التركمان الشيعة يتعرضون للابادة على ايدي التكفيريين والبعثيين

 شبكة النبأ: لاتزال هجمات الارهاب من قبل تنظيم القاعدة وفلول البعثيين تستهدف المدنيين من جميع الطوائف في العراق، ولكنها تبقى متركزة على المسلمين الشيعة من الابرياء الذين لا ذنب لهم سوى انهم من اتباع اهل بيت النبوة(ع)، حيث تأبى فتاوى الظلالة الوهابية التي يرتكز عليها تنظيم القاعدة ان تترك المسلمين وشانهم دون تكفير وتحامل وتحريض.

وفي كارثة قلما شهد التاريخ مثل بشاعتها أكدت مصادر امنية وطبية عراقية مقتل 150 اشخاص على الاقل واصابة نحو 250 اخرين بجروح في هجوم انتحاري نفذ بواسطة شاحنة مفخخة استهدف بلدة امرلي التركمانية الشيعية شمال بغداد.

فقد قال مسؤولون محليون يوم الأحد إن عدد القتلى في الهجوم بشاحنة ملغومة يوم السبت في سوق بطوز خورماتو في شمال العراق قد يصل إلى 150 قتيلا.

وقالت الشرطة ومحمد رشيد رئيس بلدية طوز خورماتو إن عدد القتلى المؤكد هو 130 إضافة إلى 250 مصابا. ولكن الشرطة قالت إنه ما زال هناك 20 مفقودا ومن المعتقد أنهم قتلوا. بحسب رويترز.

وقال رشيد إن الشاحنة الملغومة دمرت نحو 50 متجرا صغيرا و50 منزلا في البلدة التي تقطنها أغلبية شيعية. وكان رشيد ذكر مساء أمس السبت أن عدد القتلى 115 قتيلا.

وإذا بلغ عدد القتلى 150 سيكون هذا أحد أكثر التفجيرات الفردية دموية التي شنها مسلحون في العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة ضد البلاد عام 2003 .

ودفن كثير من الضحايا من النساء والأطفال الذين كانوا يتسوقون وقت الهجوم تحت الأنقاض واحتاج عمال الانقاذ لساعات لانتشال جثثهم.

ووجه الهجوم ضربة للحملة الأمنية المدعومة من الولايات المتحدة في العراق وسلط الضوء على قدرة المتشددين على تنظيم هجمات كبيرة بالرغم من وصول نحو 30 ألف جندي أمريكي إضافي.

ويشن عشرات الآلاف من الجنود الأمريكيين والعراقيين عمليات في بغداد وحولها جزئيا لاستهداف مصانع اعداد السيارات الملغومة التي يقول قادة عسكريون إن تنظيم القاعدة يديرها.

ويلقى مسؤولون أمريكيون باللوم على تفجيرات سيارات ملغومة على تنظيم القاعدة الذي يقولون إنه يحاول اثارة حرب أهلية شاملة بين الأغلبية الشيعية والأقلية من العرب السنة في البلاد.

واعلن المقدم سامان حميد معاون مدير التنسيق المشترك في شرطة طوزخورماتو ان "الشاحنة كانت محملة بالطوب متجهة ناحية المحلات التجارية" في ارملي الواقعة بين كركوك وتكريت.

وبدوره قال محمد رشيد قائم مقام طوزخورماتو "تسلمت تقارير امنية من موقع الحادث تؤكد مقتل 115 عراقيين بالاضافة الى خمسة مفقودين واشلاء حوالى خمسة اشخاص". واكد "تهدم 40 منزلا بشكل كامل فضلا عن عشرين محلا تجاريا وعشرة مركبات".

واضاف "تم نقل الجرحى الى مستشفيات طوزخورماتو وكركوك وازادي وكفري نظرا لصعوبة نقلهم الى تكريت بسبب عدم ضمان امن الطريق المؤدي اليها".

وحول اسباب ارتفاع عدد القتلى قال رشيد ان "الجثث كانت مطمورة تحت الابنية المنهارة كما احترق قسم منها او تمزق (...) انها كارثة كبيرة استهدفت هذه الناحية واهلها فجميع القتلى والجرحى من المدنيين".

واكد مصدر اداري في مستشفى طوزخورماتو ان "ذوي القتلى قاموا بدفنهم من دون الرجوع الى الشرطة والادارة المحلية في حين ارسل بعضهم الى النجف".

واضاف ان مستشفى طوزخورماتو "تلقى 26 قتيلا واكثر من 160 جريحا بعضهم في حالة مستعصية فتم ارسالهم الى مستشفيات في كركوك وكردستان".

وقد تعرضت بعض اماكن تواجد التركمان في المنطقة مثل سليمان بيك وداقوق منذ فترة الى تفجيرات مماثلة اوقعت قتلى وجرحى. وغالبية سكان المنطقة تنتمي الى عشيرة البيات من التركمان الشيعة.

وقالت امرأة والدماء تغطي وجهها «فقدت كل أفراد عائلتي» في التفجير الانتحاري الذي استهدف سوق آمرلي ذا الغالبية التركمانية الشيعية.

وقالت سكينة عبد الرزاق البياتي (55 عاما) لمراسل وكالة الصحافة الفرنسية وهي تلهث ودموعها تختلط بدمائها «لا أعلم مصير زوجي وابنتي وابني، لأن المنزل انهار فوق رؤوسنا».

وقال الطبيب جودت عبد الله من مستشفى طوزخورماتو (185 كلم شمال بغداد) ان قسم الطوارئ «تلقى 30 قتيلا و105 جرحى». وأضافت سكينة «كانوا في المطبخ وسمعت صراخ ابني قبيل الانفجار وانهار السقف بشكل كامل ولم أعد أسمع أو أشعر بشيء ولم استفق من الغيبوبة إلا وأنا داخل المستشفى».

وقد اصيبت المرأة بجروح بالغة في الرأس واليدين. وتساءلت «لماذا فعل ذلك المفجرون؟ لماذا حرموني من عائلتي؟ ألا يكفيهم استهداف المدنيين؟ هل هذا هو الجهاد الذي يقصدون (...) هذا ظلم بحق الانسان وإساءة للاسلام يدفع ثمنه العراقيون». واضاف الطبيب ان «فرق الإنقاذ لا تزال تعمل على انتشال الضحايا الذين لا يزالون تحت الانقاض، خصوصا وان سكان الناحية يتحدثون عن سقوط عشرات القتلى».

بدوره، قال عبد الحسين اكبر عزيز صاحب محل لبيع المواد الغذائية داخل مستشفى كركوك العام «كنت في محلي التجاري وشاهدت الانفجار الذي يبعد حوالى 400 متر (...) قتلت امرأة مع طفلها كانت قد اشترت مني بضائع بفعل الشظايا». وأضاف «لقد أصيبت ساقي بشظايا وشاهدت الطفل وأمه يموتان أمام عيني ولم استطع إسعافهما». وتابع «رأيت النيران تلتهم المحلات القريبة وعددها اكثر من عشرين محلا تجاريا بضمنها مطعم شعبي وورشة صناعية، وكانت نيران هائلة جدا وتصاعد الدخان والغبار فوق المكان بشكل مخيف ومرعب لم نشاهده من قبل». واكد اكبر ان «هذا الانفجار هو الاول من نوعه في هذه الناحية».

وغالبية سكان المنطقة تنتمي الى عشيرة البيات من التركمان الشيعة. وفي الثامن من يونيو الماضي، اكد قائد شرطة محافظة كركوك اللواء تورهان يوسف «مقتل 19 شخصا، بينهم خمسة من عائلة واحدة، وإصابة 22 آخرين بتفجيرين احدهما انتحاري داخل حسينية داقوق للشيعة التركمان».

فتاوى الوهابية تنقل الدمار الى انحاء العالم

من جهة اخرى ندد السياسي والاعلامي العراقي ازهر الخفاجي برفض السلطات السعودية حتى الان، الاستجابة لطلبات الشعب العراقي والتراجع علنا ورسميا عن فتاوى التكفير التي صدرت من مشايخ المذهب الوهابي في السعودية التي ساهمت في اعطاء شرعية للقتل والاختطاف والتهجير في العراق. بحسب تقرير اذاعة صوت العراق.

وقال الخفاجي معلقا على اقرار السعودية مؤخرا، بان مواطنيها الذين قاتلوا في تنظيم فتح الاسلام في نهر البارد انما تدربوا في العراق وانتقلوا من هناك الى لبنان: اذا كانت السعودية تعترف بهذه الظاهرة، فيجب عليها الاعتراف بان المئات من السعوديين اسسوا واشرفوا على بناء تنظيم القاعدة والتنظيمات التكفيرية الاخرى في العراق وقاموا في تنفيذ عمليات التفجير والقتل التي حصدت ارواح مئات الاف من شيعة  العراق واخيرا بدأت تستهدف السنة المخالفين لهم.

وتساءل الخفاجي: اذا كانت المعلومات الامنية اللبنانية الرسمية قد اكدت سقوط 33 أرهابيا سعوديا من تنظيم فتح الاسلام في لبنان خلال فترة قليلة من القتال، ووصلت نسخة من تلك التقارير الى السلطات السعودية، فكم شاب سعودي دخل العراق، ولبس الاحزمة الناسفة وقاد المفخخات ليحصد ارواح المئات من العراقيين؟! فهل يعقل ان لاتعلم السعودية باعدادهم.؟! خاصة وان الرجل الثاني في القاعدة قد صرح  بان اكثر من 800 ارهابي من التكفيريين انتحروا حتى ابريل من العام الماضي في تفجير انفسهم باحزمة ناسفة وسيارات مفخخة، فكم صار عددهم حتى يوم امس، وكم سعودي كان من بينهم؟!.

وقال الخفاجي، ان المحرض الاول على هذه الجرائم وعلى تصدير شباب السعودية الى العراق هم علماء المذهب الوهابي المتشددبن والذين ينعمون بالامتيازات والحماية ولايتم مساءلتهم عن فتاواهم التي تسبب قتل الالاف في العراق، ومن هنا سوف يظل هؤلاء يتوافدون على العراق خاصة وان علماء فتاوى التكفير ضمنوا لهم الجنة وان مواقع الانترنت المتطرفة تقوم بغسل ادمغتهم واستغلال بساطتهم وحبهم للدين الحنيف ، لتحولهم الى قتلة من الطراز الاول باسم الدين.

وتساءل الخفاجي: هل تصدير الشباب السعودي للعراق هو نتيجة لقرار اتخذه  الحكم السعودي ، يقضي بالتخلص من خطر الشباب السعودي المتطرف لديها ودفعهم الى خارج البلاد ، لياتوا الى العراق ليفجروا انفسهم في المدنيين العراقيين الامنين..؟ وهل ثمة اتفاق بين الحكم السعودي  وكبار علماء الوهابية واساتذة الشريعة في السعودية على ان تصدر مثل تلك الفتوى الجماعية التي حثت على ما أسمته بنصرة سنة العراق ضد الشيعة ؟! ليخرج المئات ممن فيهم المواصفات التي تجعل منهم ارهابيبن، والتغرير بهم بفعل هذه الفتوى والفتاوى السابقة للخروج الى  العراق ويهلكوا في مدنه وقراه ..؟! تماما كما عملت الولايات المتحدة عندما صرح وزير دفاعها السابق رامسفيلد قائلا: لقد خططنا لنجعل من العراق مصيدة للإرهابيين يقعون فيها، فنقوم بحصدهم جماعات وفرادى، بدلا من ان يشكلوا تهديدا على امن الولايات المتحدة "!؟ وانهى الخفاجي تصريحه، بدعوته الحكم السعودي الى تكرار تجربته مع اصحاب الفتاوى الذين افتوا بجواز قتل القبادات الامنية السعودية والاساتذة الليبراليين ، فجاءت بهم الى شاشات التلفزيون وتراجعوا عن فتاواهم كلها مرة واحدة دون تردد او خجل ، كما فعل المسؤولون الامنيون السعوديون مع الشيخ ناصر الفهد وغيره ممن ظهر في شاشة التلفزيون السعودي ليعلن ندمه وتراجعه عن كل ما افتى به من قبل ، مشيرا بان هذه الطريقة هي وحدها ستكون دليلا على حرص السعودية على امن ووحدة العراق كما يصرح  كبار مسؤوليه ، ودون تحقق هذه الطريقة التي يعلن فيها علماء الافتاء مثل ابن جبرين والعمر واللحيدان والبراك وغيرهم تراجعهم عن فتاواهم التحريضية ضد الشيعة، فسيظل اتباع هؤلاء العلماء ومقلدوهم يتوافدون على العراق لقتل المئات من الابرياء من الشيعة وحتى السنة كما نشهد في عملياتهم في الانبار والفلوجة، وسيتحول البقية الى جيش من الارهابيين لايستهدفون امن لبنان فقط بل وامن دول الخليج المجاورة وغيرها من الدول العربية والاسلامية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 9 تموز/2007 -24/جماد الاخرى/1428