المالكي والتيار الصدري  ومحافظات الجنوب

 سعد البغدادي

   اندست مجاميع من البعثيين والقتلة وعصابات الاجرام في التيار الصدري( من كلام المالكي).

 فرد التيار او ليس في الائتلاف بعثيون وصداميون او ليس في مجلس النواب بعثيون وصداميون؟

هل هي بداية الخصام ونهاية شهر العسل مع المالكي ولماذا الاتهام بالبعثية لتيار شعبي عريض يضم في صفوفه الفقراء والمهمشين والمستضعفين.

لماذا الهجوم على التيار الصدري وعدم التمييز بينه  وبين من لهم اجندة خارجية اندست في التيار وتعمل لصالح تلك الاجندة وبعيدا عن اهداف التيار. هل استدرج المالكي لمرحلة الاستفراد به وتركه لوحده ليواجه مصيره المحتوم؟

التيار الصدري:

 هم  مقلدو المرجع الشهيد السيد محمد الصدر وبعد  استشهاده التفوا خلف ولده السيد مقتدى الصدر  والكثير منهم يقلد المرجعيات الدينية المنشرة في العالم الاسلام وبعد دخول القوات الامريكية دعا السيد مقتدى الصدر الى تاسيس جيش المهدي باعتباره الجناح العسكري  للحركة الوليدة.

الى هنا  صار يجب التميز بين التيار وبين الجيش.

التيار حركة فكرية تستمد رؤاها الفكرية من تعاليم محمد الصدر وجيش المهدي  حركة مسلحة تهدف الى خروج المحتل.

 بينهم عموم وخصوص من جهة فليس كل اعضاء التيار الصدري جيش المهدي او معتقدين باعماله.

حديث السيد المالكي انطلق من هذه القاعدة فهو يدرك تماما التمييز بين جيش المهدي والتيار ولم يكن يقصد الاساءة الى التيار الشعبي والعريض .

الاعلام العربي والمعادي ضخم من تصريحات المالكي  وصورها نوع من التهكم على عموم التيار الصدري  واخذت التصريحات النارية  تترى من التيار الصدري ضد المالكي .

لكن لماذا الهجمة على التيار الصدري في الجنوب  ولماذا حملة الاعتقالات الواسعة ضد التيار من دون الفصل بينه وبين المجاميع المسلحة.

عودة الى بدء:

 عين الحاكم المدني بول بريمر اعضاء مجالس المحافظات بغياب التيار الصدري.

اعني عملية الانتخاب كانت اشبه بالتعين فقد تم توزيع المحافظين بين الدعوة والمجلس والفضيلة.

فيما لم يحصل التيار الصدري على اي منصب في المحافظات الجنوبية على اعتبار ان التعين سوف يستمر لستة اشهر يصار بعدها الى انتخابات واستمر الحال لاكثر من ثلاث سنوات تم خلالها ابعاد ابناء التيار الصدري من كل الوظائف والتعينيات الحكومية سواء في السلك العسكري او المدني مثلما استفرد الحزب الاسلامي على محافظة الانبار.

 بدأ التيار الصدري يطالب بضرورة الاسراع في انتخاب مجالس المحافظات الا ان مماطلة الجميع كانت تحول دون ذلك في الوقت الذي يتردى فيه مستوى الخدمات في الجنوب وتنتشر ظاهرة الفساد الاداري والسرقات من المال العام. كل هذا يحدث بعلم السيد المالكي الذي يتعرض لضغوط كبيرة للحيلولة دون اجراء الانتخابات من قبل جميع الاطراف المشتركة في العملية السياسية والتي يحظى بتأييدها .

  وفي ظل هذه الاجواء المتشنجة كانت تحدث الصراعات في الديوانية والسماوة والبصرة والناصرية والعمارة والكوت من يتحمل اذن النتيجة ومن هو المسؤول عن هذه الاحداث المروعة.

 هل هم البعثيون كما قال السيد المالكي؟

 هل هم السراق واللصوص كما نعتهم السيد المالكي؟

 ام هم ابناء الجنوب الذين لم ينخرطو في صفوف الدعوة والمجلس او الفضيلة ولم يحصلوا على لقمة عيشهم ولم يتم التعامل معهم على اساس الوطنية بل على اساس حزبي بغيض؟

 قصص ابناء الجنوب عن سرقات المحافظين وقادة الشرطة تعبر الخيال احدهم اشترى بيتا في قم بقيمة مليار دينار عراقي والاخر اشترى بيتا خلف فندق الجنوب بقيمة مليار دينار  فيما هم يقضون ايامهم بلا عمل . من هو البعثي اذن ولماذا نحاول دائما نستسهل الحلول العسكرية؟

 كان من الممكن تجاوز كل الازمات في المحافظات الجنوبية لو صار الى اجراء انتخابات مبكرة لمجالس المحافظات.

 كان يمكن ان تنتهي كل مشاكل الجنوب لو صار الى قسمة عادلة بين ابناء الشعب في الجنوب .لا ان يتم توزيع الرتب العسكرية على اقارب هذا المحافظ او ذاك وترك البقية لمخالب الفقر.

هذا الذي يحدث في السماوة والديوانية والبصرة والناصرية فهل يستجيب المالكي لانتخابات مبكرة تقضي على دابر الفتنة؟

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 10 تموز/2007 -25/جماد الاخرى/1428