الشيخ هشام الحسيني امام مركز كربلاء ، عن العدوان الذي تم على المرقدين الطاهرين في سامراء ، وقال بان العالم مدعو للوقوف الى جانب الشعب العراقي وخاصة شيعة العراق لان هذا العدوان دليل على ان هؤلاء الارهابيين التكفيريين والبعثيين يقومون بتنفيذ جرائمهم دون ان يردعهم احد .

مقتدى الصدر يدعو الى مسيرات لزيارة مرقد سامراء

ودعا السيد مقتدى الصدر الشيعة السبت الى الخروج بمسيرات لزيارة مرقد سامراء للامامين العسكريين الذي تعرض لعملية تفجير الاربعاء الماضي هي الثانية في غضون 16 شهرا. بحسب فرانس برس.

وتوجه الصدر في بيان اصدره مكتبه في النجف الى، كافة العراقيين للخروج بمسيرات لزيارة سامراء كل حسب محافظته وذلك في العشرين من جمادي الثاني (الخامس من تموز/يوليو) ذكرى ولادة الزهراء لكي يكون ذالك خاتمة للرزايا.

وغمز الصدر من قناة "غياب" المرجع الناطق قائلا، صار من المؤكد عن الثالوث المشؤوم اسرائيل واميركا وبريطانيا واتباعهم ممن اخذوا على عاتقهم قتل اتباع آل البيت انهم مهما فعلوا من تفجير وقتل واعتداء على مقدستاتنا فلن يكن منا رادع مع شديد الاسف لعدة اسباب اهمها غياب المرجع الناطق وانشغال الناس بالرزق او السياسة الدنيوية والانجرار خلف ضغوط الغرب او سياستهم".

واضاف، لكن دماءكم عزيزة علينا ولا يمكن التفريط بها (...) مقدستنا ستبقى امانة في اعناقنا ومن واجبنا الدفاع عنها بما نجده صالحا وبما اني لم اسمع مناديا ينادي او مرجعا يامر فكان من واجبي ان اجمع المؤمنين للدفاع عن مقدستنا في سامراء".

وقد اعلن الجيش الاميركي الجمعة ان ما لا يقل عن 600 من عناصر قوى الامن العراقية انتشروا في محيط المرقد في سامراء (125 كم شمال بغداد) اثر التفجير.

واعلنت السلطات فرض حظر التجول في سامراء وبغداد اثر التفجير تلته بقرار مماثل في البصرة في اعقاب مهاجمة مساجد للسنة هناك.

بيان علماء الدين: الإرهابيون يريدون إشعال الفتنة بين السنة والشيعة

واستنكر مجموعة من علماء الدين في الكويت تفجير مرقد الامامين العسكريين في سامراء واصدروا أمس بيانا جاء فيه:

مرة اخرى تمتد يد التكفير والإرهاب لتدمير ما تبقى من حرم الإمامين العسكريين عليهما السلام من خلال تفجير مئذنتي المرقدين الشريفين.

إن هؤلاء الجناة يريدون بهذا العمل من جهة إظهار حقدهم وعدائهم لاهل البيت ويريدون من جهة اخرى اشعال نار الطائفية والعداء بين المسلمين الشيعة والسنة، مما يسبب في التقاتل بينهم والتعدي على المساجد ودور العبادة وانتهاك الحرمات.

واضاف البيان ونحن اذ نستنكر هذا العمل الاجرامي نطالب الحكومة العراقية وقوات الاحتلال بحماية المقدسات الاسلامية، والتي هي في وجدان كل مسلم في العالم اجمع، كما نؤيد ونؤكد ما امر به المراجع العظام من ضبط النفس وعدم التعدي على المساجد والأبرياء من اجل تفويت الفرصة على هؤلاء الجناة وندعو عموم المؤمنين كل من موقعه ان يعبروا عن مشاعرهم بكافة الطرق السلمية المتاحة.

واستنكر تجمع العدالة والسلام التفجيرات التي استهدفت مرقدي الإمام الهادي والإمام العسكري في العراق.

وقال التجمع في بيان صحفي: امتدت أيادي الأثم والعدوان مرة اخرى على احد ابرز المشاهد الإسلامية المقدسة في مدينة سامراء عندما فجر خوارج العصر التكفيريون من المارقين على الدين الإسلامي والناصبين العداء لآل البيت عليهم السلام مرقدي الإمام الهادي والإمام العسكري عليهما السلام في سعي لزرع الفتنة والحرب الطائفية ليس فقط في أرض العراق الجريح بل في العالم الإسلامي أجمع.

ففي الوقت الذي يستنكر تجمع العدالة والسلام ويندد بشدة هذه الأعمال الخسيسة فإنه يحمل قوى الاحتلال المسؤولية الأولى في الاخفاق لحماية هذه المراقد المشرفة بعد مرور أربع سنوات على احتلال العراق، كما ان الاحتلال هو المسؤول الأول عن حماية مدينة سامراء.

كما يحمل تجمع العدالة والسلام الحكومة العراقية مسؤولية التقاعس في حماية المقدسات الدينية في العراق وخصوصا مرقدي الإمامين العسكريين التي نالتها الأيادي الآثمة مرتين خلال قرابة السنة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 18 حزيران/2007 -30/جمادي الأول/1428