العالم يدير ظهره للاجئين العراقيين

 شبكة النبأ: تستمر معاناة العراقيين بين النزوح الداخلي والهجرة الى الخارج باتجاه المجهول والغربة طلبا لبعض الامل والامان، ورغم ما تعلنه وسائل الاعلام من تناقص اعداد النازحين والمهاجرين الا ان الحقيقة تبقى جلية في مناطق جنوب بغداد والاخرى المحيطة بالعاصمة في ان العوائل ما تزال حتى اللحظة بحراك مستمر نحو المناطق الاكثر امنا في العراق.

كما ان الفساد طال حتى المساعدات الدولية التي تخصص للمهجرين والنازحين العراقيين، لتخضع هي الاخرى للمحاباة والعلاقات الحزبية والفئوية والشخصية داخل العراق.

وادانت المفوضية العليا للاجئين في الامم المتحدة عدم التزام المجتمع الدولي وعوده بمساعدة سوريا والاردن لتقديم العون الى اللاجئين العراقيين.

وقالت المفوضية ان هذين البلدين اللذين يضمان نحو مليوني عراقي تلقيا وعدا بالحصول على مساعدة خلال مؤتمر في جنيف في نيسان/ابريل لكنهما لم يحصلا على شيء عمليا.

واوضح المتحدث باسم المفوضية رون ريدموند للصحافيين في جنيف ان "الاعداد المتزايدة للاجئين والمجموعات التي تستقبلهم يواجهون صعوبات ضخمة من شأنها ان تتفاقم في حال لم يف المجتمع الدولي بالتزاماته". بحسب فرانس برس.

واكد ان سوريا والاردن يحتاجان الى "مئات ومئات الملايين" كمساعدة مباشرة من الدول المانحة لإيواء اللاجئين العراقيين ومساعدتهم طبيا وتربويا.

وكان الاردن اعلن في ايار/مايو ان استضافة اللاجئين العراقيين تكلفه مليار دولار سنويا.

واضاف المتحدث باسم المفوضية العليا ان هذين البلدين "ابقيا حدودهما مفتوحة الامر الذي نقدره كثيرا والذي ينبغي ان يقدره المجتمع الدولي".

وقالت المفوضية ان السبعين مليون دولار التي تلقتها تشكل مساهمة "سخية" لكنها لا تشكل بديلا من المساعدة الثنائية التي يحتاج اليها البلدان في شكل عاجل.

وبحسب المنظمة فان الفي عراقي يدخلون سوريا يوميا ويقيم فيها ثلاثون الفا كل شهر فيما يعود الاخرون الى العراق او يحاولون الهجرة الى اوروبا.

وقالت ان سوريا تستضيف 1,4 مليون عراقي والاردن 750 الفا وبين هؤلاء لاجئون فروا من البلاد قبل الاحتلال الاميركي.

وذكرت مصادر في وزارة الخارجية الاردنية ان الاردن سينظم في تموز/يوليو مؤتمرا دوليا حول مشكلة اللاجئين العراقيين.

وتقدر الامم المتحدة عدد العراقيين الذين فروا من بلدهم باربعة ملايين شخص من اصل 26 مليونا ويشمل هذا العدد من غادروا قبل عام 2003. وفضلا عن ذلك نزح اكثر من مليوني شخص داخل العراق.

السويد تشدد قواعد منح حق اللجوء للعراقيين

من جهتها قالت السويد التي تستضيف لاجئين عراقيين أكثر من أي دولة اخرى في اوروبا انه يتعين على العراقيين الذين يسعون للحصول على حق اللجوء ان يثبتوا انهم يواجهون مخاطر بصفة شخصية في بلدهم لتجنب اعادتهم الى بلادهم.

وأثار قرار مجلس الهجرة بشأن ثلاث حالات لجوء منفصلة القلق بين اللاجئين العراقيين في السويد الذين يخشون أن يصبح رفاقهم عرضة للخطر اذا عادوا الى العراق الذي يمزقه العنف. بحسب رويترز.

وقال ليث الحداد (35 عاما) الذي يعيش مع أسرته في سودرتالي وهي بلدة جنوبي ستوكهولم مع عدد كبير من اللاجئين العراقيين المسيحيين "اذا أرسلوهم الى العراق فسيقتلونهم. الوضع خطير للغاية." وأضاف "مئة في المئة من الناس يخرجون من العراق لانه خطر على حياتهم."

وذكر مجلس الهجرة في بيان أنه في واحدة من الحالات الثلاث حصل رجل مسيحي من بغداد على حق اللجوء بعد أن أثبت انه يواجه مخاطر شخصية اثناء وجوده في مدينته.

لكن المجلس رفض طلب عراقيين اخرين أحدهما من بغداد والاخر من جنوب العراق لانهما لم "يحددا ظروفا شخصية" تثبت أنهما كانا في خطر أكثر من غيرهما في المناطق التي كانا يعيشان فيها.

وقال مسؤول في لجنة الهجرة ان هذا القرار يوضح المعايير لطالبي حق اللجوء في السويد. وكانت لجنة الهجرة في السابق تفحص الطلبات على اساس كل حالة على حدة.

وقال حداد وهو من الاقلية المسيحية انه هرب مع زوجته وابنه الى السويد قبل ستة أشهر بعد أن تلقى تهديدات بشأن أعمال بناء تنفذها شركة تملكها عائلته لصالح الجيش الامريكي. ويعيش والده جلال (63 عاما) بالفعل في السويد.

وقضت محكمة سويدية في وقت سابق من العام الحالي بأن البلاد لا تعتبر العراق في حالة صراع مسلح وهو وضع يمكن ان يؤثر على ما اذا كان اللاجئون يحصلون على حق اللجوء.

وعبرت زهراء عبد الحسين (20 عاما) وهي لاجئة عراقية عن رأيها بصراحة بشأن الوضع في بلادها. وقالت "الظروف كانت صعبة في العراق. كانت هناك حرب والوضع بدأ يسوء ولاتزال الحرب دائرة هناك. ونحن نعيش هنا الى أن يتحسن الوضع."ويمثل العراقيون أكبر مجموعة من طالبي حق اللجوء في السويد.

وذكر مسؤول في مجلس الهجرة أن الارقام تظهر أن 8951 عراقيا جاءوا الى السويد العام الماضي أي نحو 45 في المئة من عدد العراقيين الذين وصلوا أوروبا بالمقارنة مع 1760 من صربيا والجبل الاسود.

ويشكل العراقيون المسيحيون الذين يخشون من الاضطهاد في وطنهم الجزء الاكبر من هذا العدد الاجمالي.

ويميل العراقيون الى السويد بسبب انفتاحها النسبي أمام اللاجئين ونظرا لوجود جالية عراقية تزيد على 70 ألف عراقي هناك.

لكن السويد بدأت تشعر بقلق متزايد بسبب الضغوط التي يسببها توافد طالبي اللجوء على نظام الرعاية وطلبت من دول الاتحاد الاوروبي مساعدتها.

وقال جلال الحداد الذي عبر عن امتنانه للسويد لايوائه وعائلته " الان يتوافد الكثيرون على السويد. السويد بلد صغير. لماذا لا تستقبل دول أوروبية أخرى الناس بتلك الطريقة."

امريكا تؤخر استقبال 7000 لاجىء عراقي 

وبالرغم من مرور اشهر على اعلان الادارة الامريكية عن خططها بالسماح ل7 الاف لاجىء عراقي بالعيش في الولايات المتحدة فانها مازالت تواجه المصاعب في تطبيقها.

وواجهت الادارة الامريكية منذ بدء العمليات العسكرية في العراق في عام 2003 الانتقادات من الدول الاخرى لسماحها بدخول اقل من 500 لاجىء عراقي الى اراضيها وهذا حسب قولهم لا يخفف من معاناة اللاجئين العراقيين الذين يبلغ عددهم اكثر من اربعة ملايين لاجىء.

وكشفت المفوضية الدولية العليا لشؤون اللاجئين في تقارير لها نشرت بداية هذا العام ان هناك مليوني لاجىء عراقي نازحين دخل بلادهم بالاضافة الى وجود 2ر2 مليون لاجىء عراقي آخر متوزعين في سوريا والاردن ومصر. بحسب (كونا).

ويوجد القسم الاكبر من هؤلاء اللاجئين في سوريا حيث يبلغ عدد اللاجئين العراقيين هناك حوالي 4ر1 مليون لاجىء وهم يزيدون بصورة مطردة بنسبة 30 الف لاجىء شهريا في حين يوجد في الاردن 750 الف لاجىء.

ودعت سوريا والاردن في اجتماع دولي حول معاناة اللاجئين العراقيين في وقت سابق هذا الصيف الى مساعدتهم على تحمل هذه الاعداد الهائلة من اللاجئين العراقيين.

وكانت الادارة الامريكية قررت بعد مناقشات مستفيضة استقبال 7 الاف لاجىء عراقي في اراضيها حيث من المتوقع ان يصلوا في ال30 من شهر سبتمبر المقبل ما جعل مؤسسات الخدمات الاجتماعية والمؤسسات الانسانية الاخرى في حالة تأهب قصوى لاستقبالهم لكن لم يصل الا القليل من هؤلاء اللاجئين حيث وصل 63 لاجئا عراقيا في شهر يونيو الماضي

واوضحت مساعدة وزيرة شؤون السكان واللاجئين والهجرة الامريكية الين ساويبيري "ان احد الاسباب الذي نرى ان القليل من اللاجئين العراقيين وصلوا الى الولايات المتحدة الامريكية منذ عام 2003 هي التحقيقات والمراجعات الامنية المتشددة التي نقوم بها" مؤكدة اهمية الاجراءات الامنية لحماية الولايات المتحدة.

من جانب آخر قال مدير الخدمات الاجتماعية في مركز الجالية العربية للشؤون الاقتصادية والخدمات الاجتماعية امين درويش طالب حول انتظار المؤسسات الانسانية في هذا البلد للاجئين العراقيين واتصالاتهم مع الادارة الامريكية بهذا الشأن "نحن نتوقع قدوم اللاجئين العراقيين ونحن على استعداد للتعامل معهم ورعايتهم ولكن لم يحدث اي شيء حتى الآن ..قالوا لنا انهم سيصلون في شهر يونيو الماضي لكن لم نشاهد احدا منهم حتى الآن".

من جانبه قال نائب رئيس مؤسسة كالدين الامريكية الموجود في ولاية ميتشغان نابي يونو انه اجتمع اخيرا الى وزير الخارجية الامريكية كونداليزا رايس في واشنطن حيث بحث معها قضية اللاجئين العراقيين موضحا انها كانت مقدرة ومتعاطفة جدا مع معاناة اللاجئين العراقيين مضيفا "هي تفهم ما يعانيه اللاجئون العراقيون وتريد ان تساعد اكبر عدد منهم".

وعزا سبب تأخر قدوم اللاجئين العراقيين الى الولايات المتحدة الامريكية الى قلة عدد الموظفين وضعف التمويل لادارة الشرق الاوسط في جهاز الامن الداخلي الامريكي الذي يقوم بالتحقيقات والمراجعات الامنية بشأنهم.

وأوضح انه عند قدوم اللاجئين العراقيين الى ولاية ميتشغان فان الولاية ستحتاج الى مساعدة فيدرالية عاجلة لتأمين الحاجات الاساسية لهم لكن توقع الا يكون هناك صعوبات كبيرة عند استقبالهم حيث قال، اعتقد ان هناك العديد من الاسر والكنائس والمساجد ستفتح ابوابها للاجئين العراقيين.

ومازالت المؤسسات الخيرية والانسانية في هذا البلد تنتظر قدوم اللاجئين العراقيين مع تأكيدات رسمية امريكية مستمرة بخططها لاستقبال سبعة آلاف لاجىء عراقي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 10 تموز/2007 -25/جماد الاخرى/1428