العالم يشهد ذروة استثمارات جديدة

 شبكة النبأ: أفادت دراسة نادرة عن إنفاق الاثرياء في العالم إنهم يخصصون حوالي ربع استثماراتهم في البذخ على اليخوت والطائرات وغيرها من المقتنيات باهظة الثمن وحوالي الخمس للفنون.

وقدر تقرير الثروة العالمي لعام 2007 الذي يستخدم على نطاق واسع كعلامة دالة في مجال صناعة ادارة الثروة ان الاصول المملوكة لاغنى اغنياء العالم ارتفعت بنسبة 11 بالمئة لتصل الى 37 تريليون دولار العام الماضي مما حفز الطلب على انماط الحياة الباذخة والعلامات التجارية الشهيرة.

وقامت الدراسة باحصاء الاشخاص الذين يملكون اصولا سائلة بأكثر من مليون دولار ومنهم حوالي 9.5 مليون. بحسب رويترز.

وقدرت الدراسة ان 1.8 بالمئة من اموالهم او حوالي 670 مليار دولار انفقت على ما سمته الدراسة "استثمارات البذخ" التي حللتها الدراسة للمرة الاولى.

وقالت دراسة مؤسستي ميريل لينش وكاب جيمني ان 26 بالمئة من هذه النسبة اتجهت الى المقتنيات الباهظة وضمنها اليخوت الرائعة والسيارات الفخمة وان الطلب على تلك السلع يتزايد.

وفي حالة الطائرات التي يمتلكها أشخاص صوب الاثرياء انظارهم عاليا. وقالت الدراسة ان شركة بوينج وفقا لتقارير تلقت طلبيات بشأن 11 طائرة خاصة واسعة من الداخل والتي تصنع وفق طلب الزبون "كقصور متحركة".

وفي اوروبا اتجه الربع صوب الفنون التي ينظر اليها على نحو متصاعد كاستثمار في وقت تحقق فيه الاعمال القديمة والمعاصرة اسعارا قياسية. كما ساعد الفن أيضا على تنويع الثروة بسبب معامل ارتباطها المنخفض مع دورات الاسواق المالية.

وأظهرت الدراسة ان حوالي 18 بالمئة من الانفاق على "البذخ" اتجه الى المجوهرات و14 بالمئة الى مقتنيات أخرى مثل النبيذ والتحف والعملات وحوالي 6 بالمئة الى الاستثمار في مجال الرياضة مثل شراء الفرق وسباق الخيول او الزوارق.

2 تريليون دولار أصول أثرياء العالم 

وارتفعت ثروة الأثرياء العالميين، يحركها اقتصاد عالمي قوي الى 37,2 تريليون دولار أميركي في العام اي بزيادة 11,4في المائة 2006، وفق ما جاء في التقرير الحادي عشر حول الثروة العالمية، الذي نشرته ميريل لينش وكابجميني. بحسب فرانس برس.

وقد زاد عدد الأثرياء (يملكون مليون دولار وأكثر) في العالم بنسبة 8,3 في المائة في 2006 الى 9,5 ملايين وارتفع عدد كبار الأثرياء (يملكون أكثر من 30 مليون دولار) 11,3 في المائة ليصل الى 94,970.

وقد أثبتت الاقتصادات الناشئة مرونتها باستمرار نمو عدد أثريائها وتدفق أموال المستثمرين المتواصل الى أخطر نواحي السوق. فقد حصل أكبر نمو لعدد الأثرياء في سنغافورة حيث ارتفع بنسبة 21,2 في المائة عن عام 2005 وفي الهند حيث نما عددهم بنسبة 20,5 في المائة عن العام الماضي. ويشير التقرير الى أن النمو الاقتصادي سيتباطأ في 2007 بحيث ان الاقتصادات الناضجة تنمو بوتيرة أكثر اعتدالا.

ذروة جديدة

ان معدل نمو مجمل الانتاج المحلي الحقيقي وقيمة الأسهم السوقية - المحركين الأساسيين في خلق الثروة - تسارعا خلال 2006 الأمر الذي ساعد في زيادة عدد الأثرياء في العالم وفي مجموع الثروات التي يسيطرون عليها. فتحقيق المكاسب الاقتصادية بالتساوي مع ما حصل في عامي 2003 و2004، قاد الأسواق الناشئة التي استمرت بالتفوق في أدائها على باقي العالم. فالهند والصين مثلا حافظتا على معدل نمو الناتج المحلي الاجمالي الحقيقي لديهما بمعدل 10,5 في المائة و8,8 في المائة على التوالي في 2006.

ان قيمة الشركات السوقية نمت بسرعة في أوروبا والمحيط الهادئ الآسيوي وأميركا اللاتينية، تحركها أرباح الشركات القوية ونشاط طرح اسهم الشركات الأولى من العموم والاستثمار الأجنبي المستديم. ورغم تباين الأداء عبر العالم، سجلت كل المؤشرات تقريبا مكاسب. فارتفع مؤشر داو جونز العالمي مثلا 16,4في المائة في 2006.

يقول عماد الأعور المدير التنفيذي المقيم في الشرق الأوسط لمجموعة الزبون الخاص الشاملة لميريل لينش: تبين من تقرير هذا العام ان عدد الأثرياء ومجموع الثروات التي يسيطرون عليها استمرت في الارتفاع في 2006 وتخلق الثروة بصورة غير عادية في سنغافورة والهند. فمستوى خلق الثروة حول العالم يوفر فرصة ذهبية لمؤسسات ادارة الثروات، فيحقق النجاح للمؤسسات التي تقدم نموذجا من الخدمة يتلاقى مع الحاجات الدائمة التغير التي يشعر بها في الزمن الحاضر الزبائن البارعون.

الاقتصادات الناشئة

واستمرت مجموعة البرازيل وروسيا والهند والصين في لعب ادوار مهمة متزايدة في الاقتصاد العالمي في ،2006 فقد حلت الصين وروسيا بين البلدان العشرة الأول الأسرع نموا في عدد الأثرياء، وان عدد الأثرياء في الصين زاد بمعدل 7,8 في المائة وعدد أثرياء روسيا بنسبة 15,5 في المائة. وقد أظهرت البرازيل والهند أيضا استمرارا في قوتهما بفضل قطاعات الاستهلاك الداخلي الخاص والمنافسة في الخدمات والصناعة.

وشهدت أميركا اللاتينية اجمالي الناتج الداخلي ينمو بمعدل 4,8 في المائة في 2006 وجاذبية مهمة للاستثمار الأجنبي المباشر. وقد ارتفع عدد الأثرياء في الاقليم بمعدل 10,2 في المائة في 2006، مستمرا بتفوق أدائه على المعدل العالمي البالغ 8,3 في المائة.

أما في الشرق الأوسط فكانت المنطقة الوحيدة التي شهدت تشتتا بالثروة بدل ترسيخها. فقد ساعد الطلب العالمي على النفط في 2006 على زيادة عدد الأثرياء بمعدل 11,9 في المائة، لكن التصحيح الذي حصل في سوق الأسهم من جراء غلاء أسعارها زعزعت قيمة الشركات السوقية وأدت الى تباطؤ في تراكم مجموع الثروات.

يقول المدير المقيم في الشرق الأوسط لمجموعة الزبون الخاص الشاملة لميريل لينش جونتي كروس: ان عولمة خلق الثروة قد تسارعت، فاذا كان عام 2005 قد تميز بتدفق الاستثمار الى الصناديق العالمية من قبل الأثرياء، فقد آذن عام 2006 بالدخول في حقبة جديدة حيث الاقتصادات الناشئة تقفز الى الأمام بجذبها الاستثمار الأجنبي المباشر والطلب الداخلي القوي والمكاسب الطائلة في سوق الأسهم.

يعشقون العقار

وفي 2006 زاد الأثرياء من تحويل الأموال للاستثمارات العقارية، وعملوا أحيانا على تصفية بعض استثماراتهم البديلة لتمويل هذه الفرص في العقارات. وبلغت أحجام الصفقات العقارية المباشرة في 2006 نحو 682 مليار دولار أي بزيادة 38 في المائة عن 2005، وكان أداء صناديق الاستثمار في العقارات قويا الى درجة انه خلق قناة استثمارية شاملة مفضلة. وفيما الاستثمارات البديلة ظلت عنصرا مفتاحا في محافظ الأثرياء فان تخصيصات الأموال لهذا النوع من الاستثمار قد تدنى في ،2006 ان أول اختراق حصل في هذا التقرير هو عمل البر والاحسان. اذ تبين أن الأثرياء، بقيادة كبارهم، أعطوا نحو 285 مليار دولار الى الأعمال الخيرية في 2006.

وأخيرا وجد التقرير أن التطلعات العالمية كما يراها الأثرياء استمرت في الازدياد عام 2006، يحركها وعي أوسع للتطورات الدولية، واداء أفضل لصناديق الاستثمار وسعي لتخفيف المخاطر.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 10 تموز/2007 -25/جماد الاخرى/1428