التعامل الحكومي مع هدم المراقد المقدسة

  بقلم  محمد حسن المالكي

منذ تفجير المراقد المقدسة في سامراء لاول مرة في شباط عام 2006 والمؤشرات تدل  على اهمال حكومي متعمد لقضية صيانة الاماكن المقدسة السنية والشيعية على حد سواء، حيث قامت الحكومة بتشكيل لجنة تحقيقية حول الحادث الارهابي الاول  الذي استهدف سامراء المقدسة لكن نتائج التحقيق ظلت حكرا على عبد الكريم خلف واتباعه.

 كما ان الحكومة اعلنت مرار عزمها على اعادة بناء المراقد المقدسة المهدمة في سامراء لكن ما من شئ تحقق من تلك الوعود حتى الان اضافة الى تصريحات الامم المتحدة بالسعي الجاد للحفاظ على سامراء باعتبارها معلما  اسلاميا بارزا الا ان كل الحقائق تدل على الاهمال واللامبالاة الحكومية والدولية تجاه بناء سامراء المهدمة من جديد.

 واغرب ما سمعناه بعد  يوم من التفجير الثاني لسامراء تصريح ادلى به قيادي كبير في حزب الدعوة الحاكم قال فيه اننا محظوظون لاننا لم نبني سامراء حتى اللحظة لاننا لو بنيناها لهدمها التكفيريون حسب ادعائه.

ان الموقف الصحيح من الحكومة يقتضي الالتزام بالدستور الذي يدعو الى حرية العقيدة الدينية وحماية المساجد والاضرحة السنية والشيعية على حد سواء وتوفير الامن للمؤمنين العراقيين لزيارة الاضرحة المقدسة في كل انحاء العراق ولايمكن جعل الوضع الامني مانعا من بناء سامراء مطلقا.

 ورغم ان العراق يتمتع اليوم بحماية اكبر قوة عظمى في العالم ووجود مئات الالاف من الجنود العراقيين والاجانب في الميدان الا انهم عجزوا عن تامين المرقد المقدس في سامراء وحصل التفجير الثاني للمراقد المقدسة تحت سمع وانظار القوات متعددة الجنسيات وقوات الحكومة العراقية  وهذا يحمل الحكومة مسؤولية قانونية بانها تنتهك حقوق العراقيين الراغبين في زيارة الاضرحة المقدسة وممارسة شعائرهم الدينية.

وقد يرد علينا عباقرة هذا الزمان بان سبب التفجير هو القاعدة التكفيرية الصدامية ونحن نرد عليهم لماذا لم تكن هناك خطة لفرض القانون في سامراء منذ التفجير الاول قبل ستة عشر شهرا لضرب العصابات التكفيرية كما يزعمون؟

ولماذا اهملت الحكومة تقريرا رفع اليها قبل اسبوع من تفجير سامراء الثاني واطلع عليه وزير الداخلية العراقي ووزير الدفاع العراقي  والمجاهد الاميركي  بيتر بتراوس قائد القوات الاميركية وخلاصة التقرير ان هناك نشاطات قوية للقاعدة في سامراء المقدسة؟

 لماذا التهاون الحكومي منذ ستة عشر شهرا في اعادة بناء سامراء رغم المطالب الشعبية اليومية من كل القيادات الدينية في البلاد؟ لماذا تصرح حكومة هذه البلاد بانها كانت على وشك التعاقد مع شركة تركية بعد يومين من التفجير الثاني؟

 واين كانوا منذ ستة عشر شهرا؟ وما اسم هذه الشركة التركية ومن هو المسؤول العراقي المفاوض مع هذه الشركة المزعومة لكي نطلق يده ليسرق من اموال اعمار سامراء؟ لماذا تقصف الطائرات الاميركية مواقع للمدنيين العراقيين الابرياء في انحاء بغداد يوميا بينما تترك سامراء ومقدساتها  نهبا للقاعدة وجماعاتها؟ لماذا لاتكون هناك صحوة ومجلس انقاذ في سامراء كما صحا اللذين في الرمادي وديالى وغيرها من مدن العراق المنكوب؟

متى تكتمل اللجنة التحقيقية ومن هم المعتقلون في التفجير الثاني لسامراء المقدسة؟ لماذا تخفى الحقائق من قبل مدير القيادة الوطنية في وزارة الداخلية  عن الشعب  المنكوب الذي يحمي العملية السياسية ويحمي المنطقة الخضراء  حتى هذه اللحظات  ولن تحميها لو سحب الشعب يده من الحكومة لن تحميها كل حراب العالم؟

ما يجري من اهمال حكومي لقضية سامراء سيكون تعجيلا برحيل الحكومة المبكر عن هرم السلطة العراقية لان الحكومة سواء كانت ديمقراطية او ديكتاتورية لابد لها من شعب يحميها ولن يحميها شعب تهمل الحكومة حماية مقدساته الدينية ونحن نعجب من تصرف الحكومة والقوات المتعددة الجنسيات عند انفجار انبوب للنفط العراقي اذ تسارع الدولة بكل طاقاتها لاطفاء الحرائق  والاصلاح العاجل للانابيب النفطية كما ان الحكومة سارعت على عجل الى تشكيل لجنة لاصلاح جسر الصرافية واعمار  قناة العراقية التي تضررت قبل فترة واعمار مطعم البرلمان العراقي بينما ترتعد خوفا عند ذكر اعمار سامراء لماذا؟ لاادري....

ان الوضع الحساس الذي يمر به العراق وحاجة البلاد لمصالحة وطنية حقيقية تقتضي من الزعماء السياسيين في العراق التحدث بصوت واحد والمباشرة باعمار مراقد سامراء المهدمة  والكيلاني وغيرها من المساجد والاضرحة السنية والشيعية لكي لاتكون سببا لانشقاق الشعب ولكي يكون بناء مراقد سامراء ومرقد الشيخ عبد القادر الكيلاني وغيره من الاضرحة السنية والشيعية  سبيلا لوحدة الشعب العراقي ولتحقيق المصالحة الوطنية الحقيقية بين ابناء العراق الموحد.

ان التوجه الحقيقي لبناء مراقد سامراء يتم بانسحاب القوات الاميركية مطلقا من كل سامراء وليس الاماكن المقدسة فيها وان يكون بناء سامراء مشتركا بين الوقفين السني والشيعي وان تعرض الحكومة الحقائق على شعبها ومن اهمها الاسراع في تطبيق  خطة فرض القانون في سامراء لضرب العصابات التكفيرية وتوفير فرص العمل لاهالي سامراء وتخفيف القيود الامنية على اهالي سامراء وتشكيل مجلس انقاذ واعمار في سامراء تكون مهمته الاشراف على سير الامن وتطبيق القانون والمساعدة على توفير الامن لبناء مراقد سامراء على عجل وعلى الحكومة  ان لا  تتخذ من بناء سامراء وسيلة لاستحصال تنازلات من اطراف مهمة في العملية السياسية.

وعلى الوقف السني  وزعماء العشائر في سامراء ان يكونوا اول الداعين لبسط الامن في سامراء من اجل اعادة الامن لهذه المدينة المقدسة وبناء المراقد المقدسة في سامراء التي هي موضع احترام الجميع من السنة والشيعة  وان يكون هناك تعاون بين القوات العراقية والحكومية وبين القادة الدينيين والعشائريين في سامراء من اجل اعادة سامراء الى سابق عهدها مدينة مقدسة لجميع العراقيين العرب والاكراد والسنة والشيعة.

ما يريده الشعب من الحكومة عدم اضاعة الوقت وتكرار الاخطاء القاتلة من جديد والبدء منذ اليوم  باجراءات تحقيق الامن والاستقرار في سامراءلانقاذ سامراء من الاحتلال التكفيري الاجنبي  جنبا الى جنب مع الاعمار الحقيقي والفاعل لمراقد سامراء المهدمة وباقي المراقد السنية والشيعية.

اخيرا يتوجب على المرجعيات الدينية في النجف الاشرف وكربلاء  متابعة بناء مراقد  سامراء المقدسة والضغط على الحكومة للاسراع في اعمارها وغيرها من مساجد العراق خدمة للشعب العراق والعراق.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 17 حزيران/2007 -29/جمادي الأول/1428