المسيحيون في العراق تحت مطرقة الارهاب التكفيري ايضا..

 شبكة النبأ: لازالت المأساة تلقي بظلالها على الشعب العراقي وهي مأساة في العمق العميق من الخصيصة الاسلامية التي تتشكل منها الثقافة العراقية على مر الزمان وما تكدس عليها من التشويه والالغاء حتى يخال ان الدين يتعرض بشكل جاد ومدروس الى عملية أسلمة ليس من جنسه أبدا من قبل قوى التكفير والارهاب. وهاهم المسيحيون مع إخوانهم الشيعة يدفعون ضريبة انتمائهم لهذا البلد المبتلى.

تقول المواطنة جيهان لويس بمرارة واضحة ردا على سؤال عما اذا كان الرئيس الاميركي جوج بوش قادر على حماية المسيحيين في العراق،من يجب ان يحمينا انتم ام بوش؟ عليكم انتم حمايتنا كعراقيين. في اشارة الى الحكومة العراقية.

وقد اعرب البابا بنديكتوس السادس عشر،عن قلقه في روما حيال مصير المسيحيين في العراق خلال لقائه الاول مع الرئيس الاميركي جورج بوش وبحث الوضع المثير للقلق في العراق والظروف الصعبة للطوائف المسيحية هناك.

وقال بوش، لقد اكدت له اننا نعمل جاهدين لكي يحترم الناس الدستور العراقي الذي يؤكد التسامح بين الاديان. بحسب فرانس برس.

واضافت السيدة المسيحية جيهان منصور، لماذا تخلى الجميع عنا؟ لقد شوه التكفيريون الدين، فإلى متى تتركنا الحكومة؟ هناك منشورات تطلب التهجير.. يقولون لنا.. لا نريدكم هنا نحن امارة اسلامية في (الدورة)، اما تعتنقون الاسلام او تدفعون جزية او تخرجون من هنا.

وتؤكد: بدأوا بالشيعة واليوم المسيحيين، فجّروا منازل الشيعة، والان يفجّرون منازل المسيحيين.

ورفعت في التجمع الذي حضره عشرات الاشخاص شعارات (لا اكراه في الدين)، و(تضامنا مع المسيحيين المهجرين من مناطقهم نطالب بتفعيل دور جيش المهدي في الدورة)، فضلا عن لافتات تشيد بالتيار الصدري موقعة من (المسيحيين في الدورة).

كما كتب ايضا على احدى اللافتات (ايتها الحكومة شارع الستين تحول الى شارع السكين).

ويؤكد المسيحيون المشاركون في التجمع ان عدد المهجرين من شارعي الميكانيك والستين خصوصا في حي الدورة يتجاوز الثلاثمئة شخص.

من جهتها تقول امراة تتشح بالسواد، جاءت جماعة مسلحة واخذوا زوجي وسيارته ولم نعرف مصيره ثم اتصلوا طالبين اعتناقي الاسلام وطلبوا فدية عشرة الاف دولار وسيارتنا، والان تهجرنا من منزلنا ولا نعرف من يسكنه.

بدوره قال صباح توما روفائيل، وضعوا عبوات ناسفة في منزلي فتهجرت مع عائلتي المكونة من خمسة افراد واصيبت ابنتي بجروح (...) تركت كل شيء وهربت الى النعيرية (بغداد الجديدة) هربا من القتل.

اما الهام الياس فقد اجهشت بالبكاء قائلة، خطفوا زوجي وشقيقي (...) وهو اب لطفلين كما ان ابنته معوقة ومصابة بعيونها (...) طلبوا منا مبلغ ستين الف دولار لاطلاقهما فضلا عن احتلال المنزل، انها عصابات ارهاب تكفيرية تقف وراء هذا العمل.

وقال رجل الدين فريد الموسوي، انهم شوّهوا الاسلام وجعلوه بنظر الغير دين الارهاب والتعصب، ان الاسلام عقد صداقة تحت لواء التوحيد وقبول كل من يقول لا اله الا الله مهما اختلف نبيهم.

واضاف، ان الشريعة الاسلامية ليست متوقفة على التطبيقات ورفض الفساد والانانية والحسد والخيانة بل ان تكون لغة الحوار مشتركة فكل مسلم متمسك باخلاق رسول الله يتقرب من المسيحيين وكل مسيحي يشاركنا في كثير من الامور ندافع عنه.

وتابع، ان الارهاب لا دين له فقد طال بوحشيته بمختلف اطيافه مسلمين ومسيحيين وصابئة وايزيديين.

من جهته اشاد شماس كنسية مار ايليا للكلدان الكاثوليك نظير دقو برجل الدين الشاب مقتدى الصدر قائلا، نتقدم بالشكر للسيد مقتدى الصدر والهيئة الاجتماعية العليا فموقفكم فخر للشعب والوطن.

وكان مسلحون قتلوا كاهنا كلدانيا وثلاثة شمامسة قرب كنيستهم بعد انتهاء القداس مطلع الشهر الحالي في الموصل ذات الغالبية السنية، كما تعرض كاهن كلداني وخمسة من ابناء رعيته للخطف في بغداد.

وكانت شرطة الموصل عثرت في 11 تشرين الاول/اكتوبر الماضي على جثة الكاهن من طائفة السريان الارثوذكس عامر اسكندر (55 عاما) مقطوعة الرأس مرمية في احد شوارع حي المحاربين في وسط مدينة الموصل بعد خطفه بثلاثة ايام.

وكان عدد المسيحيين في العراق وغالبيتهم من الكلدان بالاضافة الى السريان والاشوريين يتجاوز 850 الف شخص قبل العام 2003 لكنه تراجع اليوم الى حوالى 600 الف نظرا لهجرتهم المستمرة هربا من الاوضاع الامنية، وكانت بغداد نقطة تواجدهم الاولى لكن غالبيتهم تتجمع الآن في سهل نينوى قرب الموصل.

كما افادت معلومات نشرتها الخميس منظمة "ابواب مفتوحة" غير الحكومية الدولية ان اكثر من الف اسرة مسيحية تم تهديدها من قبل ميليشيات اسلامية في بغداد لرفضها اعتناق الاسلام ودفع "جزية" وتزويج بناتها بمسلمين. بحسب الــ فرانس برس.

واضافت المنظمة في بيان "ان حملة حقيقية انطلقت وهي تستهدف افراغ الدورة (جنوب شرق بغداد) والاحياء المجاورة من سكانها المسيحيين".

واضاف بيان هذه المنظمة التي تدعم المسيحيين انه في حال عدم انصياع المسيحيين العراقيين لشروط هذه الميليشيات فانه لن يبقى امامهم من خيار سوى "الرحيل وترك كافة ممتلكاتهم".

واضافت المنظمة ان بعض الاسر المسيحية لجأت الى منطقة كردستان الهادئة في حين لجأت اسر اخرى الى الاردن وسوريا.

وطلب مسؤولون مسيحيون مؤخرا الحماية من المجموعات الاسلامية المتطرفة وخصوصا انصار القاعدة.

وبحسب البطريرك مار دينكا الرابع رئيس الكنيسة الاشورية وبطريرك بابل عمانوئيل ديلي رئيس الكنيسة الكلدانية "فان المسيحيين هم ضحايا الابتزاز والخطف والترحيل القسري في العديد من المناطق العراقية وخاصة تلك التي تخضع لسيطرة مجموعة دولة العراق الاسلامية" وهو تحالف مجموعات مسلحة متطرفة سنية بزعامة القاعدة.

وكان البابا بنديكتوس السادس عشر اعرب السبت الماضي عن قلقه بشأن مصير المسيحيين في العراق.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 17 حزيران/2007 -29/جمادي الأول/1428